أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمودي جمال الدين - الاسلاميون وبدعة الحركه التصحيحيه















المزيد.....

الاسلاميون وبدعة الحركه التصحيحيه


حمودي جمال الدين

الحوار المتمدن-العدد: 3728 - 2012 / 5 / 15 - 21:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الإسلاميون وبدعة الحركة التصحيحية
لم يختلف الواقع السياسي الذي يعيشه العراق ألان في نظري ونظر الكثير من الاخوه , عن ذلك الواقع المرير والمريض الذي عشناه أيام معسكر رفحاء الحدودي, حيث تتشابه الصور وتتداخل الإحداث وتتشابك مع بعضها, لتعطينا مشهدا منسجما ومتوافقا مع كثير من أجزائه وقسماته, التي نرى الكثير يتكرر منها على واجهة الاحداث السياسية العراقية الحالية .
وانأ إذ انطلق من وجهة نظري الخاصة والمحايدة, دون تحيز لهذه الفئة أو تلك, لكوني عشت فترة محدودة في هذا المعسكر مستقلا ولا زلت كما انا, لهذا ارجوا إن لا يؤاخذني البعض من الاخوه الذين عاشوا معنا تلك الفترة ويعتبروني ناقما ومتحاملا عليهم وعلى أحزابهم وإنني سوداوي بنظرتي التي اطرحها في هذا( الفصل من حكايتي التي تتلاقح) فانا لا ابغي سوى سرد الاحداث التي رافقتنا تلك الفترة كما أراها, وقد أصيب فيها أو اخطأ, وما هي إلا أضافه ورفد لكل ماقيل وكتب عن تلك الفترة من عمر العراقيين في المنفى.
اتسم العمل السياسي داخل المعسكر بالتشنج والحدية ,ومحاولة بعض الأحزاب فرض وجودها وإرادتها باالهيمنه والتسلط, بغية التفرد بالعمل السياسي لوحدها, وعدم فسح المجال للآخرين بحرية العمل, علما ان المعسكر يضم في جنباته الكثير من الأحزاب والحركات والشخصيات المستقلة, التي لها مريديها واتباعها واصدقائها, و التي انحدرت من رحم ألانتفاضه, والتي ذكرناها ولعدة مرات في تحليلاتنا السابقة, ان انتفاضة الشعب العراقي في آذار, لم تكن وليدة طائفة أو حزب أو حركة أو تيار معين, وإنما كانت انتفاضة عفويه تلقائية اشتركت فيها كل أطياف الشعب العراقي, أحزابا وحركات وقوميات واثنيات وطوائف, فلم تكن حكرا على جهة أو فئة محدده دون غيرها , وكان من الطبيعي إن يضم هذا المعسكر نزوح كل الأطياف بجميع تلاوينها واشكالها ,لكون الجميع تعرض للضغط والملاحقة من قبل النظام وأزلامه فاختاروا هذا الملاذ لكونه يتمتع بالأمن والأمان والابتعاد عن ترصد وعيون النظام .
ومن المؤسف ان تضحى وتستغل بعض المنابر ومكبرات الصوت ,في المنتديات والملتقيات الادبيه وحتى المساجد , إلى أبواق ومنابر للأحزاب الكبيرة , حيث كانت تبث دعايتها وإعلاناتها أو هجومها المضاد ومنابذتها بسب وبلا سب لبعض الأحزاب والشيوخ أو الشخصيات التي لاتنسجم مع أفكارها وتطلعاتها , وكان أي عمل ومبادرة ذاتيه يراد منها خير وفائدة لساكني المعسكر دون ان تحضي رضا وموافقة تلك الأحزاب, ستلاقي المعارضة والشجب وربما التهديد ان لم تستجب لرفضها من قبل هذه الأحزاب .
وقد فاجأتنا مكبراتهم ومن احد الملتقيات الليلية, وهي تزمجر وتصدح بأعلى صوتها وبكلمات نابيه مخدشه متوعده(( ان انزعوا رتبكم يامن تلطخت أياديكم بدماء أبناء شعبنا ليس مكانكم هنا ))وهم يعلمون علم اليقين إننا كنا معهم في خندق واحد ,نقاتل أزلام النظام وقواته طيلة أيام ألانتفاضه و نلاقي نفس المصير الذي يلاقوه, وكانت عقوبتنا اشد وامضا لو سنحت للنظام إلقاء القبض علينا ,وما لجؤنا إلى هذا المعسكر إلا لنفس السبب الذي أتى بهم اليه, فنحن وإياهم كنا ولازلنا على متن قارب واحد يستوي فيه مصيرنا جميعا .
فلم العداء والحقد الذي يضمروه لنا ..؟؟ ونحن لاننافسهم بشيء يحسدون عليه في هذا السجن الكئيب النائي الذي يكتنفنا سوية .
ولكوني بين أهلي وعزوتي وأبناء مدينتي وعشيرتي, اقترحت على شبابها يوما, ان نمارس فعاليات والعاب رياضيه يوميه مساء, لكي نقتل الملل والترهل والخمول والكسل الذي أصابنا جراء انعدام الحركة والعمل, فضلا عن ان هذه الفعاليات تتخللها أناشيد وأهازيج وطنيه اثناء تأديتها ,وهي بالتالي تشدنا إلى وطننا وتبقي روح الثورة وجذوة ألانتفاضه متأصلة عامرة ودائمة في نفوسنا ,و حتى لا يصيبها الخمود والنسيان.
لقد لاقى هذا الاقتراح التأيد والقبول والاستجابة من لدن جميع أبناء منطقتي, ورحبوا بالفكرة وكانوا على استعداد والتهيؤ لها .
وفي اليوم التالي مساء, دخل على خيمتي شابان عرّفا نفسيهما لي, إنهما من احد الأحزاب الاسلاميه الكبيرة في المعسكر, وإنهم يحملون لي رسالة من قيادتهم( ان ابتعد عن تنفيذ هذه الفكرة التي طرحتها لشباب المنطقة لكونهم كما استرسلو يعرفون توجهاتي وميولي السابقة
وإنهم لن يسمحوا لأي كان بالعمل أو النشاط السياسي والرياضي الذي يعرفون ما يقصد من ورائه )وتضمنت الرسالة التهديد والوعيد المعلن( ان لم تحيد عن هذه ستلاقي ما لا تحمد عقباه).
نقلت الرساله كما هي إلى كل شبابنا وأهلنا فامتعضوا كثيرا منها, وثارت ثائرتهم, إلا إنني تداركت الموقف بالتهدئة, ولكي أجنب أهلنا والمعسكر الفتنه ولكي لاننزلق بمناوشات وتجاذبات جانبيه قد لاتحسن عواقبها عمدت على إلغاء الفكرة من الأساس.
اما مسلسل الحرائق الذي انتاب المعسكر, والذي أطلق عليه الاخوه الإسلاميون(الحركة التصحيحية لانتفاضة شعبان التحررية)فقد أشبعت كتابة وتحليلا وكل يدل بدلوه حسب وجهة نظره دون التوصل إلى رأي وتفسير واحد متفق عليه. إلا انها على العموم وبكل المقاييس كانت وكسه مخجله وبصمة شنيعة ومقرفه على جبين من اقترفها, لوحشيتها وهمجيتها وقساوتها ,حيث افتقدت إلى الأخلاق والمروءة والرحمة والغيرة والى أي من الصفات والمحاسن الانسانيه الاخرى.
وإلا ماذا يعني الهجوم على الخيم الامنه والتي تحتضن الأطفال والنساء والشيوخ و إحراقها فوق رؤوسهم دون رحمة وشفقة وخشوع ؟ أو الإمعان في حرق مضايف الشيوخ والضباط وإتلاف محتوياتها ,وقد استخدمت في المظاهرات والمداهمات السيوف والقامات والسكاكين من قبل الموتورين والأشقياء, حيث تفننوا وبرعوا في صناعتها من أوتاد الخيم واضلاعها ,عند تسخينها بالنار وطرقها وتحويلها حسب الطلب , وهذه أول مره تظهر هذه الاسلحه للعلن وهي تشمخ بلمعانها وبريقها و تلوح وبلا خجل وحياء في وجوه المستنكرين والمتفرجين الناقمين بغضب على هذا السلوك الهجين والإجرامي الجبان, الذي يقترفوه هؤلاء النشاز بحق الناس الأبرياء شركاء الأمس ومجاهديه الذين اعطو التضحيات لهذا الوطن في وثبتهم الظافرة ,
عندها تدخل الحرس السعودي بالقوة وأنقذ الناس والعوائل من براثن هؤلاء العتاة ناكري العشرة والجميل, وكانت حصيلتها انشقاق المعسكر إلى نصفين أو إلى فريقين متخاصمين, احدهما يكن للآخر الشحناء والبغضاء, بدل ذلك التوحد والتكاتف والتآزر الذي اضطلعت به ألانتفاضه ضد عدو مشترك واحد.
فهل يعتبر هذا الفعل الأخرق المتحامي والمتغطرس تصحيحا لحركه أو مسار سياسي خاطئ ؟؟أم هو فتنة طائشة وانقلاب على شركاء كانوا عضدا ومساندة لطريق الثورة والنضال بغية تحرير العراق من ظلم حكامه؟؟ .
فالكل يعي ان التصحيح يأتي من داخل الأحزاب, لغرض تشذيب فصائلها وهياكلها من الطفيليات والأدران التي علقت والتصقت فيها إثناء مسيرتها النضالية,’ وهو ما عرّفت به الأحزاب اليسارية خصوصا وفي مقولتها (الحزب يقوى بتطهير نفسه )لكونه بمثابة دواء علاجي ناجع ومثمر يخلصها من الطفيليين المتذبذبين والمرتزقة الوصوليين, الذين ينتمون للأحزاب الثورية لإرضاء طموحهم ونزواتهم واغراضهم الذاتية أو لغرض الترف واللهو ,ولهذا الإجراء مدلولاته وصحته واتساقه ,مع طبيعة وخصائص العمل الثوري الذي يتطلب بالرفيق أو العنصر التضحية والنضال والشجاعة والإقدام والتنفيذ دون نقاش أو تلكؤ وتذبذب, وكل ذلك لاينسجم أو يتماشى مع مسيرة الحزب وطبيعة عمله, لكونه يسبب له التباطؤ والتعثر والإحجام في تحقيق أهدافه وستراتيجيته, لهذا يستوجب بين الفينة والأخرى ان يتخذ لنفسه محطات استراحة يعيد قراءة مجمل نشاطه و مسيرته للفترة السابقة, وهذا تصحيح ضمن حدود الحزب ونطاق هيكله.
على ان لا يتعداه إلى الاعتداء على بقية الأحزاب والكتل التي تطلبت المرحلة الائتلاف والتحالف معها, وإلا تحول هذا الاعتداء إلى تعدي على حدود الآخرين واستقلاليتهم لكونه يعد انقلابا وتنكرا لبنود الاتفاقيات والمعاهدات المبرمة بين الأحزاب حتى وان كانت ضمنيه أو دون توثيق مكتوب.
لقد عاثت اللجان الامنيه التي شكلتها الأحزاب السياسية الكبيرة داخل المعسكر بالناس فسادا وتنكيلا وتعذيبا, بحجة الاتهامات التي توجهها للأشخاص, من أنهم منتمين إلى استخبارات النظام أو إن النظام له عيونه ومرتزقته التي تلاحقنا إلى هنا ,وقد أدى ذلك في بعض الأحيان إلى موت الأشخاص تحت التعذيب, وبمرور الزمن كشف الغطاء عن بعض من تلك الجرائم البشعة.
ولكن مع كل السلبيات التي ذكرت ,سيبقى سجن رفحاء نقطة مضيئة ساطعة في ليل العراق الدامس أيام حقبته ألصداميه, وسيحكي للأجيال اللاحقة قصة شعب العراق وتضحياته في مقاومته للذل والاستكانة والخنوع ,وسيعطي درسا بليغا ومؤثرا للآخرين المتنمرين والناكرين لحقوق سكانه,في تلبية ابسط متطلباتهم ومساواتهم بأقرانهم من السجناء السياسيين, وهو ليس منة وتفضلا من حكام اليوم عندما يردوا الجميل لهذه الشريحة المناضلة والمجاهدة التي لولاها لما صعدت هذه الرؤوس على دفة السلطة والدولة.
حمودي جمال الدين





#حمودي_جمال_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراقيون كانو هنا
- الي بحزته طلي يمعمع..!!
- احتمالات مؤتمر السأم والغثيان...!!!
- مجلس النواب....الحلقه الاضعف في مؤسسات الدوله العراقيه
- ان لم تستحي ...افعل ما تشاء
- اما كفاكم استهانة واستخافا بعقول العراقين....؟؟؟؟
- الحزب الشيوعي العراقي...مواقف وآراء
- مبروك...عودة الفرع الى الاصل.....!!!
- الازدواجيه في تحديد ماهية وجنسية الدوله العراقيه الحاليه
- لا...لمؤتمر الاملاءآت العربي
- في ذكرى الربيع العراقي
- الملائكه هي من شاركت بالتصويت لصالح مصفحاتهم ...!!!!
- المساومات الرخيصه
- بازار المناصب...!!!
- ودّعْ البزون شحمه....!!!
- يخوطون بصف الاستكان.....!!!
- الاسلاميون وشرعنة الفساد
- تهيؤآت وهلوسات منتفض
- نكته امنيه
- الانتهازيه معول للهدم والتخريب


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمودي جمال الدين - الاسلاميون وبدعة الحركه التصحيحيه