أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رمضان عيسى - صديقي دائما - قصة قصيرة















المزيد.....

صديقي دائما - قصة قصيرة


رمضان عيسى

الحوار المتمدن-العدد: 3734 - 2012 / 5 / 21 - 02:17
المحور: الادب والفن
    


عملت لفترة لا تقل عن عشر سنوات في عيادة خاصة ،كنت فيها أقوم بعمل تصوير إشعاعي للمرضى والمراجعين للعيادة ،وكان برفقتي في العمل طبيب خاص لتشخيص حالات الأشعة، وعمل فحوصات الموجات الفوق صوتية. وبالإضافة إلى عملي الرئيسي، التصوير بالأشعة السينية للحالات التي تتطلب ذلك ،أقوم باستقبال المرضى، تسجيل أسمائهم ونوع الفحص المطلوب إجراؤه ،وفي خانة أخرى كم دفع كل مريض مقابل ذلك. كان هذا العمل يزداد كثافة أحياناً لدرجة أنني أبقى مشغولاً إلى ما بعد المساء. إن انشغالي في العمل والتسجيل والتصوير جعلني لا أبدي كثير اهتمام للتعارف لا بالمرضى ولا بالمرافقين رغم معرفتي لبعضهم منذ زمن بعيد. كثيراً ما يحضر شخص مرافق لمريض، فيحاول تذكيري أننا تقابلنا يوماً ما وأنه يعرفني ولا زال يذكرني ،فأجامله بالقول :وأنا كذلك ،وأبدي اعتذاري بسبب انشغالي في العمل.
في يوم من الأيام وبينما أنا منهمك في عملي وإذ بمريض يدخل إلى العيادة ومعه مرافق. أبدى المرافق ارتياحاً لرؤيتي ، سارع بمصافحتي ذاكراً اسمي ، محاولاً تذكيري أين تقابلنا قبل حوالي عشرين عاماً ،حيث كنا في معتقل بئر السبع ،وقد ذكر لي عدداً من المعارف الذين كانوا معنا، وحينما ذكر أحدهم وكان من أقرب الأصدقاء في المعتقل أعرته مزيداً من الانتباه ،وقلت سائلاً:تقول راسم ؟ فقال محدثي :نعم. فقلت :كم أنا مشتاق إليه ولحديثه ،آه لو أعلم أين هو ؟أو رقم هاتفه على الأقل. فقال :إنه يسكن قريباً من محل سكناي في معسكر جباليا ،وسأخبره بذلك. فسارعت إلى كتابة رقم هاتفي وقلت له :أعطه هذا وقل له أن يهاتفني وأنا موجود في العيادة من الساعة الثانية بعد الظهر إلى المساء. مرت أيام ولم يهاتفني أو يزورني في العيادة مع أن وقته يسمح بذلك ،في حين أن محل سكناي وظروف عملي لا تسمحان بزيارته حيث أنني أسكن في مدينة خان يونس ،وأعمل رسمياً في رفح ،وبعد انتهاء الدوام أسافر مباشرة إلى العمل الخاص في غزة ،وعليّ تقع مهمة فتح العيادة، تحضيرها لاستقبال المرضى، عمل الفحوصات التي تقع ضمن اختصاصي ،والتي يحتاج فيها المريض للتحضير قبل عمل الفحص الإشعاعي مثل فحص القولون، المعدة والكلى.
في المساء ،لا ينتهي عملي إلا بعد غروب الشمس ،وأحتاج لحوالي ساعة سفر بالسيارة للعودة إلى البيت في خان يونس. كل هذا جعلني لا أستطيع تغيير مسار الذهاب والإياب من وإلى العيادة في غزة. لقد طال الانتظار، لم يحضر راسم لزيارتي فما كان مني إلا أن بحثت عن رقم هاتفه واتصلت به مساءً. رد أحدهم وكان أخاه ،فعرفت من نبرات صوته أنه ليس هو من أقصده ،فلا زلت أذكر نبرات صوته ،وشكله العام. طلبت من أخيه أن يوافيني براسم ،فقال :من المتحدث ؟ فقلت له ،قل له عيسى ،صديق قديم. فقال :لحظة حتى أُشعره بذلك ،فهو يسكن جاراً لي. ترك الهاتف مفتوحاً ، غاب برهةً من الزمن ،وعاد مصطحباً راسم ،بينما كانت سماعة الهاتف لازالت في يدي، في انتظار المكالمة من الطرف الثاني وهنا سمعت :هالو……فقلت :وقد عرفت لكْنَة الصوت ،هالو ومرحباً ،وألف مرحباً. وأردفت قائلاً :وينك يا راجل ،كيف الحال ؟كيف حال أيامك ،هل عرفت من يكلمك ؟ فقال :لقد وصلتني أخبارك وصوتك هو ،هو لازالت نبراته في أذني. فسألت :كيف حال الصحة معاك ؟إن شاء الله تمام ؟وماذا تعمل ؟ قال :لا أعمل ،ولكني في الطريق ،حيث أن أوراقي وصلت إلى الحد الذي من الممكن أن أعمل في أحد المكاتب الحكومية ،أو أحد المكاتب التنظيمية عما قريب. فقلت :مبروك سلفاً ،ولكن لا تنس زيارتي في العيادة ،والله يعلم كم أنا مشتاق للحديث معك.
فقال :القلوب عند حسها.
فقلت :رغم أنني لا أمل الحديث معك أتركك على أمل لقائك قريباً. فقال :إن شاء الله ،مع السلامة.
مرت عدة أسابيع، لم يحاول الاتصال بي ،وأنا كذلك ،لم أحاول بسبب عدم وجود هاتف خاص به ،في بيته.
اقتصرت العلاقة على إرسال السلامات عن بعد ،سواء عن طريق أشخاص يعملون برفقته ،
حيث وصل إلى علمي أنه استلم عملاً في أحد المكاتب التابعة لتنظيم فتح في مدينة غزة. قلت في نفسي :ستكون لديه فرصة أكبر لزيارتي، أصبح قريباً، لن يتأخر كثيراً حتى أراه يدخل العيادة ونقضي بعضاً من الوقت. كم هو ممتع أن تقابل صديقاً قديماً ،وهو ليس صديقاً عابراً ،بل تأسست صداقتنا على أساس من التشابه في الموقع التنظيمي، التطور الفكري ،والعمري لكلينا. فقد التقينا في سجن السبع الصحراوي في سنة 1971م ،حيث قد صدر عليه حكم بالاعتقال لمدة ثماني سنوات ،لكونه عضواً نشيطاً في إحدى خلايا المقاومة الشعبية التابعة لحركة التحرير الوطني الفلسطيني " فتح ".
كان دمث الخلق ،حاضر البديهة ،لا تفارقه الابتسامة ،لا ينطق إلا إذا أنهيت حديثك ،وإذا تكلم تحب أن تستمع إليه حتى النهاية ،كتوم السر ،يعرف أين يضع كلماته.
وهذا الموقع التنظيمي الذي وجد نفسه فيه كان مشابهاً للموقع التنظيمي الذي كنت أشغله ، حيث وجدت نفسي ،ودون تخطيط مسبق في تنظيم " قوات التحرير الشعبية " ،حيث كنت أحد أفراد خلية عسكرية تابعة لقوات التحرير الشعبية التي هي الجناح الفدائي لمنظمة التحرير الفلسطينية ، والتي بدأت بمقاومة الاحتلال الإسرائيلي لباقي الأراضي الفلسطينية سنة 1967م.
كانت أغلبية قوات التحرير الشعبية من بقايا جيش التحرير الفلسطيني ،وكانوا الأكثر تدريباً وتنظيماً من بين خلايا المقاومة التابعة للمنظمات الأخرى العاملة على الساحة آنذاك مثل "فتح" والجبهة الشعبية -الجناح العسكري لحركة القوميين العرب -.
بدأنا بالتعرف على النظام الداخلي لكل تنظيم ،ليس في طريقة اختيار العناصر السياسية والمسلحة ،بل وعلى المبادئ السياسية التي هي الرابطة الأساسية والفكرية التي تربط بين أفراد التنظيم. لم يكن لحركة فتح مبادئ ذات بُعد اجتماعي، مثل الثورة الصينية، والفيتنامية والكوبية التي تبنت فكر الاشتراكية العلمية كوسيلة لإصلاح المجتمع. كما قامت منظمة التحرير-وضمناً قوات التحرير الشعبية- ومنذ تأسيسها على شعارات أهمها : وحدة وطنية ،تعبئة قومية ،تحرير، وهذه الشعارات ليس لها بُعد اجتماعي أي ليس لها خطة لإصلاح المجتمع بعد تحرير الأرض من المستعمر. وعناصر كلا التنظيمين لا تعرف أكثر من ذلك ،حيث كان الانتماء لأي من المنظمات العاملة على الساحة في بداية العمل الثوري، مبنياً على الشعور الوطني الخالص ،الدافع الوطني لمقاومة الاحتلال للأرض ،وليس انطلاقاً من الإيمان بمبادئ سياسية ،أما معرفة المبادئ فكانت تأتي مؤخراً ،
وهذا ما حدث معي ومع كثيرين غيري ،حيث يجد العنصر نفسه في تنظيم كذا دون معرفة مسبقة بالمبادئ الفكرية والسياسية والاجتماعية والتي تميز كل تنظيم عن الآخر ،وهذه المبادئ هي الرابطة الأساسية بين أفراد التنظيم بالإضافة إلى الدافع الوطني. لم يكن على دراية بالمبادئ السياسية لكل تنظيم إلا عدد قليل من العناصر السياسية القيادية في كل تنظيم ،أما العناصر العسكرية فنادراً ما كانت تجتمع لتتلقى شرحاً أو تنظيراً لمبادئ سياسية وتنظيمية ،فكثير من العناصر اعتقلوا ولم يعرفوا التنظيم الذي اعتقلوا على حسابه إلا بالاسم ،علاوة على عدم معرفتهم الفرق بين تنظيمهم وبين المنتظمات الأخرى من الناحية السياسية والمبدئية والأهداف القريبة والبعيدة. لقد عشنا سوياً مراحل التطور الفكري والوعي الوطني ،ليس للثورة الفلسطينية فحسب ،بل للمرحلة التاريخية العالمية عن طريق دراسة مكثفة للثورات العالمية، للمبادئ الثورية، كيفية مقارعة الاحتلال بكافة أشكاله العسكرية والاقتصادية والسياسية والفكرية.
إن التوافق في التحليل والاستنتاجات حول الأحداث يخلق نوعاً من التوافق النفسي والصداقة الحقة التي لا يمكن أن تنسى مهما طال عليها الزمن. من هنا كان اشتياقي لهذا الصديق رغم طول انقطاع - بسبب السفر إلى السعودية – دام خمس وعشرين عاماً ،وعندما تأخر في القدوم لزيارتي شعرت بقلق شديد ،وهاجمتني لفيف من الأسئلة :لماذا ؟ هل، وكيف ؟
هل عدم حضوره لزيارتي نابع من النسيان؟ أم أنه تغير تفكيره بحيث تغير موقفه الفكري؟ أم أنه تغير وضعه الاقتصادي وأثر ذلك على موقفه الفكري، أصبح لا مبالياً لا بالأفكار ولا بالثورة.أم هو مريض ولم يصارحني أصبح لا يستطيع الحركة كما يجب !!!
انقضت عدة أشهر تغيرت فيها أشياء كثيرة بالنسبة لظروف عملي ،حيث اضطررت لترك العمل في العيادة بمدينة غزة ،بسبب صعوبة التنقل بين مدينة خان يونس ومدينة غزة وبالعكس ،حيث عمدت قوات الاحتلال إلى إغلاق الطريق الرئيسي الذي يربط جنوب قطاع غزة بشماله ،وأصبح من الصعوبة بمكان التنقل الطبيعي للموظفين والسكان ،حيث يكون الإغلاق مفاجئاً أحياناً بسبب أعذارِِ أمنيَّة أو بسبب الأعياد اليهودية مما أربك الحركة، زاد من صعوبة الحركة، تعطلت الأعمال ، انعكس هذا الوضع عليّ، اضطررت لترك عملي الخاص بالعيادة وأصبح الذهاب إلى غزة لا يكون إلا لظروف قاهرة مثل الأعياد أو مناسبات عائلية ضرورية. وقد ساعدني الخط بأن انتقلت للعمل بمدينة خان يونس محل سكناي مما أدخل الراحة النفسية علي وأكسبني ساعتين من الفراغ يومياً عوضاً عن السفر يومياً إلى عملي الرسمي بمدينة رفح. إن عملي الرسمي في قسم الأشعة بعيادة خان يونس التابعة لوكالة الغوث قد ساعدني في وجود فراغ أكثر وفي خلق المناخ الملائم لزيادة الإنتاج الأدبي ،والاشتراك في تجمعات أدبية ،وهذا ساعدني أن أخرج إلى النور أول رواية اجتماعية أسميتها " وأصدر القاضي حكمه " وهذا استدعاني إلى السفر إلى مدينة غزة لإثبات " الحق الأدبي " لما كتبت في وزارة الإعلام.
وصلت وزارة الإعلام، قمت بإيداع عدد من النسخ للرواية، حصلت على نسخه من "حق التأليف والنشر " مُوقعة من مدير القسم ومن موظف قسم الإيداع.أنهيت هذه المهمة بسرعة ،فلم يكن هناك ما يعيق هذا العمل.
خرجت من وزارة الإعلام ،وقلت في نفسي إن لدي فرصة لزيارة أحد الأصدقاء ويعمل في وزارة الثقافة التي تقع في بناية بالقرب من برج فلسطين بغزة.
أوقفت سيارة أجرة ،فسأل السائق :على فين العزم ،إن شاء الله ؟ فقلت :برج فلسطين. ما هي إلا برهة حتى كنت أمام برج فلسطين ،وقفت أمام بوابة البرج فرأيت جموعاً من الناس تدخل وتخرج ،فبدا لي أن هناك العديد من المكاتب داخل هذا البرج ،وتمور كلها بالحركة والنشاط.
لا أدري لماذا بقيت واقفاً أمام بوابة البرج، لم تستمر قدماي في التحرك باتجاه وزارة الثقافة.
فقلت :إن هذا البرج يعني شيئاً بالنسبة لي ،فقد وصل إلى علمي أن صديقي راسم يعمل به – في إحدى مكاتب التنظيم – وهذه فرصة ذهبية لزيارته ولأراه عن قرب وأقضي معه بعضاً من الوقت نحاول سوياً تذكر أيام الاعتقال قبل ربع قرن حينما كنا في العشرينات من عمرنا ،والآن أشرفنا على العقد الخامس. راقت لي هذه الفكرة ،وحينها وجدتني أندفع عابراً البوابة وسائلاً أول من قابلني خارجاً :لو سمحت ،في أي طابق يقع مكتب تنظيم فتح ؟ فردّ علي :في الطابق الرابع عشر. دخلت المصعد مع الداخلين ،وحملقت عيناي في أزرة المصعد. فسأل أحدهم وكان يقف بجانبي :ماذا تريد ؟ أي دور ؟ فقلت :الرابع عشر. فقال :إن المصعد لا يصل إلى الطابق الرابع عشر، عليك بالصعود إلى الطابق الثالث عشر ، وتسير صاعداً على السلالم إلى الرابع عشر. فقلت :حسناً ،لا بأس. خرجت من المصعد واتجهت صاعداً إلى الطابق الرابع عشر ،وهنا وجدت نفسي أمام ردهة بها عدد من المقاعد منظمة بشكل مستطيل ،ويجلس عليها أربعة من الشباب ،وهذه المقاعد تفصلني عن ثلاث مقاعد من الكنب إحداها مقعد مزدوج ويجلس عليه شخص خامس باسترخاء.
بدرت مني نظرة سريعة إلى الحاضرين باحثاً عن صديقي الذي تقبع صورته في خيالي ،جعلتني نظرتي أدرك أنه ليس منهم ،وهنا قلت سائلاً أقرب شخص يجلس قريباً من مكان وقوفي.
لو سمحت ، أسأل عن شخص يدعى :راسم. فقبل أن ينطق هذا بكلمة ، وإذ بالشخص الجالس على الكنبة المزدوجة يرفع يده باتجاهي ويقول :أنا هو ،أهلاً عيسى. تقدمت بشكل دائري متخطياً الأشخاص الجالسين ، ومتقدماً نحو الشخص الذي أشار بيده، ومحملقاً في قسمات وجهه ،فإذا هو راسم بعينه. كان راسم شاباً وسيماً ربعي الجسم يميل إلى القصر أكثر منه إلى الطول ،وذا قسمات وجهٍ صارمة مبتسمة عند الحديث. أما الآن فكل شيء مختلف عدا بعض من قسمات وجهه. أقول كل شيء مختلف ،فوجهه زاد الضعف ،وأسنانه الأمامية مفقودة ،ولم يبقَ غير النابين ، أما بقية جسمه فزاد ما لا يقل عن ثلاثة أضعاف عرضاً وبطناً ،وأردافاً. فقلت :ما هذا ؟من حقي أن أخطئك من النظرة الأولى !!! من حقي ألا أعرفك لولا نبرة صوتك !!! وبسمتك التي سبقتها. ما هذا يا رجل ؟ ماذا جرى لك ؟ ماذا أنت فاعل بنفسك ؟ ما هكذا يصبح أشخاصٌ مثلنا ،لديهم تنظيم لكل شيء !!! أنظر ،ومسحت بيدي على جسمي ،لقد بقيت محافظاً على نفسي كما ترى ،متناسق الجسد والحركة. فقال :هذا إلي صار ،كيف حالك ؟ فقلت :أنا بخير ،وكل شيء على ما يرام ،العمل ،الزوجة ،الأولاد ،الكتابة. أنظر :مددت يدي إلى شنطة بلاستيكية كانت بجانبي وبها بعضٌ من الكتب – هذا ديوان شعري صدر لي ،وهذه رواية أيضاً ،وقد أخذت تصريحاً بنشرها من وزارة الإعلام. فقال :أعرفك ممتلئ نشاطاً عقلياً وحركياً ،وأشعر أنك لازلت كما أنت. فقلت :آه !!! ،الآن عرفت السبب ،لماذا لم تزرني طوال هذه المدة ،ليس تغيراً في الفكر ،بل تغيراً في الجسد. وبعد أن تبادلنا أطراف الحديث عن بعض المعارف القدامى ،وأين وصل بهم المطاف. لم أستطع أن أخفي القلق الذي أصابني مذ رأيته. فقلت مازحاً :آه كم أنت مثير للقلق !!! فقال :أنا ؟ فقلت :نعم أنت. واستطردت ،لقد أثرت قلقي حينما تأخرت عن زيارتي ،رغم أنني لم أبعد عنك كثيراً. وأثرت قلقي الآن حينما رأيتك خوفاً عليك من هذا الجلمود القابع أمامي على كرسيين وليس به إلا اللسان والبسمة والذكريات. وأثرت قلقي على نفسي ،بهذا السؤال :هل كل من يمتد به العمر ممكن أن يصبح هكذا ؟ فقال :معك حق ،لست أدري كيف تطورت الأمور معي ،ولكن لا عليك ،لست بالسوء الذي تتصور ،فأنا أمارس عملي اليومي بشكل عادي. فقلت سائلاً :هل أنت راضٍ عن نفسك. فقال :بل أنا قانع بقدري الجسدي ،ولكن ماذا نملك في هذه السن غير التجربة ،والتجربة المكثفة سياسياً واجتماعياً ولا نبخل بها على أحد سواء باللسان أو بالكتابة. فقلت :أنت كما عهدتك دائماً ،ثورة وعطاء حتى الاستقلال والحرية لوطننا.



#رمضان_عيسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسفة الفقراء وفلسفة الأغنياء
- شهر عسل جديد
- الوعي العربي والاعتقاد الخوارقي
- الماركسية وأساليب النضال الثورية
- العرب وفلسفة التراث
- ماذا وراء الطلب من الأردن تجنيس مليون فلسطيني ؟
- ما لم يقال عن حصار غزة
- آدم بين المعيار الديني والمعيار العلمي


المزيد.....




- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رمضان عيسى - صديقي دائما - قصة قصيرة