أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاروق عطية - العرشزوق والرئيس الملزوق














المزيد.....

العرشزوق والرئيس الملزوق


فاروق عطية

الحوار المتمدن-العدد: 3734 - 2012 / 5 / 21 - 22:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حيرنى وأقلقنى وشتت فكرى وأحبطنى موقف مثقفى بلدى, فهم لا يستقرون على رأى كأنهم إتفقوا على ألا يتفقوأ, فلا غرو فهم أحفاد المستعربين الذين لا هم لهم غير المجادلة والمطاحنة كآلات حنجورية لا تملك غير لغو الكلام كأنهم ما زالوا يعيشون أيام سوق عكاظ الجاهلية, أما الفعل أو التفاعل فهم عنه غافلون. أقرأ وأشاهد يوميا ملاسنات وتجريحات وسباب بينهم دون الوصول إلى نتيجة واحدة تدلنا على الطريق. نحن الآن فى مفترق الطرق, نكون أو لا نكون, مستقبل بلادنا اليوم على المحك, إما أن تتجمع كل الخيوط فى أيدى طرف واحد يعود بنا القهقرى إلى غياهب عصور الردة والظلام بما ينتويه من احتكار لكل السلطان, وإما أن تتحد القوى الليبرالية لتخترق هذا الحصار الشائك وتفتح لنا بصيص من الضوء نحو الخلاص.
معركة الرياسة المحتدمة اليوم بين قوى مختلفة منها القوى الإسلامية متمثلة فى ثلاث أبو الفتوح ومرسى والعوا بترتيب قواهم على الساحة وكل منهم أسخم وأضل سبيلا فى توجهاتهم, فكل منهم لا يرى مصر ولا يهتم بها, يدعون إلى عودة الخلافة وتطبيق الحدود وفرض الجزية على غير المسلمين, أى أن نجاح أى منهم سيعود بنا القهقرى لعصور الظلام. وهناك مرشحان ينسبهم البعض إلى فلول عهد المخلوع وهما موسى وشفيق, وكل منهما له القدرة على بقاء مصر دولة مدنية, إضافة للخبرة السابقة بالحكم وما لهما من إتصالات دولية تفتح لمصر آفاقا إقتصادية تعيدنا إلى الطريق الصواب, وكليهما يكن العداء السافر للقوى الإسلامية ويعد بوضعها فى مكانها الصحيح عند النجاح. والباقون منهم الناصرى (حمدين صباحى) وهو يدعى الثورية ومناصرة الشباب ويعد بما لا يستطيع, ولكن أحاديثه الأخيرة وذلات لسانه أوقعته فى المحظور فهو ناصرى فى وقت لا يحتمل الناصرية بما فيها من تسلط وديكتاتورية وتكميم للأفواه, كما يجاهر بعروبيته وتفضيل القومية العربية عن قوميته المصرية وهذه كارثة, كما أنه مناصر للقاعدة ومؤيدا لها فى القتل والتفجير معللا ذلك بأنه يناصرهم على قتل الأمريكان. والأخرون وإن كان منهم الشباب الواعد المثقف القوى الحجة وعلى رأسهم خالد على, ولكنهم جميعا لم يكتسبوا الحنكة الانتخابية والاستحواز على حب وتأييد الجماهير لهم, لذا ففوز أى منهم مستحيل وإن كنت أجزم بأنهم سيكونون نواة صالحة للمستقبل القريب.
تابعت عن كثب جميع المنظمات والجماعات اللبرالية المناهضة للتيارات الدينية كالجمعية الوطنية المصرية بالأقصر وشهيد تحت الطلب والأقباط الأحرار وكلنا أقباط مصريين ووطن بلا حدود والأقباط المتحدون ولا للأخوان المسلمين وغيرهم, وخاطبت جميعهم ورجوتهم الاتفاق على مرشح ليبرالى واحد حتى لا تتبعثر الأوراق وتتشتت الأصوات وتتجمع لصالح التيار الدينى, ولكن للأسف لم أجد إستجابة لأى منها. بل هالنى أن كل جماعة منها متباينة الاختيار والأنكى أن الشخص الواحد غير مستقر على إسم مرشح يؤيده, يوما يصرح بتفضيله لعمرو موسى ثم يعود لتفضيل شفيق ثم يتردد ليعلن مناصرته لحمدين.
لهذه الأسباب قلت لنفسى: لقد قضى الأمر ولا رجاء إلا بالعودة لدفاترى القديمة وتفعيل مخترعى الذى كنت قد صممته خصيصا للزعيم الأوحد الضرورة صدام حسين, ولكن سبقنى الأمريكان إليه فتركته لحين العوزة, وقد جاءت وقت عوزته الآن, إنه إختراعى العجيب العرشزوق. والعرشزوق كلمة مدمجة مكونة من مقطعين هما عرش وخازوق. والعرش هو ذلك الكرسى العجيب الذى يستميت قادتنا فى دول العالم الغائب عن الوعى للتمسك به والالتصاق به سنوات عديدة تطول إلى إنتهاء الأجل بموت طبيعى أو اغتيالا أو بانقلاب يخلص الناس منه. أما اختراعى فهو إضافة ميكروبوسيسور لهذا العرش مبرمج بمدة الجلوس عليه, ويمكن إعادة برمجته لو حصل على مدة ثانية. يظل الرئيس مستمتعا بالجلوس على العرشزوق طوال مدة رياسته, ولكن بعد انقضاء مدته إن لم يخلع بالزوق إنطلق من قاعدة العرشزوق خازوقا يخلص العالم منه. وقد أدخلت حديثا بعض المزايا والتعديلات لتناسب العصر وتساعد على راحة الرئيس وتيسر له الاستمرار فى الرياسة بوعى وصدق وعدل. فقد برمجته أن يقوم بتدليك ظهر الرئيس عندما يتعب ويهدئ من روعه حين يضطرب, ويهمس فى أذنه بكلمات ناعمة عن العدل وحب الوطن حين يغفو, ويحقنه بمحلول الشجاعة حين يصيبه الخوف.
ولكن مشكلتى الوحيدة لتنفيذ هذا الاختراع ووضعه موضع التنفيذ أن تنفيذه مكلف ويحتاج لرأسمال كبير قد يصل لعدة مليونات من الدولارات. وحيث أننى والحمد لله وبلا فخر لست بمليونير ولا أملك من حطام الدنيا غير بعض شهادات علمية كنت أزين بها حوائط منزلى ولكن بعد اكتشافى أنها لا تغنى ولا تشبع آثرت أن أجمعها وأضعها فى صندوق قديم وألقيه فى مخزن الكراكيب المنزلية, وأنا الآن والحمد لله وبلا فخر أيضا مديونير. لذلك أهيب بقرائى الأعزاء الاكتتاب كل بما يستطيع لتأسيس شركة مساهمة عالمية لتصنيع العرشزوق بأشكال مختلفة وألوان مختلفة حسب أعلام الدول النائمة التى يمكنها شراء هذا العرش لرؤسائها, وأنا واثق بل ومتأكد من نجاح المشروع وزيادة الطلب عليه مما يعود علينا وعليكم بالربح الوفير. فمن يبدأ الاكتتاب؟؟؟



#فاروق_عطية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرية الجامحة بين الشباب
- بين الثورة والهوجة وركوب الموجة
- حكايتى مع النظام 3 (عبد الناصر)
- الكاميرا الخفية
- الذكرى الثالثة لمذبحة الخنازير
- وطن يعيش فينا
- موسى وإشكالية العبور
- إسرائيل بين حقائق التاريخ وشطحات المؤرخين
- بين موسى وإخناتون .. وفبركة التاريخ والجغرافيا
- حكايتى مع النظام 2-( محمد نجيب)
- أنا لست إمبرياليا ولكن
- حكايتى مع النظام:1 (الملكى)
- جاليتنا المصرية إلى أين؟
- ملكى أكثر من الملك
- أنا كافر ولى الفخر
- سلفى بدون لحية منكوشة وجلابية
- رسالة تنوير للسيد المشير
- حمارى وانا حرّ فيه
- الأخوان بين هتك العرض وتبويس اللحى
- القطط كمان وكمان


المزيد.....




- أوروبا ومخاطر المواجهة المباشرة مع روسيا
- ماذا نعرف عن المحور الذي يسعى -لتدمير إسرائيل-؟
- من الساحل الشرقي وحتى الغربي موجة الاحتجاجات في الجامعات الأ ...
- إصلاح البنية التحتية في ألمانيا .. من يتحمل التكلفة؟
- -السنوار في شوارع غزة-.. عائلات الرهائن الإسرائيليين تهاجم ح ...
- شولتس يوضح الخط الأحمر الذي لا يريد -الناتو- تجاوزه في الصرا ...
- إسرائيليون يعثرون على حطام صاروخ إيراني في النقب (صورة)
- جوارب إلكترونية -تنهي- عذاب تقرحات القدم لدى مرضى السكري
- جنرال بولندي يقدر نقص العسكريين في القوات الأوكرانية بـ 200 ...
- رئيسة المفوضية الأوروبية: انتصار روسيا سيكتب تاريخا جديدا لل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاروق عطية - العرشزوق والرئيس الملزوق