أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فرج الله عبد الحق - كيفية اختيار العدو















المزيد.....

كيفية اختيار العدو


فرج الله عبد الحق

الحوار المتمدن-العدد: 3736 - 2012 / 5 / 23 - 12:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سؤال يراودني باستمرار كلما سمعت نشرات الأخبار حول الشرق الأوسط، ذلك لأني أرى قوى سياسية ذو نفوذ كبير في المنطقة تختلف في وجهة نظرها حول تحديد ما هو ومن هو العدو لشعوب أمتنا العربية عموماً و للشعب الفلسطيني خصيصاً.
وحتى أكون واضحا فإن هناك مقاييس تحدد من هو العدو والصديق وهذه العوامل لها مؤشر واحد ألا وهو مدى رؤية وموقف هذا أو ذاك من القضايا المصيرية في المنطقة وعلى رأسها القضية الفلسطينية التي تعتبر البوصلة لمصداقية أي طرف في تعامله مع شعوبنا.
أنا لا أصدق أن هناك قوى سياسية ودول عربية لا ترى أو لا تريد رؤية هذه الحقيقة، فإذا كان انعدام الرؤية ناتج عن قصور غير متعمد فإن المصيبة كبيرة، أما إذا كان القصور متعمد فالمصيبة أكبر.
سأحاول في مقالي هذا مناقشة هذه المسألة منطلقاً لمفهومي لماهية العدو.
قبل الدخول في صلب الموضوع يجب علينا أن نعرف من هو العدو، وحسب وجهة نظري العدو هو من يغلب مصالحة على مصالح شعوبنا مستخدماً كل الوسائل غير المشروعة من كذب و تزوير للحقائق، باستخدامه كافة الأسلحة العسكرية ،الإعلامية والاقتصادية.
في منطقتنا ينطبق هذا الوصف على دولة الاحتلال الإسرائيلي والامبريالية التي تدعمها، وللأسف يشاركهم في هذا العدوان مجموعة من الدول العربية التي لا تشعر بحرج عندما تعلن جهاراً نهاراً عن مودتها لهذه الدولة، فكيف لنا أن نفسر تبرع قطر بسد حاجات إسرائيل من الغاز الطبيعي و بأسعار تفضيلية بعد توقف مصر عن إمدادها به.
هناك خبر أثار انتباهي مفاده أن دولة الإمارات العربية سمحت بنقل طائرات أمريكية إليها طبعاً بحجة الدفاع عن هذه الدولة لكن ممن؟
لقد دأبت الولايات المتحدة ومنذ زمن طويل على الحديث عن الخطر القادم من الشرق على دول الخليج حاثة إياها على تجهيز نفسها للدفاع عن مصالحها من هذا الخطر، وقد استخدمت كافة الوسائل التضليلية لتمرير مثل هذه الادعاءات ليس آخرها الخطر الشيعي أو الزحف الفارسي الجديد.
العدو إذاً وحسب رأي هؤلاء الزعماء العرب لم يعد الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين ولجزء من سورية ولبنان، بل هو الجار الشرقي لهم، فبعد إدخال العراق في معارك دموية أدت إلى تدمير قدراته، و سمحت للتيار الديني في إحكام سيطرته عل إيران تحت شعار النصر في الحرب أولاً ومن ثم معالجة القضايا الداخلية، قامت بإعادة إنتاج خلافات تاريخية وافتعال خلافات وهمية جديدة مبنية على أسس مذهبية.
لماذا إيران بالذات؟
في التاريخ كان هناك دولتان تحكمان سيطرتهما على المنطقة في الشرق دولة الفرس وفي الغرب الرومان، وكانت هذه الدولتان تستخدم شعوب المنطقة كوقود لحربها فكان صراع المناذرة و الغساسنة حرب بالوكالة عن القطبين.
بعد الإسلام انتهت حروب الوكالة لكن بقي الصراع الثقافي بين الشرق المتمثل بمنارات العلم كسمرقند و طشفند وبغداد ومراكز التجارة في دمشق آخذاً أشكال مختلفة أخذت أشكال دموية أحياناً منها الصراع المذهبي بين الشيعة و السنة الذي كان حسب رأيي من أهم أسباب تفتيت هذه الدولة.
إيران دولة كبيرة تملك موارد اقتصادية وبشرية كبيرة، وقد كانت وما زالت هدفاً للإمبريالية، فبعد التدخل السافر وإسقاط الحكومة الوطنية حكومة مصدق عاشت إيران عهد الاستبداد الفاشي الشاهنشاهي الذي أوصل الناس إلى الثورة الإيرانية، هذه الثورة انطلقت من رحم عذاب الشعب الإيراني بقيادة القوى اليسارية لكن وفي مسارها استطاع الإسلام السياسي السيطرة على الحكم,
هذا الإسلام يختلف عن الإسلام السياسي في المشرق اختلافاً جوهرياً من حيث أنه إسلام وطني، أي يضع مصالح إيران قبل مصالح الغرب.
لهذا اصطدم الإسلام السياسي الإيراني مع المعسكر الرأسمالي، وكما كان المناذرة و الغساسنة وقود لحروب الماضي أنبرى صدام ليدافع عن مصالح الغرب، تحت الشعارات القومية.
فشل صدام في دوره هذا عجل من نهايته، واستُغل احتلاله للكويت كذريعة جمعت ضده كل القوى في العالم. حتى الاتحاد السوفيتي حينها نصحه بالانسحاب.
إسلام الشرق هو إسلام سلفي غير قابل للمناقشة الجدلية للأمور مما أدى إلى انحساره في بوتقة الكتاب والسنة، يرفض التحليل الجدلي للأمور، إسلام رجعي لأبعد درجات الحدود، ارتبط بالامبريالية وأعطى تبريرات بفتاوى دينية لهذا الارتباط. مثال على ذلك قولهم إننا نؤيد أمريكا لأن الدولار مكتوب علية (بالله نثق) وبما أنهم يؤمنون بالله فهم أهل بالثقة.
في منطقتنا تشكل تياران وضحا المعالم، الأول تيار مهادن للإمبريالية و إسرائيل يدخل في إطاره شيوخ الهم و الغم النفطية من ممالك وأمراء النفط، دول عربية معروفة برجعيتها مثل الأردن و مصر ما قبل 25يناير و قوى مرتبطة بشكل كلي أو جزئي بالمخطط الامبريالي وعلى رأسهم قوى 14 آذار ألبنانية. أما الثاني فهو تيار معاد( ممانع) للمخطط الإمبريالي يشمل إيران ،سورية وحركة المقاومة أللبنانية، الفلسطينية، والقوى الحية في شعوبنا العربية، مدعومين من القوى المحبة للسلام و التقدم في العالم.
موقف هذه الدول الممانعة أزعج بل عطل حتى هذه اللحظة المخطط الرامي إل حل التناقض الموجود بين الامبريالية والصهيونية من جهة وشعوب الأمة العربية وعلى رأسها الشعب الفلسطيني من جهة أخرى، على حساب الشعب الفلسطيني. هذا المخطط الذي يهدف إلى الحفاظ على إسرائيل كرأس حربة في المنطقة وخلق وطن بديل للفلسطينيين.
لقد تم إفشال هذه المحاولة في الأردن و جنوب لبنان واليوم يعيدون الكرة من خلال سيعيهم الحثيث لتقسيم المنطقة إلى دويلات طائفية ومذهبية يكون للشعب الفلسطيني نصيب فيها.
سوريا كدولة ممانعة هي حجر العثرة الرئيسي لهذه المخطط لذلك اجتمع كل من القوى الأمرواطلسية واضعين تحت جناحهم كل القوى العميلة، القديمة منها أو المستحدثة، من شيوخ الهم و الغم النفطية إلى التيارات الإسلامية التي طفت على السطح مؤخراً خصيصاُ بعد إعلان المصالحة بين الإمبريالية و الإسلام السياسي من قبل أوباما في خطبته الشهيرة في القاهرة، وبعد مسرحية إعدام بن لادن، التي جاءت مكملة لمقولة أوباما بأنه يرى بالإسلام العقلاني حليف له في المنطقة.
تبرع الإخوان المسلمين ليكونوا رأس حربة في ضرب سورية ولاقوا الدعم المباشر من شيوخ النفط وأخذوا غطاء أطلسي مباشر من خلال تركيا الإسلامية. والهدف واضح المعالم يراه الجميع، ألا وهو إبعاد سورية عن الموقف الممانع كخطوة أولى لتقسيمها إلى دويلات طائفية تشرعن في نهاية الأمر بقاء إسرائيل وطن قومي لليهود يعترف به من المحيط العربي، يشارك الامبريالية في التحكم في دويلات المنطقة.
اعتقاد دول الخليج أنهم لن يتضرروا من مخطط الشرق الأوسط الجديد هو إما تعبير عن غباء أو قناعة بالأكاذيب التي تساق إليهم بأنه لن تشملهم هذه المؤامرة، وعلى كلى الحالتين يقومون بتقديم خدمات مجانية للامبريالية دافعين من أموال شعوبهم كلفة هذه المؤامرة.
من اعتقادهم هذا تنبع ممارساتهم بحق شعوب المنطقة، فمن اعتبار حرب 2006 مغامرة إلى الصمت عل محاولة اجتياح غزة، ومن الدعم المباشر للمعارضة المسلحة في سورية إلى الضرب بيد من حديد الحركات المطالبة في الحرية في بلادهم. هم من جهة يدعمون المعارضة المسلحة في سورية تحت شعار التحول الديمقراطي فيها ويقمعون شعوبهم في حراكها السلمي من أجل التحول الديمقراطي من جهة أخرى. إنها السخزوفرينيا السياسية.
اختيار إيران كعدو لم يأتي من الفراغ، هناك دولة معادية لأمريكا تعتبر من الدول الناشئة اقتصادياً، استطاعت ورغم الحروب و المقاطعة الاقتصادية أن تتحول من دولة مستوردة إلى دولة منتجة، كذلك استطاعت بناء قدراتها الدفاعية معتمدة على نفسها، هذا أزعج جيرانهم الذين يمتلكون نقس الكمية من الموارد الاقتصادية، إن لم تكن أكثر، فقاموا باستخدام كل إمكانياتهم لإعاقة التطور في إيران، مستغلين في ذلك كل الخلافات القديمة منها أو الحديثة، فانبرى علماء الدين بفتاوى معادية لها مضخمتاً حجم الخلاف المذهبي.
لم يكتفوا بذلك بل تحت ذريعة الخطر الإيراني استقدموا جيوش الغرب لحمايتهم راهنين مقدرات بلادهم للمصالح الأمريكية. أقيمت القواعد العسكرية في قطر والإمارات والسعودية، ووقفوا موقفاً مشيناً في اجتياح العراق، ووقاحتهم وصلت كما ذكرنا سابقا بالوقوف إلى جانب إسرائيل بشكل علني باستعدادهم تزويدها بالغاز الطبيعي بأسعار مخفضة.
إن التضليل الإعلامي الهادف إلى حرف البوصلة السياسية عن العدو الحقيقي في المنطقة لن ينطلي على شعوبنا وقد اثبت التاريخ أنه بإمكانك خدع الشعوب مرحلياً، لكنها تستيقظ من سباتها و تنقض على المخادعين، والأمثلة مليئة في تاريخ الشعوب.



#فرج_الله_عبد_الحق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حل الدولة أم الدولتين
- التوازن الدولي الجديد في عالم اليوم
- بعض اليسار ألمتمركس و موقفه من ألأحداث في سورية
- ألوضع الاقتصادي في فلسطين، تخفيض العجز و السياسة الضريبية
- دينامكية الثورة رد على تعليق السيد علي
- العلاقة بين ألإسلام السياسي و الإمبريالية
- ربيع هذا أم خريف
- رداً على تعليق - حول مقالي: سورية بين الحقائق و المؤامرة
- سورية بين الحقائق و المؤامرة
- بلا عنوان يا عربان الهم والغم النفطية
- ألشيوعية ما زالت تقض مضاجع العملاء.لماذا؟
- الاتفاق السوري مع جامعة الدول العربية
- ثقافة الدبسة في مؤخرة الشعوب
- السادس من أكتوبر النصر التاريخي لشعوب أمتنا العربية
- خطاب الرئيس عباس في الأمم المتحدة، ماذا بعد؟
- الموقف في الوضع السوري من بعض اليسار تأملات في موقف الرفيق ه ...
- استحقاق أيلول
- لما كل هذا يا رفاق حزب الشعب، يا لها من زوبعة في فنجان
- تأملات في مواقف حزب الشعب الأخيرة حول المقامة الشعبية
- عملية إيلات ماذا من ورائها؟


المزيد.....




- شاهد..قرية تبتلعها الرمال بعد أن -تخلى- عنها سكانها في سلطنة ...
- الأمن الروسي يعتقل 143 متورطا في تصنيع الأسلحة والاتجار بها ...
- وزارة الخارجية الروسية تصر على تحميل أوكرانيا مسؤولية هجوم م ...
- الحرب على غزة| وضع صحي كارثي في غزة وأيرلندا تنظم إلى دعوى ا ...
- ضغوط برلمانية على الحكومة البريطانية لحظر بيع الأسلحة لإسرائ ...
- استمرار الغارات على غزة وتبادل للقصف على الحدود بين لبنان وإ ...
- تسونامي سياسي يجتاح السنغال!!
- سيمونيان لمراسل غربي: ببساطة.. نحن لسنا أنتم ولا نكن لكم قدر ...
- قائد الجيش اللبناني يعزّي السفير الروسي بضحايا هجوم -كروكوس- ...
- مصر تعلن موعد تشغيل المفاعلات النووية


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فرج الله عبد الحق - كيفية اختيار العدو