أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الحداد - نكاح الوداع الحلال المنبوذ ج 1















المزيد.....

نكاح الوداع الحلال المنبوذ ج 1


محمد الحداد

الحوار المتمدن-العدد: 3728 - 2012 / 5 / 15 - 00:07
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



لا يمر علينا يوم في هذه الأيام إلا ونسمع بفتوى جديدة، مثل إرضاع الكبير، وتفخيذ الصغيرة، والآن فتوى جديدة قيل أن مجلس النواب المصري الجديد يناقشها ليسن قانوناَ لها، أو أن نائباَ فيه طلب تلك المناقشة، وهي عن ممارسة الزوج للجنس مع زوجته المتوفاة قبل مرور ست ساعات على موتها، ولا أعلم لم كانت ست ساعات وليس سبع أو عشر !!.
هذه الفتوى المثيرة للجدل والأخذ والرد، والتي سميت بنكاح الوداع، أي هي الممارسة الجنسية الكاملة للرجل مع زوجته بعد موتها، وهي جثة هامدة.
هذه الفتوى جعلتني أتحرى وأبحث، وليس أمامي بوطن الغربة عدا النت، فلا مكتبات بلغتي الأم، ولا مراجع أو مصادر اسلامية، عدا ما قام به البعض من نشر لكتب على الشبكة العنكبوتية، وهو بالتأكيد ليس كل ما كتب أو قيل، إن كان في الدين، أو التراث، أو أي شيء آخر يمت بصلة من قريب أو بعيد.
فهناك الكثير مما يخفيه شيوخ الإسلام عن العامة حتى لا تكرههم بدينهم و تراثهم الذي ورثوه عن آبائهم، فأكثر هؤلاء الشيوخ وآيات الله وحجج الإسلام لديهم إطلاع على التراث الإسلامي وغرائب فتاويه، وما كتب وقيل ونوقش وأفتي فيه في ماضي الزمان اعتماداَ على قراءتهم للنص القرآني وفهمهم للنص حسب زمانهم ومكانهم وعقليتهم، وقراءتهم أيضا لموروث الحديث عن الرسول بطريق صحابته عند السنة أو أهل بيته والرواة الثقات عند الشيعة.
فهؤلاء الشيوخ لا يتحدثون بغريب الفتاوي علانية كما قلنا سابقاَ حتى لا تثار عامة الجمهور، ويقع ما يحذرون منه من انقلاب الجموع الغاضبة على الشيوخ أنفسهم، أو ارتدادهم عن الدين جملة وتفصيلا.
ولكن هذا لم يمنع أن يظهر بين الحين والآخر شيخ أو معمم أو فقيه أو من يدعي ذلك ممن يشتغلون بالإسلاميات ونصوصها وتراثها، ويقوم بنشر بعضاَ من هذا الورق الأصفر على العامة، عن قناعة منهم أو عدمها، ولكن هكذا وجدوه مكتوبا بكتبهم، والتي تؤدي لتهييج العامة وثورتها، وعدم تصدقيها لما تسمع وتقرأ، بل وتنكر أن القائل يمثل الإسلام، بل التبرير الجاهز دائما بأنه إنما يمثل نفسه، ولا يمثل الإسلام و روحه، ولكن يبقى هناك البعض من المسلمين الذين يتساءلون إن كان هذا من الدين الذي يتعبدون به طوال سنين، والذي تعبد به آباءهم وأهليهم من قبل؟!!.
وبعد بحث بسيط كما قلت، وجدت أن هناك شيخ مغربي أسمه عبد الباري الزمزمي، كان سبب بداية هذه الزوبعة، حيث له فتوى مثيرة كإجابة على سؤال من سيدة طرح عليه عن طريق صحيفة الصباح كما يقول، ولكني لم أجد الفتوى الأولى له، ولكني وجدت شريطاَ له بعد العاصفة يتحدث فيه عن فتواه تلك، ويمكن الاطلاع على رأيه على الرابط التالي:
http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=zFWklBaFwc4#
وأدناه نص كلامه للذي لا يستطيع فهمه من المقطع بسبب لهجته المغربية، أو بسبب أنه لا يريد ترك المقال للاستماع لذلك الحديث، حيث يقول:
سُئلتُ منذ أيام قليلة من طرف جريدة الصباح، عن الرجل الذي يأتي زوجته بعد موتها، ففوجئت حقيقة بهذا السؤال، وسألت حينئذ الصحفية، هل في الناس من يفعل هذا الفعل، لأنه فعل شنيع ومستهجن، ولا يصدر من ذي طبع سليم و لا مزاج معتدل، لا يفعل هذا إلا من كان مختلاً، إما عقلياً أو نفسانياً.
على كل حال أنا لا أملك حق التحريم، فالفتوى لا تصنع حسب الرغبة وحسب الهوى، ولكنها حكم الله عز وجل، كما قال أبن القيم في المفتين، الفتوى توقيع عن الله، الفتوى إخبار عن حكم الله، لا يملك المفتي أن يتصرف بها بأي نوع من أنواع التصرف، لهذا لا حق لي أن أحرم هذا الفعل لمجرد رأيي، رغم شناعته وبشاعته.
كما أنني لا أملك حق الرفض والإحجام عن الجواب، لأنني حين يطرح علي السؤال، أكون مسؤولا أمام الله عز وجل أن أجيب على هذا السؤال كيفما كان، وإلا دخلت في ضعيف الحديث الذي يقول عليه الصلاة والسلام، من سُئِلَ عن علم فكتمه أُلجم يوم القيامة بلجام من نار.
لذلك لابد كان من الجواب والإخبار بالحكم الشرعي في هذه الواقعة.
وقد ذكرت في بيان مكتوب، الدليل الذي استندت اليه في هذه الواقعة، وهو أن موت المرأة لا يقطع علاقة الزوجية بزوجها، موت المرأة لا يقطع علاقة الزوجية بزوجها، فتبقى زوجته بعد الموت، يعني في الآخرة، كما كانت زوجته في الحياة الدنيا، وهذا بنص القرآن الكريم، إذ يقول في المؤمنين، الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين، ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحضرون، أي تفرحون.
ف...أدلهم سبحانه وتعالى أن يدخلوا الجنة مع أزواجهم، اللي كانوا زوجاتهم في الحياة الدنيا، اذن فهذا يعني واضح وصريح في أن العلاقة الزوجية لا تنقطع بالموت، بموت المرأة، فتبقى المرأة زوجة لزوجها.
وإذا كانت المرأة زوجة، فالزوج له الحق أن يمارس ما شاء معها، مثلا التقبيل، فهذا أمر عادي، أن الرجل يقبل زوجته بعد موتها، يعني حباً وحزناً وأسفاً، هذا أمر عادي يفعله الناس ولا حرج فيه.
كما أنه يمكنه أن يغسلها غسل الميت، وقد ذكرت في البيان المكتوب أن السيدة عائشة تقول، لو استقبلت من أمري ما استدبرت، لما غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا نسائه، يعني أنها تأسف لأن حينما مات الرسول عليه الصلاة وسلم، كانت صغيرة السن، لم تبلغ العشرين سنة، فغسله علي ومن كان معه، قد قول لو كنت آنذاك في هذا السن، يعني كانت بعد هذا بسنين تقول هذا الكلام، لما سمحت لأحد من الرجال أن يغسل النبي عليه الصلاة وسلم، ولما غسله إلا نسائه.
ومعنى هذا أن المرأة، أن المرأة تكشف عن زوجها الميت، لأنه زوجها، وكذلك الرجل يكشف عن جسد امرأته الميتة ويغسلها، هذا من حقه، باعتبار ان العلاقة الزوجية قائمة، لا تنقطع الى أن يلتقيا في الجنة كما وعد الله عز وجل عباده المؤمنين.
وهذا لا يعني، يعني أنه اذا قلنا هذا الفعل مباحاً، لا يعني أنه محمود، وأنه مقبول، يعني ممارسة الجنس على جثة المرأة لا يعني أنه فعل محمود وإن كان مباحاً.
فالمباح شيء، والفعل مقبول أو غير مقبول، هذا شيء آخر، فليس كل مباح مقبولاً ومحبوباً، لنا وقائع في الاسلام مباحات، ولكنها غير مقبولة، مثلا الثوم والبصل، كل من الثوم والبصل غذاء مفيد ونافع، ولكن الرسول عليه الصلاة وسلم ما كان يأكل الثوم والبصل، والبصل، لأن لهما رائحة منتنة، بل نهى من أكل الثوم والبصل أن يأتي الى المسجد، حتى الجماعة تسقط عنه.
اذن هذا الثوم والبصل مباح، ولكنه غير محبوب، غير مقبول، كذلك الطلاق، الطلاق مشروع، ولكنه هو في حديث، ولكنه ضعيف، على كل حال، إنما المعنى صحيح، أبغض الحلال الى الله الطلاق، فالحقيقة مصيبة تنزل بالأسرة، تشتت شمل الأسرة، ويضيع الأبناء وهكذا، ولكنه على كل حال مشروع، فهو مباح، ولكنه غير محمود وغير مقبول.
وهكذا كذلك قلت في البيان المكتوب أن النبي صلى الله عليه وسلم أؤتي بضب مشوي، وهذا من حيوان الصحراء، فلم يأكله.
فقيل له، أحرام هو؟
قال لا، ولكن لم يكن بأرض قومي فأجده، أعافه.
وهذا أمر طبيعي حتى في الناس، فكم من واحد لا يأكل مثلا الحوت، لا يأكل بعض الخضار، لا يأكل، لا يشرب الحليب ومشتقاته، لا يعني أنه يحرم ما أحل الله، ولكن الحلال ليس دائما محموداً ومقبولاً.
اذن لهذا نقول ان فعل، هذا الفعل هذا، اتيان الرجل لجثة زوجته هو أمر منبوذ وغير مقبول نهائياً، ولا يليق بإنسان سوي الطبع أن يتصرف مثل هذا التصرف، لأن حالة الموت لا تسمح بهذا أبداً، فالموت يعني يمنع الإنسان حتى من الطعام ومن الشراب حزناً على حبيبه، فكيف ينشط للممارسة الاجنجينية، ذلك اللون لا يصدر إلا ممن هو غير واعي.
ولكن على كل حال، النقد والحوار دائما مقبول، ودائما محمود، لأنه هذه الفتوى أثارت ردوداً وانتقادات، ولكن الي هو غير مقبول في النقد، هو أن يكون النقد بدون معايير، وبدون أسسه، فلا يكفي أن ننتقد الفتوى بمجرد الرأي، لا هذا لا يمكن، هذا أمر غير مقبول، هذا كذا.
الفتوى تنتقد ويرد عليها بمثلها، بنصوص الشريعة، ولهذا أنا أقول لكل من يعترض على هذه الفتوى أن يسأل من شاء من أهل العلم في العالم الإسلامي وليس في المغرب، الوسائل موجودة والاتصالات متيسرة، أن يطرح هذه الفتوى على أي أحد من علماء الإسلام، ويطلب منه الرد على هذه الفتوى، ولكن بشرط أن يكون الرد إما من القرآن أو من حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم.
لأنني أعلم أن من الفقهاء من يقول إن علاقة المرأة بزوجها تنقطع بالموت، وهذا كما قلنا غير صحيح، لأن القرآن يرد هذا، فإذا جاء أحد من هؤلاء المنتقدين والمعترضين، جاءنا بدليل من القرآن أو من سنة النبي صلى الله عليه وسلم يرد هذه الفتوى، فطبعاً الرجوع الى الحق فضيلة إذا تبين أنني لم أكن مصيباً، فأنا لا مانع عندي من الرجوع عن ما قلت، ولكن بهذا الشرط.
الله اسأل على التوفيق والهداية.
بهذه الكلمات ينهي الشيخ المغربي رده على المنتقدين لفتواه.
وهذا معناه أننا مهما اعترضنا وانتقدنا، فإن الشيخ لن يتراجع عن فتواه تلك دون فتوى مضادة من شيخ مثله تعتمد على نص قرآني أو حديث نبوي صحيح.
وحتى يحين ذلك الوقت الذي ينبري شيخ مثله للرد، نبقى نحن المعترضين نصرخ في آذانٍ صماء.
نلتقي قريبا في الجزء الثاني.

محمد الحداد
14 . 05 . 2012



#محمد_الحداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشرف ليس بالجسد فقط
- أنت وذاتك الملكية الى الجحيم
- قراءة في طبائع الاستبداد ج 16
- قراءة في طبائع الاستبداد ج 15
- قراءة في طبائع الاستبداد ج 14
- مقالات علمية بسيطة ج 5
- مقالات علمية بسيطة ج 4
- مقالات علمية بسيطة ج 3
- دمقرطة وعصرنة الاسلام ج 2
- النساء ليس جمع امرأة
- قتل القذافي وابنه المعتصم جريمة حرب
- دمقرطة و عصرنة الإسلام
- الحوار المتمدن يسأل... ونحن نجيب
- أوقفوا الزيادة قبل فوات الأوان
- قراءة في طبائع الاستبداد ج 13
- 2083 ج 7
- لورنس العرب الجديد برنار هنري ليفي
- محكمة فاطمة الزهراء
- انكحوا ستة عشر امرأة
- زحل يعتذر


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الحداد - نكاح الوداع الحلال المنبوذ ج 1