أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أبو الحسن سلام - كتابة ناقدة لنصوص مسرحية واعدة















المزيد.....

كتابة ناقدة لنصوص مسرحية واعدة


أبو الحسن سلام

الحوار المتمدن-العدد: 3735 - 2012 / 5 / 22 - 01:54
المحور: الادب والفن
    


ناقدة لنصوص مسرحية واعدة

مابين فترة زمنية وأخرى تالية لها يبادر إتحاد كتاب مصر بالإعلان عن مسابقة في كتابة النص المسرحي بين أعضائه من الذين يمارسون كتابة النص المسرحي سواء على مستوى الهواية أو على مستوى الاحتراف أو التأرجح فيما بينهما . ولا شك أن الاتحاد قد استن سنة حميدة تؤكد دوره الريادي في تفعيل مواهب أعضائه وتقوي أصر الروابط بين أعضائه مبدعي النص الأدبي في كل مجالاته النثرية والشعرية والحركة النقدية من داخل الإتحاد نفسه ومن خارجه ؛ فضلا على أهمية هذا الدور في تقوية جسور التواصل بين الكتاب أنفسهم ومجتمعهم المتفاعل مع الإنتاج الثقافي بعامة والأدبي والفني والنقدي بخاصة.
وفي هذا الإطار أعرض لما قدم إلى من نصوص مسرحية بغرض تحكيمها ضمن جائزة الكاتب (محمد سلماوي) – رئيس إتحاد كتاب مصر – المخصصة لأفضل نص مسرحي مؤلف ؛ تلك التي ترشح لها نصان هما:
1- يوم التلات الساعة خمسة للكاتب : أحمد حسن أحمد
2- وراء الشمس للكاتب : السيد فهيم

النص الأول: يوم التلات الساعة خمسة
الناشر: دار الناشر للنشر والتوزيع – سلسلة المسرح
العربي (5) – 2010
خطاب النص : يتمحور حول مشكلات الحياة اليومية في المجتمع المصري والمسرحية في مجملها إعادة إنتاج لصور غياب حرية الرأي وتردى الأحوال السياسية والاقتصادية والثقافية في ظل سطوة النظام البوليسي الذي يحكم البلاد قبل 25 يناير،عبر مشاهد استطرادية تنسلخ عن مشهد افتتاحي رئيسي يتناول العلاقة السالبة بين الكتاب والمبدعين والرقابة على المصنفات ؛ حيث عمليات القطع والوصل بين الكاتب والرقيب حيث ديكتاتورية الرقيب وخنوع الكاتب ، وتوافقهما معا في صفة الانتهازية. وهو إن دل على شيء فإنما يدل على سطحية الحياة الثقافية والفنية في البلاد.
لغة النص: اللهجة العامية المصرية.
أسلوب النص: ينتمي النص إلى الميلودراما ، التي تعتمد على انتقال الأحداث انتقالا فجائيا غير مبرر - غالبا – مع توظيف الكاتب لتقنية القطع والوصل على طريقة كتابة السيناريو التليفزيوني، مع توظيف عناصر : التهكم (البرلسك) والقفشات والمبالغة في الأفعال بالتعبير الكلامي والتعبير التحريكي المفتعل - الذي لا يستند فيه الفعل إلى باعث داخلي نابع من الشخصية ذاتها فضلا على الميل إلى روح التهريج – الميل إلى شيء من البذاءة المتحفظة.

البنية الدرامية: تأسست على بنية أفقية تتجاور فيها الأحداث دون قصدية تستهدف إحداث حالة تغريب . وتفعيل تقنية القطع والوصل أو المزج وهي خاصية في كتابة السيناريو ، فضلا على استخدام أسلوب الحشو المشهدى ( كما في مشهد " المولد " المفتعل الذي إن حذف فلن يتأثر بناء النص.. مثال: ( ص ص 12-17)
الشخصيات: يتأرجح رسم الشخصيات فيما بين البعدين الاجتماعي والنفسي ؛ بخاصة ( شخصية الرقيب – المؤلف- الحماة ) وذلك على غير ما تتأسس عليه الشخصية الكوميدية من حيث كونها – غالبا- تعبيرا عن فكرة أو عن نمط أو صفة اجتماعية.
- تصوير شخصية الرقيب الرسمي على المصنفات الفنية تصويرا كاريكاتيريا ، متسما بالتسلط و بالجهالة والسماجة والسذاجة ( ص ص 24-25) :
" الرقيب : عاملي مظاهرة على المسرح يابيه ؟ د هانت ل
ليلتك مش فايته .. لا .. لا .. احذف حالا.
المؤلف : هي فين المظاهرة دي ؟1
الرقيب : يا بني مظاهرة آهي .. يوفط ( يشير للمتظاهرين)
وإيدين مرفوعة ووشوش مكشرة .. شيل شيل.
المؤلف : ( يضحك) دول مش متظاهرين دول خايفين ..
والخوف مش جريمة اتحاسب عليها
الرقيب : بس دا شغب ..
المؤلف : أيوه هو شغب.. نسيب بأه المشاغبين ياخدوا
جزاءهم ونبعد لنتشد معاهم .. أنت كده بتعطل
رجال الأمن!!
الرقيب : عندك حق .. يا لا بينا ( للممثلين) ما بتعملوش
تصريح للمظاهرة ليه ؟ امشي عيب كده (يلمح
رجلي الجريدة ) هما مين دول ؟
المؤلف : لا دول غلطة مطبعية ما تشغلش بالك بيهم"
# توصيف مسار الخط الدرامي: تسير الأحداث مسارا متعرجا؛ متأثرا بتقنية القطع والمزج في فنون الكتابة للشاشة:
1- ربط الواهي بين الأحداث أو الصور الاجتماعية المتفرقة والمتباينة دون رابط يربط بين موضوعاتها المختلفة ؛ مستخدما تقنية المشاهد الاستطرادية، يحاول الكاتب عن طريقها إيجاد تبرير على لسان الشخصية المحورية (شخصية المؤلف/السارد الضمني )؛ بتوظيف تقنية " التمثيل داخل التمثيل" دون قدرة على تأكيد مصداقية درامية ما لتبريره:
( مثال : مشهد المولد المقحم ؛ بدءا من صفحة 12 – منتصف صفحة 17 )
- يسند الكاتب لدور المؤلف دور الراوية السارد الضمني الذي يقوم بعملية قراءة نصه على مسامع الرقيب

# البنية الفنية: وهي التي نستطيع من خلالها أن نميز أسلوبا خاصا للمؤلف ، ونكتشف روح كتابته أو خاصية من خواصها. وهنا يمكننا أن نتلمس في نصه ة ما يأتي:
# حرفية الكتابة المتمثلة في توظيف أسلوب " المشهد الاستطرادي" بالتمثيل داخل التمثيل :
1- ( يدخل على ووفاء ويجلسان تحت إضاءة) ( يختفي المؤلف والرقيب) ( ص 11:9)
2- ( المؤلف: يتغير الديكور لميدان عام .. فرشة جرائد على الرصيف. صوت المؤلف يسرد حتى يتلاشى تدريجيا بدخول جمع من المواطنين يلتفون حول عربي بائع الجرائد في نقاش محتدم ) ( ص 18-22)
3- ( يخرج المؤلف والرقيب بينما يعود المشهد للحركة ) (ص25)
4- ( تظلم الإضاءة على كبير المقام ويظهر بكر ورجاله بينما يدخل على ويتحرك ممسكا بالموبايل) (ص45)
# التصوير الفنتازي للشخصية الكوميدية:
" ( يدخل طارق ومعه قوات أمن ويجيط بالرقيب والمؤلف)
طارق : اثبت مكانك ولا حركة.. سيب النص من إيدك ونام على
الأرض.
الرقيب: فيه إيه إنتوا مين ومين اللي دخلكم هنا
طارق : ولا كلمة ..
المؤلف : مش معقول إزاي ده يحصل ( يقلب في النص ) أنا
ما كتبت شده
طارق : اقبضوا عليه
الرقيب : أنا شوفتك قبل كده
المؤلف : ده الرائد طارق .. الحقني يا أستيكه بيه طارق
طارق خرج عن النص
الرقيب : الظابط بتاع أبو حجر
طارق : حرزولي النسخة اللي فيى إيده وهاتوهولي على البوكس جنب اخواته ."
" الرقيب : هو عمل إيه وبتقبضوا عليه ليه ؟
طارق : اشتباه يا سيادة الرقيب .. البيه كاتب لسانه طويل ومسرحياته بتحرك الشارع .. وكلمة زيادة هعتبرك متستر عليه وهجرك معاه .. قلت إيه ؟
الرقيب : ولا أعرفه .
المؤلف : الحقني يا سيادة الرقيب .. اعمل حاجة
الرقيب : اللي حضّر العفريت يصرفه يا فالح " ( صص 74-77)

# روح التهويل في تصوير أشياء ثانوية تصويرا يضفي عليها أهمية أو قيمة مبالغ فيها ، بما يناظر طريقة الحياة الشعبية المصرية :
- "على: عايز أقولك على مفاجأة هتسعدك قوي
- وفاء : بجد !! قول يا حبيبي .. شوّقتني
- على : (كأنه يفجر مفاجأة كبرى) قاعدة الحمّام.. ركبت
- وفاء : ( ترقص كالفراشة) مش معقولة!! بجد يا علي!!
طب احلف.
- علي : وحياة وفاء حصل .. ومش هتصدقي .. الحنفية بدأت تنقط
- وفاء : مش ممكن ! لا ده كتير عليا أوي أنا بحلم..بحلم"

# القدرة على المقاربات والمقابلات الترميزية ؛ الكاشفة لطبيعة المسكوت عنه ؛ بين الرقيب المهني الرسمي الذي يقف لمؤلف المسرحية (موضوع النص) بالمرصاد :
" المؤلف : أنا قصدي أقر النص وأنت بتاكل
الرقيب : آه .. بحسب .. بس أي حاجة مش حتريحني هوقفك ولو
سمعتني بقول امسك تقف عند الحرف اللي بتنطقه ..
المؤلف : من عنيّه يا سيد بيه ( يقرأ) يوم التلات الساعة خمسه
الرقيب : امسك.. العنوان ؟!! مخبي فيه إيه ؟ " (ص9)
والرقيب الأسري المتمثل في الحماة "المشهد الاستطرادي مشهد التمثيل داخل التمثيل - مشهد على ووفاء وحماته – حيث تقف الحماة لخطيب ابنتها بالمرصاد . وفي ذلك ما يكشف عن فطنة الكتابة :
" ( تدخل تفيده بكيس كبير من الفول السوداني واللب)
تفيده : شيل إيدك عنها ياد أنت
وفاء : ماما !!
تفيده : أيوه ماما يا مسهوكه .. ما تصدقوا أغيب شويه تلعبوا
بديلكم "
# جمالية المقاربة وجمالية التماثل والتناقض: وتتضح في عدد من الصور ومنها ما أشرنا إليه في المثال السابق ( مشهدي التماثل بين رقابة الرقيب على النصوص ورقابة الحماة " تفيده" كما يتضح في الطبيعة المتناقضة للحماة ما بين وصايتها البطريركية على ابنتها وفاء وقهرها لعلى خطيب ابنتها ، وحاجتها في الوقت نفسه لمساندة ابنتها لها :
- " ( يسير أمامها ووفاء تحاول السير بجواره فتمنعها تفيده ): " تعالي في ايد أمك يا روح أمك .. اسنديني"
ويلاحظ تناقض الحماه بين سلطتها البطريركية على ابنتها وحاجتها إلى مساندة الابنة لها .
# تخليق نمط إيقاعي مناسب للكتابة الكوميدية:
- منها صورة المقاربة الصوتية الاستبدالية بين فعلين نقيضين ، كشفا عن المسكوت عنه (ص9) :
" الرقيب : امسك .. العنوان؟! مخبي فيه إيه؟
المؤلف : لا أبوس ‘يديك .. ده اسم المسرحية مش فزورة لنيللي .. سيبني أكمل ( برومانسية) دي قصة حب جميلة
الرقيب : حب ؟!
المؤلف : حكاية عصفورين كناريا
الرقيب : كناريا .. هق ( الرقيب يشرب ماء بصوت عال)
فالصورتان هنا يشكلان لونا من ألوان تخليق نمط إيقاعي افتراضي نقيض لإيقاع تغريد " الكناريا" – الغائب – وهو ما يحسب للكاتب .

# سيكلوجية لغة الحوار والبعد الذاتي: مراعاة الكاتب لسيكلوجية اللفظ الملائم لطبيعة الشخصية وثقافة بيئتها ؛ دون تحرج مما يناسبها من ألفاظ نابية – أحيانا -
"على : حمد الله على السلامة يا حماتي .. دايما بتيجي في معادك
جبتي لوازم السهرة اللي كنتي عايزاها ؟
تفيده : شوية لب وسوداني يسلوني . ( لعلي) شيل يا خويا شيل
صلاة النبي على العرسان يا صلاة النبي .. يا زين ما
اخترتى يا وفاء .. ألطم منك يا بنت الكلب . " (ص11)
# قدرة الكاتب على دمج العام في الخاص من خلال لغة الحوار
# أسلوب التضمين: تضمين لغة الحوار بأساليب المجاملة ومظهرية روح التعاطف وهي أسلوب مناظر سيكلوجية المهادنة والمجاملة التي تسود ثقافة البيئة الشعبية المصرية .
# القدرة على تخليق مواقف كوميديا "الفارص":
" الرقيب : .. (ينظر للكتاب) لسه فيه حاجات مش قادر أوصلها
( يمسك العدسة المكبرة) والاسم .. الاسم محشور فيه
حاجة .... ( يأتي بكماشة ويقتلع شيئا من الغلاف )
وهطلعها . ولحد ما أطلع المستخبّى ما أقدرش أوافق
على النص لتبقى مصيبة.
المؤلف : مصيبة إيه ربنا ما يجيب مصايب !
الرقيب : مصيبة للجمهور يفهم اللي أنا ما فهمتوش " (ص8)

الرأي: يتمتع الكاتب بموهبة وروح قادرة على تخير عبارات ترسم الابتسام على الشفاه إن لم تفجر الضحك. وأسلوب كتابته المسرحية يصب دون شك فيما يصنف ضمن أساليب كوميديا الفارص: Farce الملتبسة مع كوميديا الموقف التي يوظف فيها حيل التمثيل داخل التمثيل وتخليق بعض الشخصيات تخليقا فانتازيا يتجسد أمام عيون شخصيتي المؤلف /السارد نفسه والرقيب على المصنفات الفنية. غير أن النص يحتاج إلى جدل الخيوط الدرامية الفرعية مع الخيط الدرامي الرئيسي ، ولو أعاد الكاتب كتابته وإحكام بنيته التي تتفرع في عدد من الحبكات الأقرب إلى حرفية كتابة السيناريو لكسب المسرح المصري كاتبا ميلودراميا قؤيبا من طريقة الكاتب المسرحي والسينمائي الميلودرامي ( أبو السعود الأبياري).


النص الثاني : وراء الشمس
تأليف: السيد فهيم
دار النشر: دار ميريت بالقاهرة 2010
لغة النص : اللهجة العامية المصرية

تقرير فني حول نص 2
عنوان النص : ( ورا الشمس )
المؤلف: السيد فهيم.
بيانات النشر: القاهرة ، دار ميريت 2010
أسلوب النص: كوميديا الموقف – كوميديا اجتماعية تعتمد على
الإسقاط السياسي.
خطاب النص: يتعرض النص لصور الفساد المستشري في مصرخلال ثلاثين السنوات الماضية ما بين شراسة النظام البوليسي والبطالة والعنوسة والغلو والبلطجة العلنية في الشوارع واشتعال الأستعار مع تدني الدخول وتدني المستويات الصحية والتعليمية والثقافية واستشراء المظاهر الكاذبة للتدين ، مع انهيار القيم وتدني الأخلاق.

البنية الدرامية للنص: تعتمد النص على بنية درامية متجاورة الخطوط ، تعتمد على تقنية مزدوجة في الكتابة الدرامية تجمع بين أسلوب الكتابة المسرحية وأسلوب كتابة السيناريو ؛ اعتمادا على تقنية القطع والمزج – وهي خاصية من خواص الكتابة لفنون الشاشة ؛ يتجاوز فيها الكاتب ما يطلق عليه الزمن الميت عن طريق التلاحم المتلاحق للمشاهد انطلاقا من اللحظات الدرامية الساخنة ؛ ذات الإيقاع المتفق والميزان الإيقاعي السريع

رسم الشخصيات: يلتقط المؤلف شخصياته من البيئة الشعبيةالمصرية ويعطيها أسماء/صفات ( المواطن- المحقق- العسكري- الناظر- الأب – البائع- مجنون- الدكتور) أي أنها شخصيات نمطية تعادل صفات اجتماعية، ليست من لحم ودم ومعنى ذلك أن المؤلف لم يراع رسم الأبعاد رسما ثلاثيا/ ذاتيا يحدد هوية ذاتية لكل شخصية من الشخصيات ، وإنما ركز على البعد الاجتماعي العام ( الصفة الاجتماعية الوظيفية أو المهنية أو الطبقية (بائع – محقق – عسكري ) بإستثناء شخصية " زبيدة " كما تأرجحت شخصية " المواطن/إبراهيم " فيما بين النمطية حيث يقوم بدور الراوية السادرد التمثيلي الذي يربط بين الأحداث المبنية على التجاور على خط أفقي شخصية ( المواطن/قناعه الأول الرمز المعادل لكل الطبقات الشعبية ) وشخصية "إبراهيم / قناعه الذاتي" بوصفه شخصية ذات هوية.

مستويات لغة الحوار: وظف الكاتب اللغة العربية في لهجتها المصرية ( العامية الشعبية) من حيث كونها الأنسب في التعبير عن ثقافة الشخصية وبيئتها في إطار الحدث الدرامي بمستوياته.


البنية الفنية للنص:
1- تعتمد البنية الفنية في هذا النص على المزاوجة بين تقنيات الحكي أو السرد التمثيلي في التقديمة الدرامية ؛ أو ما يمكن أن نطلق عليه – تجاوزا – " الخطبة الدرامية للنص " وهي التقنية الدرامية نفسها التي اعتمدت عليها مسرحية " الفرافير " ليوسف إدريس ؛ بما يشف عن تأثر " السيد فهيم " بذلك الأسلوب :
" المواطن : سلامو عليكم .. قصدي مساء الخير .. ميا مسا .. يسعد مساكم .. لا مؤاخذه أصلي أنا ما اتشرفتش بحضراتكم.ز ودي يعني أول مرة (يحسم أمره) .. أنا ها خش في الموضوع دوغري من غير لف ولا دوران .. أنا عارف إنكم جايين عشاني.. أكيد سمهتم عن حكايتي .. أنا مواطن .. مواطن عادي جدا معجون بمية المواطنة .. مش مهم اسمي .. مش ها تفرق كتير .. سموني توتوموتو .. ميدو.. أي حاجة .. واللا أقولكم .. مشيها إبراهيم .. غسان.. ما حدش يزعل "
وهنا يكشف أسلوب الصياغة الدرامية عن خاصية لازمة في التعبير الشعبي للطبقات الدنيا ( لغة الحواري) يكشف عن طبيعة اللت والعجن والثرثرة وتكرار الكلمات والجمل في الموقف الواحد بأكثر من طريقة ؛ دون مراعاة لقيمة الوقت !!
2- اللجوء إلى أسلوب القطع والمزج بين المواقف أو المشاهد أو الصور أو الأحداث الدرامية وفق بنية أفقية تتجاور فيها الأحداث الفرعية.
3- الاعتماد – غالبا – على تضمين التعبيرات الشعبى ، بما في ذلك عبارات البذاءة :
" على كيفك نقاوه - كده خبط لزق - همّا اتعموا في نظرهم – الحيطان لها ودان- كنا بنقول إيه – ما يضرش – دا الطبيعي بتاعك – ملكيش زي – أيوه يا خويا ثبتني – كوز يا باشا – ما خدتش منك غير تريقه - مش لما يتهببوا يجوا – أعدمك .. إلخ .. "

4- الاسقاط السياسي :
" المحقق : .... إيه علاقتك بأحداث دهب وشرم الشيخ.. وطابا ؟!
المواطن: ما تكمل يا باشا .. وأفغانستان والعراق ولبنان.. وإيران.. ودارفور.. وكوريا.. ما هو خلاص.. ما فيش حد في الكرة الأرضية دي غيري
المحقق: أنت ها تهزر ؟! يعني ما روحتش شرم الشيخ؟!
المواطن: فين دي يا باشا ؟! " ( ص37 )

يشير الإسقاط السياسي في تلك الحوارية بين ضابط أمن الدولة والمواطن ؛ إلى تحميل جهات أمن الدولة التهم التي عجز الجهاز البوليسي عن القبض على متهميها الحقيقيين تحميلها لأول برئ يسوقه قدره التعس للوقوع فيما يراه الجهاز البوليسي جريمة سياسية ؛ وهو مجرد ممارسة المواطن لحقه الطبيعي كإنسان في السير في الشارع في أثناء مرور موكب لأحد أحفاد أو أقرباء مسؤول كبير !

مستويات التعبير الدرامي:
يعتمد التعبير الدرامي على التعبيرات الشعبية عن طريق:
1- مبالغات كلامية تأخذ طابع القفشة ،وأخرى حركية في تعبيراتها الساخرة المختزلة ؛ على ألسنة الطبقات الشعبية الدارجة والشائعة.
2- نبض إيقاعي متدفق في ميزان (تمبو) فجائي سريع ممهد له بتقنية التخلص الدرامي الحسن فيما بين حدث وآخر على خط التسلسل المونتاجي – المنسق للأحداث
الرأي: نص في الكوميد يا الاجتماعية ذات الاسقاط السياسي والتعبيرات الشعبية الرلسكية الطابع ، يتمتع كاتبه بموهبة واعدة . وأرى استحقاقه لدرجة ( 7/10 ) سبع درجات فقط .



#أبو_الحسن_سلام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - برشيد - وقضية تخوين الحركة النقدية المسرحية
- تراجيديا في قالب كوميدي
- محاكمات المبدعين في عصر المتأسلمين
- حرفية الناقد و مراوغات التطبيق النظرية
- البحث المسرحي في سرير بروكست
- حيرة الباحث المسرحي بين نظرية العامل ونظرية المتخلفات والمتغ ...
- الإيقاع في فنون التمثيل والإخراج-ج1-
- نهار اليقظة في الثقافة المصرية بين وهج التخريض ولهيب التعريض
- الإرتباك الإبداعي في فن التأليف وفن الإخراج المسرحي
- المسرحيون العرب وغياب فعل الاستشفاف
- سارة وأخواتها والثالث المرفوع
- التجريب في العلم وفي الفن
- قراءة سياسية وقراءة مضادة حول الواقع المصري
- مستنقع الذئاب الجزائري في عمان
- مستنقع الذئاب - في عمانس
- قيمة الحرف في الإيحاء بسيكلوجية اللفظة
- - أيقونة العشوائي - ومعمار البنية السردية
- الكتابة المسرحية من منظور التناص
- مر بي
- فعل الكتابةالمسرحية في عصر الصورة


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أبو الحسن سلام - كتابة ناقدة لنصوص مسرحية واعدة