أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان هائل عبدالمولى - الايام ونُخب من الماضي















المزيد.....

الايام ونُخب من الماضي


مروان هائل عبدالمولى
doctor in law Legal counsel, writer and news editor. Work / R. of Moldova

(Marwan Hayel Abdulmoula)


الحوار المتمدن-العدد: 3736 - 2012 / 5 / 23 - 20:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الصحافة هي مهنة المتاعب لانها مهنه تقوم على جمع وتحليل الأخبار والتحقق من مصداقيتها وتقديمها للجمهورمن مختلف بقاع الارض الساخنه المليئه بالصراعات والحروب والهادئه ومنها تلك التي تقع في دائرة الفساد ورجال الرشوه في اجهزه الدوله، وغالباً ما تكون هذه الأخبار متعلقة بمستجدات الأحداث على الساحة السياسية أو المحلية أوالثقافية أو الرياضية أو الاجتماعية وغيرها , ويستخدم مفهوم الصحافة كسلطة رابعة بالاضافه الى الثلاثة : التشريعية والتنفيذية والقضائية. وقد قال إدموند بروك بهذا الصدد: "ثلاث سلطات تجتمع هنا تحت سقف في البرلمان، ولكن هناك في قاعة المراسلين تجلس السلطة الرابعة وهي أهم منكم جميعاً
ان ثلث سكان العالم يعيشون في بلدان تنعدم فيها حرية الصحافة. والغالبية تعيش في دول ليس فيها نظام ديمقراطي حيث توجد عيوب خطيرة في العملية الديمقراطية.حيث حرية الصحافة مفهوماً شديد الإشكالية لغالبية أنظمة الحكم غير الديمقراطية، سيما وان التحكم بالوصول إلى المعلومات في العصر الحديث يعتبر أمراً حيوياً لبقاء معظم الحكومات غير الديمقراطية ومايصاحبها من أنظمة تحكم وجهاز أمني. ولتحقيق هذا الهدف تستخدم معظم المجتمعات غير الديمقراطية وكالات إخبارية تابعة للحكومة لتوفير الدعاية اللازمة للحفاظ على قاعدة دعم سياسي وقمع (وغالباً ما يكون بوحشية شديدة عن طريق استخدام أجهزة الشرطة والجيش ووكالات الاستخبارات) أية محاولات ملحوظة من قبل وسائل الإعلام أو أفراد لتحدى "خط الحزب" الصحيح في القضايا الخلافية. وسيجد الصحافيون العاملون في هذه البلدان على حافة المقبول أنفسهم غالباً هدفاً لتهديدات متكررة من قبل عملاء الحكومة. وقد تتراوح هذه المخاطر بين تهديدات بسيطة على مستقبلهم المهني (الطرد من العمل، وضع الصحفي على القائمة السوداء) لتصل إلى التهديد بالقتل والخطف والتعذيب والاغتيال .
اليمن احدى الدول الذي فيها مهنة الصحافة خطره والسبب في ذلك ليس الحروب الدائره هنا وهناك وانما كذلك المواقف الرسميه للدوله تجاه ماتنشره الصحف حتى وان كانت هناك حقائق على ارض الواقع تفردها الصحيفه على صفحاتها بغرض اطلاع السلطات على مايجري ومطالبتها بتقديم الحلول ,فمهنة الصحافة في اليمن هي الأخطر في ظل غياب الأمن ودولة القانون وحضور كثيف لنُخب القبيله و التخلف والاماميه والتشدد الديني ممن ترعبهم الاقلام النزيهه ومالم تستوعبه هذه النخب انها لن تستطيع مهما قوت شوكتها المؤقته من كسر ارادة الانسان الحر الى مالانهايه وسيأتي يوم وستحاسب على افعالها .
ونحن في اليمن بعد حرب صيف ١٩٩٤ قامت القوه المنتصره وعلى رأسها المخلوع صالح وافراد عائلته و اغلبية من النخب السياسيه و العسكريه والاسلاميه وبعض الشخصيات الاجتماعيه في خنق السلطه الرابعه و في تطبيق شعار إما معنا او ضدنا انطلاقا من نشوة النصر الزائف والمشوه والمعيب في تاريخ اليمن , وكانت الصحافه وخاصه الصحف التي تصدر في الجنوب هي اول ضحايا ذلك الشعار الاسود حيث ظلت القوى المتنفذه تعبث فسادا وتنهب وتسرق وتصادر ماتشاء في الجنوب وسرحت الالاف من الكوادر المدنيه ضاربه بعرض الحائط كل القيم الاخلاقيه التي يتحلى بها الانسان اليمني شمالا وجنوبا وكان للصحافه الدور الاكبر في تعرية السلبيات التي تقوم به هذه النخب ومن اهم الصحف التي تصدت للوضع المزري في اليمن وفي الجنوب خاصه كانت صحيفة الايام التي تعرضت لابشع المضايقات في تاريخ الصحافه اليمنيه والتي تناست النخب الشماليه دورها في دعم الجمهوريه ومحاربة نظام المملكه المتوكليه في الشمال حيث كانت صحيفة الايام في تلك الفتره اكثر الصحف شعبيه وانتشارا وكانت تعبر عن قضايا المواطن في الشمال والجنوب قبل ثوره ٢٦ سبتمبر حتى انها فردت اولى صفحاتها لبزوغ شمس الجمهوريه ودعم النظام الجديد والحقيقه وقبل قيام النظام الجمهوري في الشمال افردت صحيفة "الايام " صفحاتها للمعارضه الشماليه وبالتحديد منذ ١٩٥٨ اي بدءاً من اعدادها الاولى وقد نشرت لكتاب ومثقفين يمنيين شماليين وجنوبيين فلايخلو احدى اعدادها من مقال او قصيده او اخبار عن الاوضاع في المملكه المتوكليه ولعبت دوراً كبيراً في تعبئة الجماهير للدفاع عن ثورة ٢٦ سبتمبر حيث كان في منشتات العدد الصادر يوم ٢٨ سبتمبر العبارات التاليه;
- الجيش اليمني يقضي على نظام الحكم الملكي .
-الشعب والقيادات العسكريه في جميع الالويه تتجاوب مع الثوره .
- الجمهوريه العربيه المتحده تعلن معارضتها لاي تدخل في اليمن .
ولدورها الشجاع ودعمها للنظام الوليد قامت السلطات البريطانيه بااغلاق صحيفة الايام نتيجه للافتتاحيه الرائعه التي سطرتها على صفحاتها تقول; ( ثورة الجيش في الشمال حدث عظيم ..حدث طوى اخر صفحه من تاريخ نظام رجعي مزق قوى الشعب وامالها حطاماً لاتقوى على الحياة) وتواصل "الايام" في افتتاحيتها تقول ( ان التاريخ يمهل وقد تطول فترات الامهال هذا الى حد قريب جداً من اليأس. ولكن التاريخ لايهمل انصاف الشعب وبعد ان يصل الى درجة اليأس في ان يكون له نصيب وافر من الحياة الانسانيه الكريمه.
هذه بعض من المواقف المشرفه التي لاتحصى لصحيفة " الايام" ووقوفها التاريخي والشجاع الى جانب ثورة ٢٦ من سبتمبر لتذكير هذه النخب ان المواقف المبدئيه والثوابت الوطنيه تبقى عنوان ووسام شرف على صدور اصحابها تُخلد وتذكر ويُحكى عنها مدى التاريخ امااشباه الرجال من دعائم الانظمه الفاسده وحكامها فمكانهم الطبيعي والدائم هو في مزبلة التاريخ لايذكرون ويبقون نقاط سوداء في دفاتر الاوطان البيضاء وصحيفة الايام هي عنوان شرف واقلامها ورجالها من الصحفيين وحتى اصغر عامل يظلون رموزا للحريه الصحفيه وابواب مدارس لتعليم مبادئ حب الاوطان والدفاع عنها بالقلم النظيف لاباازيز الرصاص واصوات المدافع والدبابات التي لم تنقذ اعتى الامبراطوريات ولا اقوى الديكتاتوريات.
صحيفة " الايام" منذ تأسيسها على يد رئيس تحريرها الفقيد العميد محمد علي باشراحيل في عدن إبان الاحتلال البريطاني وهي تتعرض للعديد من المضايقات والتهديدات نتيجة لنهجها الصحفي المستقل والمحايد والمناصر للحقيقه وتاريخها النظيف جعلها عرضه للتوقيف والتهديد بالقتل ومهاجمة الصحيفة طول فترة عملها، بل ان الكثير من الحكومات التي تعاقبت على الحكم بشطريه قد اتخذت مواقف من الصحيفه لايمكن وصفها إلا بضيق الافق والتخلف والجهل بتاريخ اليمن اضافه الى لعنة الحكم الاوتوقراطي الذي كثيرا ما طل برأسه على ارض اليمن وعلى مراحل طويله الحق الضرر باليمن بشطريه قبل وبعد الوحده واول ضحاياه الصحافه والاعلام المرئي والمسموع ومن سخرية القدر ان تغلق صحيفة الايام من بقايا عقليات الفتره المتوكليه ويسجن رئيس تحريرها هشام باشراحيل واولاده ويلاحق صحفيي الايام على ضوء قرار الاغلاق الذي كان سياسيا باامتياز بعد هجوم بشع من قبل آلة نظام المخلوع صالح وبدعم وصمت من النخب الشماليه لان القيادات الجنوبيه المشاركه في العمليه السياسيه كانت ولازالت لاتقوى على الاعتراض او اتخاذ القرارات وتنفيذها في ظل وجود وجوه كثيفه للعقليات الاماميه والقبليه والاسلاميه المتشدده ممن لايزالوا يعيشون في عصرالظلمات وحتى حارس الصحيفه أحمد عمر العبادي المرقشي لم يسلم من حقد نخب التخلف على الصحيفه والذي لايزال يقبع في سجون رجال الاميه والقبليه منذ العام٢٠٠٨ حتى يومنا ومالم تستوعبه هذه النخب من دروس التاريخ ومالم تتعلمه ان التاريخ لايرحم كل مستبد وظالم وسينقلب عليها الوقت عاجلا ام جلا وستعودالايام للصدور من جديد وبنفسيه اقوى من الاول وكعادتها ستشارك في ربيع بناء الوطن والانسان والاستاذ هشام باشراحيل وطاقم الصحيفه لهم منا كل الحب والتقدير وليعلموا ان صحيفة الايام هي صحيفة كل انسان وطني وانها حقيقه لاتغيب ونورها سيظل يضئي سماء الوطن طالما هناك اقلام الايام الشريفه .
اخيرا اختتم بكلمات للاديب والمفكر ."مصطفى محمود" يقول ;
( ان المجتمع صندوق كبير مقفل،والفرد ثقب صغير ولكنه ثقب يدخل منه الضوء،والمجتمع بحاجه الى ضوء وهواء انه ليس دائما في حاله جيده ليس دائما على صواب، فهو يتقدم كما يتدهور ويتماسك كما يتوعك، والفرد الحر الواعي هو وحده الذي يستطيع ان يكتشف قوانين التحلل والفساد في مجتمعه ويستطيع ان يلقي بحبل النجاه في الوقت المناسب.ليس من صالح المجتمع ان يذيب افراده في داخله وان يحولهم الى اصفار والى تشكيلات من النمل، وانما عليه ان يحفظ لكل فرد نطاقا من الحريه يتنفس فيه وبهذا يكتسب مرونه وقوه وقدره على البقاء ويصبح كالخزف الثمين لايقبل الكسر)



#مروان_هائل_عبدالمولى (هاشتاغ)       Marwan_Hayel_Abdulmoula#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوراثه السياسيه في السعيده
- اليمن تحديات قديمه وجديده
- دنيا جديده
- القات والضعف الجنسي والاقتصادي
- الدبلوماسيه اليمنيه ازمة ثقه وهيبه
- حاله خاصه جدا
- كناري في بستاني
- مجنون وافتخر
- نقاط غير عاديه
- بسمة الخاطر
- مجردسؤال
- الصيام و اللقاء
- شريكة الحياة العصريه
- دعيني اعتذر
- كوني الزهره والسهره
- الافكار وفخ السلبيات
- حب من دون نظره
- لاجئ
- انا لست عاديا
- حوار مع القلب


المزيد.....




- -ضربه بالشاكوش حتى الموت في العراق-.. مقطع فيديو لجريمة مروع ...
- آلاف الأردنيين يواصلون احتجاجاتهم قرب سفارة إسرائيل في عمان ...
- نتانياهو يوافق على إرسال وفدين إلى مصر وقطر لإجراء محادثات ح ...
- الإسباني تشابي ألونسو يعلن استمراره في تدريب نادي ليفركوزن
- لأول مرة.. غضب كبير في مصر لعدم بث قرآن يوم الجمعة
- القيادة المركزية الأمريكية تعلن تدمير 4 مسيّرات للحوثيين فوق ...
- صاحب شركة روسية مصنعة لنظام التشغيل Astra Linux OS يدخل قائم ...
- رئيسا الموساد والشاباك يتوجهان إلى الدوحة والقاهرة لاستكمال ...
- مصر.. فتاة تنتحر بعد مقتل خطيبها بطريقة مروعة
- علاء مبارك يسخر من مجلس الأمن


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان هائل عبدالمولى - الايام ونُخب من الماضي