أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - عزيز الحافظ - الطفولة العراقية الضائعة تُدمي قلوب المخلصين














المزيد.....

الطفولة العراقية الضائعة تُدمي قلوب المخلصين


عزيز الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 3737 - 2012 / 5 / 24 - 08:46
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


سابقا ،كنت قد كتبتْ لارسمتْ.. لوحة حزن بريشة دم قلب متفطر واقعا على طفولة العراقي والتمزق الإجتماعي المنظور.. فهل كتبت الإقدار على العراقي الأشّم.. الصبور حدّ اللاتصديق.. والرابض على تلال الإحزان المتجمعة الغيوم التي لاتنقشع ،قيظ غليان الموت الرخيص القادم منذ كذا سنة ؟ هل ستمّيز الدراسات المجتمعية والبحوث والآرشيف الحالية والمستقبلية إذا بقى هناك من يسطرّها محليا على الاقل، شغوفاً بحب الوطن ، تُميّز شعبنا العراقي كإمة متالمة ولودة لصبر غيوم أحزانها المنهمرة؟ أمة صبورة كاظمة غيظها لمدى أبعد من مدى الزمن المنظور... مهما قست أو ظهرت بوادر تفاؤليات.. تتناثر هنا وهناك تُرسلها الاقدار بجنونية التبعيض... تُنسينا التفاخر بإننا دائما لانلملم فقط الجراح بكل صور الطيف الهندسي بل ونمشي في جنازات الإحزان عندما تشيّعها نظراتنا ودموعنا ومآقينا ونحن ندفنها في كل وريد عراقي . اطفال العراق وما ادراك ما طفولة العراقي فمن حرب إيران المجنونة واليتم المبكر اول صدمة الزمن وثقافة الحرب التي آسرت اطفالنا بقسرية الإعلام المسيّس الواحد واناشيد التحشيد العسكرية الطائفية المقيتة والنوتات المختارة بذائقية الدكتاتور لتجذب دون بديل عقول ذاك الجيل نحو إنحدارية مرسومة بدقة ليسمع الطفل فقط نغمة التمجيد التآليهي للطغاة .ثم تَبْرعْ انامل الجلادين برسم كل قواسي وقوافي صور اليتم المبكر ديدن وسمة الآف العوائل التي نشأ أطفالها دون بسمة الاب وتحيات الصباح وطلتّه الغائبة للابد كإفراز لمشاركته القسرية كمحارب.وهكذا بعده نشأجيل الحصار جيل البحث الطفولي عن صيغ عيش قاسية الملامح بين اكوام الازبال وبكور النهوض الطفولي الصباحي اليومي بحثا عن لقمة العيش الصعبة التي لم يراقبهم فيها احد عن مصدر الجذب والجلب مع إنتهاء المدرسة كخالقة جيل مستقبلي من حياتهم بالمطلق. ثم جاءت حرب امريكا والتناحر الطائفي الطيفي لتزيل غمامة الفرح عن حياة العراقيين لسنوات . اليوم كان قلبي يرصد في أوج الامتحانات النهائية العراقية لكل الصفوف اللامنتهية.. تسربا غريبا لإطفال يدفعون عرباتا خشبية يتبضعون الزبائن في الأسواق وبإعمار مختلفة لايكاد يُصدق المؤجر لهم ، أنهم بهذا العمر اليانع اليافع النشأ ،تركوا مدارسهم ومارسوا دفع تلك الحمولات المتبخترة احيانا والتي تُلزم المؤجر بإخلاقيته السامية ان يساعد الطفل في دفع العربة المستاجرة لخدمة بضاعته!تشعر أن للهب احيانا نسمات! عندما يخدعك بولوجه فكرك وقلبك ومشاعرك وتبصّرك فيما تراه..لم كتبت الاقدار على بعض كبير من اطفال العراق أن يتركوا مدارسهم ويعملوا ليل نهار بعضلية لايقوون على إمتلاكها.. وهم كزقزقة العصافير..صدقوني لااعلم كيف يمّر عليهم قيظ الظهيرة وهم جياع أو عطاشي لايجرأون ان يبّردوا لهيب أفئدتهم بعلبة شراب ب250 دينار عراقي! أو بما نسميه بالعراقي لفة فلافل ب500 دينار لإنها تُنهِك ميزانيتهم!! كنت شاهد عيان على طفل حشر نفسه بين المتبضعين يشقّ عبابهم بعربته لينال رزقه.. وجهه يعانق صمتا ووجوما غريبا..ملابسه ليست برثة..أوقفه أحد المتبضعّين وأرشده للدار التي تبعد عن السوق بضعة شوارع وسماها له.. لم يأبه الطفل سوى بالجواب بمامرسوم من تلقائية في مخيلته المستبحرة بنيل مغنم الرزق ..الإجرة الف ونصف دينار.. وافق الزبون وسأله لم لاتقرأ؟ اليس الموسم إمتحانات؟ أجابه الطفل الهاديء التقاسيم بدون إضطراب.. لقد تركتُ المدرسة! أمتعض الزبون وثارت ثورته! لم تركتها أبني؟ بهدوء لامعهود ونار متقّدة من متابعة الحوار في زحمة السوق..أجاب الطفل نحن مهجرّون!!فكانت إجابته رصاصة الرحمة في قلب المتسائل الذي وجم!!! إذن نسي الطفل هنا مدرسته ورغبته باللعب مع اقرانه وفرحته بالشراء المعروف وارتسمت فقط امامه خارطة غريبة التلافيف... تُضاف منقوشة بالوشم الليزري في دماغه أنّه مهّجر وإن عائلته التي تركت سكنها وإستقرارها تركت ايضا مدارس أطفالها وذكرياتهم التي نعرف نقشتها للابد عند الطفل وأدخلتهم في نفق البحث عن لقمة عيش يشاركون الاب وربما الام في شظف ذاك العيش القاسي الذي يحفظ كرامتهم. ولكن؟ بتساؤل المنطق الهارب من النهوض في واقعنا العراقي.. من يأبه؟ من يهتم في وطني الجريح والجارح كرامة الناس بإنشغال سياسي لاينتهي دوران طاحونته المفككة؟ صار نوعا من الترف الفكري الإشارات لحالات مجتمعية مؤذية ومؤلمة وقاسية جدا فقد ضرب الفقر اطنابه في كل صوب مع إحترامي لمن يخالفني الرأي..والطفولة العراقية اليوم في مهّب الريح حتى لوكان تماسك الواقع نسبي 10% من الواقع الإجتماعي العراقي نريد محق تلك النسبة من نفوسنا ونواظرنا المتشوقة لفرحة طفل لايعمل ومتبسم الثغر وسعيد سعيد وهو يثير الغبار في شوارعنا المتعبة يلاحق كرة قدم نايلونية متهشمة ولكنه يلاعبها جذلا فرحا ويضربها ويضحك ملء شدقيه..واكررها للالم الذي تسطيره يسحق كرامة الرؤية والصبر.. أهكذا ترسم لنا الأحزان العراقية قصصا اندر من إبتكار الخيال ونحن أصلا مسحوقون من صبر التمني بحياة لائقة سدى سدى إنتظارها واليوم نريدها للاطفال فقط لاغير بتمنيات مستحيلة التصديق انها... تتحقق.
عزيز الحافظ



#عزيز_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كميةإستيرادنا للحنطة عشرون ضعفا لإنتاجنا الحنطوي المتواضع!
- بلد السواد والنهرين يستورد الطماطة من بلدان بلاسواد ولانهرين
- رصاصة في القلب فلم حقيقي في قلب طفلة عراقية
- للفراق مذاق آلمي علقمي... مريام
- أي كرة قدم مجنونة شاهدنا في دوري الأبطال؟
- تلميذ عراقي يصوغ التراجيديا قلادة بشنق نفسه
- أزمة نفطية متقّدة بين المركز وأقليم كردستان
- اول الخناجر، البحرين تواصل منع التواصل الجوي مع العراق
- ماهي قنبلة عيد نوروز الكردية - العراقية في سنة 2012؟
- الطب الالماني يقّوم مجانا عمليات العمود الفقري لمواطني افقر ...
- ‏حالات موت سرطانية تقتل معلمات في مدينة الشطرة العراقية
- بالتمنيات سيصل منتخب العراق لكأس العالم
- عيد المرأة البحرانية،مزيد من الشهيدات المنسيات
- تراجيديا موت تلميذ ميساني في يوم آذاري
- نسائم إنثوية عراقية تختار الموت طوعا
- متى ستظهر ميركل عربية؟
- الكراهية لازالت؟ تقود الكويت لمنع دخول العراقيين أراضيها!
- أب كويتي يتبرأ من إبنه لمشاركته بتظاهرة بحرينية
- دعوة فاليرو لإلغاء عقوبة الإعدام في العراق
- طلاب كويتيون في إستراليا بسبب تظاهرهم مع البحارنة،معرضون للف ...


المزيد.....




- الأمم المتحدة تدعو إلى ضبط النفس في الشرق الأوسط
- سويسرا تمتنع في تصويت لمنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم ا ...
- اعتقال أكثر من 100 متظاهر مؤيد للفلسطينيين من حرم جامعة كولو ...
- بمنتهى الوحشية.. فيديو يوثق استخدام كلب بوليسي لاعتقال شاب ب ...
- البرلمان العربي يستنكر عجز مجلس الأمن عن تمكين فلسطين من الح ...
- الكويت: موقف مجلس الأمن بشأن عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ي ...
- قائمة الدول التي صوتت مع أو ضد قبول الطلب الفلسطيني كدولة كا ...
- لافروف يعلق على اعتقال شخصين في ألمانيا بشبهة -التجسس- لصالح ...
- اعتقال عشرات الطلاب الداعمين لفلسطين من جامعة كولومبيا الأمي ...
- استياء عربي من رفض أميركا عضوية فلسطين بالأمم المتحدة


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - عزيز الحافظ - الطفولة العراقية الضائعة تُدمي قلوب المخلصين