أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ثائر الربيعي - اخلاق الفرسان وثقافة كتابة التقارير














المزيد.....

اخلاق الفرسان وثقافة كتابة التقارير


ثائر الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 3736 - 2012 / 5 / 23 - 09:28
المحور: حقوق الانسان
    


في واقعة الخندق التاريخية المشهورة ،عندما حدثت المنازلة بين الامام علي(ع) وعمرو بن ود العامري،فارس العرب والعجم الذي تتفاخر به قريش،فقد ذكر أنّ علياً (ع) لمّا قتل عمراً لم يسلبه فجاءت أُخت عمرو حتّى قامت عليه، فلمّا رأته غير مسلوب سلبه،قالت: ما قتله إلاّ كفؤ كريم،ثم سألت عن قاتله،قالوا الإمام علي بن أبي طالب (ع)، فأنشأت تقول :
لو كان قاتل عمرو غير قاتله لكنت أبكي عليه آخِرَ الأبدِ
لكنّ قاتِلَه من لا يعاب به أبوه من كان يدعى سيّد البلد
على المرء ان يكون لديه سمو الفرسان ونبلهم وأخلاقهم الرفيعة في الطرح والنقد أنجاه الآخرين،وفق صيغ موضوعية متجرداًعن ذاته بعيداً عن الأهواء الشخصية والمزاجية والأنانية التي تعمي بصيرته،والتي تدفعه ولأسباب تافه ترتقي لمستوى الطفولة التي لايحاسب بها،وذلك لضعف الإدراك الفكري المترتب عليه وعدم نضوجه لصغر السن.
ان ثقافة التقارير وكما نسميها اليوم (واحد يحرك الأخر) اتفق بشكل كبير جداً مع كتابة التقرير المهني الكفء الذي يقوم أداء عمل المؤسسة ويشخص مواطن الضعف والقوة،فالمتابعة لما يحدث وينجز لتشخيص الخلل هو من العوامل المهمة للمضي بمسار النجاح،واختلف جذرياً وامقت بشدة تلك الثقافة الهجينة والتي ليس لها أب نعرفه لأنها لقيطة بكل ماتعنية المفردة، فالكثير من الأبرياء عدموا وشردوا وفصلوا من وظائفهم أبان النظام البائد،بسبب النهج الثقافي الحقير الذي زرع في ضعاف النفوس وتحول لدرس ثقافي يدرس وله اهمية قصوى ويجرى امتحان به،ويعطى لكل من يريد الصعود ويحصد الامتيازات والمكاسب،وكأنه سلوك سوي يتعامل معه المرء لتحقيق ذاته وطموحه، فكانت التوجيهات في اجتماعات مجلس قيادة الثورة للنظام المقبور توعز بضرورة كتابة التقارير،وتقديم منح مالية وجوائز لمن يكون تقريره يتضمن اكبرعدد من المتآمرين على الحزب والثورة .
انتهت دكتاتورية الخوف وكنت اعتقد لحد كبير هذه الثقافة سوف تتلاشى بغير رجعة لما تركته من أثار سلبية في تذويب لقيمة الفرد للعمل بسلوكيات منحرفة اخلاقياً،نجدها اليوم جاءت وبقناع جديد فلا يوجد فرق فالفكرة واحدة والمضمون نفسه يتجلى في كل وقت وزمان،فالحرص والمثابرة طريقها واضح ومستقيم ولايحتاج لفتوى فقهية،والسؤال يطرح نفسه لماذا لايزال الفرد يتبنى هذا المشروع المريض ؟
والجواب هو لو ان كل من قام بتقديم بلاغ كاذب وفيه رؤية سوداء تشير الى الحاق الأذى بالاخر دون الاستناد لدليل وبرهان قاطع ،يتلقى العقوبة الصارمة والقانونية اعتقد سيكون هنالك رادع لها او التخفيف من حدتها،فما قيمة العقاب وهنالك بعض المدراء يجد في المنافق انه الشخص المناسب لتكليفه للقيام ببعض الأعمال الدنيئة في التجسس ومعرفة مايدور بين أروقة العمل،ولعلها تركة ثقيلة تركت أوزارها في المجتمع لاسباب سياسية واقتصادية واجتماعية ،فقد كانت فترة الحصار الاقتصادي انسب مرحلة لنشر هذه الثقافة مقابل الحصول على دينار زائد يساعده في الاعانة لفداحة الوضع ألمعاشي الصعب،فالمشكلة تكمن بعدم وجود رؤية صحيحة لتوحيد الخطاب الذاتي لدى المرء فالمرض جذوره موجودة وعلينا استئصاله بدلاً من أن يتحول لعدوى .


 



#ثائر_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهولوكوست والمقابر الجماعية في العراق
- العدو الوهمي الأبن الشرعي للدعاية
- الدكتاتور وطموح الرعية
- الاشاعة ودورها في الحرب النفسية
- ماليزيا السمو في حب الوطن فوق الانتماء الديني والعرقي
- الصمت والاستبداد
- الانسان والطين في صراعاً مع الاثار
- أعدموا البيروقراطية وأنقذوا الكراسي
- انقذوا البلد من الفاشلين
- خيانة الضمير الطريق لتحقيقي الدمار
- أبنتي رانية والارهاب
- ثقافة الفساد بين الرفض والقبول
- الحوار الديمقراطي ومايريده الشعب
- موقف مع الطائفة المورمونية
- علي مدرسة العدالة والنزاهة


المزيد.....




- عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تحتشد أمام مقر القيادة العس ...
- استئجار طائرات وتدريب مرافقين.. بريطانيا تستعد لطرد المهاجري ...
- تعذيب وتسليم.. رايتس ووتش: تصاعد القمع ضد السوريين بلبنان
- كنعاني: الراي العام العالمي عازم على وقف جرائم الحرب في غزة ...
- كيف تستعد إسرائيل لاحتمال إصدار مذكرة اعتقال دولية لنتنياهو؟ ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بش ...
- الأمم المتحدة: الطريق البري لإيصال المساعدات لغزة ضرورة
- الداخلية التركية تعلن اعتقال 23 مشتبها بانتمائهم لـ-داعش- بع ...
- تقرير كولونا... هل تستعيد الأونروا ثقة الجهات المانحة؟
- قطر تؤكد اهتمامها بمبادرة استخدام حق الفيتو لأهميتها في تجسي ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ثائر الربيعي - اخلاق الفرسان وثقافة كتابة التقارير