أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سليم نزال - من الربيع الى الحريق: المشرق العربى يتجه نحو التفكك!














المزيد.....

من الربيع الى الحريق: المشرق العربى يتجه نحو التفكك!


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 3736 - 2012 / 5 / 23 - 12:54
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


الاشتباكات التى جرت فى بيروت و قبلها فى طربلس و حادثة خطف الحجاج اللبنانين من الطائفة الاسلامية الشيعية فى سورية كلها نذر شر باقتراب عاصفة كبيرة ستضرب سوريا و لبنان اذا لم يتم تجنبها.
كنا فى بداية العمر عندما بدات الحرب الاهلية فى لبنان و شاهدنا القتل و الاحقاد و سفك دماء الابرياء وسط غابات من الشعارات التى اثبتت انها لم تكن سوى وقودا لحرب الفتنة الكبرى.و ضاع جيل كامل بين طريق ( سالكة و امنة) و هى احد تعابير الحرب التى كان يستخدمها المذيع المرحوم شريف الاخوى.
و منذ ان بدات احداث سوريا و انا مؤمن اشد الايمان ان العنف فى سوريا سيكون خرابا على سوريا و سيكون له ارتدادات خارج سوريا و اولها فى لبنان الغير محصن اصلا.
و راى ان طبيعة تماهى السلطة فى سوريا بين النظام و الدولة الى درجة كبيرة يجعل اى محاولة لاسقاط النظام اسقاطا للدولة خاصة ان القوى الاساسية فى الصراع مع النظام قوى دينية ستدخل على الاغلب البلاد فى صراعات مذهبية و دينية حتى و ان تمكنت من اسقاط النظام عبر العنف.
و فى بلد ذات تعددية مذهبية وجود الاخوان المسلمون على راس المعارضة يعنى ان الصراع سيفرز (اخوان مسيحيون) و( اخوان دروز) و( اخوان علويون) و( اخوان اكراد) و كل ذلك يعنى ادخال سوريا فى صراعات لا احد يعلم اين تنتهى. و اذا ما انتهت فعلى الاغلب ستدخل سوريا مرحلة ثقافة المحاصصة الطائفية العراقية و اللبنانية التى لا تنتج الا الازمات الدورية.
و لهذا الاسباب كنت اكثر ميلا لتاييد اللاصلاح التدريجى فى سوريا حتى و ان كان الاصلاح التدريجى ياخذ وقتا لان اضراره على البلاد اقل بكثير من الدخول فى حروب و صراعات مفتوحه. لكن تسارع الاحداث خاصة عدم سرعة النظم للتحرك بعقلانية و بسرعة فى اعقاب احداث درعا و الدور الذى لعبته فضائيات بلاد الخليج صعبتا اى محاولة عقلانية لمقاربة تضع سوريا على سكة الاصلاح لان الامر تحول الى اجندات اقليمية و دولية بات الاطراف السورية على طرفى الصراع الاضعف.و هو امر شاهدنا مثله اثناء الحرب اللبنانية عندما كانت الاطراف الداخلية تسعى فعلا للتهدئة كان يصطدم مع رغبات الرعاة الخارجيين.
و المشكل انه كلما طال امد الصراع ضعف العامل الداخلى من سلطة و معارضة لان كل طرف منهما يصبح مرتهنا بالراعى الاقليمى او الدولى له. و هذا يعنى ان انهاء الصراع يتطلب توفيقا بين كل هذه القوى و هو امر ليس بالسهل تحقيقه .و هذا يقود الى دخول سوريا فى حرب مفتوحة الامر الذى يؤدى لانهيار المؤسسات الامنية الامر الذى يحول سوريا الى مجتمع حرب بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى.و مجتمع حرب يعنى اقتصاد حرب و ثقافة انتقام وحرب و انكفاء للمناطق على ذاتها حسب التركيبة المذهبية و خلق تقسيم نفسى و تطهير عرقى مذهبى الى ما هناك من الدمار المتوقع الذى يحصل عادة لدى تفكك الدولة و ساعتها ستحتاج سورية الى عقدين على الاقل لاعادة بناء نفسها هذا اذا عادت بلدا موحدا .
و قد راينا مثل هذا التفكك فى العراق السابق الذى بات لا يحمل من اسمه القديم سوى الاسم بينما الواقع انه بات ثلاثة كيانات يربطها حكم مركزى هش.
لا شك ان سوريا تحتاج لاصلاح بنيوى كامل لكن الذى يعتقد ان هذا الاصلاح يتم فى غضون عام ام عامين فهو واهم و من المؤكد انه لم يقرا سطرا واحدا من التاريخ.
دعنا نكون اكثر صراحة و نواجه الحقيقة الا و هى ان المنطقة تعيش حالة احتقان مذهبى تقف وراءه دول و منظمات و حكومات فى المنطقة كلها. و المفزع فى الامر اننا بتنا نعيش فانتازيا سياسية غريبة عجيبة لا نعرف كيف نفسرها.. لا احد يتحدث الان عن اسرائيل المؤكد انها المستفيدة الاولى و الاخيرة من هذه الاحداث هذا ان لم يكن لها دور ل فى السعى لتفكيك سوريا و هو سياسة اسرائيلية قديمة.
و اكثر من ذلك يظل السوال ما هى الاجندة الحقيقة لبلدان مثل قطر و السعودية فى دعم توجه نحو الديموقراطية فى سوريا (ان كان الامر كذلك!!)و هى الدول التى تملك نظما سياسية قرووسطية !
التفسير الوحيد المعقول حتى الان ان هذه الدول ترغب فى اضعاف ايران و افضل وسيلة هى اضعاف الحليف الرئيسى لايران فى المنطقه.
هذا يعنى اننا انتقلنا من مرحلة قوى سياسية تريد التغيير نحو الديموقراطية الى صراع بين اجندات اقليمية مدعومة من الدول الاقليمية و الكبرى و ضحية هذا كله الشعب السورى كما كان الامر مع الشعب اللبنانى فى السابق و الشعب العراقى لاحقا.
هل هناك حل لانهاء الازمة ؟ انا لا اظن ذلك فالدوا العربية التى يمكن ان تساهم فى حل ما لم تعد قادرة.مصر فى مرحلة تحولات و العراق انتهى كدولة اقليمية و السعودية متورطه فى الاحداث و ان كانت لن تنجو من نتائجها كما اظن. بل و اعتقد ان المنطقة مقبلة على مرحلة تفكك ستطال معظم دول المنطقة لكن هذا لا يمنع من رفع الصوت عاليا لاجل احضار المزيد من اطفائى الحرائق لتخفيف الخسائر ليس الا لان مشعلي الحرائق باتوا اكثر من ان يحصوا!



#سليم_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فى النروج : ثقافة الاغانى و الورود تهزم ثقافة الكراهية.
- نحو مقاربة منهجية للربيع العربى
- حول الثورة العربية و افاق المستقبل
- لكى تتجنب سوريا طريق الانتحار
- البعد الثقافى فى الانفجار العربى
- لاجل تاسيس جائزة( نوبل) فلسطينية
- هل من المكن ان نقوم بعودة افتراضية لفلسطين
- اين المجلس الوطنى الفلسطينى,و اين المجلس التشريعى : اسئلة لا ...
- لم يحن الوقت لعباس لان يبق البحصة
- ماذا حققت جامعة الدول العربية بعد خمسة و ستين عاما على تاسيس ...
- الم يحن الوقت لجامعة الدول العربية ان تخصص مقاعد لتمثيل عرب ...
- المطلوب الان قرع الخزان بقبضات قوية
- فقدان البوصلة و فقدان الامل
- حول اصلاح الوضع الفلسطيني


المزيد.....




- في ذكرى 20 و23 مارس: لا نفسٌ جديد للنضال التحرري إلا بانخراط ...
- برسي کردني خ??کي کوردستان و س?رکوتي نا??زاي?تيي?کانيان، ماي? ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 28 مارس 2024
- تهنئة تنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج بالذكرى 9 ...
- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟
- مقترح برلماني لإحياء فرنسا ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سليم نزال - من الربيع الى الحريق: المشرق العربى يتجه نحو التفكك!