أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسلام احمد - المناظرة الرئاسية














المزيد.....

المناظرة الرئاسية


اسلام احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3729 - 2012 / 5 / 16 - 00:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تستمد المناظرة الرئاسية التي عقدت بين مرشحي الرئاسة (عمرو موسى وأبو الفتوح) أهميتها من كونها المرة الأولى في تاريخ مصر التي تجري فيها مناظرة بهذا الشكل , صحيح أن التاريخ المصري عرف مناظرات فكرية وأخرى سياسية ولكن لم يحدث يوما أن شاهدنا مناظرة بين مرشحين للرئاسة إذ كان الحكام على مدار التاريخ المصري يفرضون فرضا أو يجيئون بمصادفة الأقدار بعيدا عن إرادة الشعب المصري

لذا فقد حرصت على متابعة المناظرة بشغف ولي عليها عدة ملاحظات :

أولا احتراما للشعب المصري فقد كان يتعين أن تبدأ المناظرة في موعدها المعلن الساعة 7 ونصف لا أن نجلس لننتظر ساعتين إعلانات قبل البدء ولكن يبدو أن المادية طغت على كل الحسابات! , كما ساءني طول وقت المناظرة التي امتدت لما يقرب من خمس ساعات على عكس ما يحدث في الدول الديمقراطية التي لا يزيد وقت المناظرات فيها عن ساعتين

ثانيا تم اختيار هذين المرشحين بالذات بدعوى أنهما الأوفر حظا وفق استطلاعات الرأي , وهي في اعتقادي حقيقة كنت قد تنبأت بها من قبل إذ كتبت :"بعد استبعاد المرشحين العشرة للرئاسة فقد باتت المنافسة الحقيقية محصورة بين كل من عمرو موسى والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح" , والواقع أن المناظرة بشكلها هذا تعكس الى حد كبير حجم التجريف السياسي الذي تم في عصر مبارك إذ قام بالقضاء على الكوادر السياسية بحيث لم يبق سوى ثنائية الحزب الوطني/الإخوان

ثالثا لاحظت من خلال الأسئلة التي قام مقدمو المناظرة بتوجيهها أنها تستهدف في الأساس إشعال المناظرة بالوقيعة بين المتنافسين بهدف الإثارة الإعلامية بدلا من التركيز على برامج كل منهما وخططهما لعلاج قضايا مهمة وبالتالي كانت النتيجة أن المناظرة انتهت ولم يطلع الشعب المصري بشكل واضح على برامج المرشحين

رابعا جاءت المناظرة لتؤكد رأيي في عمرو موسى فهو رجل دبلوماسي محنك يجيد الكذب والمناورة , متعجرف الى حد كبير ولديه احساس بتضخم شديد للذات وهو ما بدا من استعماله كلمة (أنا) أكثر من مرة بطريقة مستفزة

وبينما بدا الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح هادئا ومتواضعا وصادقا في كلامه فقد بدا عمرو موسى عصبيا خاصة كلما توجه الحديث عن علاقته بنظام مبارك التي أنكرها بالكذب والتضليل محاولا تصوير نفسه كمعارض للنظام السابق

والحقيقة أن عمرو موسى لم يكن يوما معارضا لنظام مبارك فقد ظل وزيرا لخارجيته لمدة عشر سنوات كاملة , وحتى لما تم نقله ليشغل منصب أمين عام جامعة الدول العربية كان بدعم من مبارك تنفيذا لسياسته داخل الجامعة ولعل أبرز دليل على ذلك ان مبارك كان ينتوي تجديد فترة ولاية عمرو موسى للجامعة العربية في الوقت الذي أعلن فيه عمرو موسى تأييده للرئيس مبارك في انتخابات 2011! , وبالتالي يسوغ لنا وصف ما يفعله عمرو موسى من ادعاء الثورية بالكذب والدجل السياسي الذي لن ينطلي على أحد

أشد ما لفت انتباهي هو ضيق صدر عمرو موسى لتقبل النقد , الأمر الذي يعطي انطباعا بكيف سيتعامل مع معارضيه السياسيين إن وصل للرئاسة؟

وقد بدا واضحا أن خطاب عمرو موسى موجه الى الأغلبية الصامتة من المصريين , الغير مسيسية , بالإضافة إلى أتباع النظام السابق من رجال المال والأعمال والعسكريين فقد حاول أن يسوق نفسه باعتباره رجل الدولة صاحب الخبرة السياسية الكبيرة الذي سيعيد الى مصر الأمن والاستقرار بينما كان خطاب أبو الفتوح موجها في الأساس الى القوى الثورية والإسلامية بما فيها الأكثر تشددا التي حرص على عدم خسارتها خاصة بعد أن أعلنت الدعوة السلفية وحزبها النور تأييده

غير أن الأمر لم يخل من تحفظات على الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح فقد انساق الى محاولة النيل من منافسه بدلا من أن يعرض لنا برنامجه بشكل واضح ويشرح لنا خططه للنهوض بمصر في الصحة والتعليم والصناعة والزراعة فضلا عن سياسته الخارجية في التعامل مع ملفات مهمة , إنما كل ما قدمه مجرد كلام عام دون تفاصيل
وقد كنت أتمنى من الدكتور أبو الفتوح حين سئل عن شكل الدولة التي تفضلها أن يجيب دولة مدنية أو على الأقل دولة مدنية ذات مرجعية دينية بدلا من اجابته الفضفاضة (دولة ديمقراطية مستقلة) فلا أعرف دولة اسمها ديمقراطية , إنما هناك دولة مدنية ونظام ديمقراطي

والحقيقة أن موقف أبو الفتوح الحريص على إرضاء القوى المتشددة أفقده بعض القوى المدنية التي كانت قد التفت حوله إذ تحول كثير من شباب الثورة بعد المناظرة من تأييد أبو الفتوح الى حمدين صباحي , ومع ذلك فما زلت أرى أن الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح هو المرشح الأنسب ذلك أن المنافسة الحقيقية كما أسلفت صارت محصورة بين عمرو موسى وأبو الفتوح الأمر الذي يفرض على جميع قوى الثورة التوحد خلفه منعا لتفتيت الأصوات الذي سيصب حتما في صالح مرشح النظام السابق , علما بأن نسبة كبيرة من الناس قد ضجت من الثورة بعد أن حملها المجلس العسكري مسئولية الفوضي السائدة وبالتالي تتوقى إلى عودة الاستقرار المزعوم الذي يروجه عمرو موسى

كما أن أبو الفتوح يعد الوحيد بين المرشحين المنتمين للثورة الذي استطاع أن يحظي بتوافق من جانب الإسلاميين والليبراليين على السواء فضلا عن تمتعه بصفات شخصية رائعة تؤهله للمنصب وكما هو معلوم أن المرحلة الراهنة التي تمر بها مصر تشهد استقطاب سياسي يشكل أكبر الخطر على الثورة وبالتالي فمن مصلحة الجميع انتخاب مرشح يحظي بحد أدني من التوافق كي يقوم بلم الشمل وقيادة البلاد إلى بر الأمان



#اسلام_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مأزق الاخوان المسلمين
- انتخابات الرئاسة
- عودة الى مسألة الدستور
- إعادة هيكلة وزارة الداخلية
- الثورة والفوضى
- الشرعية الثورية والشرعية الدستورية
- لا رئيس قبل وضع الدستور
- أحداث استاد بورسعيد
- مذكرات شاب ثائر يوم ٢٥ يناير
- هل ثمة صفقة بين المجلس العسكري والإخوان؟
- أسباب فوز الإسلاميين
- أحداث مجلس الوزراء ومسار المرحلة الانتقالية
- عن الظلم في مصر ٢
- الدرس الانتخابي
- الموجة الثانية للثورة
- الموقف من وثيقة السلمي
- الانتخابات البرلمانية
- أحداث ماسبيرو
- حول العلاقة بين مصر واسرائيل
- التعليم في مصر


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- يروي ما رآه لحظة طعنه وما دار بذهنه وسط ...
- مصر.. سجال علاء مبارك ومصطفى بكري حول الاستيلاء على 75 طن ذه ...
- ابنة صدام حسين تنشر فيديو من زيارة لوالدها بذكرى -انتصار- ال ...
- -وول ستريت جورنال-: الأمريكيون يرمون نحو 68 مليون دولار في ا ...
- الثلوج تتساقط على مرتفعات صربيا والبوسنة
- محكمة تونسية تصدر حكمها على صحفي بارز (صورة)
- -بوليتيكو-: كبار ضباط الجيش الأوكراني يعتقدون أن الجبهة قد ت ...
- متطور وخفيف الوزن.. هواوي تكشف عن أحد أفضل الحواسب (فيديو)
- رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية -لا يعرف- من يقصف محطة زا ...
- أردوغان يحاول استعادة صورة المدافع عن الفلسطينيين


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسلام احمد - المناظرة الرئاسية