أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - ذكريات اللاذقية 4: الطريقُ الخَطِر















المزيد.....

ذكريات اللاذقية 4: الطريقُ الخَطِر


دلور ميقري

الحوار المتمدن-العدد: 3736 - 2012 / 5 / 23 - 19:05
المحور: الادب والفن
    



لطالما كنتُ، ولم أزل، ذلك المُتسكّع الأزليّ على ناصيَة الحياة الروتينية، المُتدفقة ـ كما السَيل المُنذر بالطوفان القيامة. بالمُقابل، فإنّ هذا التسكّعَ هوَ من تعيّن عليه مُبْكّراً تغيير مَسار حياتي: الشغفُ بالتجوال بين الأوابد القديمة، من بازاراتٍ وخانات ومدارس ومقامات وقباب، يُمكن أن يقودَ المَرء إلى التأمّل مَلياً فيما يَكمنُ خلفها من تاريخ غابر، تليد.
من ناحية أخرى، فإنّ قراءاتي المُكثفة لتاريخ الشام، وخصوصاً تلك المُدوّنات العائدة لعهود الأيوبيين والمماليك والعثمانيين، قد جعلتني على تواشج أيضاً مع تواريخ أختَيْها؛ حماة وحلب. ولكن، ماذا عن مدينة حمص، المُتوسّطة تينك الحاضرَتيْن..؟
***
بمَحض الصّدفة، ولا رَيب، كنتُ آنذاك أمرّ عابراً، لا مُقيماً، خللَ التاريخ الحمصيّ. بيْدَ أن المُدهش، هوَ مُطابقة ذلك للواقع أيضاً؛ المُتمثل بندرة زياراتي لإبنة العاصي هذه، والمُقتصرَة غالباً على حقيقة كونها المحطة، الوحيدة، على الطريق التي تربط دمشق بالشمال والساحل على حدّ سواء. حتى حينما تمّ فرزي إلى كلية الدفاع الجوي، الكائنة في احدى ضواحي مدينة حمص، فإنني لم أكُ أمكث في مركز المدينة عادة ً سوى سويعات قليلة بانتظار الحافلة العمومية، المُتجهة إلى الشام. ومن بعد، لما استقرّت خدمتي العسكرية في مدينة اللاذقية، فإن الحافلة الكبيرة والحديثة ( البولمان، التابعة وقتئذٍ لشركة " الكرنك " الحكومية )، دأبتْ على التريّث لنصف ساعة، أو نحوها، في محطتها الحمصيّة لكي يتسنى للركاب أن يتناولوا طعامهم وشرابهم ثمة.
وفي هذا الشأن، أتذكّرُ مَدى تأثري بإحدى أقاصيص الكاتب وائل السواح، التي اطلعت عليها في بداية الثمانينات: إذ تمثلتُ حينئذٍ مشاعر بطل القصّة، المُتعيّن عليه في خدمته زبائن محطة قطار، أو ربما حافلات، أن يلتقي يومياً تقريباً بهذه الفتاة أو تلك. إذ ذاك، تمضي الرحلة مع فتاته، ولا يبقى له سوى الفراغ والسأم والاحباط. وإذا لم تستعص عليّ الذاكرة، فإنّ وائل السواح كان لدى نشر تلك المجموعة القصصية مُعتقلا بتهمة الانتماء لرابطة العمل الشيوعي.
***
موقع حمص، من جهة أخرى، كان له مَدلولٌ تاريخيّ هامٌ للغاية، لا في سورية حَسْب، بل وفي حوض المتوسط بأسره: إنّ " تدمر "، الواقعة إلى الشرق من حمص، قد شكّلتْ مملكة ً مُزدهرة، مَرهوبة الجانب حتى من لدن الرومان؛ أسياد العالم في ذلك الزمن. وربما الكثير من السوريين يَجهلون اليومَ، أنّ مدينة حمص نفسها سبَقَ ومنَحَتْ الامبراطورية الرومانية إحدى أقوى أسرها الحاكمة: أسرة " جوليا دومنة "، التي برز من سلالتها أباطرة على شهرة عظيمة؛ مثل تيبريوس وكاليغولا وكلوديوس.
" لا أرتاحُ إلا بين الموتى "، هذا ما قاله يوماً كاليغولا. إنه سفاحُ روما، القديمة، مَن ارتكب الجرائم المَشنوعة خلال فترة حكمه، القصيرة، المٌختصرَة بأربعة أعوام؛ بالنظر لاغتياله باكراً. ومن موبقات هذا الطاغية، قتله لجلّ أفراد أسرته خشيَة منه على عرش النسّر من منافس تجري في عروقه الدماء الزرقاء. ومن طرائفه، استهتاره بمقام رجال الدولة، حدّ أن يُعيّن حصانه مُستشاراً شخصياً.
لكأنما سفاحُ حمص، المُعاصر، كان يتمثلُ ذلك القول المَذكور على لسان شبيهه كاليغولا؛ لكأنما دمُ الجنون ـ على الأقل رمزياً ـ يَربط بين وَريثيْ السلالتيْن، القيصرية والأسدية. هذا الأخير، أجاز لنفسه بالمُقابل أن يَسفك دم الشعب السوريّ، خوفاً على عرشه. والهزليّ هنا أيضاً، أن سفاحنا شاءَ الاستهتار بمقامات بلده، حينما عيّن ذاك " الدبّ "، أو تلك " البطة "، ضمن مُستشاريه المُقربين. وإذن، شتان ما بين سلالة العَظَمة والحضارة، وسلالة الضِعَة والقذارة.
***
إذا كانت حمصُ، الآن، تذكّرُ العالمَ يومياً بالموت؛ فإنها، على المُنقلب الآخر، قد قُدّرَ لها أن تفعل ذلك بي أكثر من مرّة في سالِفِ العُمْر. الحادثة البكرُ، تمتّ لأولى أيام خدمتي الالزامية، إلا أنها مع ذلك استوطنت ذاكرتي أبداً، كما وشقيقتها سواءً بسواء.
تلميذاً غراً، في دورة صف ضباط مجندين، كنتُ إذن في كلية الدفاع الجويّ، المُعسكرة بأبنيتها وكائناتها في أعالي ضاحيَة " مَسْكنة "، الحمصيّة. شتاءٌ مُثلج، ينتمي للكوانين الكامدة، كان يَهمي على المكان، حينما وَجَدّتني في الطريق المؤدّي إلى الشام: لقد تسللتُ منذ بعض الوقت، عبْرَ السياج المَعدنيّ الشائك، مُنتهزاً سانحَة العتمَة البهيمَة، وكذا، نوبة تغيير الحَرَس. عليّ كان أن أهبط المنحدراتِ المُشجّرة، الوَعِرَة قليلاً، وفي آن واحد، التماسَ عن بعد كافٍ مع السياج ذاك؛ لكي لا أتوه في مَفازة المَجهول هذه. ما أن بانَ، أخيراً، طريقُ اوتستراد الشام، العريض، المُنار ببعض المَصابيح المُقيمة والمركبات العابرَة، حتى أخذ الفؤادُ يخفقُ بقوّة ولا غرو.
" ما وقوفكَ هنا، أيّها الشاب..؟ "، سألني رجلُ الأمن بنبرَة أهل ريف الساحل. هذا، كان قد غادرَ للتوّ سيارة " بيجو "، بيضاء، تتحدّى بنصاعتها سوادَ آخر الليل. إلا أنه، للحق، كان لطيفاً رجلُ الدوريّة ذاك؛ حتى وبلغتْ ثقته بجوابي أن استنكف عن طلب هويّتي العسكريّة. وبالغ صاحِبُنا باللطف، فأوقفَ من ثمّ سيارة خاصّة، مُتجهة إلى الشلم: " عليكَ بايصال هذا الشابّ حتى بيته، هناك في دمشق.. مفهوم؟ "، قالَ لصاحب المَركبة بلهجةٍ تتبطنُ، معاً، المودّة والأمر. ينبغي هنا التنويه، بأنها تلك كانت المرّة الأولى في حياتي، التي أركبُ فيها سيارة " مرسيدس " على أحدث طراز. ولكنها لم تكُ المرّة الأخيرة، على كلّ حال.
كان صاحبُ السيارة، على ما بدا من كلامه، يَمتهنُ تجارة ما، ناجحة، ثمّة في العاصمة العتيدة. وَهلة أخرى، والرّجلُ التاجرُ سيَغرقُ في صَمتٍ مُطبق، طويل، فيما العربَة تمضي بسرعةٍ جديرة بماركتها الشهيرة. إلى أن أخرَجْتُ صاحبَها، على حين فجأة، من صمته: " كأنما ثمّة حادثٌ..؟ "، سألته بلا مبالاة مُشيراً بيدي إلى أمام. وبالكاد أتيحَ لكلمتي حَظ الاكتمال، عندما رأيتُ الرّجل يُبادر بلهوجَة وسرعة إلى الشدّ على الفرامل. حينما توقفت سيارتنا، بزمجرةٍ صاخبَة، كان يَفصلها أقلّ من متر عن مؤخرةِ سيارةٍ أخرى.. أو بالأصح، ما بقيَ من أشلائها.
" أتدري؟.. لقد كنتُ غافياً أهوّمُ، حينما بادرتَ أنت بسؤالك ذاك "، قالَ لي مُرافقي وهوَ يتنهّدُ بعمق إثرَ تجاوزنا تلكَ المركبة، المَنكوبة. يبدو أن هذه، على الأرجح، كانت قد اصطدمَتْ للتوّ بأسنّة الصخور المُخيفة، الخطِرَة، المُحْدِقة بجانب الطريق السريع.
***
بالرغم من نيلي ستة أيام سجن، كعقوبة على فراري اسبوعاً من دورة الأغرار، إلا أنني لم أرعوي. فما أن انقضت فترة بسيطة على اطلاق سراحي، حتى كنتُ في طريق الهرَب ثانية ً. في هذه المرّة، كان يُرافقني أحد زملاء الفصيل. إنه من الحارَة ( أيْ من حَيّ ركن الدين )، ينتمي لها بالولادة لا بالأصل. ثمة، في الكلية، كان " م.. " قد فاجأني ذات يوم حينما سألته عن ذاكَ الضابط، الذي كان يكلمه عند باب مطعم الكلية، حيث أجابني ببساطة: " إنه ابن عمّتي "
" ولكنّ هذا الرائد، على حدّ علمي، من دير الزور..؟ "
" نعم، ألم تكن تعلم قبلاً أنني ديري بالأصل؟ "، أجابني صديقي مُتبسّماً عن أسنان صدئة. وينبغي الاشارة، إلى أنّ " م.. " كان يُدخن بشراهة، فضلاً عن كون سجائره " ملغومة "، أحياناً. هذه الحقيقة، عرفتها من زميل آخر في الكلية، دمشقيّ أيضاً. إذ سبق أن علّقَ هذا على طلب " م.. " أن أجلب له كيلو من حلوى العوامة، بالقول ضاحكاً: " ولاه، أنتَ تحشّش على ما يبدو. ولذلك يُصبح دمكَ جافاً، مُتحرّقا على أكل الحلوى ".
***
على أيّ حال، كنتُ وزميلي " م.. " قد تناهينا إلى طرَف الطريق السريع ذاك، المَوْصوف آنفاً، حينما لمَحنا سيارة " بيكآب " قادمة من جهة مدينة حمص. ومن حُسْن فألنا، أنّ السائق ومرافقه كانا من الأريحية أن وافقا على نقلنا في طريقهما إلى الشام. هناك، في مؤخرة المَركبة، بوغتنا نوعاً بوجود فتىً في نحو الخامسة عشر من ربيع عمره. على المقعد الخشن، العريض، المُقابل لمجلس الفتى، قعدتُ وصديقي مُتململيْن بسبب ضيق المكان: إذ كان ثمة صندوق خشبيّ كبير، مستطيل الشكل، يَحتلّ جلّ مساحة قسم البيكآب، الخلفيّ؛ أين كنا نقبَعُ ثلاثتنا. هنيهة من الثرثرة، ثمّ ما عتمَ صديقي أن بدأ يَمدّ رجليْه رويداً. كانت قدماه إذن، المُنتهيتان بفردَتيْ البصطار العسكريّ الفظ، مُتهالكتيْن فوق سطح ذلك الصندوق، المُغلق، حينما رأيتني بنفسي أجاريه في ذلك. على إثر تلك الحركة، الطائشة ولا مَراء، فإنني تنبّهت نوعاً للنظرَة المَليّة، المؤسيَة، المُنبَعِثة من عينيّ مُرافقنا الفتيّ. فسألته عندئذٍ، بغير كبير اكتراث: " أأنتم تحملون بضاعة ما، في هذا الصندوق؟ "
" بل هوَ.. أبي "
" آه، إنه والدكَ، إذن، صاحبُ هذه البضاعة؟ "
" لا. أعني، أنه هنا.. "، أجابَ الفتى متردداً، مومئاً برأسه إلى أسفل؛ أين الصندوق الجاثم تحت الأرجل المُسترخية. ثمّ أردفَ، قبل أن يَتسنى لي الافاقة من صدمتي وذهولي: " نحن بصدد نقل جثمانه للشام، لكي يُدفن هناك ". عند ذلك، رأيتنا نقفز معاً، أنا و " م.. "، كما لو كان بفعل لسعة عقرب. ثمّ ما لبث كلّ منا أن طوى، مُرتبكاً خجلاً، رجليْه ودخيلته على حدّ سواء. هكذا بقينا جميعاً على صمتٍ مُقيم، مُثابر، حتى وَصلنا الشامَ.
بالرغم من مرور أكثر من خمسة وثلاثين عاماً على الحَدَث، فإنّ نظرة ذلك الشاب الصغير، التي رمَقني بها بأسىً شفيفٍ، ما فتأت راسخة في ذاكرتي حتى اليوم؛ حتى هذه الآونة المُحزنة، المأسويّة، التي تشهدُ دوماً ولا رَيْب عشراتِ الصناديق الخشبية، المَحمولة على العربات في الطريق من حمص إلى دمشق.
[email protected]



#دلور_ميقري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذكريات اللاذقية 3: مدير الندوة
- أوديب على أبواب دمشق
- حكاية كتاب 3: التجربة
- حكاية كتاب 2: الرّحلة
- حكاية كتاب: الاكتشاف
- طيورُ الظلام: اسلامٌ مُسيّس وفساد سلطويّ
- فيلمُ الغموض والغرابة
- أسمَهان 2012؛ لحنٌ لم يَتمّ
- الفعلُ الشعبيّ في فيلم رَيا وسُكينة
- المطبخ التركي
- مُريدو المَسجد
- ذكريات اللاذقية 2: جبل الأكراد
- أدونيس؛ مفرد بصيغة الطائفة
- أنا القائد الكاريزمي
- دبّوس السلطان
- ذكريات اللاذقية: شيخ الجبل
- استفتاء فني، إفتاء سياسي
- شذرات؛ زمن الشبيحة وزمن شبيه
- الثقافة العربية وأضرابُها: أوجُه شبَه
- عشرة أعوام مع الموت


المزيد.....




- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - ذكريات اللاذقية 4: الطريقُ الخَطِر