أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السيد محسن - السعودية والبحرين , اعلان موت اتحاد















المزيد.....

السعودية والبحرين , اعلان موت اتحاد


محمد السيد محسن

الحوار المتمدن-العدد: 3736 - 2012 / 5 / 24 - 01:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



السعودية والبحرين , اعلان موت اتحاد
----------------------


تمخض اجتماع الرياض الاخير على اتفاق الحكومتين السعودية والبحرينية على اعلان حالة اتحاد بين البلدين بعد فشل المفاوضات ومحاولات الاقناع السعودية لبقية دول التعاون الاربع المتبقية بالدخول في اتحاد وتحويل حالة التعاون الى اتحاد طبقا للحلم السعودي المتوج بنداء العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز في اخر اجتماع للقمة الخليجية في الرياض , الامر الذي اشار مرة اخرى الى المواقف الحرجة التي تعيشها الدبلوماسية السعودية في الخليج وغيره وعدم قدرة المملكة على استعادة دورها العتيد حتى بين جيرانها واصدقائها الخليجيين
البحرينيون الرافضون لسياسات العائلة الحاكمة في البحرين والمنتفضين منذ اكثر من عام دون اكتراث الداعين للديمقراطية من امريكان واوربيين وقطريين وسعوديين وهم جميعا عرابو ما يسمى بالربيع العربي , البحرينيون الرافضون طالبوا العائلة الحاكمة وصاحبة القرار السياسي في البحرين على اجراء استفتاء شعبي على الاقل قبل الاقرار في السعودية على حالة اتحاد
اما الايرانيون فقد شوهوا مرة اخرى المشهد البحريني من خلال انفعالات قومية بائسة تحدثت عن ضم البحرين للسعودية وكأنهم يخشون على ملك ضيعوه لتاج دولتهم الفارسية تاركين وراءهم معارضة بحرينية تضطر لنسيان حقوقها الجوهرية في المواطنة ومطالباتها بالحرية والعدالة والتداول السلمي والديمقراطي للسلطة والبحث عن دور فاعل للمواطن البحريني في الواقع السياسي في هذه الدولة التي تتحكم فيه اقلية من عائلة من مكون طائفي سني تتسلط على رقاب اغلبية شيعية وتحاول منذ عشرات السنين تغيير المعادلة الديموغرافية للبلاد وفق سياسات التجنيس السني في البلاد ومنع الشيعة من الدخول الى اجهزة الدولة الرئيسة من قبيل الجيش والشرطة واجهزة الامن , الايرانيون مرة اخرى وضعوا المعادلة البحرينية في صلب محادثاتهم حول برنامجهم النووي غير ابهين بالوضع الوطني البحريني والبحارنة الذين يناضلون بكل مشاربهم الفكرية القومية واليسارية والاسلامية , تاركيهم وراء نتائج مباحثاتهم النووية مع الستة المعنين بمعالجة ما سمي بخطر حيازة الايرانيين على قنبلة شيعية قد تغير من معادلة المنطقة وفق موازين القوى في المنطقة , حتى بات المعارضون البحرينيون يجابهون ويدافعون في جبهة عدم انتمائهم لايران قبل ان يتحدثوا عن مطالبهم الرئيسة في العيش الكريم في بلادهم ومطالباتهم بدولة ديمقراطية تتحدد فيها صلاحيات الملك وعمه رئيس الوزراء
اجتماع الرياض وعلى الرغم ن انه انطلق لتأسيس ما سمي بالانحاد بين السعودية والبحرين الا انه اشار بكل وضوح الى موت حلم سعودي في ما سمي في قطر والكويت والامارات وعمان – حالة ابتلاع السعودية لدولهم
اول الاجابات الرافضة للاتحاد جاءت من رئيس مجلس الامة الكويتي احمد السعدون حيث رمى الكرة امام المطالبة بالديمقراطية وتطوير الفكر الديمقراطي كمارسة واعية في دول التعاون الخليجي قبل المضي في مشروع الاتحاد , الامر بلا شك الذي لايروق للسعوديين والبحرينيين كعائلات حاكمة اولا ومن ثم بشكل جزئي لدول التعاون الباقية وهي قطر والامارات العربية المتحدة وسلطنة عمان
موقف السعدون عبر عن حالة كويتية سياسية ناضجة في الخليج حيث ان الحالة الكويتية كسرت حاجز العائلة الحاكمة وقداستها كما هو موجود في السعودية وهي كذلك تمتاز دائما وعلى مر تاريخها السياسي الحديث نوعا ما بتنافس تيارات غير طائفية في بعض الاحيان وليبرالية وقومية في احيان اخرى وهو الامر الذي تخشاه السعودية بلا شك وتحاول ان تصادره من خلال الاتحاد الذي من الممكن ان يحول منطقة الخليج الى عائلات حاكمة بالمطلق كما في المملكة لتعكس الحالة على دول الخليج الاخرى
قطر من جانبها لاتحبذ الاتحاد لانه بلا شك سيسير عكس طموحها الذي تجاوزت به في الاعوام الاخيرة الدور السعودي في التاثير وتحاول الحفاظ على مكتسبات تدخلاتها في مجمل القضايا العربية والاقليمية حيث عدت قطر في السنوات الاخيرة مصادرة لدور السعودية والجامعة العربية من خلال لعبها دور رئيس في اسقاط نظام صدام حسين من خلال استقبالها لاكبر قاعدة امريكية انطلقت منها العمليات الحربية لاحتلال العراق وبعد ذلك دورها المؤثر في ملفات السودان والصومال وموريتانيا ومن بعد ذلك تصديها لما سمي بالربيع العربي وتاثيرها باسقاط انظمة زين العابدين بن علي في تونس وحسني مبارك في مصر والعقيد القذافي في ليبيا تاركة للسعودية دورا توافقيا في الحالة اليمنية ومتقاسمة الدور معها في الملف السوري ,
قطر الطامحة لايمكن لها ان تفرط بمكتسبات ما حققته من دور ريادي وقيادي في عمليات التغيير في بلدان عدة كما مر وتخشى استعادة السعودية لدورها الذي خسرته من خلال الفاعلية القطرية خلال السنوات المنصرمة
اما الامارات العربية المتحدة فقد اسلمت العنان لقائد شرطة دبي ضاحي خلفان في ان يقول ما يشاء رفضا واستنكارا لما يجري ضمن المخطط السعودي والقطري للمجيء بالاسلاميين من السلفيين والاخوان الى سدة الحكم في بلدان عدة , الامر الذي عد رفضا اماراتيا لمجمل السياسات القطرية والسعودية في المنطقة والعالم العربي , ومن جانب اخر فان الاماراتيين في ابو ظبي او دبي فانهم يتقاطعون مع السعودية في كثير من القضايا ومن اهمها ادخال الدين في السياسة والاجتماع في بلدانهم , حتى تحولت الامارتان – دبي وابو ظبي – الى مكان يتنفس فيه المواطن السعودي الصعداء من لجان الامر بالعروف والنهي ن المنكر وسياسات السعودية الدينية والنابعة من الفتاوى المتشددة واسقاطها على الوضع الاجتماعي والممارسات اليومية للمواطنين , فالمرأة السعودية التي لاتتمتع بحقوقها من الممكن ان تحتاز على جزء منها في دبي وابو ظبي من خلال مسائل ورائية رجعية ما زالت السعودية غير قادرة على مواكبة الركب الانساني فيها وهي قيادة المرأة للسيارة او احكامها بالحجاب او مسائل المحرم المرافق للمرأة في كل تحرك تبتغيه ومثيلاتها , فيما عدت الاماراتان دبي وابو ظبي مكانا ليأخذ فيه الرجل السعودي قسطا من الراحة للتخلص من طغوطات القوانين السعودية النابعة من الفتوى المتشددة في جدة والرياض ومكة
اما سلطنة عمان فان خلافاتها مع اخواتها الدويلات الخليجية تنبع من دور تبحث عنه وخصوصا قيادتها للعملة الخليجية ورفضها مشروع توحيد العملة الخليجية مشترطة ان يكون مركز التحكم المالي في السلطنة الامر الذي رفضته عدة دول ان لم تكن جميعها على اعتبار ان السلطنة دولة لم تلحق بعد بركب المنافسين الماليين واستقطاب التجارة العالمية وعمليات الاقتصاد الدولي
وبعد كل ذلك فان الثقة الخليجية الخليجية باتت مهلهلة على الرغم من السعي لقادتها على الوقوف موحدين في مواقف معينة دون غيرها ولكن الواضح في كسر الثقة بين الدول الخليجية انها لم تعد تتفق على كثير من القضايا التي تعنى بالشأن الخليجي اولا , ومرد ذلك يعود الى تعدد انتماءات هذه الدول وتعدد مشارب سياساتها والضغوط الدولية التي كبلت نفسها بها من خلال معرفة هذه الدول بضعفها اولا ثم انكفاءاتها للبقاء دون الافشاء بالمسكوت عنه حيث تتعارض على الدوام تقارير المنظمات الحقوقية والانسانية حول الوضع السياسي وحال الديمقراطية وحقوق الانسان والحريات العامة في هذه البلدان , وفي هذه النقطة تجدر الاشارة الى ان تقارير منظمة هيومن رايتس وتش لم تخل كل عام عن الاشارة الى اختراق حالة حقوق الانسان في هذه البلدان وخصوصا السعودية التي تتمتع المرأة فيها بالحظ الادنى من الحقوق وكذلك حالة الرق التي بدأت تتضح جلية في اكثر دولها وخصوصا الامارات العربية المتحدة
المسألة الاخيرة التي تثبت اعلان موت الاتحاد هو تصريح وزير خارجية السعودية ان حالة الاتحاد جاء للوقوف امام الخطر الايراني ولم يفكر الدبلوماسي السعودي الذي احنى ظهره في وزارة الخارجية السعودية ان الرئيس الايراني كان قبل سنوات غير بعيدة ضيفا كريما معززا عند العاهل السعودي وما زالت لقطات مسك يد العاهل للرئيس الايراني يده وتجولهما في احدى حدائق الملك السعودي طرية في ذاكرة المتابعين فكيف اذا انقلبت العادلة بشكل سريع كما هو الحال دائما في الحالات الساسات العربية وباتت ايران لاتشكل خطرا على دول الخليج خصوصا اذا نضج اطار اتفاقي حول لبنان والعراق وسوريا فاين ستذهب اهداف الاتحاد ؟ هل ستقول السعودية ان الاتحاد لن يعود له حاجة استراتيجية ؟ وهل ان اتحاد يبنى على حالة استثنائية قادر على الصمود ؟ انها اسئلة مهمة غابت عن التصريح الدبلوماسي السعودي
اذن في نهاية الامر فالاتحاد الذي سيقتصر على السعودية والبحرين سيمثل حالتين لاثالث لهما الاول هو تغيير الاستراتيجية السعودية حيال الثورة البحرينية وعدم رضا البحرينيين لقوات الرع الخليجي وتفسيرها على انها حالة احتلال او على الاقل تدخل في الشأن البحريني الشعبي ووقوفا مع الملك وعائلته قبال شعب بكل اطيافه ومشاربه . والثاني هو ان القادة في المملكة السعودية باتوا لايفكرون الا في ظل سنواتهم القليلة الباقية لهم من عمر الوجود على هذه الحياة حيث ان القيادات السعودية وفق كل التصورات سيموتون بعد اقل من خمس الى عشر سنوات بالكثير وان المملكة مقبلة على ازمة قيادة كادت ان تتضح بعد وفاة ولي العهد الاخير وتنصيب الامير نايف بدلا منه مع اعتراض الاخوة الذين يعتقدون ان الدور ليس له وانما هو دورهم ولكن تم تلافي الازمة لوجود العاهل السعودي عبد الله بي عبد العزيز ومن خلال شخصيته المؤثرة والعهود التي قطعها للاخوة المعترضين واولهم الامير طلال بن عبد العزيز , لكن الامر الذي من الممكن ان يتضح للمتابعين للشأن الخليجي ان الدول الخليجية بدأت تخشى بشكل جدي من التغيير الذي ساهمت السعودية وقطر في تحقيقه لاغراض ثأرية او قبلية مع اشخاص او انهم نفذوا ارادة خارجية بأخذ دور رئيس في التغيير خشية فتح ملفات اخرى قد تحرج سياسات العائلات الحاكمة



#محمد_السيد_محسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شكسبير يدعو العراقيين للمحبة
- دمشق ... اخر العواصم
- القرضاوي وصناعة الفتوى
- لحية جيفارا ولحية الاخوان
- هل سيقلب رفعت الأسد الطاولة
- جمهوريات الاخوان
- جلباب الدكتاتورية
- المظلومة حنان الفتلاوي
- رسالة الى اياد علاوي
- الفاعل والمفعول به في تجديد البقاء للامريكان
- السعودية وايران الحرب الخامسة
- جمعة البحرين في العراق والخلط بين الزعامة السياسية والطائفية
- باسل انت ومغوار ايها الملك
- هل اخطا المالكي ؟


المزيد.....




- الصفدي لنظيره الإيراني: لن نسمح بخرق إيران أو إسرائيل للأجوا ...
- عميلة 24 قيراط.. ما هي تفاصيل أكبر سرقة ذهب في كندا؟
- إيران: ماذا نعرف عن الانفجارات بالقرب من قاعدة عسكرية في أصف ...
- ثالث وفاة في المصاعد في مصر بسبب قطع الكهرباء.. كيف تتصرف إذ ...
- مقتل التيكتوكر العراقية فيروز آزاد
- الجزائر والمغرب.. تصريحات حول الزليج تعيد -المعركة- حول التر ...
- إسرائيل وإيران، لماذا يهاجم كل منهما الآخر؟
- ماذا نعرف حتى الآن عن الهجوم الأخير على إيران؟
- هولندا تتبرع بـ 100 ألف زهرة توليب لمدينة لفيف الأوكرانية
- مشاركة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن في اجتماع مجموعة السبع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السيد محسن - السعودية والبحرين , اعلان موت اتحاد