أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سعاد خيري - تثمين رفض الحزب الشيوعي العراقي حضور مؤتمر لندن














المزيد.....

تثمين رفض الحزب الشيوعي العراقي حضور مؤتمر لندن


سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 3737 - 2012 / 5 / 24 - 11:40
المحور: سيرة ذاتية
    


عززموقف الحزب الشيوعي من مؤتمر المعارضة الذي اعدته الادارة الامريكية لتنفيذ مخططها في احتلال العراق بعد تدميره , كل مكامن ثقة الشيوعيين بقدرة حزبهم على مواجهة كل الكوارث الوطنية والخروج بمواقف تستند الى ثقتها بشعبنا والى تجارب حزبنا في معاركه الوطنية الديموقراطية رغم كل الصعوبات والتهديدات ورغم كل التشويهات والاضاليل التي تثار حوله.
ان رفض حزبنا حضور* مؤتمر الوصاية الامريكية والتفويض باحتلال العراق* سيعزز ثقة شعبنا بقدراته على دحر كل مخططات تركيعه وعلى تصميمه على حمل مهمته في التحرر من الدكتاتورية وبناء العراق الديموقراطي الفدرالي الموحد, ولاسيما وقد وجد كعهده دائما في اقسى المحن, الشيوعيين في مقدمة المدافعين عن كرامته وحريته وفي مقدمة المستعدين للتضحية في سبيل الذود عن حاضره ومستقبله.
ورغم الضجة الاعلامية التي استمرت لعدة اشهر التي سبقت ورافقت مؤتمر لندن فقد جاء المؤتمر ونتائجه بائسا , وعكست جلساته اهداف المشاركين فيه, الشخصية والفئوبة بعيدا عن اهداف شعبنا وقضاياه الاساسية, وتجلت في صراعات وتكتلات قومية وطائفية وتنافس على الحصص في الحكم الذي يحلمون به تحت المظلة الامريكية!! مصورين الشعب العراقي تمزقه الانتماءات القومية والطائفية وليس الارهاب الدموي الذي تمارسه الدكتاتورية والحصار الاقتصادي والقصف المتواصل الذي تمارسه القوات الامريكية وتهدده بحرب ابادة, الامر الذي دفعني الى عكس تجربة عشتها في لندن فكتبت,
طورت العولمة الراسمالية كل وسائل تركيع الشعوب واخطرها الانظمة الدكتاتورية , لتيئيس الشعوب واضعاف ثقتها بقدراتها على التحرر ونسيان تجاربها , لتتقبل الهيمنة الامريكية باعتبارها اهون الشرين!!
كرست كل طاقاتي المتواضعة لتعزيز الثقة بقدرات شعبنا على تجاوز اخطر الكوارث واشد المحن التي لم يعرفها اي شعب أخر من حيث تزامنها واستمرارها لعشرات السنين , من ارهاب دموي وحروب عدوانية واسلحة دمار شامل وحصار اقتصادي لاستنزاف كل طاقاته بالتجويع والمرض, بامل تركيعه وقتل سليقته الثورية وتجريده من مثله الاخلاقية. تمدني بهذه الثقة التجربة التي عايشتها في ظروف ما قبل ثورة 14/تموز/1958 وكيف احالت الهيمنة البريطانية البلد الغني بالثروات الى بلد الفقر والجهل والمرض. وكيف استطاع هذا الشعب ان يسترد حريته وكرامته وكيف تفجر عن طاقات وامكانيات بناءة هائلة وتكشف عن اصالة ثورية ومثل اخلاقية عالية اذهلت الاعداء والاصدقاء.
نعم اكثر من ثلاثين عاما من الحكم الدكتاتوري والارهاب الدولي الذي تقوده اكبر دولة في العالم باسناد جميع المحافل الدولية , لا يمكن تحمله!! فالطرق يفل الحديد!! ولكن الشعب العراقي اقوى من الحديد واكثر مرونة من الفولاذ.
لقد اثارت كل مكامن عواطفي فتاة عراقية رائعة , نورت لحظة حالكة مررت بها في مساء 6/1/2003 في احد شوارع لندن وانا تائهة , استشيط غضبا من عدم شعور سائق باص بريطاني بالمسؤلية ازاء امرأة كبيرة السن سألته عن المحطة التي تقصدها واستلم منها ثمن التذكرة دون ان يخبرها بانها اخطأت في اختيار رقم الباص. يبدو ان الفتاة سمعت لهجتي العراقية في تكلم الانكليزية , وتقدمت نحوي بحنان تسألني,
هل انت عراقية؟ واحتضنتني قبل ان ارد عليها!!
كانت كاشراقة الامل بتحرر العراق الذي انتظره!! وكنسمة منعشة من انسام ضفاف دجلة عند المساء!! تغمرني في بلد جففت العلاقات الراسمالية العريقة كل العواطف الانسانية لدى الكثيرين . ولا ادري كيف وكم تبادلنا من القبل وهي تطمنني عن امكانية عودتي الى منطلقي الذي اعرف كيف اعود منه الى البيت, وعن امكانية الاتصال بعائلتي لتطمينهم عن تأخري . وعندما اخبرتها بانني لا اتحمل الطريق المعقد وعن نيتي اسئجار تاكسي, ابدت استعدادها لدفع اجرة التاكسي ورغم تأكيدي لها بحملي ما يكفي من النقود اصرت على اضافة مبلغ اخر لدرء كل الاحتمالات. اوقفت التاكسي وابلغته العنوان وسألته عن التكاليف لتطمئن وودعتني!!
احتضنتها وفي اعماق قلبي تمور كل مشاعر الحب والافتخار بشعبنا الذي ينجب مثل هذه الاجيال الوفية لشعبها ووطنها, وهي توجه الصفعات القوية لاعداء شعبنا الذين يذرفون دموع التماسيح على امكانية تمزق العراق قوميا وطائفيا لتبرير احتلالهم لعراقنا الحبيب. فهذه الفتاة العراقية التي من المحتمل انها ولدت في الغربة ولم تر العراق!! لم تسألني عندما هبت لمساعدتي لا عن اسمي ولا عما كنت عربية ام كردية , مسلمة ام مسيحية ولا ان كنت شيعية ام سنية , وانما سألتني سؤالا واحدا , هل انت عراقية!! دون ان تنتظر الجواب
فقلت لها ودموع الفرح تغمرني, لم يستطع صدام واسياده قتل الاصالة العراقية كما يتوهم البعض!!
واجابتني بحماس شبابي مرح, ولا احد يستطيع قتل اصالتنا!!
انها من الجيل الثالث من الاجيال العراقية التي عانت الكوارث والارهاب والغربة, ومع ذلك تحتضن في كل خلية من جسدها الغض الاصالة العراقية التي تدفقت في لحظة لقائها بكيان لا تعرف سوى انه عراقي!! ولا بد انه يحمل بدمائه شيئا من مياه دجلة والفرات , وفي كيانه ذرات من تراب الوطن!!
لقد عززت هذه الفتاة ثقتي اكثر بما سيكشفه شبيبة شعبنا من طاقات وامكانيات , ومن طموحات ومثل اخلاقية , لبناء العراق الديموقراطي المزدهر والمساهم في تحرير البشرية وبناء غدها المشرق.



#سعاد_خيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ندائي لكل القوى الوطنية قاطعوا مؤتمر لندن مؤتمر الوصاية الام ...
- النضال من اجل تعزيز ثقة الشبيبة بشعبنا وبانفسهم
- دعوتي لشعار دلاء الحرب على شعبنا وانهاء الحصار واسقاط الدكتا ...
- الفصل الحادي عشر في مواجهة اقسى المحن الوطنية تصعيد النضال ل ...
- استغلال امريكا احداث 11/ايلول/2001 لاستبدال سلاحها الايديولو ...
- لقاءات ليلة الاعتصام
- ليلة اعتصام تضامنا مع الانتفاضة الفلسطينية
- السفرة الثالثة الى لندن
- وضم الكتاب مؤلف زكي خيري الحرب العراقية الايرانية وقضايا الث ...
- اعداد الكتاب الثالث لزكي خيري بعنوان مؤلفات زكي خيري نهج مار ...
- تحذيري من تبعات طلب الحماية الدولية
- مناقشة وثائق المؤتمر السابع للحزب الشيوعي العراقي
- زيارة لندن لثانية والتمتع برعاية الحفيد الاول زكي
- صدور الكتاب التاسع والاخير عام 2000 العولمة وحدة وصراع النقي ...
- الاعتصام في السويد من اجل وقف العدوان الامريكي على العراق عا ...
- تركيز كتاب ثورة 14/ تموز بعد اربعة عقود على الاستراتيجية الو ...
- اصدار كتاب ثورة 14/تموز بعد اربعة عقود
- صدور كتاب المرأة العراقية كفاح وعطاء
- كلمة الاسبوع الثقافي في هلسنبوري مهامنا لمواجهة مخطط الامبري ...
- كتاب وحدة النظرية والمنهج مساهمة زكي خيري في تطوير الماركسية


المزيد.....




- فيديو يُظهر ما يبدو آثار انفجارات بقاعدة الحشد الشعبي المدعو ...
- من استهداف إسرائيل لدعم حماس.. نص بيان مجموعة السبع حول إيرا ...
- استهداف مقر للحشد الشعبي في بابل وواشنطن تنفي شن هجمات جوية ...
- جهاز العمل السري في أوكرانيا يؤكد تدمير مستودعات للدرونات ال ...
- HMD تستعد لإطلاق هاتفها المنافس الجديد
- الذكاء الاصطناعي يصل إلى تطبيقات -واتس آب-
- -أطفال أوزيمبيك-.. هل يمكن لعقار السكري الشهير أن يزيد من فر ...
- أطعمة تسبب التهابات المفاصل
- ماذا تعني عبارة -أمريكا أولا- التي أطلقها الرئيس السابق دونا ...
- لماذا تعزز كييف دفاعها عن نيكولاييف وأوديسا


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سعاد خيري - تثمين رفض الحزب الشيوعي العراقي حضور مؤتمر لندن