أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ماهر الشريف - الشيوعيون العرب والنضال ضد الفاشية والنازية















المزيد.....



الشيوعيون العرب والنضال ضد الفاشية والنازية


ماهر الشريف

الحوار المتمدن-العدد: 3739 - 2012 / 5 / 26 - 10:35
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


سيُنشر هذا النص باللغة الفرنسية ويصدر عن منشورات "ألبان ميشيل"، وباللغة الانكليزية ويصدر عن "منشورات جامعة برنستون"، وذلك ضمن كتاب جماعي موسوعي يتناول تطوّر العلاقات التاريخية بين المسلمين واليهود منذ بدايات العهد الإسلامي وحتى اليوم*

// منذ ظهور الفاشية ومن ثم النازية على مسرح الأحداث في أوروبا، اتّخذت الأحزاب الشيوعية في البلدان العربية موقفاً حاسماً منهما، محذّرة من أطماعهما ومن نزعاتهما العدوانية والحربية. وبموقفهم هذا، كان الشيوعيون العرب يقفون في مواجهة قطاعات من الرأي العام العربي التي انخدعت بالدعاية الفاشية والنازية وتعاطفت مع سياسات إيطاليا وألمانيا، لكونهما الدولتين المعاديتين لبريطانيا وفرنسا، اللتين كانتا تستعمران معظم البلدان العربية، وذلك على قاعدة المبدأ القائل إن: "عدو عدوي صديقي".
لم يكن موقف الشيوعيين العرب من الفاشية والنازية ومخططاتهما معزولاً عن مواقف كل الأحزاب الشيوعية في العالم، التي كانت منذ مطلع العشرينيات تلتف حول الأممية الشيوعية وتؤيد، بلا تحفظ، سياسات الدولة السوفيتية.
وكانت قيادة الأممية الشيوعية قد بدأت، بعد استيلاء النازية على السلطة في ألمانيا في عام 1933، تتلمس الحاجة إلى انتهاج سياسة جديدة، مغايرة للسياسة "الانعزالية" التي انتهجتها في أعقاب المؤتمر العالمي السادس في صيف العام 1928، والتي تجسدت، في ذلك الحين، بدعوتها الشيوعيين إلى التصدّي لسياسات قيادات الأحزاب الاشتراكية-الديمقراطية "الإصلاحية" في البلدان الأوروبية وإلى الوقوف في وجه القيادات "البرجوازية الوطنية" التي تقود حركات التحرر المناهضة للاستعمار في البلدان المستعمرة والتابعة. وقد كان انعقاد المؤتمر العالمي السابع للأممية الشيوعية في موسكو، في صيف عام 1935، مناسبة لبلورة هذه السياسة الجديدة ولدعوة الأحزاب الشيوعية إلى تبنّيها.

جورجي ديمتروف

فأمام مندوبي المؤتمر العالمي السابع، الذي شارك فيه عدد من المندوبين العرب من سوريا وفلسطين ومصر وتونس والجزائر والعراق، قدم القائد الشيوعي البلغاري جورجي ديمتروف تقريراً مطوّلاً حول "هجوم الفاشية ومهمات الأممية الشيوعية في النضال من أجل وحدة الطبقة العاملة ضد الفاشية"، دعا فيه الشيوعيين في البلدان المختلفة إلى العمل على إقامة جبهة شعبية تشمل الغالبية العظمى من الجماهير الشعبية المعادية للفاشية (1).

بالميرو تولياتي

أما القائد الشيوعي الإيطالي بالميرو تولياتي، فقد قدم تقريراً حول النضال ضد الاستعدادات الجارية في البلدان الامبريالية لتفجير حرب عالمية جديدة، أشار فيه إلى أن الفاشية هي "القوة الرئيسية" التي تحرض على اندلاع الحرب، مؤكداً أهمية ربط النضال ضد الحرب، ومن أجل صون السلام العالمي، بالنضال ضد الفاشية وضد الحركات الفاشية (2).

حملات التعبير الأولى عن العداء للفاشية والنازية
كانت الحملة الأولى التي نظّمها الشيوعيون العرب للتعبير عن عدائهم للفاشية ولسياساتها الاستعمارية والحربية هي تلك التي نُظّمت لمساندة نضال الشعب الأثيوبي في مواجهته للعدوان الإيطالي، حيث تشكّلت في عدد من البلدان العربية ، بمبادرة من الشيوعيين، لجان خاصة للتضامن مع الشعب الأثيوبي ونضاله التحرري .
ففي أوائل تشرين الأول 1935، أصدر الحزب الشيوعي الفلسطيني، بالتعاون مع المنظمات والأحزاب الشيوعية في البلدان العربية وأفريقيا وإيطاليا، بياناً دعا فيه إلى تنظيم حملة دولية واسعة للمطالبة بوقف العدوان الفاشي على أثيوبيا، وورد فيه: "نحن أبناء الشعوب المضطهدة في أفريقيا والبلدان العربية، نحن عمال إيطاليا... نحن نعي تماماً أننا بدفاعنا عن الشعب الأثيوبي في وجه المغامرة الفاشية، نكون قد تصدينا في الوقت نفسه لخطر اندلاع حرب امبريالية عالمية جديدة، قد تهدد العالم أجمع، وبشكل خاص بلداننا، بدمار لم تشهده من قبل. نحن نعي أننا بدفاعنا عن استقلال أثيوبيا ضد تدخل القراصنة الفاشيين، نكون قد وحّدنا، في الوقت ذاته، قوى جماهيرنا الشعبية في النضال ضد مضطهدينا أنفسهم" (3).
أما الحملة الثانية التي نظّمها الشيوعيون العرب، في أعقاب المؤتمر العالمي السابع، ضد الفاشية ومخططاتها ، فكانت حملة التضامن مع الجمهوريين الاسبان، وذلك إثر نشوب الحرب الأهلية الاسبانية التي فجرتها القوى الرجعية في اسبانيا في عام 1936، بالتعاون مع الفاشيين الألمان والإيطاليين.
فاستجابة لنداء الأممية الشيوعية، شارك عدد من الشيوعيين العرب في الفرق الأممية التي انتقلت إلى اسبانيا للقتال إلى جانب الجمهوريين الاسبان، كان من بينهم مجموعة من أعضاء الحزب الشيوعي الفلسطيني، العرب واليهود، مثل علي عبد الخالق الجيباوي، عضو اللجنة المركزية للحزب، الذي قتل في اسبانيا خلال إحدى المعارك، وعضو سكرتارية اللجنة المركزية للحزب، نجاتي صدقي، الذي كلّفته قيادة الأممية الشيوعية بالمشاركة في تنظيم الحملات الإعلامية التي وجهت إلى المقاتلين المغاربة الذين كانوا يقاتلون إلى جانب القوات المتمردة بقيادة الجنرال فرانكو (4).
وفي عام 1936، كرّس الحزب الشيوعي الفلسطيني حيّزاً كبيراً من صفحات جريدته السرية الأسبوعية "الجبهة الشعبية"، لتعريف الرأي العام الفلسطيني بحقيقة الحرب الأهلية الاسبانية وطبيعة القوى المشاركة فيها. ففي عددها الصادر في 25 أيلول 1936 ، وتحت عنوان: "الحرب الأهلية الاسبانية: حرب رجعية فاشستية ضد الحرية والديمقراطية"، كتبت "الجبهة الشعبية": "يتجه اهتمام شعبنا العربي، بعد فلسطين العزيزة، إلى تلك الحرب الأهلية الطاحنة في اسبانيا منذ أكثر من شهرين".
وبعد أن يستعرض كاتب المقال مقدمات هذه الحرب، التي أعقبت فوز الجبهة الشعبية الاسبانية في الانتخابات التي جرت في شباط 1936، ويتوقف عند حركة العصيان العسكري التي قادها الجنرال فرانكو في تموز من العام نفسه، وحظيت بدعم ألمانيا وإيطاليا، يكتب: "إن حركة الجنرال فرانكو هي حرب فاشستية ضد الحرية والديمقراطية، وهي لا تتعدى فقط على الشعب الاسباني، بل يصيب الشعب العربي منها أوخم العواقب، ولا سيما عرب مراكش الذين بدأوا يشعرون بفداحة الخطأ الذي يرتكبونه في مناصرة الفاشست الاسبان، وقد بدأ فرانكو يبطش بزعمائهم وأحرارهم ويحكم بإعدامهم..."(5).
وكانت"الجبهة الشعبية" قد أكدت في مقال سابق، نُشر في 21 آب 1936، أن قادة الثورة "الفاشستية" في اسبانيا، شقوا عصا الطاعة وحاربوا الحكومة الشعبية "بعد أن تلقوا أوامر وتأييداً ومساعدات مادية كبيرة من الفاشستية الإيطالية والهتلرية"، لكن رجال الشعب الاسباني ونساءه هبوا "لحمل السلاح والوقوف في وجه هؤلاء المأجورين دفاعاً عن حكومتهم الشعبية، كما هبّ عمال العالم وخصوصاً عمال الاتحاد السوفياتي لمناصرة الحكومة الشعبية والشعب المناضل في اسبانيا..." (6).

تشكيل حركات عربية مناهضة للفاشية والنازية
منذ عام 1937، راحت تظهر في عدد من البلدان العربية حركات وتنظيمات مناهضة للفاشية والنازية. ففي أيار من ذلك العام ، تشكّلت في لبنان وسورية "عصبة مكافحة الفاشية" على يد عدد من المثقفين اليساريين والديمقراطيين، الذين توافقوا "على تشكيل جمعية تشمل جميع العاملين في القضايا التحريرية والحركة الاستقلالية الصحيحة"، وتسعى "لإذاعة النشرات وإقامة الحفلات العامة لفضح المساعي المشبوهة التي يقوم بها بعض المأجورين لخدمة الاستعمار والمستعمرين".
وقد عقدت "عصبة مكافحة الفاشية" في بيروت، في 6 و 7 أيار 1939، "مؤتمر مكافحة الفاشستية السوري اللبناني الأول"، حضره نيف ومئتا مندوب من سوريا ولبنان يمثلون اثنتي وثلاثين منظمة ، عدا عشرات النواب الذين حضروا بأنفسهم أو أرسلوا رسالات التأييد لفكرة المؤتمر(7).
وفي العراق، ناضل الحزب الشيوعي العراقي من أجل توحيد كل القوى الوطنية في جبهة وطنية معادية للفاشية، وعبّأ الجماهير في الكفاح ضدها، وتشكّلت بمبادرة منه منظمة نسائية لمكافحة الفاشية باسم "جمعية مكافحة الفاشية والنازية". وكانت جريدته المركزية "القاعدة" يتصدرها شعار: "يا جماهير الشعب اتحدي ضد الفاشية وفي سبيل الخبز والحريات الديمقراطية في جبهة وطنية موحدة" (8).
وفي مصر، أعطى النضال ضد الفاشية والنازية قوة دفع كبيرة للحركة الشيوعية في مصر، مكّنتها من استعادة نشاطها بعد الضربة القاصمة التي تعرضت لها في عام 1924 على يد حكومة سعد زغلول الوفدية. وكان النشاط الفاشي المتصاعد حافزاً لنشاط ديمقراطي مضاد، حيث تجمع آلاف من العناصر المناهضة للفاشية وللعداء للسامية والمناصرة للديمقراطية والتحرر في عدد من التجمعات والأندية. (9).
ففي عام 1933، وبعد وصول هتلر إلى الحكم، تشكّلت "لجنة مكافحة العداء للسامية"، التي راحت تقوم بحملات دعائية ضد النازية، وتدعو إلى مقاطعة البضائع الألمانية وتعبئ اليهود للكفاح ضد الفاشية وليس للهجرة إلى فلسطين. وقد تحوّل أعضاؤها مع الوقت إلى شيوعيين. وفي عام 1934، تأسست "رابطة أنصار السلام"، التي نظّمت حملات عديدة لإدانة العدوان الإيطالي على أثيوبيا، كما أيدت الجمهوريين في اسبانيا، وكان نشاطها عموماً ضد الفاشية والعنصرية والحرب، ونجحت في أن تقيم علاقات جيدة بين اليسار الأجنبي وبين المصريين، وكان لها اتصالات بأعضاء من الحزب الشيوعي المصري القديم (10).

كشف طبيعة الفاشية والنازية وفضح دعاية أعوانهما في البلدان العربية
سعى الشيوعيون العرب، منذ وقت مبكر، إلى التصدّي للدعاية التي كان يبثها الفاشيون الإيطاليون والنازيون الألمان في البلدان العربية، والتي كانت تلقى استجابة وتعاطفاً من قطاعات واسعة من الرأي العام العربي، ولا سيما بين صفوف الشباب.
ففي دحضه للأفكار التي تجعل بعض الشباب العربي يتعاطف مع الفاشية، فنّد الكاتب الشيوعي اللبناني رئيف خوري، في مقال نشره في مجلة "الطليعة"، فكرة أن الفاشستية ترمي إلى تحرير العرب من نير الاستعمار البريطاني والفرنسي، مؤكداً أن الفاشستية "تؤمن بالاستعمار أفظع إيمان، وتستعد بكل قواها للحرب من أجل الاستعمار، ويشكل استعمارها أوحش الأشكال لما فيه من الشراهة في الامتصاص، والعنف المتمادي في أساليب الحكم"، ومعتبراً "أن تكشيرة الفاشستية للدول الاستعمارية ليست ابتسامة لنا، بل إن الفاشستية لم تكشر للدول الاستعمارية إلا لأن هذه قد حالت، أو تحول، بينها وبين ما تعدّه حقها من غنائم العالم- منا نحن العرب والزنوج والهنود والصينيين، ومن أوطاننا" (11).
أما خالد بكداش، الأمين العام للحزب الشيوعي السوري-اللبناني، فقد أشار في خطابه أمام المؤتمر الأول السوري-اللبناني لمكافحة الفاشستية، الذي انعقد في بيروت في عام 1939، إلى أن "الهدف الأساسي لهتلر وموسوليني هو الاستيلاء على مستعمرات في أفريقيا وآسيا، وليست مساعيهما لتوطيد سيطرتهما في قلب أوروبا وفي حوض البحر الأبيض المتوسط سوى توطئة، سوى مقدمة، لتحقيق حلمهما في تقاسم الأقطار الشرقية وفي مقدمتها الشرق العربي" (12).
ورداً على من يدعو من العرب إلى الوقوف على الحياد في الحرب الدائرة بين "الدول الديمقراطية" و "الدول الفاشستية" في أوروبا، أكد بكداش أن دعاة "الحياد" يجهلون حقيقة أنه "إذا انتصرت إيطاليا وألمانيا، فمعنى انتصارهما أن كل هذه الدول العربية الفتية، من بغداد إلى الرياض إلى القاهرة تفقد كيانها الاستقلالي الناشئ، وتصبح مثل طرابلس الغرب والحبشة، أي مقاطعات طليانية أو ألمانية يحرم سكانها حتى حق التكلم بلغتهم العربية [و] أن كل هذه الحركات الوطنية التحريرية الفتية في سوريا وفلسطين ستغرق في بحر من الدماء وتسحق بفؤوس جلادي روما وبرلين" (13).
وفي مواجهة هذا الخطر، دعا الأمين العام للحزب الشيوعي السوري-اللبناني الشعوب العربية كافة إلى توثيق عرى تحالفها مع "الشعوب الديمقراطية في الغرب"، كما دعا الشعب السوري، بوجه خاص، إلى توطيد أواصر التحالف "بين فرنسا الديمقراطية وسوريا العربية"، معتبراً أن كل أعمال الإرهاب والاضطهاد التي تجري في سورية "لا تعبر عن إرادة الشعب الفرنسي وليست سوى إرادة نفر من طغاة الاستعمار الفرنسي الذين لا تهمهم إلا مصلحة رساميلهم وأرباحهم " (14).
وكان الحزب الشيوعي السوري-اللبناني قد كرّس جزءاُ كبيراً من مداولات مجلسه الحزبي الرابع، المنعقد في تشرين الثاني 1941، للرد على الدعاية الفاشستية والنازية في البلدان العربية.
ففي البيان الذي صدر في ختام أعمال ذلك المجلس، توجّه الحزب بنداء إلى المواطنين السوريين واللبنانيين يدعوهم فيه إلى نبذ "أكاذيب عملاء النازية"، الذين يزعمون "أن النصر لهتلر وأنه سينتقم للعرب من الاستعمار الأجنبي ومن عملائه"، والرد عليهم بالتأكيد على أن الهتلرية" هي أفظع استعمار عرفه التاريخ"، وعلى أن العرب لن يكونوا يوماً "مطية لاستعمار على استعمار، [و] لا يريدون استبدال استعمار باستعمار أفظع"، بل هم "يريدون حريتهم واستقلالهم، يريدون حريتهم وخبزهم، والنازية الألمانية هي ألد أعداء الحرية والاستقلال والخبز" (15).
وفي العراق، ومع أن الحزب الشيوعي العراقي قد تعاطف مع الحركة الانقلابية التي قام بها، في ربيع العام 1941، بعض ضباط الجيش البريطاني القوميين ضد الحكم الملكي المتواطئ مع الاستعمار البريطاني، وتزعمها رشيد عالي الكيلاني، إلا أنه حذّر قادتها من مخاطر سياستهم الرامية إلى التحالف مع ألمانيا النازية على قاعدة مبدأ "عدو عدوي صديقي".


يوسف سلمان يوسف (فهد)


ففي رسالة وجهها، في 17 أيار 1941، إلى رشيد عالي الكيلاني، أكد "فهد" الأمين العام للحزب الشيوعي العراقي أن قوى المحور " ليست أقل امبريالية من بريطانيا، [و] أن الاعتماد على مساعدة أية دولة امبريالية لا يعني سوى خيانة الحركة وسقوطها في أحضان امبريالية أخرى"، معتبراً أن توسل مساعدة القوات الألمانية "للدفاع عن استقلال العراق"، سيلطخ الحركة الوطنية العراقية "بالوحل". (16).
وفي تونس، التي شهدت دخول المحتل الألماني إليها في تشرين الثاني 1940، ورداً على مواقف قسم كبير من مناضلي الحزب الدستوري الذين تعاملوا مع الألمان، رغم نداءات الزعيم الحبيب بورقيبة لهم بالتعاون مع الحلفاء، ظناً منهم بأن المصلحة الوطنية تقتضي في تلك الظروف التعاون مع أعداء فرنسا وخاصة ألمانيا، وجّه الحزب الشيوعي التونسي نداءً إلى الشعب التونسي دعاه فيه "إلى المواجهة المستميتة ضد المحتل الهتلري"، وإلى التوحد "في النضال من أجل الديمقراطية والسلم". وخلال معارك المواجهة ضد النازية، برز دور الشيوعيين التونسيين، ولا سيما المناضلون اليهود في الحزب مثل بول سباغ وروبير سيمون، الذين قدموا، في تلك المواجهة، "تضحيات جسيمة تتجاوز في بعض الأحيان حجم الحزب الحقيقي كحزب صغير في طور التكوين " (17).

ربط النضال العربي من أجل الاستقلال بالنضال العالمي ضد النازية
بعد قيام الديمقراطيات الغربية بتوقيع اتفاقية ميونيخ مع ألمانيا في نهاية أيلول 1938، تخوفت القيادة السوفياتية من قيام القوات الألمانية بهجوم واسع على أراضيها، ووافقت، في 23 آب 1939، على توقيع معاهدة عدم اعتداء مع ألمانيا النازية. وعلى الرغم من الإرباك الذي خلقه، في صفوف الشيوعيين في البلدان العربية، هذا التغيّر المفاجئ في الموقف السوفيتي، إلا أن هؤلاء الأخيرين دعموا الخطوة السوفيتية من منطلق أن من مصلحة الحركة الشيوعية العالمية الحفاظ على "الدولة الاشتراكية الوحيدة".
بيد أن العدوان الألماني على الاتحاد السوفيتي في حزيران 1941 جعل الشيوعيين في العالم، وفي عدادهم الشيوعيون العرب، ينظرون إلى مهمة مساندة الاتحاد السوفيتي للصمود في وجه هذا العدوان بوصفها المهمة الأولى المطروحة على جدول أعمالهم. وهكذا، راح الشيوعيون العرب ينظّمون حملات التضامن مع شعوب الاتحاد السوفيتي ويشكّلون لجانا خاصة لتقديم الدعم لها.
ففي البيان الذي أصدره في نهاية أعمال مجلسه الوطني الرابع، في تشرين الثاني 1941، دعا الحزب الشيوعي في سوريا ولبنان جميع أحرار العرب إلى تبنّي صرخة "ساعدوا الاتحاد السوفيتي"، التي باتت الصرخة "الداوية" التي "ترتفع من صدور جميع أحرار العالم"، وذلك لأن "مصير أوطانهم واستقلالهم متوقف على انتصار الاتحاد السوفيتي وجميع الشعوب الحرة وانكسار ألمانيا النازية"(18). وبعد أشهر قليلة على انعقاد هذا المجلس، بادر الشيوعيون في لبنان وأصدقاؤهم إلى تشكيل "جمعية أصدقاء الاتحاد السوفيتي"، التي قامت بنشاط واسع في الميدانين الثقافي والإعلامي، ومارست ضغوطاً كبيرة على الحكومة اللبنانية كي تدفعها إلى إقامة علاقات دبلوماسية بين لبنان والاتحاد السوفيتي، وهو ما تحقق في شهر آب 1944 (19).
ومنذ مطلع صيف العام 1942، صار الشيوعيون في البلدان العربية يدعون إلى ضرورة فتح الجبهة الأوروبية الثانية في الحرب على ألمانيا، مؤكدين بأن الشعوب العربية واعية لحقيقة أن التعجيل في فتح هذه الجبهة هو "أحسن دفاع عن مصر وعن الشرق العربي"، وذلك على اعتبار أن ذلك سيجبر هتلر"على بعثرة قواته على أبعاد مترامية، فيتمكن الجيش الأحمر عندئذٍ من تسديد الضربة القاضية إلى الجيوش الهتلرية ويريح الإنسانية من ويلات الحرب" (20).
وبعد فتح الجبهة الأوروبية الثانية، وفي مواجهة مواقف بعض العرب الداعين إلى التحالف مع دول المحور، أو الوقوف على الحياد في الحرب الدائرة بين الدول الديمقراطية والدول الفاشستية، شدّد الشيوعيون العرب على ضرورة ربط نضال العرب الوطني للتحرر من الاستعمار الفرنسي والبريطاني بالنضال العالمي ضد النازية والفاشستية.
ففي مقال له بعنوان: "حزبنا الشيوعي والسلطة"، نشره في صحيفة "صوت الشعب" في 22 حزيران 1944، أكد نقولا الشاوي، أحد القادة الشيوعيين اللبنانيين البارزين، ضرورة "ربط النضال الوطني من أجل الاستقلال بالنضال العالمي ضد ألمانيا الهتلرية بوجه خاص، وضد الفاشستية كأسلوب في الحكم واتجاه في التفكير وأساس للعلاقات بين الشعوب بوجه عام"، معتبراً أن الاستقلال الناجز المنشود للعرب" لن يكون متيسراً وقريب المنال إلا بمقدار ما يكون الانتصار العام على الهتلرية والفاشستية بصورة عامة بالدنيا كاملاً متيناً عميق الجذور"، وأن كل تساهل في مقاومة العناصر الفاشستية سيؤدي " إلى إضعاف النضال الوطني ويؤول بالنتيجة إلى تسليح هذه العناصر بسلاح تستخدمه أول ما تفعل لطعن الاستقلال في الظهر" (21).
وكان القائد الشيوعي اللبناني نفسه قد أشار في مقال آخر إلى أن العرب، إذ يتمنون انتهاء الحرب العالمية ويطمحون إلى السلام، يدركون أن انتصار دول المحور" لن يجلب السلام للعرب ولا للعالم، بل يعود [بهم] آلاف السنين إلى الوراء، إلى عهد شبيه بالعهد الذي كان الفراعنة يسخرون فيه عشرات الألوف من العبيد تحت ضرب السياط لبناء أهراماتهم"، وأن السلام الوحيد الذي يخدم قضية العرب وقضية كل الشعوب التواقة إلى الحرية، "هو في القضاء على قوى الطغيان والاستعباد والاستعمار التي تحمل النازية لواءها" (22).
كما ناضل الحزب الشيوعي العراقي في سبيل تعزيز الجبهة العالمية ضد الفاشية ومن أجل تعزيز دور العراق فيها، ورأى في إقامة العلاقات الدبلوماسية بين العراق واتحاد الجمهوريات السوفيتية "واجباً وطنياً"، حيث كتبت جريدة الحزب" القاعدة" تحت عنوان: "إنشاء العلاقات الدبلوماسية مع دولة الاتحاد السوفيتي واجب وطني" ما يلي: "فمنذ اعتداء الفاشستية الغادر على الاتحاد السوفيتي ومنذ الحلف البريطاني-السوفيتي- الأمريكي، أصبح الكفاح ضد الفاشية واجباً وطنياً وأممياً في وقت واحد... نود أن نرى حكومة العراق الحالية تتقدم بطلب إنشاء العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع دولة الاتحاد السوفيتي، كما فعلت قبلنا حكومة مصر الشقيقة.
إننا نناشد جميع المواطنين المخلصين أن ينظروا إلى هذه القضية نظرة جدية ويعملوا بشتى الوسائل للضغط على الحكومة ودفعها لتلبية هذا الأمر الحيوي بالنسبة للعراق وللبلاد العربية" (23).

الموقف من اضطهاد اليهود على يد النازية والدعوة إلى حل ديمقراطي للقضية الفلسطينية
على الرغم من وقوفهم الحازم ضد الحركة الصهيونية ومطامعها الاستعمارية في فلسطين، عبّر الشيوعيون العرب عن استنكارهم لحملات الاضطهاد التي تعرض لها اليهود على يد النازية في أوروبا، ودعوا إلى إيجاد حل ديمقراطي للقضية الفلسطينية يضمن حقوق جميع سكان فلسطين.

ففي مقال له بعنوان "نحن والفاشستية"، أكد الأديب اللبناني الشيوعي رئيف خوري أن الاضطهاد الذي يتعرض له اليهود على يد الفاشستية والهتلرية يخدم مصالح الحركة الصهيونية "التي تقتضي مصلحتها أن يكون اليهود مضطهدين في كل بلاد- إذ إن ذلك أقوى ما يدفع اليهود إلى أحضانها طلباً للخلاص من جحيم اضطهادهم، ويجعل لها "مبرراً إنسانياً" أمام العالم لإغراق فلسطين بهم في هجرة طاغية". وانتقد خوري، في هذا السياق، موقف بعض الصحف العربية في فلسطين التي "تتشفى "باضطهاد اليهود على يد الفاشستية والهتلرية وتمتدحهما ، واصفاً هذا التشفي والتمدح بأنه "أحمق" (24).


فرج الله الحلو

أما فرج الله الحلو، أحد قادة الحزب الشيوعي السوري-اللبناني، فقد أشار في خطاب ألقاه في بيروت، في 5 تشرين الأول 1944، في اجتماع تضامني مع نضال الشعب الفلسطيني ضد المطامع الصهيونية، إلى أن كفاح العرب، بمن فيهم اللبنانيون، ضد الصهيونية لا يحرّكه "دافع ديني أو حقد عرقي، كما يزعم الصهيونيون"، حيث "لم يكن العرب أهل تعصب ولا اللبنانيين يوماً عرقيين وأهل تعصب أعمى ضد كل أجنبي "، وأضاف: "وقفنا منذ البدء ضد النازية والفاشستية لأنها أفظع حركة رجعية استعمارية، ولأنها تدين بالعرقية ومبدأ تفضيل قوم على قوم وسيادة شعب على شعب. إن العرب لا يعادون الصهيونية عداءً عرقياً ولا يعتبرونها حركة قومية يهودية، بل حركة رجعية موجهة لا ضد العرب وحدهم بل ضد الشعب اليهودي نفسه أيضا".
ورداً على الأصوات الغربية التي تريد أن تجد حلاً في فلسطين لمأساة اضطهاد اليهود في أوروبا، أكد فرج الله الحلو "أن من الأجدر بالذين يدعون العطف على اليهود، ويدّعون أنهم يريدون إنقاذهم في المستقبل من الاضطهاد، أن يعلموا أن القضية اليهودية لا يمكن ان تحل في فلسطين وعلى حساب عرب فلسطين، بل بالسعي إلى القضاء على مبادئ الطغيان والاستعمار واستئصال جذور الفاشستية والعرقية من العالم كله، وبناء عالم ديمقراطي جديد تتأمن فيه لكل شعب ولكل أقلية ولكل فرد إمكانيات العيش بأمان واطمئنان" (25).
وكان الشيوعيون العرب في فلسطين، الذين انضووا منذ مطلع العام 1944 في إطار "عصبة التحرر الوطني في فلسطين"، قد أكدوا، في سعيهم إلى إيجاد حل ديمقراطي للقضية الفلسطينية، على ترابط النضال الوطني الفلسطيني بالنضال العالمي ضد الفاشية، وانتقدوا، في مذكرة وجههوها إلى رئيس الوزراء البريطاني في 10 تشرين الأول 1945، مواقف بعض الأوساط الوطنية العربية في فلسطين التي تزعم "أنها لا يمكن أن تعيش بسلام مع السكان اليهود في فلسطين، أو أن تؤمن لهم أي حق ديمقراطي من حقوقهم والوصول إلى أي نوع من التفاهم معهم"، معتبرين أن مثل هذا التفاهم "لا يعني أبداً التفاهم مع الحركة الصهيونية نفسها، ولكنه الاستعداد على التفاهم لتأمين حقوقنا الوطنية العادلة، ولكنه الاعتراف بأن الحركة الوطنية العربية تريد وتستطيع أن تؤمن حقوق السكان اليهود الديمقراطية دون وجود الاستعمار البريطاني" (26).
وبعد أن أشارت المذكرة إلى أن الشيوعيين العرب يعترفون "بحق السكان اليهود [في فلسطين] في أن يصلوا إلى كل حق وطني شرعي عادل وصل إليه اليهود في أي بلد ديمقراطي آخر"، ويعتبرون أن قضية فلسطين لا يمكن أن تحلّ إلا في إطار "حكم وطني ديمقراطي مستقل في فلسطين يؤمّن حقوق سكان فلسطين جميعاً" (27)، توجهت إلى رئيس الوزراء البريطاني بالقول: "يا سعادة الوزير الأول: لقد أصاب الإنسانية في سيرها الدافق إلى أمام جراح أليمة، وهي إذ تعمل على دمل جراحها تسعى إلى الوصول بالإنسان نحو سعادته التي ناضل من أجلها في كل بلد.
والشعب العربي في فلسطين ابتلي في هذا السير بمثل تلك الجراح، [ويريد] اليوم أن يدمل جراحه، إذ لم يعد في مقدوره أن يتحمل أكثر منها، بل هو يريد أن يسير مع الإنسانية في سيرها الدافق إلى أمام نحو سعادته وحريته وأمنه وسلامه. وكان من نصيب اليهود أيضاً مثل تلك الجراح، ولكن لن يكون من رأي أي يهودي تقدمي يتحسس إنسانيته ويستشعر آلام إنسانيته ويعمل في سبيل تحرير هذه الإنسانية مما ابتليت به من سقام، أن يوافق على سياسة نتيجتها تبديد شعب قريب منه، سياسة تقود حتماً إلى إثارة الفوضى والاضطراب في الشرق العربي الذي هو جزء لا يتجزأ من العالم، والسلم فيه جزء لا يتجزأ من السلم في العالم ".
وتابعت المذكرة قائلة: "إن النصر الذي أحرزته الأمم المتحدة وضع حداً للاضطهاد العنصري والعدوان على الشعوب والقوميات. واليوم، يعمل اليهود والديمقراطيون الذين كان من نصيبهم أن يضطهدوا في الماضي على نشدان مستقبلهم السعيد في البلد الذي يعيشون فيه، وفي الوطن الذي تفتحت براعم حياتهم على تربته" (28).

// المصادر:
1- ديمتروف، جورجي، "هجوم الفاشية ومهمات الأممية الشيوعية في النضال من أجل وحدة الطبقة العاملة ضد الفاشية"، في: جورجي ديمتروف، المؤلفات المختارة، الجزء الثاني، صوفيا، 1972، ص 5-94 (بالفرنسية).

2- انظر تقرير بالميرو تولياتي (إيركولي) في: "مهمات الأممية الشيوعية بالارتباط مع تحضيرات الامبريالية لتفجير حرب عالمية جديدة"، في مقررات المؤتمر السابع للأممية الشيوعية، باريس، ص 24-32.
3- المراسلات الأممية، باريس، العدد 89-90، 5 تشرين الأول 1935، ص 1309.
4- انظر: الأطرش، محمود، طريق الكفاح، مذكرات، مخطوطة غير منشورة، ص 286 ؛ صدقي، نجاتي، مذكّرات، تقديم حنا أو حنا، بيروت، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 2001، ص 122-153.
5- الجبهة الشعبية، العدد 17، 25 أيلول 1936، ص 4.
6- المصدر السابق، العدد 12، 21 آب 1936، ص 3.
7- انظر: "للفاشستية وخطرها على الأقطار العربية"، الطليعة، بيروت، الجزء الخامس، السنة الخامسة، أيار 1939، عدد خاص، لمناسبة انعقاد مؤتمر مكافحة الفاشستية السوري اللبناني الأول.
8- خيري، زكي و خيري، سعاد، دراسات في تاريخ الحزب الشيوعي العراقي، المجلد الأول، إصدار اليوبيل الذهبي، 1984، ص 65-67.
9- السعيد، رفعت، اليسار المصري ، 1925-1940، بيروت، دار الطليعة، 1972، ص 52-53.
10- المصدر السابق، ص 239-241.
11- خوري، رئيف، "نحن والفاشستية"، الطليعة، بيروت، كانون الأول 1936، ص 840-844.
12- بكداش، خالد، " الفاشستية والشعوب العربية"، في: الفاشستية وخطرها على الأقطار العربية، المصدر المذكور، ص 369-370.
13- المصدر السابق، ص 372-374.
14- المصدر نفسه، ص 376-378.
15- انظر: "نضال الحزب ضد الفاشية"، بيان المجلس الوطني الرابع للحزب الشيوعي في سوريا ولبنان، تشرين الثاني 1941؛ في: الذكرى الخمسون لتأسيس الحزب الشيوعي السوري 1924-1974، صفحات من تاريخ الحزب الشيوعي السوري، دمشق، مطبوعات الحزب الشيوعي السوري، ص 47-54.
16- خيري، زكي و خيري، سعاد، دراسات في تاريخ الحزب الشيوعي العراقي، المصدر المذكور، ص 60-61.
17- الأرقش، عبد الحميد، الحركة العمالية التونسية 1920-1957، دمشق-نيقوسيا، مركز اأبحاث والدراسات الاشتراكية في العالم العربي، 1988، ص 97-98.
18- "نضال الحزب ضد الفاشية"، بيان المجلس الوطني الرابع للحزب الشيوعي في سوريا ولبنان، المصدر المذكور، ص 49-50.
19- الحلو، يوسف خطار، الدرب والرفاق، بيروت، دار الفارابي، 1980، ص 149.
20- الحلو، فرج الله، كتابات مختارة، بيوت، دار الفارابي، 1974، ص 45-49 و ص 55-58.
21- شاوي، نقولا، كتابات ودراسات، بيروت، دار الفارابي، [من دون تاريخ]، ص 71-75.
22- المصدر السابق، ص 54-57
23- خيري، زكي و خيري، سعاد، دراسات في تاريخ الحزب الشيوعي العراقي، المصدر المذكور، ص 64-65.
24- خوري، رئيف، "نحن والفاشستية"، المصدر المذكور، ص 838-845.
25- الحلو، فرج الله، كتابات مختارة، بيروت، دار الفارابي، 1974، ص 115-121.
26- "العقدة الفلسطينية والطريق إلى حلها"، نص المذكرة التي أرسلها مكتب السكرتاريا لعصبة التحررالوطني في فلسطين إلى المستر اتلي رئيس الوزارة البريطانية، في 10 تشرين الأول 1945، ص 8-9.
27- المصدر السابق، ص 15-16.
28- المصدر نفسه، ص 20-21.



#ماهر_الشريف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من تاريخ الصحافة الشيوعية العربية في فلسطين
- قرن على الصراع العربي - الصهيوني: هل هناك أفق للسلام؟
- عصبة التحرر الوطني في فلسطين (1943-1948): تجربة تنظيم شيوعي ...
- مساهمة في النقاش حول اليسار ومستقبله
- لا تزال فلسطين همّاً فكرياً عربياً؟
- تحرر المرأة في خطاب عصر النهضة
- صادق جلال العظم- فيلسوف ماركسي منفتح على العلم وتطوّره
- جديد- بنيامين نتنياهو في سياق مواقفه وتوجهاته -القديمة-
- رواد الحداثة المجتمعية والدعوة الوطنية في بلاد الشام
- النكبة ومعناها في مرآة العقل النقدي
- تجاوز الموقف الملتبس من العلمانية أحد مداخل تجديد الفكر القو ...
- تطور مفهوم الجهاد في الفكر الإسلامي
- أضواء على تجربة اليسار في فنزويلا
- بورتو أليغري: محطة جديدة على طريق أنسنة العولمة - فلنتفاعل م ...
- ما هي آفاق الدعوة إلى تجديد الفكر الإسلامي؟


المزيد.....




- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ماهر الشريف - الشيوعيون العرب والنضال ضد الفاشية والنازية