أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - معمر فيصل خولي - في ذكرى استمرار النكبة: دوافع اعتراف تركيا بالكيان الصهيوني















المزيد.....

في ذكرى استمرار النكبة: دوافع اعتراف تركيا بالكيان الصهيوني


معمر فيصل خولي

الحوار المتمدن-العدد: 3728 - 2012 / 5 / 15 - 02:05
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


في ذكرى استمرار النكبة:
دوافع اعتراف تركيا بالكيان الصهيوني
كانت تركيا من ضمن الدول في الجمعية العامة للأمم المتحدة التي صوتت ضد إصدار القرار رقم 181 في 29 تشرين الثاني عام 1947م، والقاضي بتقسيم فلسطين إلى دولتين، الأولى عربية والثانية يهودية. وجاء السلوك التركي منسجماً مع نظيره العربي الرافض له، الذي أعرب عن ترحيبه بالموقف التركي، حيث أرسل شكري القوتلي رئيس جمهورية سورية الأسبق برقية شكر إلى نظيره التركي الأسبق "عصمت اينونو"، علماً أن علاقات الدولتين لم تكن ودية، وأظهرت الصحافة العربية نفس الترحيب. في حين جاء متناقضاً مع السلوك الأمريكي والسوفييتي اللتين صوتتا لصالح القرار. وفي 15 أيار 1948م، أعلن رئيس اللجنة التنفيذية للوكالة اليهودية "ديفيد بن جوريون"(1886م-1973)، من مبنى بلدية مدينة القدس المحتلة قيام "دولة" الكيان الصهيوني.
ولم يدم التوافق التركي العربي في القضية الفلسطينية طويلاً، إذ تم انتخاب تركيا إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، عضواً في لجنة التوفيق الفلسطينية بموجب الفقرة الثانية من قرار رقم 194 الصادر بتاريخ 11كانون الأول عام 1948م، ذلك القرار الذي صوتت تركيا معه، في حين صوتت الدول العربية (مصر، السعودية لبنان،سورية، العراق، اليمن) ضده. ولقد شكل انضمام
تركيا إلى تلك اللجنة بداية الافتراق بينها وبين الدول العربية .
ومن المهام التي كانت ملقاة على عاتق اللجنة بموجب الفقرة الثانية من القرار رقم 186 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في 14 ايار 1948م حماية الأماكن المقدسة والمواقع الدينية في فلسطين المحتلة، وإيجاد تسوية سلمية مستقبلية للوضع فيها. وكانت عضوية اللجنة بحد ذاتها تقتضي اتخاذ موقف على حساب وحدة فلسطين التاريخية، فأصبح بذلك من الممكن ابتعاد تركيا عن السياسة المنسجمة مع الدول العربية الرافضة لقرار التقسيم. وفي هذا السياق اعترفت تركيا بالكيان الصهيوني"كدولة" في 28 آذار 1949م، وبهذا الاعتراف تكون تركيا أول دولة إسلامية تعترف به. هذا الاعتراف القانوني السياسي شكل حدثاً تاريخياً مثيراً للجدل كان له تداعياته السلبية على العلاقات بين الدول العربية وتركيا، لنتساءل، ما الذي دفعها إلى الاعتراف بالكيان الصهيوني ؟ وهي الدولة التي صوتت ضد قرار تقسيم فلسطين المحتلة المشار إليه آنفاً، محاولة لفهم دوافع الاعتراف وليس لتبريره. يتصدر الإجابة على هذا السؤال رأيان: الأول، يعزو الاعتراف التركي بالكيان الصهيوني لعوامل داخلية منها : سعي النخبة العلمانية الكمالية الحاكمة في تركيا للانتقام من العرب بسبب تحالفهم مع المملكة المتحدة خلال الحرب العالمية الأولى. فكان الاعتراف مدخلها لاتخاذ بعض المواقف العدائية من الدول العربية منها على سبيل المثال ، في صيف عام 1951م، وقفت تركيا إلى جانب الدول الغربية المحتجة ضد قرار مصر منع مرور السفن الصهيونية عبر قناة السويس.ولم تتوان تركيا عن تأييد فرنسا في الجمعية العامة للأمم المتحدة حينما صوتت في 6 كانون الأول عام 1957م ضد مشروع قرار استقلال الجزائر. كما رأت النخبة العلمانية الكمالية في هزيمة الدول العربية في حرب الخامس من حزيران عام 1967م انتقاماً متأخراً لمواقف العرب فيها.
أما الرأي الثاني، يرجع اعتراف تركيا بالكيان الصهيوني إلى عوامل خارجية، ينظر لها من زاويتين ، الأولى: انتفاع تركيا بالظرف المتغير الناشىء عن هزيمة الدول العربية أمام كيان الصهيوني في حرب عام 1948م وضعفها عل تركيا تدرك بأن عقوبة الدول العربية لها غير ذات أهمية. أما الزاوية الثانية وهي الأهم، بروز الاتحاد السوفييتي كقوة عظمى مهددة لاستقرار تركيا في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية، فقبل نهاية تلك الحرب بأشهر معدودة ألغى الاتحاد السوفييتي في 19آذار 1945م معاهدة الصداقة والحياد التي كان قد أبرمها مع تركيا في 17 كانون الأول عام 1925م، واشترط لتوقيع معاهدة جديدة معها أن تقوم بإعادة إقليمي "قارص وأردهان" اللذين كان قد تخلى عنهما بموجب معاهدة الصلح مع تركيا في عام 1921م ، وطالب بالحصول على قواعد عسكرية في منطقة المضايق وتعديل معاهدة "مونترو" التي دخلت حيز التنفيذ في 9 تشرين الثاني عام 1936م، لتحدد نظام المرور عبر مضائق البحر الأسود. كما طالب أيضاً بعقد معاهدة دولية للدفاع عن البحر الأسود.

ولمواجهة " لعنة الجغرافيا" ارتبطت تركيا بجار تقليدي يهدد أمنها من الجهة الشمالية وهو الاتحاد السوفييتي ، خاصة بعد خروجه منتصراً من الحرب العالمية الثانية، وسعيه لمد مضامين قوته إلى الشرق الأوسط من ضفاف البحر المتوسط إلى الخليج العربي. وكانت تركيا كما الدولة العثمانية في الماضي، عقبة أمام التمدد الروسي فالسوفييتي. بحثت تركيا بعد الحرب العالمية الأولى عن حلفاء لها لمواجهة الاتحاد السوفييتي فكانت المملكة المتحدة وفرنسا. وبعد الحرب العالمية الثانية كانت الدولة الصاعدة هي الولايات المتحدة الأمريكية ، فمن أجل تحالف تركيا معها لضمان أمنها لابد من العبور من بوابة الاعتراف بالكيان الصهيوني.حيث ترجمت الدول الغربية هذا الاعتراف بشكل عملي، إذ قبلت تركيا بالمجلس الأوروبي في أغسطس عام 1949م، وانضمت إلى حلف الشمال الأطلسي في شباط عام 1952م، ووقعت مع دول السوق الأوروبية المشتركة معاهدة سميت بـ" معاهدة الزمالة" أو " المشاركة" في 12 أيلول عام 1963م. ويرى أنصار هذا الرأي، بأن انضمام تركيا لمنظومة الدول الغربية قد حقق لها جملة من الأهداف، منها : ضمنت تركيا بانضمامها لحلف شمال الأطلسي حمايتها من التهديدات السوفييتية، فالهدف من إنشائه هو الدفاع عن المصالح السياسية والاقتصادية للدول الأعضاء فيه، وذلك عن طريق مواجهة الاتحاد السوفييتي ، وقد حققت رغبتها في الاندماج بالعالم الغربي من خلال بناء دولة عصرية على غرار الدول الأوروبية، وفتح الطريق أمامها للدخول إلى الأسواق والمؤسسات المالية العالمية، وكسبها الدعم اللوبي الصهيوني العالمي ضد اللوبيين الأرمني واليوناني أخيراً وجدت النخبة الكمالية العلمانية الحاكمة التركية في الاعتراف بالكيان الصهيوني فرصة للعب دور ميزان القوى بين الدول العربية وذلك الكيان.


مما تقدم يمكن القول أنه لا يظهر الرأي الأول(الداخلي) تماسكه أمام الرأي الثاني(الخارجي) بشأن اعتراف تركيا بالكيان الصهيوني، لذا استبعد فرضية الانتقام من حسابات السياسة التركية حينما اعترفت بالكيان الصهيوني، فإذا كانت هذه الفرضية حاضرة بالفعل- آنذاك فلماذا صوتت تركيا- في الأساس- ضد قرار تقسيم فلسطين؟! وبالرجوع للمدة الواقعة مابين رفض قرار التقسيم في 29 تشرين الثاني عام 1947م، والاعتراف بالكيان الصهيوني 28 آذار عام 1949م، نلاحظ عدم وجود تغير نوعي على السلطة الحاكمة التركية في تلك المدة سواء في رئاسة الجمهورية أو رئاسة الوزراء، فالحزب الحاكم الذي رفض قرار التقسيم هو ذاته الذي اعترف بذلك الكيان وهو حزب الشعب الجمهوري. لذا نرى المصالح التركية السياسية والاقتصادية والأمنية هي الدافع في الاعتراف، كما أن المصالح بشقيها السياسي والاقتصادي مع الدول العربية ولا سيما النفطية منها هي التي دفعت تركيا للوقوف إلى جانب بعض القضايا العربية التي كانت مطروحة للتصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة، كتصويتها على اعتبار الحركة الصهيونية شكلا من أشكال التمييز العنصري وتصويتها ضد ضم الكيان الصهيوني لمدينة القدس والجولان المحتلين. إذن الدوافع المصلحية لتركيا وليس رغبتها في الانتقام كان الدافع للاعتراف بالكيان الصهيوني.



#معمر_فيصل_خولي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلاقات التركية الروسية على إيقاع الانتفاضة السورية


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - معمر فيصل خولي - في ذكرى استمرار النكبة: دوافع اعتراف تركيا بالكيان الصهيوني