أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هشام حتاته - الجيتو الاسلامى واشكالية الجبر والاختيار 2/2















المزيد.....

الجيتو الاسلامى واشكالية الجبر والاختيار 2/2


هشام حتاته

الحوار المتمدن-العدد: 3734 - 2012 / 5 / 21 - 04:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بدلا من الدعاء ( غير المستجاب .... !!! ) خمس مرات يوميا على المنابر وصب اللعنات على اليهود والغرب الصليبى لماذا لانسلك نفس الطريق الذى سلكوه ( وياسيدى بلاش حكاية الانحلال الخلقى ، خلينا زى الهند او اليابان التى تحتفظ بتقاليدها وثوابتها – حلوه ثوابتها دى - .. !! ) واذا كنت تريد ان تدخل الجنة ياسيدى الفاضل فما عليك الا اداء الخمسة فروض فقط لاغير وهى مضمونه فى هذه الحالة حسب الحديث المروى عن النبى محمد ، ولكن عدا ذلك خليك مع العلم والعقل ، تعلم من اليهود : كيف عاشوا فى الجيتو منعزلين وساخطين على العالم لمدة الفى عام ، وكيف خرجوا ، وكيف سادوا منطقة الشرق الاوسط واصبحت من اول خمس دول فى العالم فى صناعة السلاح وتصديره وصناعة البرمجيات وصناعة الماس وزراعة الصحراء وان كل جامعاتها من افضل مائة جامعة فى العالم ... الخ ( كانت جامعة القاهرة ضمن هذه القائمة يوما ما ولكنها الآن خرجت ولم يبقى لمصر التى لديها اكثر من خمسة عشر جامعة اى واحدة تصنف ضمن المائة المشار اليهم ).
واذا قلت ياسيدى ....ان هذا بفضل علاقتهم بامريكا فارد عليك : فعلا استطاعت دوله اسرائيل ان تكسب الاعلام الامريكى وتتغلغل فى الاقتصاد الامريكى وهذا نجاح للسياسة الخارجية الاسرائيلة وفشل للسياسة العربية ، ففى الوقت الذى كان فيه جمال عبدالناصر يجلس بالساعات مع مندوب المخابرات الامريكية فى مصر ( مايلز كوبلاند ) ، كانت اسرائيل تتعامل مع الراى العام من خلال الصحافة والاعلام ومع اعضاء الكونجرس وتحشد التأييد الشعبى والرسمى وايضا تحشد قوى الضغط اليهودية فى امريكا .
واذا قلت ياسيدى ان تفوقهم بسبب الدعم المادى الامريكى اقول لك ان ماتحصل عليه اسرائيل من معونه امريكية لاتزيد عن ثلاثة مليارات دولار فى حين تبلغ ميزانيتها اكثر من مائه وثلاثون مليار دولار سنويا ، فى حين ان ميزانية مصر لاتزيد عن نصف هذا المبلغ مع الفارق الشاسع بين عدد السكان
خسر عبدالناصر رهانه على رجل المخابرات لانه لم يعلم كيفية اتخاذ القرار فى الولايات المتحدة الامريكية ، وان السياسة الامريكية لاتخضع لرجال المخابرات وكسبت اسرائيل حلفا قويا يحافظ على مصالحها فى الشرق الاوسط ويتناغم مع منظومة الديمقراطية وحقوق الانسان الغربية ، ورغم قيام الدولة اليهودية على اساس دينى حسب الوعد التوراتى والذى لم ينفيه القرآن بل ان الايات رقم 246 – 251 من سورة البقرة تنتصر لداوود " طالوت " اليهودى على جالوت الفلسطينى ( فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاء ) الا ان نظام الحكم الديمقراطى - بين شعبها على الاقل – جعلها خلال خمسون عاما اقوى دول منطقة الشرق الاوسط .
- تعالوا نقص عليكم احسن القصص : قصة الجيتو الاسرائلى الذى اصبح اقوى دولة فى الشرق الاوسط
عام 70 ميلادية دمر الرومان هيكل اليهود في فلسطين ودمروا معابدهم ، ونزح اليهود جنوبا وشمالا وشرقا وغربا ، وعاشوا متلاصقين مع بعضهم ومنعزلين عما حولهم داخل حارات مازلت تعرف حتى الآن فى معظم المدن التى عاشوا فيها بـ (حارة اليهود – او ما اطلق عليه بـ " الجيتو " ) في انتظار النبي المنتظر الذي سيعيد لهم ملك العالم حسب الوعد الإلهي المكتوب من الله لشعبه المختار.ولعبت عقيدة الشعب المختار دورها فى هذا الانعزال منعا للاختلاط وتعاليا عما حولهم من البشر.
وطوال ألفي عام لم يأتي نبيهم المنتظر ، حتي ان السيد المسيح عندما جاء كنبى منهم لم يؤمنوا له لأنه لم يعدهم بملكوت الأرض ولكنه وعدهم بملكوت السماء .
ولكن ... ومع بدايات عصر التنوير فى اوروبا وترسيخ العلوم الانسانية فى الفلسفة والمنطق كان من الطبيعى ليهود اوروبا ان يتأثروا بموجة التنوير ، وان العالم لاتصنعه قدرة الهية ولكنه خاضع لقوانين هذه العلوم واهمها قانون السببية ( المقدمات والنتائج ) وان البدايات هى التى تؤدى الى النتائج فأن كانت عقلية وعلمية تؤدى الى نتائج ايجابية ، وان كانت خرافية واتكالية تؤدى الى نتائج سلبية .
وكان فك رموز حجر رشيد وقراءة الحضارة المصرية القديمة ، والكتابات المسمارية لحضارة الرافيدن بالغ الاثر فى اكتشاف تأثر التوراة بهذه الحضارات واستعارة اهم اساطيرها ، فلا آدم وحواء آباء البشر ، ولا تاريخ الانسان على الارض يبدأ منذ ستة آلاف عام فقط حسب تأريخ التوراة ، ولا طوفان نوح كان عام 2450 ق.م كما يقول تاريخ التواره ..... الخ ) ومن هنا بدأت مدارس نقد التوراة ليكون للدين بعده الروحى فقط حتى لايتصادم مع العلوم الانسانية الحديثة وان بقى الاصوليون اليهود ( فكل دين لايخلو من الاصوليين حراس العقيدة وحاملى الحقيقة المطلقة وحدهم )
ولكن .... وفي منتصف القرن التاسع عشر ظهر حاخامان مستنيرين دعوا اليهود إلى تمهيد الطريق للمسيح المنتظر بإقامة وطن قومي ، وظهر الفيلسوف الألماني اليهودي " موسى هس " بكتابه " روما والقدس " وقال أن المشكلة اليهودية تكمن في عدم وجود وطن قومي لليهود ( ويلاحظ ان الدعوة الاولى كانت من رجلى دين يهوديان اتسم تفيكيرهم بالاستنارة )
في عام 1896 قام الصحفي اليهودي المجري ثيودور هرتزل بنشر كتابه " دولة اليهود " ، وفى العام التالى نظم أول مؤتمر صهيوني في بازل في سويسرا حضره 200 مفوض، وصاغوا برنامج بازل والذي بقي البرنامج الرئيسى لقيام دولة اسرائيل ، واعترض الاصوليين اليهود بما لديهم من نصوص التوراة بأن مسيحهم المنتنظر سيقودهم الى ارض فلسطين ثم زعامة العالم ، فكان رد العلمانيين : نحن سنجهز المكان في فلسطين حتى يأتي مسيحنا فيجد له أرض يبدأ منها .
وقد كان .. وأصبحت إسرائيل من أقوى دول المنطقة ، ومازال الأصوليين فيها يبكون أمام حافظ المبكي ويجهزون الأرض للمسيح المنتظر ويحاولون العثور علي الهيكل السليماني .. فلا بأس ، ولكن اتركوا الدولة العلمانية فقد أصبحت من أقوى دول الشرق الأوسط ... فقد قامت بجهد البشر، ورغم هذا فمازال الاصوليين الدينيين اليهود حتى الآن يبكون امام حائط المبكى وينقبون الارض شبرا شبرا للوصول الى هيكل سليمان ويجهزون الارض لمسيحهم القادم ، فلا تعارض بين الحكم الديمقراطى والحلم الدينى .
ولكن ... فى عالمنا الاسلامى والعربى التعيس مازلنا نناقش حتى الآن هل الإنسان حر ومطلق الإرادة وأنه صانع الحضارة والتاريخ أم أنه مقيد بالإرادة الإلهية وفي أحسن الأحوال فهو سبب وعليه أن يأخذ بالأسباب المقدرة سلفا حتي يتم الفعل الإلهي .. آله من الآلات عليها أن تتحرك في الاتجاه المقرر لها سلفا حتى تتم المشيئة ، و ليس أمامنا في هذا السبب سوي ( هزي إليك يجزع النخلة يتساقط عليك رطب جنيا ) ، وما علينا سوي مجرد الهز حتى تتحقق المشيئة الالهية ويتساقط البلح . . هذا في أحسن الأحوال....!! ولا داعي لنقل الأعضاء فليموت المريض فإنه قدر الله ( هكذا قال الشيخ البدري في أحد البرامج التلفزيونية )
لو استمرت الاصولية اليهودية تعشعش فى عقول اليهود حتى الآن لبقوا فى الجييتو معزولين ومتخاصمين مع العالم .
لقد سوغ حاخامات اليهود ان كل المحن التى اصابت الشعب اليهودى كانت غضبا للرب لانهم يم يتبعوا شرائعة ،ولكن ....اسرائيل اليوم من اقوى دول المنطقة فهل تتبع شرائع موسى ام تتبع شرائع التنوير... ؟؟
الا ترى عزيزى القارئ اننا نعيش نفس المحنة التى عاشها اليهود طوال الفى عام ، واصبحنا نعيش فى الجيتو الاسلامى الذى عاشه اليهود من قبل ، وبدلا من الحارات التى عاش فيها اليهود اصبحت حارات المسلمين دولا بكاملها مغلقة على سكانها تعيش نفس الانعزالية الفكرية وتقتات على اجترار الماضى وتلعن وتكفر الآخر وتتعالى عليه وتنتظر المهدى المنتظر او المسيح العائد من السماء ليحرر القدس ويوحد بين المسلمين والمسيحيين ويقتل اليهود .... الخ
لن نتحرر ونخرج من الجيتو الاسلامى المغلق الا بالايمان العميق بالعلم والعقل وان الانسان هو صانع قدره وصانع تاريخه وصانع حضارته.



#هشام_حتاته (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجيتو الاسلامى واشكالية الجبر والاختيار 1/2
- - براءة من الله لبديع واخوانه المؤمنين من الذين عاهدتم من ال ...
- تكريس مفهوم العبودية فى الاسلام
- المثلية الجنسية فى جزيرة العرب 2/2
- المثلية الجنسية فى جزيرة العرب 1/2
- الحياة الجنسية للنبى محمد من خلال آيات القرآن
- التحليل النفسى لزواج النبى محمد من عائشة
- تبخيس المرأة فى الفكر البدوى وارتباطه بالتعويض النفسى عن الع ...
- جمعية تبادل الزوجات بين الخلفاء الراشدين وكبار الصحابة..!!
- مابعد النقد : (7) تطوير الخطاب الدينى
- نقد الفكر الدينى : (6) اشكالية علوم القرآن واستخراج الاحكام
- المجلس العسكرى والاسلاميين : انقسام مصر بعد اقتسامها
- مبروك للاخوان والسلفيين امارة المحروسة
- خطأ ثوار التحرير .. وخطيئة المجلس العسكرى
- نقد الفكر الدينى : (5) العلاقة الجدلية بين النص والواقع 5/5
- نقد الفكر الدينى : (5) العلاقة الجدلية بين النص والواقع 4/5
- نقد الفكر الدينى (5) العلاقة الجدلية بين النص والواقع 3/5
- السعودية : الشقيقة الكبرى لمصر ....!!
- احداث ماسبيرو .. وتحديد الولاءات
- من البكباشى عبدالناصر الى اللواء الفنجرى - ياقلب ماتحزن - .. ...


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هشام حتاته - الجيتو الاسلامى واشكالية الجبر والاختيار 2/2