أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أمين أحمد ثابت - الجزء الثالث / الفصل الأول من : مشروع مبادرة تعز . . في حل المسألة الجنوبية















المزيد.....

الجزء الثالث / الفصل الأول من : مشروع مبادرة تعز . . في حل المسألة الجنوبية


أمين أحمد ثابت

الحوار المتمدن-العدد: 3738 - 2012 / 5 / 25 - 00:33
المحور: المجتمع المدني
    


تكثر الكتابات وتكرر ذات الشروح والتبريرات والكلام الملاك ، خاصة في القضايا الملحة كالمسألة الجنوبية ، ولا يكتفي كل متعهد لإبراز اسمه كمشارك في الطروحات النظرية من تكرار من سبقوه ، وكأن الأمر ليس أبعد من استعراض لغوي للذات المفردة ، كون ما تحمله تلك اللغة من رؤى ليست جديدة على الإطلاق .
من هذا المدخل ، سنعمل جاهدين على طرح رؤية الحل مباشرة ، مع تثبيتاتها العقلية دون الحاجة للانزلاق في سفسطة حلول الافتراض ، أو ما كان يجب فعله سابقا ، أو توهم الانجراف العاطفي لرؤية الحل أو كما تتخذ هذا الاتجاه الأخير الكثير من الانتهازيات .
إن مفتاح الحل للمسألة الجنوبية يكمن في القضية اليمنية في طابع وطبيعة نظامها السياسي التاريخي – الأبوي الفردي في متحدة العسكري الفاشي – القبلي عصريا من بعد 26سبتمبر1962م. ، وخصوصا من بعد انقلاب 1967م. الرجعي ، وتسليم اليمن كليا للسعودية ، كامتداد استكمالي لمعاهدة 1934م. بين الإمام يحي والملك السعودي ، والتي حينها قبل الإمام مقابل بقاء سلطانه وإنهاء الحرب أن يضحي بمقومات السيادة الوطنية على كامل الأراضي اليمنية ، ومع مجيء حكم صالح تمت عملية إعادة تثبيت جوهر النظام القديم بمرجعية حكم خارجي مساند لقوته ونفوذه في الداخل على خصومه السياسيين ، مرجعية تمتلك قوة القرار في الشأن اليمني وإدارة لعبة التوازن السياسي فيه ، وهو ثمن قبل به صالح في طبيعة حكمه اللاوطني مقابل استمرار قوة قبضته على سلطة الحكم ، والذي أصبح مقتسما بين السعودية والولايات المتحدة الأمريكية بعد منتج ظروف الخديعة والتآمر – الدولي والاقليميي والداخلي - لحرب صيف 1994م. على الحزب الاشتراكي ونظامه الشريك في دولة الوحدة .
هذا المرتبط العضوي بين نظام صالح الفاسد والمستبد ومركزي القوة الدولية والإقليمية ، إن اجتمعوا على تجريد الحزب الاشتراكي اليمني من قوته كدولة لم تندمج كليا بعد الوحدة بالدولة الشكلية – الكرتونية لنظام الشمال ، والتي كانت مفرغة من مضمونها كدولة بسيطة
بفعل إحلال محلها سلطة نظام الحكم ، التي جعلت سلاسل الارتباط ألمصلحي معها من شيوخ القبائل ومن صنعوا من داخلها كقادة جيوش إلى جانب الموالين من المرتزقة المنسحبين من أحزابهم المدنية السابقة إلى قبضة صالح – هذا المرتبط التآمري إن حقق مآربه التي رسمها مسبقا بدفع الأمور إلى قيام الوحدة اليمنية المتعجلة كحلقة أولى من حلقات الإجهاز على الحزب الاشتراكي وتجربته في الجنوب – وهو ما حذرنا منه قبل الوحدة ومع البدايات الأولى من عمر الوحدة ، وهي ذات الطروحات التي سببت لنا فعل الاستهداف والترصد والأذى آنذاك من قبل جميع الأطراف المتعاضدة رسميا في الوحدة إلى جانب العقل العاطفي الذي سيد أنذاك بين النخب والعامة ، بالتعامل مع هذه التحذيرات كطروحات راديكالية غير وحدوية – فإنه – أي المرتبط العضوي التآمري الداخلي – الخارجي – كان يجهز لأولى إنبعاثات الحلقة الأولى من التآمر بضرب الحزب الاشتراكي في المنطقة ، وتقليص الجيش اليمني ومقدرته الضاربة في الجزيرة والخليج – وهو ما خرج به اجتماع مجلس التعاون الخليجي بجلسته قبل حرب 1994م. ، وداخليا كان معبر شراكة التآمر لسلطة صالح أن تجني فعل الإطاحة بسلطة نظام الجنوب ، وذوبان جهاز دولته الصغير بالعدد الوظيفي بين براثن الجهاز الحكومي لنظام الشمال سابقا ، خاصة ولم يعد لطابع الشراكة من وجود بفعل تغير ميزان القوى المتشاركة في الحكم ، وإعادة إعلان تفرد صالح بالحكم السياسي على عموم اليمن .
إلى هنا – أي بعد حرب صيف 1994م. مباشرة – لم تكن هناك قضية جنوبية بالمعنى الشعبي كتلك المتداولة مؤخرا من منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين ، تحديدا من بعد منتصف 2007م. ، أما ما قبلها فلم تكن هناك سوى طروحات نقدية للنخبة السياسية فقط ضد توجهات انفراد صالح بالحكم أو إنفراده فعليا بذلك بعد حرب 1994م. ، والتي تجلت بطرح مسألة إعادة تصحيح مسار الوحدة ، وكذلك طروحات إعادة تصحيح المسار الديمقراطي للتجربة ، وكلتاهما لا تخرجان عن مضمونيه الارتباط بالوحدة ، ولم يكن يحضر الجنوب إلا كاستحقاق شريك تم الغدر به . . لا أكثر ، وهو ما تجلى واضحا عند نخب اليسار السياسي ومناصريه فقط ، أما شعب ما يسمى بالجنوب قد استفاد من خبرته السابقة كمحكوم لدولة تدار بالقبضة الحديدية لحزب مركزي واحد ، أن تدافعت نخبه المدنية الانتقالية في محافظة عدن ومراكز المحافظات الجنوبية الأخرى ، ومن ثم بعدها الأرياف للانخراط الطوعي الملحق بخدمة وحماية سلطة نظام صالح ، وذلك كنكاية بالحزب أو لتجنب الاستهداف أو لجني المصالح الانتهازية الضيقة – غير المشروعة – والتي كانوا يروا بأن نظام صالح أفضل كما يقولون ، لكونه يأكل ويؤكل ، أما الحزب الاشتراكي اليمني فإنه لا يجيب معه إلا الجوع والفقر – وهي حقيقة الكل يعرفها عند من كانوا في الجهاز الحكومي في دولة الجنوب إلى أساتذة الجامعات إلى المواطنين البسطاء . . ولا داع لإنكارها أو حجبها ، وللأسف أنها ذات اللعبة التي مارسها مع تعز ، وانهي من خلالها هذه المحافظة من قياداتها وتاريخها وخصائصها وسماتها التاريخية والثقافية وحتى الجمالية – ومثل ما عمل بتعز وانحدار واقع أناسها وحياتهم أنحدر سكان الجنوب إلى واقع تطبعي مضاد لإرثه الثوري والمدني السابق ، خاصة وإعادة توزيع سلطة صالح مراكز الحكم الرسمي والنفوذ المالي والتجاري والعسكري لعناصر من شمال الشمال ، الذين فتحوا بوابات قبول الملتحقين بخدمتهم وخدمة علي وأسرته في الحكم وذلك مقابل وهم بالقوة او الأمان عند الأفراد أو ممارسة الفساد والابتزاز أو التهريب أو البسط للأراضي أو ونيل الترشيح لمنصب ما أو نهب الممتلكات ألخ – ومع نمو قبضة صالح على الجنوب ومقدراته ، زادت نزعاته الواهمة لتقوية القبضة على اليمن لفرض تحولات تمريرية تقود البلد نحو بناء نظام التوريث جوهرا على قاعدة النظام الجمهوري الشكلي ، وتنامي إخطبوط السلطة الفاسدة وسلاسلها غير النظامية لنهب الثروات واستمراءهما للذة انتهاك المواطنين في حقوقهم وأملاكهم والملكية العامة التي كانت محافظ عليها في نظام الجنوب كملكية شعب لا لأفراد حاكمين ، قاد ذلك إلى تعمق روح الممارسة القمعية لثقافة الكراهية تجاه سكان الجنوب ، الذين فاقوا عن وهمهم متأخرين على حقيقة أن من قبلوا به نكاية عن الحزب واعتقدوا بنيل الملكية في ظل حكمه – والتي حرمهم منها الحزب الاشتراكي سابقا – أدركوا بأنها لم تكن سوى كذبة ، فمن نال أراض منهوبة ، أو جني مالا بمثل ما يفعل ( خدام خدام الجرافي ) سريعا ما يصادر منهم أو ينتهكون في حقوقهم من المرسلين النافذين من صنعاء ، أو من قبل من أصبح مصاهرا لهم – وتحت حقيقة اثر الموروث الطويل لعدن في النضال المدني الواعي على ابنائها القاطنين فيها ، وخاصة حين تبدأ ثقافة الكراهية والموجهة إليهم تفوح بقوة ، ومعها تختفي كل اساليب الخداع الجماهيري ، عندها يظهر هذا الأثر المدني الحضاري بلا تأخر حركة التحرر من الاستبداد والإلغاء والاحتواء لهم كشعب بإرث معاصر قطع فعل العبودية الطوعية من قاموس وجوده التاريخي ، وهو ما برز بأن أحداث النهوض الشعبي على عموم اليمن ، كان محركه الحراك الجنوبي - السلمي للنخبة العسكرية في 2007م. ، التي تم إقصاءها وفصلها من عملها .
بعد ما تقدم من استعراض استقرائي لما يتجنبه الكثيرون من طرحه ، وقبل الدخول لطرح محددات الرؤية لحل المسالة الجنوبية ، يمكننا الجزم من واقع التجربة التاريخية الملموسة بأن ما نهجه النظام السياسي لشمال اليمن من بعد 1962م. على تعز بإفقادها كافة مقومات التاريخ والحضارة والثقافة والمدنية والجمال ، فإنه بامتداده إلى أغلظ طبيعة متخلفة لجوهر نظام الحكم القديم ( لما قبل الدولة ) ، والمتمثل بحكم فترة صالح ، فإنه تعمق سلطويا في متجه الكراهية المعلنة لهذه الحافظة ، حيث ذهب أبعد من إسقاطهم في درجة المواطنة إلى الرابعة ، ومنع أبنائها من الدخول إلى الكليات العسكرية – لكونه نظاما عسكريا فاشيا – وإفلاس رؤوس الأموال التعزية برؤوس أموال حكومية مصادرة للحاكم وأسرته تدار من الباطن عبر مرتزقة من شمال الشمال ، واستهداف أبناءها من التعليم العالي ، فإنه ذهب نحو إفساد قيم وأخلاق العامة عبر معاونيه المتنفذين على تعز ، ومن ثم يتم من بعدها فعل الاستلاب الجمعي لأبناء المحافظة – وهذا ما ذهب إلى تطبيقه علي صالح على عدن والجنوب ، ولكنه بسبب جهالته ومن معه غاب عنهم خصوصية الجنوب بإرثه المدني منذ 129سنة من الحكم البريطاني قبل الاستقلال ، وتناسيه حقيقة تاريخية ليست بعيدة ، بتعلم الجنوب بنضاله الذي لا يلين تجاه الاستبداد لنيل الحقوق ، وإن بدا لفترة وجيزة بسقوطه في انشوطة خداع النظام ، فإنه سريعا ما يصحو ويعود إلى ثوريته الحقوقية ونزعته التغيرية للواقع ، ولذا فالخطر لا يكمن باستلاب إنسان الجنوب ، ولكن الخطر – الذي انتصر فيه علي على الجنوب – بتنمية الانتهازية فيه ، وإعادة إنتاج مكونات القديم اجتماعيا ، وهو ما سيقوض حل مسألة الجنوب كزاوية أساسية من زوايا حل القضية اليمنية .



#أمين_أحمد_ثابت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عودة الإنتهاك للوطن ( اليمني )
- أنواع من الاسماك في اليمن . . والامراض الشائعة
- تعز مسؤولية المبادرة في حل المسالة الجنوبية
- أدبيات ثورة فبراير 2011م. الشعبية . . اليمنية
- رهنية الحزب الاشتراكي اليمني في معادلة وضع الخروج
- من الذاكرة . . قصيدة منسية
- إرهاصات المسار اليمني . . بين المجلس الانتقالي والمجلس الوطن ...
- المجلس الوطني للشباب الثوري الفاعل لبناء المدنية - ساحة الحر ...
- أمريكا . . دولة البرجوازية الفاشلة
- بيان لملتقى تعز – عدن
- ما وراء سقوط المبادرة الخليجية ( 5 ) لليمن
- قفوا . . إنها الثورة
- مبتذلات حكم الطاغوت
- بيان مناشدة
- اليمن . . مهيآت التغيير ( 1 ) : على نطاق المحليات
- مصر : الثورة . . وخطر سرقتها
- مناشدة
- تعز الحرية والإنقاذ
- استنهاض من الصمت نص شعري
- لعنات التمزق القريب . . للولايات المتحدة الأمريكية


المزيد.....




- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...
- يديعوت أحرونوت: حكومة إسرائيل رفضت صفقة لتبادل الأسرى مرتين ...
- اعتقال رجل في القنصلية الإيرانية في باريس بعد بلاغ عن وجود ق ...
- ميقاتي يدعو ماكرون لتبني إعلان مناطق آمنة في سوريا لتسهيل إع ...
- شركات الشحن العالمية تحث الأمم المتحدة على حماية السفن
- اعتقال رجل هدد بتفجير نفسه في القنصلية الإيرانية بباريس


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أمين أحمد ثابت - الجزء الثالث / الفصل الأول من : مشروع مبادرة تعز . . في حل المسألة الجنوبية