أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - بهروز الجاف - مرة أخرى: نصب الحمار في السليمانية














المزيد.....

مرة أخرى: نصب الحمار في السليمانية


بهروز الجاف
أكاديمي وكاتب

(Bahrouz Al-jaff)


الحوار المتمدن-العدد: 3739 - 2012 / 5 / 26 - 02:04
المحور: القضية الكردية
    


لم يكن اقامة نصب للحمار في مدينة السليمانية في كردستان العراق أول احتفاء بهذا المخلوق الأليف، ولم يكن جعله (أفنديا) بلف رقبته بربطة عنق وتحميله قلما ولاعتلاءه ناصية على مقربة من نُصُب لأبرع الأدباء والشعراء الكرد اول ادعاء بذكاءه، بل ولم يكن الاعتداء عليه وكسر ربطة عنقه أول استهجان لتكريمه. لقد افادنا التاريخ باخبار اتخاذ بعض الحيوانات، وخصوصا الوحوش الضارية والطيور الجارحة منها، رموزا لامبراطوريات ودول للدلالة على القوة والبطش قبل عهد الحداثة، فيما تحول بعضها بعد الحداثة الى الديكة والفيلة والطواويس والكناغر و...والحمير. ولو ان للحمار عندنا في كردستان مكانته نظرا لاستخدامه في مهنة الكرد الرئيسية عبر التأريخ، وهي الرعي، بالأضافة الى كونه وسيلة الحمل الرئيسية في الترحال والفلاحة وفي الحياة المدنية ايضا على عكس من لم تستفد منه من الدول وأحتفت به أيضا، فان الحمار ليس بتلك الأخلاق التي لانرى منها سوى (صبره) على تحمل أثقالنا نحن، فلقبناه ب (ذي الأذنين الطويلتين) تكريما له وكنيناه ب (أبي صابر) على الرغم من عناده وعصيانه وحتى اعتداءه على صاحبه برفسه حين الغضب. وكما يعد الانسان الحيوان الأكثر ضراوة بين المفترسات من الضواري لأمتهانه الصيد وأكله اللحوم وفتكه بحيوانات ونباتات الطبيعة، بل وتسخيرها له مستفيدا من عقله في ترويضها وتربيتها وأنتهاء بتحويرها وراثيا، فان الحمار يملك من الخصال البذيئة مالا يملكه أي من الحيوانات الآكلة للحوم والنباتات على السواء، الا الانسان. ففي حين تعيش بعض الحيوانات ازواجا في بيوت خاصة بها وتتزاوج لكي تلد أو تبيض فان بعضها الآخر لايعيش كأزواج ولكن يتبع اخلاقا رفيعة في تناسله، فجماع الأناث يكون لمرة واحدة بكل ود ومحبة قبل حملها ولايجرؤ ذكر على اقترابها أثناء فترة الحمل وبعد الولادة لحين نفور الأبناء من امهم وابتداء دورة تناسل جديدة. أما الحمير فلا ود ولا محبة لها ولا حتى موسما للتناسل، فما أن يرى الذكر أنثى، حتى ولو كانت معشرا، يقفز على ظهرها ومؤذيا اياها بالركل والعض وهي مرعوبة، كما ان ذكر الحمار هو الحيوان الوحيد الذي يمارس المثلية، اما صفة الصبر فهي رديف الغباوة من وجهة نظر الانسان له فشتموا الغبي منهم بنعته حمارا. ولعل نعت الخونة من الكرد المتآمرين مع العدو على بني جلدتهم ب (الجحوش) وهي الحمير، والذي أصبح مصطلحا سياسيا في قاموس السياسة الكردستانية، هو الدليل على مكانة هذا الحيوان الأخلاقية عند الكرد. ان الميزة الحسنة في شعب كردستان هي التأقلم واستيعاب الجديد من الأفكار من دون المساس بالثقافة الكردية الراسخة واللغة, ولكن ذلك الاستيعاب أخذ من بعض المثقفين الكرد فيهم العزة بالتقليد، فشطحوا فيما توهموا انهم بالغيه. فحين كتب الموسوعي الكبير (مسعود محمد) كتابه (الى العظيم غورباتشوف) كان قد بجل فيه خطوات البريسترويكا من وجهة نظر كردستانية بحيث رأى مشاكل الاتحاد السوفيتي من خلال مسيرة الحزب الشيوعي العراقي والوضع السياسي في كردستان، بل ورأى من حسنات البريسترويكا تفكيك الاتحاد السوفيتي و نشوء دول جديدة ربما فكّر بأن كردستان ستكون احداها! وكان ذلك في عام 1988، في وقت كان فيه شعب كردستان يذبح بالجملة ويتعرض للابادة على يد نظام صدام حسين. وهنالك اليوم مسثقفين أكرادا معاصرين يرون الحل في كردستان على الطريقة السويدية والهولندية والالمانية، هكذا بكل بساطة، بدون العودة الى الثقافة والارث الحضاري المحليين، وعليه فقد رأى البعض بأننا نشاطر الحزب الديمقراطي الامريكي تفكيرهم السياسي بتشكيلهم لحزب بأسم الحمير! ونسوا حتى بأنه لو اريد منهم تغيير اسم حزبهم الى (حزب الجحوش) لانتفضوا غاضبين لنعتهم بالخونه, وهم أعرف بأن الحمير هي الجحوش بعينها ولكن شتان مابين من جعل الخائن جحشا ومن جعل الحمار مثقفا. وقد نرى في جانب آخر مناقض بأن البعض قد رأى الحل في نموذج جنوب السودان، والبعض الآخر في تيمور الشرقية والبعض في نموذج الشمال القبرصي! لابل وقالوا بأن تركيا هي راعية الاستقلال في كردستان الجنوبية!، نعم هذه هي المفارقات في زمن التحول ويبدو أنه لاضير في الجر من اليمين الى اليسار ومن الصديق الى العدو ومن السباع الى الحمير مادام الخوض في كل شئ ممكنا. ان المعنى المستقى من اقامة نصب لحمار مثقف في السليمانية هو تعميم الخاص من الأفكار وهو شئ ليس بالحسن اذا ما تلا ذلك تعميمات أخرى لأفكار مستثقفين ملأوا الساحة الثقافية والسياسية في كردستان وأصبحوا بضاعة لهذا الطرف أو ذاك من خلال قلم وضيع وربطة عنق طال لسانهم بطولها.



#بهروز_الجاف (هاشتاغ)       Bahrouz_Al-jaff#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجمال والقبح وقسمة الانسان
- وكان الكيّ آخر علاج التبشير في كردستان
- قصة كردية حقيقية من الماضي لم تحدث!
- الشك الامريكي بالعلم مازال مستمرا
- نوروز.. مِقمَعُ النارِ
- في ذكرى الفاجعة, المطالب النرجسية في حضرة ضيوف حلبجة
- عدت أفرق مرة أخرى بين اليمني واليماني!
- دول الخليج والربيع العربي والتغيير المحتمل في الخريطة الجيوس ...
- كلمة (الأنام) دخيلة على العربية
- ويسالونك عن ايران، لِمٓ لها نفوذ في العراق؟
- الحكم على عادل امام ليس اول الدجن ولا آخرها
- في امريكا والعالم العربي، التغيير لا نبتا أخرج ولا زرعا حصد
- فليكن ما يكون، ولكن ماذا سنكون عليه نحن؟
- ديانة (النسخية) الجديدة وثورات جيل الانترنت


المزيد.....




- لبنان: موجة عنف ضد اللاجئين السوريين بعد اغتيال مسؤول حزبي م ...
- الأمم المتحدة: -لم يطرأ تغيير ملموس- على حجم المساعدات لغزة ...
- مع مرور عام على الصراع في السودان.. الأمم المتحدة?في مصر تدع ...
- مؤسسات فلسطينية: عدد الأسرى في سجون الاحتلال يصل لـ9500
- أخيرا.. قضية تعذيب في أبو غريب أمام القضاء بالولايات المتحدة ...
- الأمم المتحدة تطالب الاحتلال بالتوقف عن المشاركة في عنف المس ...
- المجاعة تحكم قبضتها على الرضّع والأطفال في غزة
- ولايات أميركية تتحرك لحماية الأطفال على الإنترنت
- حماس: الانتهاكات بحق الأسرى الفلسطينيين ستبقى وصمة عار تطارد ...
- هيئة الأسرى: 78 معتقلة يواجهن الموت يوميا في سجن الدامون


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - بهروز الجاف - مرة أخرى: نصب الحمار في السليمانية