أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حوا بطواش - الحب والعاصفة 11















المزيد.....

الحب والعاصفة 11


حوا بطواش
كاتبة

(Hawa Batwash)


الحوار المتمدن-العدد: 3737 - 2012 / 5 / 24 - 17:56
المحور: الادب والفن
    


5
صدمة في الكافيتيريا

قررت ان أخبر وليد برفضي للزواج من ابن عمي رامز بعد فراغي من الإمتحانات. توقعت ان لا يمرّر لي ذلك مرور الكرام. لذا، ظننت أنه من الأفضل ان أفتح الموضوع بعد الإمتحانات. ولكن الأيام تخبئ لنا ما لا يكون في الحسبان.
أقبل يوم الأحد. التقيت بسامر في مطعم الجامعة مثلما كنا متّفقين. جلسنا الى احدى الطاولات وبيننا أكلنا. جلس يتأملني لحظة طويلة بعينين تلمعان فرحةً ونشاطا. "أنا سعيد أنك لم تنسَي موعدنا." قال.
فابتسمت قائلة: "وهل توقّعت مني أن أنسى؟"
"لم أكن متأكّدا." أجاب. "ولكن... من حسن حظي أنك هنا."
"أنا لا أخلف موعدا أعطيه لأحد."
إبتسم لي... والتزم الصمت. بعد لحظات، سمعته يقول وهو يحدّق في عينيّ: "اشتقت اليك."
أحسست بالحرارة التي ترتفع الى وجنتيّ وبالسعادة العجيبة التي تغمر صدري. ابتسمتُ... ولم أرد بشيء.
بعد برهة، استطرد قائلا: "تعلمين؟ لقد أحبّتك أمي كثيرا."
"حقا؟"
"نعم. وهي مصرّة أن تعيدي زيارتك الينا، وأنا أؤيّدها بشدة!"
ضحكت بمرح. قلت: "إنها امرأة رائعة. ما تزال جميلة ورقيقة. تماما كما كانت دائما."
فقال: "أنت الأجمل. هكذا أراك." قال جازما. ثم تأمّل وجهي للحظات، وأضاف: "أحب عينيك الفاحمتين، فلهما بريق جميل يخطف النظر. وبشرتك السمراء الصافية، وخدّيك العاليين البارزين، وشعرك البنيّ الناعم الذي يضفي عليك سحرا غريبا."
"ولكن، ألا تظن أنه ليس من اللائق أن تراني أجمل من والدتك؟"
"هذا لأني أراك بمنظار آخر."
"أي منظار؟"
"لا أدري. منظار مختلف. إنها أمي. وأنت... أنت..." فكّر كثيرا... وأنا انتظرت كمالة كلامه بفارغ الصبر. "أنت هنادي!" قال.
"فعلا، أنا هنادي!"
أضحكني كلامه، وشاركني الضحك بمرح. أحسست بلذة خاصة وأنا أصغي الى كلامه وغمر قلبي بالبهجة والسرور.
بعد دقائق... رنّ هاتفه الجوّال. فاستأذنني وأخرجه من جيبه ونظر الى الشاشة. ثم أسكته وأعاده الى جيبه.
استغربت منه. "لماذا لا ترد؟" سألته.
فأجاب باستخفاف: "لا يهم. أريد أن أتابع أكلي دون إزعاج."
استرقت النظر اليه خلال أكلي. كانت لدي شكوكي حول الإتّصال الذي أسكته. قلت وأنا أمازحه: "مؤكّد أن هذه واحدة من الصبايا."
"أي صبايا؟" تعجّب.
"الصبايا اللاتي تلاصقهن طوال الوقت!"
ضحك لكلامي، وقال: "تقصدين يلاصقنني!"
"وهل هناك فرق؟"
"طبعا. فرق كبير."
"يبدو أن لك شعبية كبيرة."
أجاب ضاحكا: "ربما. لا أعرف."
فقلت بغير تصديق: "أنت الذي تعرف!" ثم أضفت بسخرية فيها استفهام: "لا بد أنك سعيد بذلك!"
فقال وهو يهزّ رأسه: "أحيانا أكون سعيدا، وأحيانا أخرى لا. يعني صحيح أن الأمر ممتع أحيانا, إلا أنه مزعجا جدا أحيانا كثيرة. مثل هذه التي اتّصلت قبل قليل."
رنّ هاتفه مرة أخرى. "هه... أرأيتِ؟؟ إنها لا تريد أن تحلّ عني. الأفضل أن أغلق الهاتف وننتهي منها."
فعل كما قال. ثم جلس يتابع أكله.
فكّرت من تكون هذه التي تتصل به بإلحاح وهو يريد التخلّص منها؟؟ هل تتّصل به دائما؟ وهل هناك شيء بينهما؟ ولأول مرة راودني شعور ما يشبه الغيرة، وأزعجني وجود امرأة تتّصل به بإلحاح، رغم أنه لم يرد عليها.
ظلّ الصمت مطبقا عليّ وأنا منسرحة بأفكاري. حتى انتبه إليّ سامر وقال بعينين مستغربتين: "تبدين قلقة بعض الشيء."
"لا, أبدا، لست قلقة، ولكن..." أجبته وأنا أستنفض ابتسامة. ثم تنهّدت قليلا، وقلت: "مرّت عليّ نهاية أسبوع مزعجة."
"ما الذي أزعجك؟" سأل باهتمام.
"إنه أمر أؤجّله منذ زمن وقد قررت الآن أن أضع له حدا. ولكن..."
"ما المشكلة؟"
"المشكلة أنه يحتاج الى قدر كبير من الجرأة والإصرار والتصميم والإرادة القوية."
"الى هذا الحد؟"
"وأكثر. إنه يحتاج الى التمرّد، وهذا شيء ليس سهلا أبدا، وخاصة بالنسبة لي. فأنا لم أعتد على ذلك على الإطلاق. كنت طوال حياتي خضوعة ومتساهلة."
"الإنسان ينضج فكريا ونفسيا كلما مرّت السنوات ومرّت عليه تجارب الحياة. ربما جاء الوقت الآن كي تتغيّري. فهناك أمور لا يستطيع المرء التساهل معها."
"ولكنني خائفة."
"خائفة؟ ممّ؟!"
"من ردود الفعل... من النتائج. أخشى أن أدعو على نفسي عاصفة تعكّر صفو حياتي وتزيدها تعقيدا. أحيانا أقول لنفسي ربما من الأفضل أن أسلّم بالأمر الواقع وأرضى به وأحاول البحث عن طريقة للسعادة رغم كل شيء."
"أنا لا أفهم عليك كثيرا يا هنادي. ولكنني أظن أن عليك أن تكوني قوية وتفعلي ما أنت مقتنعة به فقط كي لا تعيشي طوال حياتك نادمة على أفعالك."
فكّرت كثيرا في كلامه ووجدته يمدّني بالقوة والشجاعة التي كنت بأمسّ الحاجة اليهما. وقررت في داخلي أن أواجه أخي وعمي وكل العالم دون تأجيل. لن أضحّي بحياتي من أجل أحد، ولن أتنازل عن حقوقي وقناعاتي. ولن أعيش حياتي نادمة ونادبة بسبب رجل لا أرضى به.
وفجأة ...
أفقت من أفكاري على صوت سامر وهو يقول: "فاتن؟!"
وحين رفعت بصري ظهرت فاتن من خلفي وهي تقترب منا بوجه يعجّ بالإنفعال.
"لماذا لا تردّ عليّ؟!" قالت له بغضب وانفعال. ثم وقعت عيناها علي فاتّسعتا دهشة واكفهرّ وجهها. "أتغلق هاتفك بوجهي لأنك جالس مع هذه؟!" هتفَتْ به ممتعضة.
بدا سامر مرتبكا أمامها وامتُقع لونه. قال بصوت ينمّ عن ذهوله واضطرابه: "فاتن! احترمي نفسك! نحن في مكان عام!"
لكنها لم تبالِ، وهمّت به: "كيف تجلس معها؟ أنسيتَ من تكون؟!" ثم توجّهت الي بعينين تنطلق منهما النار: "وأنت، ماذا تظنّين أنك تفعلين؟ كيف ترافقينه رغما عن أهلك؟!"
فصاح بها سامر: "فاتن! الزمي حدودك وكفي عن هذا! لا علاقة لك بها!"
"ولا أريد علاقة معها. علاقتي معك أنت! لماذا تصدّني بعد كل ما كان بيننا؟!"
قال سامر بنبرة أقرب الى التوسّل: "فاتن! كفى!"
"الآن تشعر بالحرج؟ أمام الناس؟!"
"لم يكن بيننا شيء يدعوني الى الحرج."
"لم يكن بيننا شيء؟! أتنكر الآن؟ ألأنك تركت أميركا وعدت الى هنا تظن أن ما حصل قد يختفي؟ كأنه لم يكن؟!"
"فاتن! كفى! أصمتي!"
"لن أصمت! دعها تعرف! ودع العالم كلّه يعرف!"
أحسست فجأة باختناق في صدري وشعور بالغثيان. قمت من مكاني بغتةً وهببت تاركة المكان بسرعة.
"هنادي! هنادي! انتظري!" وصلني صوت سامر وهو يناديني، ولكنني لم أتوقّف. ركضت والدموع تنساب الى وجنتَي، والألم يحتلّ قلبي وكل أنحاء جسدي، حتى ضاق صدري واختنقت أنفاسي.
أصابني كلام فاتن عن علاقتهما بأشدّ الصدمة. ماذا حصل في أميركا؟ ماذا كان بينهما؟ وما هو هذا الشيء الذي يجب أن يشعر بالحرج إزاءه؟ الشيء الذي لن يختفي؟
غرقت في حزن وأسى وتصارعت في نفسي الأفكار والأوهام وذهبت مخيلتي الى أبعد حد.
شعرت بألم كبير في صدري وبقيت أجوب الشوارع لساعات تنتابني أفكار سوداء تثير في نفسي غما واكتئابا.

يتبع...



#حوا_بطواش (هاشتاغ)       Hawa_Batwash#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وردة تستجدي الحياة
- الحب والعاصفة 10
- الحب والعاصفة 9
- الحب والعاصفة 8
- لماذا لا نقرأ مثلهم؟
- الحب والعاصفة 7
- لو كنت أما ليوم واحد
- الحب والعاصفة 6
- الحب والعاصفة 5
- الحب والعاصفة 4
- الحب والعاصفة 3
- منذ التقينا
- الحب والعاصفة 2
- الحب والعاصفة 1
- العصا والأصدقاء
- مساءات لهفة
- ما هذه الأصوات في الليل؟
- المعلّمة أورا
- مهمة في الزواج
- القدر- قصة قصيرة


المزيد.....




- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حوا بطواش - الحب والعاصفة 11