أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لينا سعيد موللا - لماذا الالغاء .. لماذا لغة الاقصاء ؟















المزيد.....

لماذا الالغاء .. لماذا لغة الاقصاء ؟


لينا سعيد موللا

الحوار المتمدن-العدد: 3736 - 2012 / 5 / 23 - 17:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عمدت الثورة السورية منذ بدايتها على إفهام المجتمع والعالم أجمع على أنها لكل الشعب، الكل مدعو للانضمام إليها والسير في طريقها إلى أن يسقط النظام .
وأعطت صوراً براقة في حراكها وشعاراتها، لمستقبل سوريا الذي يؤمن به أبناؤها، دولة مدنية ديمقراطية حداثية ( لا عسكرية ولا دينية ) تؤمن العدالة والحرية والمساواة وتداول السلطة ، مفيدة من تجارب الآخرين ومن الارث الانساني العريق .
في حين لجأ النظام إلى نقل صورة مناقضة ، بأن القائمين على الثورة هم خارجون عن القانون وعصابات تكفيرية ذات لون إقصائي واحد، متهماً الثوار بأنهم أتباع الشيخ العرعور الذي نسبت إليه أقوال كثيرة تصب في تحريك مخاوف الأقليات والطبقة العلمانية العريضة وحميع من يخشون النفوذ الديني السلفي ، ورمت الزيت فوق النار في كل فرصة سانحة سواء اقامت بها أم استثمرتها، وفي فترة لاحقة أوحت للعالم أن أتباع القاعدة هم وراء أعمال التفجير والتي قضت على الكثير من الأبرياء .
ورغم أن الشارع بمجمله لم يكن ليصدق يوماً مزاعم النظام المشهور بالكذب والتضليل، إلا أن الآلة الاعلامية للنظام لم تكل ولم تمل عملاً بمقولة غوبلز الشهيرة " إكذب إكذب حتى يصدقك الناس " .
هذا التكرار والالحاح أوهم البعض أن سوريا القادمة ستكون ذات طابع ديني يؤطر الناس فيخنق الحريات ويقتل الابداع، مما حدى بحزب الاخوان المسلمين أن يصدر بيانه المشهور والذي ارتقى فيه لدرجات عالية من الديمقراطية والوعي وقراءة متمعنة بحاجات العصر ومتطلبات الناس .
لكن النظام الذي لا يملك سوى المضي في كذبه اعتمد على تراث كبير من الترهات
************** ******************** ***************
يذكر أن حافظ الأسد وإبان أحداث الأخوان المسلمين في بداية الثمانينات، كان يجمع كبار القادة العسكريين والأمنيين من الطائفة العلوية الكريمة قائلاً وحرفياً
إذا صار علي شي بدهن (( المسلمين )) يسلخو جلودكن وأنتو طيبين .
وقال قائد عسكري مرموق في المرحلة ذاتها ..
لو أن القائد الأسد أمرني بقصف مدينة دمشق بالصواريخ، فلن أتوانى أو أتردد لحظة، وبعد تسويتها بالأرض أسأله ما الغرض من تدمير المدينة. دلالة على الطاعة العمياء .
الأسد عمد على إخافة الطائفة العلوية من مصير أسود وقاتم بتربص بهم من أشقائهم في المواطنة، وعمد إلى قتل الكثير من وجهاء الطائفة أمثال الدكتور محمد الفاضل وسواه مسنداً هذا العمل بالأخوان المسلمين، هو من أوعز لقواته الأمنية بإدخال السلاح إلى مدينة حماة ليمنح العذر والعقيدة لنظامه ورجاله بقصفها وتدميرها.
خوف استثمره لتغييب المنطق وما اعتادوه حقيقة، فعتم عنهم تاريخ طويل من العيش المشترك ومن المصير الواحد .
ولا ننسى أن حافظ الأسد وبعيد استيلائه على السلطة، قتل وأطاخ بكل زملائه من الطائفة ذاتها خشية من تأثيرهم على أبناء الطائفة العلوية، التي أرادها على الدوام الفئة المستبسلة و الفدائية الحريصة على بقائه، ونجح في ترسيخ فكرة أن المصير واحد، وسعى على الدوام على خلق حالة من الرعب وقلة الثقة بين أطياف المجتمع السوري كلية .
وعمد نظام الأسد إلى إيجاد كل أنواع الأزمات وأهمها الخوف من الآخر، وانعدام الثقة به .
حالة لم يألفها المجتمع السوري إطلاقاً قبل وصول الأسد للسلطة، وللدقة ربما عرف المجتمع السوري أسوة بجميع المجتمعات في العالم، تمييزاً بين طبقتين غنية وفقيرة ، مثقفة و جاهلة ، بين أهل الريف والمدينة ، لكنه لم يعرف يوماً نزعة وانتماءاً طائفياً يغلب انتماءه الوطني .

الأسد عمد في المقابل ولارضاء المسلمين إلى إعمار الكثير من المساجد ودور تحفيظ القرآن وسمى الكثير منها باسمه في ورع لم يعرف به من قبل، وانتشرت عادة تدريس الدين في أغلب البيوت، وانتشرت الرموز الدينية في كل مكان، حتى بات التعريف عن طائفة السوري مرادفا للتعريف عن إسمه ولقبه..
كل هذا لم يكن بحسن نية بل على العكس ليزيد من التمايز والشرخ الطائفي بين أفراد الشعب الواحد، و ليبقى هو الضامن الوحيد لسيرورة أمور البلاد والعباد .
إن كل ما زرعه الأب أكمله الابن حرفياً دون زيادة أو نقصان، تزوج من سنية ومن عائلة معروفة تعيش في بريطانيا ليلون صورته الحداثية، وفتح سوريا لاستثمارات محصورة بدقة، وزعها على أقرب المقربين له، بحيث يصب الجزء الأكبر من ريعها في جيبه وجيب عائلته، وقبل بعض الأرسطقراطيين الجدد بشراكات عائلتي الأسد والأسعد ومخلوف ووو، فكانوا جشعين وقصيري النظر . هؤلاء اليوم يدعون الحداثة والتحديث والاصلاحات الوهمية .
وفي انتقال إلى الثورة السورية التي بدأت بداية رائعة، نجد اليوم أن بعض المنضوين تحت لوائها، يجنحون نحو التعصب والاقصاء، دائمي التذكير بأن القائمين عليها هم من المسلمين السنة وأن ضحاياها منهم، وبالتالي فهم الحريصون على تطبيق الشريعة، وهو أمر لم يجرؤ على طلبه الأخوان المسلمين جهارة .
وبالتالي يقعون في مطب النظام الذي دأب على الايحاء بأسلمة المجتمع وإعادة عقارب الزمن آلاف السنين للوراء لا بل الايحاء لمكون من الشعب السوري أنه المقصود من الثورة .
يفعلون ذلك مدفوعين باليأس والحقد الذي تولد جراء عمل آلة القتل الجهنمية للنظام .
ومن هنا لا بد من قرع جرس الانذار ليسمعه الجميع، ومن ضرورة العودة إلى البداية الصحيحة التي تعاهدنا عليها .. إلى استراتيجية الثورة التي رسمتها مئات الآلاف من التضحيات، وأذكر بأن الجنوح عن أهداف الثورة هو خسارة هائلة لن نقبل بها بالمطلق، وغير مستعدين لدفع ثمنها كأن نهاجر تاركين البلاد التي عشقناها للدمار .
فما ابشع أن تشعر مسيحياً سورياً من أن عليه في يوم قريب أن يكون مواطناً من الدرجة الثانية وعليه دفع الجزية .
وأن تفهم الأخوة العلويين أنهم المستهدفون في عملية انتقام وثأر لأنهم ينتمون إلى طائفة الرئيس القاتل، وأن تحمل جميعهم مسؤولية جرائمه .
وأن توصد الباب أمام الفكر والابداع والحرية بإصرارك على إقامة حدود الشريعة كما فعل النميري سيءالذكر، فسلك طريقاً أدى في النهاية إلى تدمير السودان حين تقسمت وباتت دولتين متناحرتين .
بعد كل هذا الايحاء كيف لنا أن نتحدث عن الشعب الواحد، كيف لنا أن نقنع ذاتنا والعالم بأسره باننا ساعون إلى دولة المواطنة والمساواة التي يطمح لها السوري جنيناً في رحم أمه .
كيف لهم أن يكونوا في صفوف الثورة، وهم مواطنون كما نحن أصلاء وعرضهم من عرضنا ؟

إن ما يجمع السوريين في الماضي والحاضر والمستقبل هو حبهم للوطن، الذي يعني التعايش والألفة والحياة الكريمة، و الأمل في بناء المستقبل الذي يليق بابنائهم والأجيال التالية .
وأصرخ بصوت عال الإقصاء مدمر.
لنتمعن في اسماء الجمع فهناك آلاف الأبطال الوطنيين الذي يستحقون التكريم بدل الغوص في الماضي القديم الذي كان له ناسه، ماض لم نعشه إلا في كتب التاريخ القديمة، تمعنوا في أسماء كتائب الجيش الحر ذات اللون الديني، والتي يستثمرها التظام بحنكة على أنها تحمل رسائل إقصائية لفئة سورية مهما بلغ تعدادها.
وبدل إرضاء جميع الرموز الدينية على أنها تقسيمات المجتمع السوري الأسدية، دعونا نهتم بالنسيج الوطني الجامع، نحن السوريين من أصول واحدة، لم يفد أحدنا من مجرة أخرى، أجدادنا ولدوا هنا وتحللوا في ترابنا الذي نعيش عليه ونزرع..
وأصرخ أيضاً وأيضاً ..
الثورة هي لصنع غد واعد
غد يقفز فوق مطبات النظام الذي يتربص بهيوتنا ومحبتنا، لأجل أن يسود على حساب كل شيء نتوق إليه، وأهمه كرامتنا وإلفتنا لبعضنا البعض .
إن ثورتنا لن تتزحزح وإن فعلت قضي علينا جميعاً، وهذا ما لا نرضاه .
وأسألكم جميعاً هل ضحينا لأجل إيقاظ الأحقاد والفتن ؟ ..
صوت العقل ينادينا
صوت إسمعوه من ضمير إنسانة فعلت كل ما في وسعها لأجل شعبها الواحد، ولا فضل أو منة لأحد على احد .
فنحن كمواطنون مدعوون جميعاً لأن نفعل المستحيل لكي تبقى سوريا الأجمل والأكثر اصالة وطيب في المعشر.
دعونا نتفرغ ليناء المستقبل لحياكة الأمل الذي يحاكي أعماقنا ..
لنهتف سوياً :
لا للأحقاد لا للاقصاء .
ولنرحب بالحرية .
حلنا بقى .

قادمون
لينا موللا
صوت من أصوات الثورة السورية



#لينا_سعيد_موللا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من نحن ؟
- أضواء على المرحلة التي وصلتها ثورتنا ..
- فلسطين شماعة الطامحين
- كم نتعطش للحرية
- القاعدة فكرة أميركية بتنفيذ سوري
- حول سلمية الثورة السورية
- قمة في دمشق اليوم
- نحن مصرون على المحاسبة
- الحاجة لأن نكون بشر طبيعيون
- تصحيح المسار الثوري
- سوريا
- ما نقتقده في ثورتنا كي ننجح
- لو كنت مكانك أستاذ غليون
- كائنات رئيس كاليميكيا الفضائية صفراء اللون
- الأسد وإسرائيل
- لماذا حكم الأقلية
- ماذا بعد ؟
- الواجبات الضرورية الملقاة على عاتق الجالية السورية في الخارج
- استبشروا خيراً بما هو قادم
- الديكتاتورية والاستئثار بالسلطة


المزيد.....




- سقط سرواله فجأة.. عمدة مدينة كولومبية يتعرض لموقف محرج أثناء ...
- -الركوب على النيازك-.. فرضية لطريقة تنقّل الكائنات الفضائية ...
- انتقادات واسعة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريح ...
- عقوبات أمريكية جديدة على إيران ضد منفذي هجمات سيبرانية
- اتحاد الجزائر يطالب الـ-كاف- باعتباره فائزا أمام نهضة بركان ...
- الاتحاد الأوروبي يوافق على إنشاء قوة رد سريع مشتركة
- موقع عبري: إسرائيل لم تحقق الأهداف الأساسية بعد 200 يوم من ا ...
- رئيسي يهدد إسرائيل بأن لن يبقى منها شيء إذا ارتكبت خطأ آخر ض ...
- بريطانيا.. الاستماع لدعوى مؤسستين حقوقيتين بوقف تزويد إسرائي ...
- البنتاغون: الحزمة الجديدة من المساعدات لأوكرانيا ستغطي احتيا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لينا سعيد موللا - لماذا الالغاء .. لماذا لغة الاقصاء ؟