أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعيد الكحل - حوار لفائدة جريدة الصحراء المغربية .















المزيد.....

حوار لفائدة جريدة الصحراء المغربية .


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 3732 - 2012 / 5 / 19 - 18:29
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


1- كيف تعامل المغرب مع ملف الإرهاب، والأساليب التي تستعملها الخلايا في القيام بأعمال تخريبية؟
مما لا شك فيه أن أسلوب التفجير الانتحاري جديد على المغرب ولم يحدث من قبل أن لجأت إليه التنظيمات المتطرفة . لهذا سيعرف تعامل الدولة مع ملف الإرهاب تطورا نوعيا مر من مرحلتين : الأولى مرحلة الصدمة والارتباك . فالمغرب لم يشهد من قبل عمليات انتحارية بخلفية دينية ، فكانت الصدمة قوية هزت وجدان المجتمع وأربكت أجهزة الدولة التي كانت غافلة ومتغافلة عما يجري من متغيرات داخل الحقل الديني بفعل إشاعة فقه الغلو والتطرف والتحريض على القتل من طرف التنظيمات المتطرفة التي استغلت تراخي الدولة وحالة السيبة والتسيب التي عرفها هذا الحقل طيلة عقدين من الزمن ـ ثمانينيات وتسعينيات القرن العشرين ـ حيث سيطرت هذه التنظيمات على معظم المساجد ولم تعد وزارة الأوقاف تشرف سوى على 30 في المائة . وبفعل الصدمة والارتباك وغياب التجربة لدى الأجهزة الأمنية في التعامل مع ملفات الإرهاب ، فقد وقعت تجاوزات في عدد من الملفات . فضلا عن هذا أدى شح المعلومة وتكتم السلطات الأمنية عن تنوير المواطنين إلى فتح باب التأويل والإشاعة اللذين وضعا الأجهزة الأمنية في قفص الاتهام . لكن ما يغفر للأجهزة الأمنية والقضائية هو كونها كانت تشغل تحت الضغط النفسي والسياسي والأمني بحيث لم تجد الدولة بدا من اعتماد المقاربة الأمنية كخيار وحيد في انتظار أن تتكشف خيوط الإرهاب. لأن الدولة لم تكن لديها فكرة عن الشبكة الإرهابية ومخططاتها والعناصر المنخرطة فيها . إذن ، كانت الدولة مطالبة بتوفير الأمن وحماية المواطنين ؛ هذا كان هدفها الأساس الذي أملى المقاربة الأمنية التي أثبتت نجاعتها ، رغم بعض التجاوزات التي سُجلت .
المرحلة الثانية بدأت منذ التفجيرات الفاشلة سنة 2007 بسيدي مومن وحي الفرح حيث تعاملت الأجهزة الأمنية بدراية وخبرة جنبتها انتهاج الاعتقال العشوائي . بينما في حادث أركانة فقد تعاملت الأجهزة الأمنية باحترافية عالية . أما بخصوص الأساليب التي اعتمدتها الخلايا الإرهابية فعرفت بدورا تطورا نوعيا ، بحيث انتقلت من استعمال الأحزمة الناسفة عبر العمليات الانتحارية إلى العبوات الناسفة التي يتم تفجيرها عن بعد . وهذا الأسلوب اشد خطورة من العمليات الانتحارية لأن الإرهابي لا يختفي نهائيا مع الانفجار ، بل يواصل مخططه كما كان ينوي عادل العثماني مفجر مقهى اركانة . فضلا عن هذا غيرت التنظيمات الإرهابية اسلوبها باعتمادها الإرهاب الفردي أو ما بات يعرف "بالذئاب المنفردة" . وهذا اسلوب شديد الخطورة لأنه لا ينهج الأساليب التقليدية في الاستقطاب والتأطير والتدريب التي تحتاج مكانا ومجموعة من العناصر واتصالا مباشرا . كل هذه العناصر تثير الشكوك ويسهل رصدها من طرف الأجهزة الأمنية . بينما أسلوب الذئاب المنفردة يسمح بالتمويه في اللباس والحركة ولا يثير الشكوك أو الشبهات حول الشخص الإرهابي . وأمامنا نموذج عادل العثماني . ويلعب الأنترنيت دورا محوريا في هذا الأسلوب الجديد .

2- ما هي قراءتكم للتطور الأمني في مكافحة والتصدي للخلايا الإرهابية؟
استطاعت الأجهزة الأمنية أن تراكم خبرة واسعة ودراية عميقة في مجال مكافحة الإرهاب والتعامل مع العناصر الإرهابية ، مكنها من تفكيك ما يناهز مائة خلية إرهابية منذ 2003 . خلال هذه المدة أهلت ركزت الدولة جهودها على تأهيل الأجهزة الأمنية حتى تستطيع مواكبة الأساليب الإرهابية ، ومن ثم توجيه الضربات الاستباقية التي تفشل المخططات الإجرامية ، وتحمي بالتالي المواطنين من مخاطر الإرهاب . وهكذا أنشأت الدولة وحدات أمنية مختصة بتتبع أنشطة الإرهابيين وتحركاتهم على شبكة الأنترنيت .
3- كيف تعامل المغرب بعد أحداث 16 ماي، مع عملية كبح جماح التطرف، ونشر ثقافة السلم والاعتدال؟
بعد أن تجاوزت الدولة الصدمة والارتباك اللذين أحدثهما العمل الإرهابي ليلة 16 ماي 2003 ، وضعت مقاربة شمولية لا تعتمد فقط على المراقبة الأمنية ، بل تشمل المجالات الدينية ، الاجتماعية ، التربوية الخ. وهكذا انخرطت الدولة في عملية إعادة هيكلة الحقل الديني لضبطه وحمايته من اختراق العناصر المتطرفة التي استغلت من قبل حالة التسيب والفوضى فأحكمت سيطرتها على معظم مساجد المملكة ، ناهيك عن الݣاراجات التي حولها المتطرفون إلى مساجد لنشر التطرف ، فضلا عن آلاف الأطنان من الكتب التي تضم فقه التكفير والغلو والتحريض على القتل باسم الجهاد . فضلا عن هذا فتحت الدولة أوراش التنمية لمحاربة الفقر والتهميش والقضاء على أحياء الصفيح التي تستغل التنظيمات المتطرفة أوضاع الساكنة لاستقطاب الشباب إلى مشروعاتها التخريبية والإجرامية . وبالموازاة عملت الدولة على نشر ثقافة السلم وقيم التسامح والتعايش إعلاميا وتربويا وفنيا . ويمكن هنا التذكير بالكلمة التي ألقاها الوزير الأول السابق عباس الفاسي في الاجتماع رفيع المستوى حول «حوار الأديان وثقافة السلم» الذي احتضنته الأمم المتحدة في شهر نونبر 2008 جاء فيه أن المغرب وضع أهدافا محددة تتمثل في
- دعم «حوار الأديان» من خلال تقويمه اصطلاحيا ونظريا، ومن خلال تقييمه تطبيقيا عبر إحداث آلية تسمح بمتابعة مدى دعم الدول الأعضاء لمختلف الميكانيزمات التي بمقدورها خلق بنيات كفيلة بتحقيق حوار جاد ومسؤول بين الأديان؛
- تأهيل الفضاءات الأكاديمية لتكريس ثقافة الحوار. ولهذه الغاية، نقترح إنشاء شبكة بين المؤسسات التعليمية المعنية كمنبر لتفاعل بين شباب العالم وبين المثقفين ورجال الدين؛
- إغناء البرامج المدرسية بكل ما يساهم في تلقين مبادئ حوار الأديان لدى الناشئة؛
- تعزيز الدور الهام الذي تضطلع به وسائل الإعلام في نشر ثقافة التسامح وتثبيت قيم الانفتاح، مع مراعاة أهمية ملاءمة حرية الرأي والتعبير واحترام المقدسات الدينية.
4- هل تنظيم القاعدة في بلاد المغربي الإسلامي يشكل تهديدا حقيقا للمغرب؟
اعتبارا لما باتت تتوفر عليه المجموعات المسلحة التي تشكل فرع القاعدة بالمغرب الإسلامي أو المنشقة عنه من خبرات قتالية ودراية دقيقة بتضاريس منطقة شاسعة تفوق مساحتها ثمانية مليون كلم مربع ، فضلا عن أسلحة متطورة حصلت عليها من مخازن وميليشيات القذافي ، والتي كان لها تأثير مباشر على حسم الصراع في شمال مالي لصالح التحالف الذي ضم الحركات الأزوادية وفرع القاعدة ؛ يضاف إلى هذا الأموال المتحصلة من خطف الرهائن والتي تجاوزت المائتي مليون دولار في بضع سنوات ناهيك عن ما يجنيه الإرهابيون من إتاوات مفروضة على تجار المخدرات ؛ كل هذا يجعل خطر الإرهاب يزداد ، خصوصا بعد الإعلان عن قيام دويلة في شمال مالي والتي ستكون إمارة خاضعة لسيطرة الإرهابيين. ولعل اكتشاف مخابئ الأسلحة التي أدخلتها خلية أمغالا إلى الأراضي المغربي عبر الحدود الجنوبية ، كان بمثابة الإنذار الأخير بأن فرع القاعدة غيّر من خططه ويُعِد لمواجهة مسلحة مفتوحة ضد المغرب لا تقتصر على تفجير الأحزمة والعبوات الناسفة ، بل تكوين ميلشيات مسلحة وعلى أعلى مستوى من التدريب والمراس . فقد بدأت المخاوف تساور المسئولين المغاربة من احتمال أن يجند فرع القاعدة المهاجرين الأفارقة للقيام بأعمال إرهابية داخل المغرب . كما تدل التحقيقات الأمنية مع أفراد الشبكة الإرهابية "حركة المجاهدين في المغرب" أن هذه الأخير على ارتباط قوي بخلية بلعيرج وخلايا إرهابية أخرى لهم مخططات خطيرة لزعزعة استقرار المغرب وأمنه . ونوعية الأسلحة التي تم حجزها ، وهي اسلحة حربية ، تدل على الأبعاد الخطيرة لمخططات الإرهابيين .



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ستضع الحكومة -الإسلامية- حدا لشرعنة الاغتصاب ؟
- حوار لفائدة يومية الصباح
- ملف حول المرأة
- حزب العدالة والتنمية من معارضة الحكومة إلى رئاستها .
- ثورة تأكل الثورة والتاريخ والمستقبل
- حوار لفائدة جريدة الصباح المغربية
- حوار مع شيخ متطرف (9)
- حوار مع شيخ متطرف (8)
- سعي الأقليات إلى إقامة كيان سياسي خاص طلب للكرامة و الحرية و ...
- منذ متى كان الإسلاميون يناصرون حقوق النساء ؟ !!
- مطالب الفبرايريين وعقائد العدليين .
- مستويات الصراع السياسي في المغرب .
- حوار مع شيخ متطرف(7)
- حوار مع شيخ تكفيري (6)
- حوار مع شيخ متطرف(5)
- حوار مع شيخ تكفيري متعطش إلى الدماء(4)
- حوار مع شيخ متطرف (3)
- متى يمنع المغرب مكبرات الصوت لإذاعة الصلاة خارج المساجد ؟؟
- حوار مع شيخ تكفيري متطرف (2)
- حوار مع شيخ متطرف (1)


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعيد الكحل - حوار لفائدة جريدة الصحراء المغربية .