أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال الشرقاوى - الشعوبُ العربيَّة و الديمقراطية ( الحُريَّة المسئولة ) في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر















المزيد.....

الشعوبُ العربيَّة و الديمقراطية ( الحُريَّة المسئولة ) في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر


جمال الشرقاوى

الحوار المتمدن-العدد: 3736 - 2012 / 5 / 23 - 20:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في مقالنا نحاول معالجة اللغة الخاطئة في المصطلحات الشائعة ( الشورى) ( الديمقراطية ) ( الحرية المسئولة )



أنا لا أحب أن أتكلم عن ( الحرية المسئولة ) كلاما فحسب و لا أحب أن أكتب كلاما في الهواء و أقول في نفسي أن يعجب القاريء كلامي فبها و نعِمَتْ و إن لم يعجب القاريء كلامي فليذهب إلى الجحيم لا أحب الآن أن أقل هذا القول و قد كنت قلته سابقا و لكني أحب أن أكون واقعيا جدا و منطقيا جدا و معاصرا جدا حتى أتواصل مع قرَّائي الكرام بدون تعب و لا نصب و كذلك أحب أن يقتنع القرَّاء الكرام بما يُكتبُ لهم من أفكار فكل من كتب عن ( الحرية المسئولة ) أراد أن يدخلَ في الدين و الشريعة أي للحديث عن ( الحرية المسئولة ) من باب الدين و الشريعة حتى يُثبت للناس أن ( الحرية المسئولة ) تنتهي عند حديثه هو فقط لإن الدين حقيقة هو أفيون الشعوب و ليس معنى ذلك أني لا أدخل في الدين الإسلامي و الشريعة و الأحاديث النبوية و لا القرآن الكريم لأستدل على صحة كلامي فهذا من قبيل الخطأ فإنما أنا باحث و مفكر إسلامي و القرآن الكريم و السُنة النبوية الشريفة لن أقول يجريان في دمي و إنما يتكون من هذان العنصران ذرات دمى و لحمي و عظامي و تفكيري و كياني و لكني أريد أن أنحىَ منحىَ آخر حينما أتكلم عن ( الحرية المسئولة ) لإني لا أتكلم عنها في الإسلام و إنما حديثي عن ( الحرية المسئولة ) حديثا عاما للمسلم و اليهودي و النصراني بل و الكافر لإن الكل يعيش في مجتمعات و كل شخص له طبعه الخاص و مزاجه الخاص و تفكيره الخاص و عقيدته الخاصة و العقيدة هنا هى آخر ما نتكلم عنه لإن ( الحرية المسئولة ) يعتنقها الكل المؤمن بالله تعالى و الكافر به فهى ليست إذن حكرا على المسلم فقط حتى يقول مثلا ( الحرية المسئولة في الإسلام ) أو يقول اليهودي ( الحرية المسئولة في اليهودية ) أو يقول النصراني ( الحرية المسئولة في النصرانية ) أو يقول الكافر ( الحرية المسئولة ) فلو كان المبدأ في تناول القضية هنا هو المبدأ الديني فقط من منظور إسلامي أو يهودى أو نصراني أو من منظور الكفار ووجهة نظرهم في القضية لفسدت المجتمعات و تصادمت أفكار الناس و أهوائهم ( أي التي تشكل المزاج النفسي للشخص ) و عاداتهم و تقاليدهم و أعرافهم و طبائعهم و هى مجموعة المباديء التي يستمدها كل منهم من دينه لإن مجموعة المباديء التي تشكل حياة الإنسان و تعطيه الإحساس بوجوده مهما تاهت جذورها و ضاعت فروعها إلا أنها في النهاية هى مُستمدة من دينه مثل ( الأفكار ـ الأهواء ... التي تشكل المزاج النفسي للشخص ـ التقاليد ـ الأعراف ـ الطبائع ـ فلو كانت ( الحرية المسئولة ) تستمد جذورها من الدين لضاعت المجتمعات و لكننا نقول إن وجود الدين في هذه المسألة لابد أن يكون عنصرا أخير و ليس عنصر أول لإن ( الحرية ) بصفة عامة هى حلم كل إنسان فى كل زمان و في كل مكان و لا يهم إلى إيِّ دين ينتمي و لكن عندما نضيف إلى لفظة ( الحرية ) لفظة ( المسئولة ) و تصبح هكذا ( الحرية المسئولة ) تصبح مسئولية كل فرد أن يكون حرا و مسئولا بغض النظر عن ديانته أو جنسيته أو لونه و من هنا ندخل على ( الشعوب العربية و الديمقراطية ..... الحرية المسئولة ) فكلمة ( الديمقراطية ) و تعني كما قال أفلاطون الفيلسوف اليوناني القديم هى ( حكم المجموع مع التضحية بالحكمة و المعرفة ) و أيضا وصف آريستوتول ( الديمقراطية ) بأنها ( حكم الرعاع على حساب الغنىَ و الأغنياء ) و قد صدق أفلاطون تماما في مقولته لإن ( الديمقراطية ) هى حكم الشعب نفسه بنفسه و هذا التعريف يساوي كلمة ( المجموع ) الذى هو الثروة البشرية لعدد الناس و منها نعرِّف أو نعرف أنها ( الحرية ) ضمنيَّا لإن حكم الشعب ( نفسه بنفسه ) ذاتيا الذي هو المجموع الكلي البشري لبلد ما من البلاد تعني الحفاظ على حريته المُسْتمَدة منه جوهريا و لو استمد أو أخذ شعبا ما من الشعوب حريته من شعبٍ آخر لكان الشعب الآخذ تابعا و عبدا للشعب الذي أعطاه الحرية و هذا ما يحدث في عالم السياسة المعاصرة اليوم و الدليل حيث أن أمريكا تعطي الشعوب حرية في فعل أشياء و ممارستها مثل أن تفتح لهذه الشعوب مشاركة سياسية أو مشاركة اقتصادية أو بمعونة مادية و بذلك فهى التي تتحكم في الشعوب التي تستعطي منها هذه الأشياء و لكن على قول أفلاطون أن الديمقراطية هى ( حكم المجموع مع التضحية بالحكمة و المعرفة ) أيضا كلاما منطقيا لإن حكم المجموع لا يدل على أن كل الشعب المشارك في الحكم لديه وعيا بدرجة واحدة و لا علما بدرجة واحدة و لا خبرة بدرجة واحدة و من هنا فالحكمة مُفتقدة و المعرفة متوزعة بين المجموع و هو كلاما منطقيا لأنه من بين المجموع الذي هو الشعب المشارك في حكم نفسه بنفسه و الصانع لديمقراطيته بنفسه سيظهر منه أيضا معارضين لسياسة ما و مؤيدين لسياسة ما و من هنا تتوزع الحكمة و المعرفة على الكل فلا يحتكرها شخصا بذاته أو حاكما بذاته و إلا سيكون كفرعون الذي قال { ياقوم لكم الملك اليوم ظاهرين في الأرض فمن ينصرنا من بأس الله إن جاءنا قال فرعون ما أريكم إلا ما أرى و ما أهديكم إلا سبيل الرشاد } [ غافر ـ 29 ـ ] لأنه حكم الفرد ( الديكتاتور ) أي المتسلط المتكبر المغرور الذي نسميه في عالمنا المعاصر اليوم ( الديكتاتورية ) و أمَّا وصف أريستوتول أن الحرية هى ( حكم الرعاع على حساب الغنىَ و الأغنياء ) و هذا كلاما غير دقيقا أو صحيحا إلى حد ما و لكنه ليس القاعدة فكم من فقير من الشعوب تولى زمام الأمر في بلاده ثم ارتفع شأن البلاد على يده و نريد بهذا الصدد أن نوضح للناس أن هناك فرقا كبيرا بين ( الشورىَ ) و ( الديمقراطية ) حتى لا يلتبس الأمر على الناس أو البسطاء حينما يسمعون المتأسلمون أنصار الإسلام السياسي و هم يوهمونهم بأن ( الشورى ) هى ( الديمقراطية ) فهو من قبيل الخلط و الخطأ فقد قال الله تعالى فى كتابه الكريم { و الذين استجابوا لربهم و أقاموا الصلاة و أمرهم شورى بينهم و مِمَّا رزقناهم ينفقون } فنلاحظ أن الله سبحانه و تعالى اشترط في أمر ( الشورىَ ) فقال في شرطه { و أقاموا الصلاة } إذن ( الشورىَ ) مبدأ إسلامي بحت و هىَ أضيق نطاقا في عصرنا المعاصر من ( الديمقراطية ) لإن ( الشورىَ ) بين فئة واحدة من سكان هذا العالم الذي دخل عنوة في ( العولمة ) أو ( الكوكبة ) و هم فئة المسلمين فقط أمَّا ( الديمقراطية ) فهىَ أمرا اصطلح عليه كل سكان كوكب الأرض بأنه مطلوب و مقبول كما أنه يضم في معناه ( الشورىَ ) و ( الحرية ) أمَّا ( الشورىَ ) فهىَ لا تعني ( الحرية ) لأن الجماعة أو الأغلبية إذا اصطلحت على أمر حتى لو شابهُ الخطأ و عارضه الأقلية لأصبحت هذه الأقلية المعارضة كافرة أو ملحدة أو خارجة على نطاق جماعة الأغلبية و ربما حكمت جماعة الأغلبية بقتل أو بسجن و اعتقال هذه الأقلية المعارضة و هذا الوضع كان يتناسب و زمان الرسول عليه الصلاة و السلام بلا مبتدأ و لا منتهىَ حينما كانت جماعة المسلمين جماعة واحدة و فكر واحد و إيمان قوي شديد و كان بين حيَّا بين أظهرهم رسول الله صلى الله عليه و سلم بلا مبتدأ و لا منتهىَ و كذلك فإن ( الشورىَ ) لا تعني أيضا ( الديمقراطية ) لإن ( الشورىَ ) كما قلنا للمؤمنين و المسلمين من أمة محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم كما ورد في الآية الكريمة { و أقاموا الصلاة } [ الشورى ـ 38 ـ ] و بذلك يخرج من نطاق ( الشورى ) اليهود و النصارى و المجوس و الصابئين و الكفار و المشركين أليس كذلك ؟! و هم أكثر عددا و عدة و نفيرا و تحضرَّا من المسلمين و قد دخل الكل في عالم ( العولمة ) فكيف ننفذ ( الشورىَ ) و نحن جزء من هذا العالم الذي اختلط مسلمه بكافره شاء أم أبىَ في عالم ( العولمة ) أو عالم ( الكوكبة ) ؟! أمَّا ( الديمقراطية ) فقد ارتضىَ بها كل سكان كوكب الأرض مسلمهم و كافرهم و بالطبع هم الأغلبية الكاثرة و المسلمين بالنسبة لهم أقلية فكيف يتحدث و يصر المسلمون الأقلية على ( الشورىَ ) و يتركون ( الديمقراطية ) الذي ارتضاها أغلبية سكان العالم أليس هنا قد يحدث و لو نوعا من التفرقة العنصرية بل و يزداد حقد و غضب العالم على المسلمين !!! و ربما يجلب هذا الأمر على المسلمين نيران المكائد و الحروب و التحرشات السياسية العنيفة و هو ما يؤدي إلى وقف مصالح المسلمين الذين سيصبحون فرقة ضالة متكبرة على البشر في كوكب الأرض غير مشاركة معه في ( الديمقراطية ) هذا ما سيقوله الإعلام العالمي عن المسلمين وقتها أليس كذلك ؟! و أخيرا أسأل كل ناعق ينعق في عوام المسلمين بأن ( الشورىَ ) هىَ إسلوب الحكم الإسلامي الأمثل هل الشورىَ يعتبر نظام حكم سواء كان إسلامي أم غير إسلامي متكامل أم لا ؟! و الحقيقة أن ( الشورىَ ) لمحة واحدة من نظام الحكم الإسلامي و ليس هىَ نظام للحكم كاملا متكاملا و إلا لكان علماء المسلمين و فقهاؤهم أجهل المخلوقات على كوكب الأرض !! كما قالوا عن اللمحة الإقتصادية في ( سورة يوسف ) إنها نظام اقتصادي متكامل !!! فأي جهل و غباء هذا الذي أحاط بالمسلمين بسبب ( الخطاب الديني القديم ) العفن الذي أشاعه السلفيين الوهابيين المتنطعين المرتزقة و الإخوان المجرمين فأفسدوا عقول المسلمين و شوَّهوا أفكارهم على مدار سنوات طويلة بإكذوبة الحكم بشرع الله تعالى و سُنة رسول الله صلى الله عليه و سلم بلا مبتدأ و لا منتهىَ و قالوا إن مفتاح الجنة و بابها عندهم و هم أول الداخلين منه فقط و ربما سيغلق بعدهم !!! و لكن ( الخطاب الديني الجديد و المعاصر ) الذي ندعوا إليه هو الذي سيؤكد على الحكم بشرع الله تعالى وسط تحديات العصر إن شاء الله تعالى و الدليل القاطع على أن مسألة ( الشورىَ ) ليست نظاما للحكم و إنما هىَ صفة له من الممكن أن تتغيَّر أن تأخذ شكلا يناسب عصورا أخرىَ جاءت بعد الإسلام و الدليل هو أن العالم كله تطور و تغيَّر و انتشر العلم و الجدل و لا يكاد اثنين يتفقان على شيئا واحدا فقد اختلفوا على الله تعالى إلى يومنا هذا و اختلفوا على الأنبياء إلى يومنا هذا و اختلفوا على كل شيء حتى في عصر العلم المعاصر فكيف نأخذ بنظام ( الشورىَ ) { و الذين استجابوا لربهم و أقاموا الصلاة و أمرهم شورىَ بينهم و مِمَّا رزقناهم ينفقون } [ الشورى ـ 38 ـ ] الذي يعتمد على قوة الإيمان و إقامة الصلاة و ( يتشاورون ) بقلوب نقيَّة صافية مؤمنة طاهرة و يأكلون من رزق الله تعالى الحلال فمن أين لنا اليوم بمن تتوفر فيهم مثل هذه الصفات ؟! فإنها لا تتوفر في المسلمين الذين يتعبدون بهذه الآية !!! و انظروا للدليل في الحديث الشريف عن هذا الامر [ أخبرنا أبو إسحاق بن الدرجي قال أنبأنا أبو جعفر الصيدلاني قال أخبرنا أبو على الحداد قال أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال أخبرنا أحمد بن بندار بن إسحاق الشعار قال اخبرنا أبو بكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم قال حدثنا أبو الربيع قال حدثنا عبد الله بن المبارك عن عتبة بن أبي حكيم قال أخبرني عمرو بن جارية اللخمي قال حدثني أبو أمية الشعباني قال سمعت أبو ثعلبة الخشني يحدث عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : إذا رأيت شحا مطاعا و هوى متبعا و دنيا مؤثرة و إعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك بنفسك و دع أمر العوام ] ( حديث مرفوع ) رواه أبو داود عن أبي الربيع الزهراني فوافقناه فيه بعلو و أخرجه البخاري و الترمذي من حديث بن المبارك فوقع لنا بدلا عاليا و قال الترمذي حسن غريب و رواه بن ماجة عن هشام بن عمار عن صدقة بن خالد عن عتبة و في روايتنا هذه اختصار ...... و هذا الحديث صحيحا و له شواهد كثيرة لا تحصىَ من القرآن الكريم و السُنة النبويَّة الشريفة بل و من الواقع فهذا زمان البخل العام و الأمر به عامَّا أيضا و هذا زمان الهوى و المزاج الذي يدخل في تشكيله قرناء الشياطين من الأنس و الجن و هذا زمان حب الدنيا حتى صار المسلمون مخنثون يخشون الدفاع عن دينهم و هذا زمان إعجاب كل شخص برأيه و لو كان خاطئا و عبادة النفس و أسلم الحلول على الإنسان المسلم في هذا الوقت و انتشار هذه الآفات الفكرية أن يلتزم بنفسه و يبتعد عن العوام الجاهلين .... فهذا عندي حديثا صحيحا وواقعيا إن شاء الله تعالى و بناء على ما تقدم نتقدَّم للمسلمين بأن يعرفوا ما هو معنى ( الحرية المسئولة ) بلغة عصرنا هذا المعاصر و عندي تنقسم إلى قسمين قسم إسلامي بحت أسمِّه ( الحرية المسئولة من منظور إسلامي في المجتمع الإسلامي فقط ) يختص بالشريعة الإسلامية أي أن ( الحرية المسئولة ) تكون منضبطة بضوابط الشريعة الإسلامية و هذا إسلوب نموذجي جدا بين المسلمين في مجتمعهم الإسلامي فقط مثل أن يحافظ المسلم على نفسه من الذنوب و المعاصي و يحترم الآخرين الإحترام الشديد و يحترم حرمتهم و لا يتعدَّىَ حدود الله تعالى و ينفذ السُنة و يحترم العهود و المواثيق و الجار و حق الطريق و هكذا و هذا القسم نموذجي جدا لا نستطيع كمسلمين أن ننفذه بحذافيره تماما في هذا العصر المعاصر لإن المسلمين محرومين من كل شيئ فلو وجدوا الفرصة للسرقة ليسرقوا ليأكلوا أو يرتشوا أو يعملوا أي شيئ من أجل أن يعيشوا لفعلوه أقول هذا الكلام بواقعية شديدة بلا تعسف و لا عنترية كاذبة فالواقع المرير المؤلم لن يعطي الفرصة لتنفيذ هذه ( الحرية المسئولة ) الوهمية التي لا توجد إلا في الخيال المريض للمسلمين شعوبا و علماء و فقهاء و القسم الآخر من ( الحرية المسئولة ) أسمِّها ( الحرية المسئولة من منظور حياتنا الواقعية المعاصرة في ظل عالمنا المعاصر ) و هى ( الحرية ) التي تبدأ من حيث انتهت حرية الآخرين و هنا لنا سؤال و هو يؤكد وجهة نظرنا في مسألة ( الشورى ) و ( الديمقراطية ) أين تنتهي حرية الآخرين ؟! اتفقنا أن ( الحرية المسئولة ) حق لكل البشر ليس لها أي قيد من الدين و الجنس و اللون و اللغة إذن ... أين تنتهي حرية الآخرين ؟! فهل حرية اليهود و النصارى و غيرهم من المشركين و الكافرين مثل حرية المسلمين ؟! و الجواب لا فلا توجد مقارنة بين حريتهم المطلقة و حرية المسلمين المحدودة و هنا لنا أن نؤكد على مسئولية الحرية أي احترام الآخرين و احترام حرياتهم بدون تدخل بأي وازع من الدين أو غيره لأن المقياس هنا ليس ديني و لكن في ظل ( الحرية المسئولة ) كل شخص مسئول عن حريته في حدود عدم أذىَ الغير لإن ( الحرية ) في حد ذاتها لا يحدها حد معين فعندما تقول في بلاد المسلمين مثلا هذا حرام يكون في الدول الصليبية و اليهودية حلال و ما نقوله في بلادنا الإسلامية عيبا و معرة ففي أوروبا مثلا شيئا طبيعيا و من هنا الحرية ليست منضبطة تماما بالدين قدر انضباطها بالقانون لإن الدين يعتمد على أن يفعل الإنسان الفعل بكل حرية بوازع من ضميره الذي سيحاسبه عليه الله سبحانه و تعالى أمَّا القانون فهو الذي يعاقب على التعدي على الغير في الدنيا و لذلك فالمسلم و اليهودي و النصرانى و المجوسي و الكافر لا يخافون الله تعالى حينما يسرقون و يزنون و يقتلون و يرتكبون أي نوع فيه تعدِّي على حريات و أمن الآخرين لإن الله تعالى لن يعاقبهم فوريا بالإضافة إلى أنهم لا يرونه فهنا الخوف يكون ضعيفا جدا و ر بما يكون معدوما و إنما حينما يفعل إي إنسان أي خطأ كالسرقة و الرشا و إرهاب الآمنين أول ما يخاف منه و يعمل له ألف حساب هو القانون و ليس الله تعالى و أيضا يخاف جدا من رجل الأمن لأن من يسرق أو يقتل أو يؤذي الآخرين يرىَ رجل الشرطة و العقاب يكون فوريا و لذلك فالخوف من القانون أوقع في النفس من الخوف من الله تعالى في الدنيا و هنا أيضا نؤكد أن ( الحرية المسئولة ) يشترك فيها الكل و يحميها القانون و لو جاء الخوف من الله تعالى إضافة إلى الخوف من القانون لوصل الإنسان إلى درجة التقوى و لابد من أن نؤكد على أن ( الديمقراطية ) عملية نسبية تطبق بين الناس على حسب اختلافهم من بيئة لبيئة و من درجة علمية لأخرى و من فكر مجتمع لفكر مجتمع آخر لأنها حق مكتسب أعطاه البشر لبعضهم البعض و ليس شيئا فطريا يشترك فيه كل البشر بدرجات متساوية و نحذر البلاد العربية التي تختار رؤساء لها من الوقوع في الإفراط في الخلط بين ( الشورى ) و ( الديمقراطية ) و لابد من دراسة هذه الألفاظ جيدا قبل استعمالها كمصطلحات لتلويث فكر الشعوب العربية الجاهلة كما أحذر التيارات المتأسلمة من خلط ( الديمقراطية ) و ( الشورى ) و الحديث عن ( الحرية المسئولة ) كأنها حق إسلامي فقط .... و الله تعالى أعلى و أعلم



#جمال_الشرقاوى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية المذبوحة في مصر بين الحزن و المهزلة
- قصيدة حريَّة ُ المرأة ُ
- دويتو ألبوم صور
- دويتو نعيش للحب
- أغنية جَيَّة أنا
- قصيدة سهام ... ماذا لو ؟!
- قصيدة قالولي قلبَك
- قصيدة يا منى الانسان
- قصيدة في زحام العالمين
- قصيدة قديسة
- أغنية إللي بيهوانا
- قصيدة حبيبتي لا تتغيَّبي
- قصيدة منكِ يا امرأة ٌ
- مونولوج و انا أعمل إيه و بحب اتنين
- قصيدة بَحريَّة العينينْ
- قصيدة رسالة إلى غائبة
- قصيدة تلكسُ إليكِ
- أغنية مين هيبقىَ زعيم بلادي
- أغنية إتمنعي
- أغنية علمني الجرح


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال الشرقاوى - الشعوبُ العربيَّة و الديمقراطية ( الحُريَّة المسئولة ) في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر