أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جودت هوشيار - دولة الأستمارات














المزيد.....

دولة الأستمارات


جودت هوشيار
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 3736 - 2012 / 5 / 23 - 02:47
المحور: كتابات ساخرة
    


عندما كنت أعمل بوظيفة ( رئيس مهندسين ) فى أحدى المنشآت الهندسية التابعة لوزارة الصناعة و المعادن فى عقد الثمانينات من القرن الماضى ، كانت ترد الينا على نحو شبه يومى ، أستمارات عديدة ، سواء من مقر الوزارة أو من الوزارات الأخرى ، تطلب فيها الجهات المرسلة بيانات و معلومات عن كل ما يخص أنشطة المنشأة فى المجالات التخطيطية و الأنتاجية و المالية و التجارية أو التسويقية و عن القوى العاملة و التدريب و الأيفادات , و غيرها كثير .
لم تكن الحاسبات الألكترونية تستخدم على نطاق واسع آنذاك ، لذا كان ملأ تلك الأستمارات ، عملا روتينيا مملا و الأهم من ذلك أنه كان يستنزف جهود عدد كبير من المهندسين و الأداريين و غيرهم و يستنزف الوقت الذى كان يفترض أن تكرس للأنتاج و التطوير .
و لكن الأسوأ من ذلك ، كانت تلك الأستمارات الواردة من رئاسة الجمهورية بتوقيع رئيس ديوان الرئاسة أو سكرتير رئيس الجمهورية . حيث كان كادر القسم المعنى فى المنشأة يظل فى حالة أنذار وتمنع عنهم الأجازات الأعتيادية و لا يسمح لهم مغادرة المنشأة – حتى بعد أنتهاء الدوام الرسمى – قبل أكمال الأستمارات المطلوبة و تدقيقها مرات عديدة و أرسالها الى الجهة الطالبة على وجه السرعة .
و من كثرة الأستمارات المتداولة فى العهد البائد ، أطلق مدير عام ديوان الوزارة فى ذلك الحين على الدولة العراقية ، أسم دولة الأستمارات .
لا أدرى لم تذكرت أستمارات النظام السابق ، و أنا أقرأ خبرا مفاده أن وزارة التعليم العالى و البحث العلمى قد عممت أستمارة معلومات أستخباراتية على كافة منتسبيها ، مما اصابهم " بالذعر " على حد و صف رئيس لجنة التعليم العالي البرلمانية عبد ذياب العجيلي ، الذى طالب
رئيس الورزاء بالتدخل شخصيا لحل هذة القضية.
وأوضح العجيلي في البيان الصادر عن مكتبه، أن اعدادا كبيرة من اساتذة وموظفي الجامعات العراقية تقدموا بالشكوى الى لجنة التعليم العالي البرلمانية بسبب استمارة طلب المعلومات التى قدمت لهم من قبل وزارة التعليم العالي، مبينين أن هذه الاستمارة بعيدة عن تخصص وزارة التعليم العالي وهي معلومات استخباراتية تتضمن الاسم الكامل وجواز السفر والدول التى سافر اليها وكذلك معلومات عن الزوجة والزوج ومعلومات عن الاب وعمله السابق والحالي ومعلومات عن الام وعملها السابق والحالي ومعلومات عن الاعمام والاقارب وكذلك الاخوة والاخوات وعنوان سكنهم وعملهم.
وأضاف ان الغريب من الامر طلب معلومات عن الاصدقاء ومعلومات عمهلم الحالية والسابقة، مشيرا الى أن هذه المعلومات اصابت منتسبي وزارة التعليم العالي بالذعر كونها معلومات استخباراتية بعيدة عن المهنية.
وناشد العجيلي رئيس الورزاء بـ "التدخل شخصيا لحل هذة القضية ، كون هذا النوع من طلب المعلومات"، لا يوجد في الدول الديمقراطية المتقدمة التى تسعى الى تغيير سياسي مضيفا ان هذا المعلومات فيها البعد الاستخباري أكثر من الجانب التعليمي .
و اذا كانت ( الأستمارات ذات البعد الأستخبارى ) سمة للبعث الفاشى ، الا أن حكومة البعث كانت تتابع و تراقب و تطلب فى الوقت ذاته ، معلومات تفصيلية ‘عن أنشطة مفاصل الدولة المختلفة ، و لم تكن ( الأستمارات الأستخباراتية ) الا جانبا منها . أما حكومة البعث الجديدة برئاسة العلامة الفهامة نورى المالكى فلا علاقة لها ، لا بالمنشآت الأنتاجية و لا بمشاريع التنمية و لا بالخدمات العامة و لا تراقب أو تتابع أو تحاسب أحدا و لا تطالب بتقارير أو بيانات أو معلومات عن الأداء الحكومى أو مدى تنفيذ الخطط التنموية– و هل ثمة خطط تنموية حقا ؟ - أو تطور الأقتصاد الوطنى و غيرها من مجالات العمل و الأنتاج ، فهى مشغولة بما هو أهم من ذك ، أى بكل ما ما من شأنه ترسيخ النهج الدكتاتورى لرئيس الحكومة - المتشبث بمنصبه حتى الممات - و شلته ، التى اطلق عليها أحد الكتاب الأسلاميين المنشقين أسم ( المافيا ) و التى تتكون من زمرة صغيرة تحتكر السلطة و تسرق المال العام و تتجاوز على القانون و تنتهك حقوق الأنسان و تصفى المعارضين بتهم ملفقة و تحمى الفساد و الفاسدين .
هذه الفئة الضالة المضللة ، التى ترفع الشعارات الدينية البراقة - لخداع الجماهير البسيطة الكادحة المحرومة من كل نعم الحياة - ، لا هم لها سوى البقاء فى السلطة ، و هى زمرة قذفت بها الأقدار ( من الطهارة الى المنارة ) و لم تتفتق ( عبقريتها ) عن شىء جديد ، فأستعارت من البعث الفاشى أساليبه فى أدارة دفة الحكم ، و سخرت أمكانيات الدولة لشراء الذمم و التجسس على المواطنين و كتم أنفاسهم و تصفية كل من يتجاسر على رفع صوته للأحتجاج على الأوضاع المزرية التى يعيشها العراقيون و العراقيات فى ظل حكم المزورين و السراق ، و ما هذه ( الأستمارات البعثية الجديدة ) سوى دليل أضافى على ان الزمرة الحاكمة ، التى تربت فى أحضان أستخبارات دول الجوار , و تدربت على أساليب التجسس و القمع و أنتهاك الحريات و الخصوصيات ، لا تتقن مهنة سواها .



#جودت_هوشيار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجارة التعذيب فى عراق المالكى
- العراق أمام مفترق طرق
- محلل سياسى روسى ،يكشف عن خفايا التحالف الأستراتيجى بين العرا ...
- لازاريف و الدولة الكردستانية
- لازاريف و القضية الكردية
- من هو المثقف ؟
- أصدقاء بشار
- الدولة الكردية آتية
- حميد أبوعيسى ... بين الهندسة و الأدب
- ثلاثة مظاريف
- العراقيون الجدد
- قضاء المالكى
- ستالين العراق
- القلق و ما بعده
- حول بعض التأويلات الخاطئة لمصطلح ال( كردولوجيا )
- غزل سياسى أم نفاق علنى
- الموقف الروسى من الصحوة العربية
- تولستوى و جائزة نوبل للآداب
- واحة الأمن و الأمان فى العراق المعذب -2
- واحة الأمن و الأمان فى العراق المعذب -1


المزيد.....




- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جودت هوشيار - دولة الأستمارات