أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عائشة خليل - تقدم .. تأخر














المزيد.....

تقدم .. تأخر


عائشة خليل

الحوار المتمدن-العدد: 3731 - 2012 / 5 / 18 - 23:13
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


أرسلت لي صديقة مقالاً عن الموجة القادمة (الرابعة) من النسوية، والتي يتم الإعداد لها من الحين، وسوف تعقد أولى جلسات جمعيتها العمومية في نيويورك، يوم الخميس 17 مايو 2012. وقد تعرضت الكاتبة من بين ما تعرضت له في مقالها الطويل المحاولات الجادة لتخطي مساوئ الموجة النسوية الثانية، حين تم تهميش أصوات الأقليات وخاصة النساء ذوات الأصول الإفريقية، وما كان له من عواقب وخيمة على الحركة. ولذا فقد قررت الموجة الرابعة بشكل جدي اتخاذ خطوات عملية لسماع أصوات الأقليات. وهكذا اتخذن شعار: تقدم .. تأخر. والذي يدعون من خلاله أصحاب أصوات الأغلبية - العددية من ذوي الأصول الأوربية - إلي التقهقر قليلا إلى الوراء، واتخاذ مقاعد المستمعين، بينما يدعون أصحاب أصوات الأقليات إلى التقدم لإسماع أصواتهم ووجهات نظرهم للجميع بما في ذلك الأغلبية.
وقد نوهت الكاتبة عن تجربة تجمع "احتلال مونتريال" بكندا والذي أصدر إعلانا نقلت منه الكاتبة الشيء الكثير مجمله أننا لسنا مجتمعون لسماع صوت الـ 1٪ (من المعروف أن حركات "احتلال الميادين" التي اجتاحت العالم الغربي في أعقاب الربيع العربي ترفع شعار "نحن صوت الـ 99٪") فهم لا يريدون سماع الأصوات المكررة التي ملوا قراءتها في الجرائد وسماعها في الإذاعات وعلى شاشات التليفزيون، وإنما يرغبون في سماع الأصوات المقموعة، وذلك من أجل إعادة توزيع السلطة والقوة بشكل أكثر عدالة.
فأين نحن من هذا؟
قامت الثورة في مصر ومازال لدينا من الحلم والصبر (ولا أقول البلاهة والغباء) أن نفرد من الوقت والجهود ما نسمع به أصواتًا طغت على حياتنا لعقود، لنسمع تكررًا لأحاديث لا تقدم لنا جديدًا. بل أين نحن من شعارات الثورة التي هزت العالم على مدار ثمانية عشر يومًا؟ أين نحن من "عيش .. حرية .. عدالة اجتماعية"؟ إذا كنا لا نسمح للشباب بدخول البرلمان، ولا الترشح للرئاسة، ولا رؤية أحلامهم الجديدة لمصر جديدة تتحقق على أرض الواقع.
أعتقد جازمة، أن قانون العزل السياسي لا يجب أن يطال فقط من باتوا يعرفون بفلول النظام السابق، وإنما يجب أن يطبق على كل الأجيال الأكبر سنًا، فلقد سئمنا حكمة الشيوخ التي أودت بنا إلى هذا المستنقع، وآن لنا أن نستمع إلى الشباب، وأحلامهم، وآمالهم. فعلى كبار السن أن يمتنعوا فالحكمة التي يتمتعون بها لا تصلح لعالم اليوم، الذي لا يعرفون عنه ولا عن تقنياته، ولا أساليبه، ولا وسائله الكثير.
ولعل من أسخف ما سمعناه في ذم هؤلاء الشباب أنهم متشرذمون، وليسوا على قلب رجل واحد، وبالتالي لا تستطيع السلطة الحاكمة الاتفاق معهم (سمعنا ذلك مثلا أثناء تشكيل الحكومة الانتقالية الأخيرة). فهؤلاء الشباب أبناء وبنات جيل ما بعد الحداثة الذي يحيا على تعددية الأصوات، ولكنهم يتعاملون مع شيوخ (ما قبل) الحداثة، فأنى لهم أن يتفاهموا؟ ولذا فقد تفتق ذهن السلطة التنفيذية على استبعادهم بالكلية، وكأن فعل الاستبعاد هو إلغاء لهم من الخريطة السياسية. ومن المؤسف ألا يفطن المحللون السياسيون لهذه الحقيقة البسيطة ويتشدقون عوضًا عن ذلك بعجز السلطة عن الوقوف على زعيم للثورة. مع أن أفقية الثورة بادية للعيان، وتشبع شبابها بمفاهيم ما بعد الحداثة لا تحتاج إلى خبراء كي يقرؤوها. ولكنها الأنماط القديمة التي لا تعرف ما الحداثة، وما بعدها.
وأخشى أن ما نقوم به الآن ما هو إلا إيقاف لعجلة التاريخ، وتكرار للأخطاء السابقة، بدعوى كثيرة مثل الأمن والاستقرار، بل وحتى الاقتصاد. وهي ذات الدعوى التي كررها الرئيس السابق على مسامعنا لعقود، فكان دائمًا هو مرشح الاستقرار.
فهل قامت الثورة لكي يتقدم الفكر السائد أم لتتغير التوجهات ويتقدم الفكر الشبابي الثوري الجديد؟ ولقد أثبت الشباب قدرتهم على العمل، والتنظيم، والريادة، بل وحتى علي التضحيات، فكم شهيد وجريح من بينهم؟ وهذه مؤهلات تؤهلهم في نظري لتسلم الريادة، فإن كانت تنقصهم الخبرة فسيكتسبونها، وإن كانت تنقصهم الحنكة فسيتعلمونها؛ والمهم أنهم يمتلكون الرؤية والحلم ..
أود لو أرى هذا الشعار "تقدم .. تأخر" معمولا به في مصرنا الحبيبة، فسيكون هذا بالفعل الانتصار الحقيقي للثورة.



#عائشة_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأنيث الفقر
- الإسكات
- المرأة المصرية وصياغة الدستور
- النساء والانتخابات
- حواء والتاريخ النسائي
- اللغة والحط من شأن الأنثى والأنوثة والأنثوي في الثقافة المعا ...
- عمل المرأة ليس ترفًا
- برنامج -دائرة الستة أشخاص-: للحد من العنف المجتمعي
- عفت عبدالكريم والرسائل الملتبسة في مسرحية مدرسة المشاعبين
- الإعلان وتكريس المفاهيم التقليدية
- النظام الأبوي والدولة الجديدة


المزيد.....




- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عائشة خليل - تقدم .. تأخر