أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمود جلبوط - مفترقات الانتفاضة السورية عن أخواتها















المزيد.....

مفترقات الانتفاضة السورية عن أخواتها


محمود جلبوط

الحوار المتمدن-العدد: 3734 - 2012 / 5 / 21 - 19:39
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


تفترق الانتفاضة السورية عن مثيلاتها العربيات في ثلاث على أي دارس ومهتم بالقضايا العربية والسورية أن يلحظها وتعطى الاعتبار الكافي من قبل قادة الحراك الميدانيين الحريصين على اجتراح السبيل أو السبل للخروج من عنق الاستعصاء الذي تمر به وقد أدخلتها فيها :
أولا- لقد عاجلتها قوى الثورة المضادة بل يمكن القول أنها قد تهيأت لها مسبقا , اتضح ذلك عبر تواطؤ واضح لكلا الطرفين الأساسيين : من ادعى الحرص على النظام أو من ادعى الحرص على إسقاطه , وللحقيقة فإن ما جرى لم يكن سرا أو أحجية بل كان واضحا ومنطقيا , بل كان يجب استنتاجه والتحوط له بالرغم من تورط أغلب المعارضة السورية التقليدية في التوزع على أقطابه , وذلك لأهمية موقع سوريا الجيوسياسي تاريخيا وتأثيره الكبير على معادلة الصراع العربي-الصهيوني إلى جانب قربها من لبنان وما يعني من تأثير على أطرافه السياسيين(8 و 14 آذار) سلبا كانت أم إيجابا , ومحاذاتها لحقول النفط العربية الكبيرة بالرغم من افتقارها لوفرته , ثم لاشتراكها بحدود طويلة مع العراق والأردن وتركيا , وذلك بعد أن غافلتهم الانتفاضة المصرية وسرعة إسقاطها لرأس النظام هناك مما أفقدهم زمام المبادرة في الاستعداد السريع والمحسوب جيدا في البديل المناسب والذي مازالوا يحاولونه حتى وقتنا الحاضر للالتفاف عليها خشية أن تكتمل ثورة تغيير جذرية وحقيقية للنظام بعد إسقاط رأسه وذلك لما لمصر من ثقل ووزن سياسي مؤثر على الساحة العربية , يضاف إلى ما سبق التعقيدات التي أحاطت بالعلاقة المعقدة والمركبة التي ربطت الأسرة الأسدية الحاكمة في سوريا بإيران واستطالاتها اللبنانية والخليجية والفلسطينية منذ حسم الصراع فيها بعيد انتصار الثورة لصالح الملالي عهد الأسد الأب وانحيازه إليه في حربها مع العراق وانتهت إلى رهن سوريا وسياستها وأهمية موقعها لإيران وأجنداتها بالكامل عهد الأسد الابن , وهذا الكلام بالطبع يختلف من حيث خلفياته عما يتداوله بعض مبتدئي السياسة بل الجهلة ممن يدعون إلى تشكيل أو إدخال جماعات "جهادية" "سنية لمعادلة ما تقوم به الأسرة الأسدية الحاكمة من إدخال "شيعي" (من إيران والعراق ولبنان) وجدت قبولا واستحسانا لدى بعض الأوساط السورية الميأسة بفعل فاعل وعن قصد وترصد أيضا (لتفريقها عن اليائسة) وخاصة أهالي الضحايا بتمهيد ودفع من النظام وبضغط مجازره الممنهجة التي اتخذت غالبا طابعا مذهبيا وطائفيا وأيضا عن قصد وترصد وذلك لتحقيق نظريته التي تقول بأن ما يجري في سوريا هو حرب بينه كنظام "علماني" حامي "الأقليات" في سورية و "مجموعات إرهابية" (وربما يكون بعض هؤلاء الإرهابيين ممن ادخرهم في جرابها ليوم كهذا من أيام استخدامه لهم في العراق) يسانده في تحقيق مأربه أنظمة الخليج ولو بشكل غير متفق عليه بشحن أيديولوجي وتوظيف إعلامي ودعم لوجستي ومالي كجزء من معسكر قوى الثورة المضادة ليس لإسقاط النظام بل لتفتيت سوريا وذلك درءا لشر انتقال رياح انتفاضتها إلى ربوعهم بعد أن تم محاصرة الانتفاضة البحرينية بشيطنتها لعزلها جماهيريا وسياسيا , وتوطئة لضرب إيران وحزب الله ومن هنا يمكن فهم أو لنقل تفسير استماتة إيران وحزب الله لدعم النظام والحؤول دون سقوطه حتى ولو بتصدير الشبيحة إليه لإبادة الشعب .
وهنا ينبغي التنويه أن هذه المجموعات قد انخرطت في الحراك الانتفاضي متأخرة وبرز دورها المؤثر فيها بشكل خاص بعد الفراغ والعجز الذي ألم بمركز القرار في التنسيقيات المحلية التي تجهز وتقود الحراك الانتفاضي وذلك بفعل الحملات الأمنية الفاشية المدمرة التي شنتها كتائب الأسد والشبيحة من تصفيات جسدية وإعدامات ميدانية واعتقالات شملت الصف الأول والثاني لقادة الحراك اللذين تميزوا بامتلاك العقل الهادئ وثقافة الحوار وعدم الإقصاء وقبول الآخر تجلى ذلك بطرح الشعارات الوطنية التي دعت إلى الوحدة واللاطائفية والشعبوية والتركيز على مدنية ودستورية الدولة القادمة بعد سقوط أو إسقاط النظام , نستطيع أن نلمح هذا التأثير من خلال تسميات الجمع وتسميات "الكتائب المسلحة" والجيش الحر ومن خلال متابعة النقاشات فيما بينهم على صفحات الشبكة العنكبوتية وضيوف المحطات الدينية.

ثانيا- الطبيعة الفاشية للرد الذي تعاملت به الكتائب الأسدية مع فعاليات الانتفاضة السلمية قل نظيره , اللهم إلا إذا استذكرنا صدام حسين وميلوسفتش وحزب الكتائب اللبناني في الزمن القريب وهتلر والدويتشي وستالين وفرانكو في الزمن البعيد , والتي افتقرت إليه بالطبع ساحات الانتفاض العربي الأخرى.
وفي هذا الصدد يشعر المرء أن ما تقوم به الكتائب الأسدية والشبيحة في سوريا ليس قمعا عاديا تسلكه قوى أمنية لنظام دكتاتوري دفاعا عنه ربما يبرر له منطقيا لحفاظه على كرسي الحكم بعد أن استمرأه مدة طويلة كما جرى في تونس ومصر واليمن كنموذج , بل يبدو ما يمارسه النظام السوري بحق شعبه حرب إبادة بشرية : ذبح جماعي لعائلات بكاملها وحرق منازل بسكانها وقصف مدن بمدفعية وصواريخ وطيران مما أدى إلى تهجير جماعي لسكانها باستثناء من أبى وكأنه تمهيد لإنشاء أحزمة طائفية مذهبية شبيهة بتلك التي ينتهجها الكيان الصهيوني في فلسطين بحق أهلها , بل أحيانا يبدو ما يقترفه الكيان الصهيوني في بعض مظاهره أرحم مما تقترفه كتائب الأسد وشبيحته وإلا بالله عليكم قولوا لي أيها المدافعون عن "النظام الممانع" كيف سنفهم مغزى ما تقترفه كتائبه وشبيحته ردا على حراك سلمي طال عدا عن النشطاء الميدانيين الفنانين والمثقفين والرسامين والجامعات والمفكرين وكثيرا منهم بعثيين أو أعضاء في أحزاب "جبهته التقدمية"؟ عنف الهجوم واستخدام أسلحة ثقيلة ودبابات وطيران ضد أحياء مدنية حتى ولو افترضنا تسلح بعض أهلها دفاعا عن النفس , وفظاعة القتل وتعبير الشبيحة العلني عن كرههم الجماعي للتجمع السكاني المستهدف ولاستهزاء بشعار الحرية الذي يطالب به الناس والحرص على التعبير عن عبوديتهم للعائلة الأسدية (الأسد أو نحرق البلد)وكأنها إلها أو متقمصة لروح الإله . ماذا يتوقع النظام بعد سلوكه ذاك أن تؤول إليه الأمور بعد ذلك؟ الاستسلام؟ حتى هذه لم يترك لها النظام طريقا لدى المنتفض أو المنشق عن الجيش عصيانا للأوامر وسيلة للنجاة من الموت . إنه بكل بساطة دفع ممنهج للتسلح واختيار الحرب الأهلية حقارتها أنها طائفية مذهبية .
ثالثا- سحب الجيش من مواقعه الطبيعية على الجبهة لحراسة حدود الوطن والاستعداد لصد أي عدوان , بالرغم من اكتفائه بما لديه من كتائب وأجهزة أمنية محلية أو مستوردة , وإنزاله إلى المدن لتوريطه في مواجهة الشعب الذي يدفع له من جييبه ثمن أكله وفساد قادته وتجهيزه من قمة شعره حتى اخمص قدميه , حتى اشترى له الرصاصة التي يطلقها اليوم عساكره (ربما مكرهين)على صدره بعد أن أوهمه النظام أنه يعده لتحرير الجولان وفلسطين واسكندرون والذود عن حياض الوطن , فأي جيش وأي نظام "ممانع" وأي معارضة وأي وطن .



#محمود_جلبوط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كسر الأديب الألماني Günter Grass صمته فانسعرت - إسرائيل-
- عام على انطلاقة الانتفاضة السورية
- عودة أخرى إلى المشهد السوري
- مقابلة صحفية مع أحد الشهود لمجزرة بورسعيد
- مجزرة تثير ذكرى مجزرة
- إلاما يومي بعض المعارضين السوريين من ترديد أغنية-ياوحدنا- , ...
- ما هي دلالات ومقاصد العمليات الانتحارية وتفجير السيارات المف ...
- مرة أخرى حول قوى اليسار في منطقتنا العربية
- بعد قرار الجامعة العربية سوريا إلى أين؟
- نداء إلى أحب بلاد العرب إلى قلبي
- تساؤلات حول مشهد الانتفاضة السورية
- مرة أخرى في ذكرى النكبة والنكسة
- إزالة آثار النكبة وحق العودة
- ليكف عجول السلفية عن توفير الغطاء للنظام لاستباحة الدم .
- ماذا بعد؟.......لكي لا يُهدر الدم السوري مرتين
- إطلالة على سورية ...ماض وحاضر
- هي شآم أحب بلاد العرب إلى قلبي
- تمرد الدم على السيف في درعا وانتزع الرّهاب من سوريا
- في بوادر الانتفاضة السورية
- الغرب الرأسمالي والنفط والانتفاضات العربية


المزيد.....




- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر
- جمعية مغربية تصدر بيانا غاضبا عن -جريمة شنيعة ارتكبت بحق حما ...
- حماس: الجانب الأمريكي منحاز لإسرائيل وغير جاد في الضغط على ن ...
- بوليانسكي: الولايات المتحدة بدت مثيرة للشفقة خلال تبريرها اس ...
- تونس.. رفض الإفراج عن قيادية بـ-الحزب الدستوري الحر- (صورة) ...
- روسيا ضمن المراكز الثلاثة الأولى عالميا في احتياطي الليثيوم ...
- كاسبرسكي تطور برنامج -المناعة السبرانية-
- بايدن: دافعنا عن إسرائيل وأحبطنا الهجوم الإيراني


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمود جلبوط - مفترقات الانتفاضة السورية عن أخواتها