أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نوري ابو رغيف - بعض من عرفتهم















المزيد.....

بعض من عرفتهم


نوري ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 3726 - 2012 / 5 / 13 - 23:01
المحور: الادب والفن
    



1- كمال سبتي

يكتبُ حذرا
وهو يجوبُ في جسدِ اللغةِ خائفاً
ربما من هزيمةٍ
أو من ماضٍ يعرفُ عنه كلَّ أخطائِهِ إلّا حزنَهُ
يعرفُ كلَّ سقطاتِهِ إلّا صرختَهُ
يعرفُ كلَّ أقنعتِهِ إلّا ملامحَ منه متعبةً
يخلعُ عنه كلَّ أرديتِهِ المستعارةِ
صلفاً أو مداراةً
افتعالاً أو حيرةً
ولكنّهُ رغمَ ذلك
لا يرى في صدرِهِ آثارَ العراكِ حولَ شرفِ الشعر


2- ستار موزان

رغم بكائِهِ المضمر
يرسمُ مدناً حزينةً تتعثّرُ بالنكتةِ
تظللُها غيمةٌ من الضحكِ سرعانَ ما تهطلُ
حين تخزُها حكايةٌ مراوغةٌ
في يومٍ ربيعيٍ
تحولت الضحكةُ إلى ابتسامةٍ مريرةٍ
تراقبني أسافرُ مرغما نحو موتي
تاركا سترتي كفنا للمقهى


3- عادل عبد الله

يتركُ في الأمكنةِ همهمةً دون ضجة
حين يتفقُ معك يزعزعُ فيك
قناعتَك برأيِك
أكلَ الطموحُ ذاكرتَهُ فتخلخلتْ رؤاه
ما وقفتْ له السحبُ المسافرةُ
وما بكى على كتفِ وطنٍ دافئ



4- حيدر ألكعبي

بين كليةِ الشريعةِ وشريفِ وحداد
تنشغل قدماهُ بالشوارعِ وأفكارُه بمسائلَ فقهيةٍ
نحنُ لا نشربُ نبيذَ العنبِ بل نبيذَ التمر رحمَ اللهُ أبا حنيفة الذي خذلَهُ المتشددون
ولو حلّقَ مالكُ فوقَ جناحِ النشوةِ لما قالَ في الخمرِ ما ذهبَ مثلا

لمْ يكنْ شهيدا
ولمْ يكنِ الضحيةَ أيضا
لذلك بعد الكأسِ الثالثة كان يُلقي بوعيِهِ دونَ اكتراث
يتحولُ إلى كتلةٍ من نسيان
كومةً من تلاشٍ تغيبُ في مساماتِ اللحظةِ
وهي تُجتثُّ من الزمنِ تاركةً فجوةً
يبحثُ في اليومِ التالي عمّا يملؤها
في ابتساماتِ الأصدقاءِ وفي سخطِهم أحياناً
فالشعرُ فجواتٌ في جسدِ الزمنِ
نملؤها بخيالٍ حاذق
ولأنّه هاجسُهُ العصيُّ
ولأنَّه يراهُ برهافةٍ
ظلَّ يهابُ الاقترابَ منه
حتى شكَّ بانتمائِهِ إليه
لعلّهُ هجرهُ الآن




5- نصيف الناصري

يانعا بعدمِ الاكتراث
كشجرةٍ تنبجسُ من فجواتِ الصخور
يكتبُ عن أشياءَ لا تلائمُهُ غالباً
ولكنَّها تمنحهُ جناحينِ للذهولِ
وتجبرُك على الحيرة
يدركُ أنَّ النساءَ قصائدُ يعتريها الجفافُ
فلا يقرؤها العطش
يدركُ أنَّ الشعرَ يتكسّرُ حين تطيرُ الجرائدُ
خفيضةً ترتطمُ بالأرصفةِ
ولكنَّ انخيدوانا
وهي ترتوي بالرُقُمِ الحديثةِ
تدركُ أنَّه عطشٌ أبديٌ
فلم تسلّمْ له أبجديتَها
لهذا قذف بها إلى غبارِ الاركيولوجيا
وواصلَ حياكةَ القصيدةِ بجرأةٍ لاهثةٍ
والأميرةُ معلقةً بأواخرِ الجملِ
مثل سلةِ وردٍ بمنقارِ طائرٍ أسطوري



6- وسام هاشم

صوتُكَ زقاقٌ يستحمُّ بحزنِهِ الكثيف
ثمَّ يجفّفُ نفسَهُ بالقليلِ من الضوءِ المخنوق
مع ذلك تستطيعُ أنْ تصوغَ بعضا من النجومِ دونَ الحاجةِ
إلى المزيدِ من الأحلام

دائما نستهينُ بالأسئلةِ حين نعثرُ على أجوبةٍ تناسبُ ما نعتقدُهُ صحيحا
تماما كما يشعرُ الرماةُ بالزهوِ وهم يسقطون حريةَ الطير
كم هو حجمُ الخيبةِ
حين تغني موتَكَ لقاتلِكَ فيظنُّك فرحا
ما هو مذاقُ الخلاصِ
حين يُبقي الجلادُ على حياتِنا معتقدا أنَّنا نسنُّ له السكاكين



7- علي عبد الحسن

للنكتةِ ما هو أكثرُ من الضحك
وللاكتئاب ما هو أكثرُ من الحزن
أحلامُهُ تشبهُ جوازَ سفرٍ قديمٍ لمْ يعدْ صالحا لاجتيازِ الحدود
غناؤهُ المخنوقُ بحنجرتِهِ
ينزُّ فوقَ تقاطيعِهِ الكالحةِ ضباباً من البؤسِ والحظِ العاثر
الهزيمةُ لديهِ شأنٌ عابر
كيف أتقنَ كلَّ هذهِ البداهةِ
كيف يقوى على صناعةِ كلَّ هذا الحزنِ في عينيِهِ وهو يشيعُ الضحكةَ
في الأمكنةِ الأليفةِ
ثمَّ سرعانَ ما يختفي مثل بارقِ الفرحِ الذي تركهُ بيننا
لنتذكرَ بعدها أنَّ الواقعَ نكتةٌ سمجةٌ
لا تردُ على لسانِهِ أبدا




8- عقيل علي

وأخيرا حلّقَ هذا الطائرُ
أكثر من خمسين وهو مهيضُ الجناحِ
يسفُّ في الحاناتِ وفي الأزقةِ
وأحاديث ِ الأيام ِ المذلة
لمْ يستطعْ حتى الشعرُ حين يضجُّ بالصدقِ
أوحين يراوغُ كلما تعلّقَ الأمرُ بالاعترافِ
أنْ يعيرَهُ جناحا يرتفعُ به أعلى من ألسنةِ الخبثاء
لا توجدُ غيمةٌ تهطلُ على الشاعرِ
في مدنٍ استعارتْ من السماءِ سكينا
لذبحِ الصعاليكِ والفقراءِ وبائعي الكحولِ والخبازين
أكيد أنَّ الكلماتِ لا تستطيع رفعَهُ أكثرَ من سمكِ جريدةٍ مهملةٍ
في موقفِ الباصِ ليلا
فالشعرُ تخلّى عن عصاه
لصالحِ السكاكينِ والعبواتِ الناسفةِ
تخلى عن غنائِهِ لفخامةِ القواميسِ المعممةِ
وثرثرةِ المحلّلين السياسيين
حينَ لمْ يعدْ بإمكانِهِ أنْ يكونَ شاعرا وخبازا وصعلوكا وسكيرا
جلسَ القرفصاء يختضُّ حزنا حتى انهار
محلقا
فوقَ وطنٍ كاذب




9- صلاح حسن

خليطٌ من الهزلِ والفكرة
رغمَ أنَّ الوقتَ يضيقُ بالإعمالِ التي ينبغي أنْ تنجز
كان يتنوعُ كحقولٍ بريةٍ
حياتُهُ بلا تشذيبٍ كغابةٍ في حكايةٍ شعبيةٍ
تسكنُها كائناتٌ صغيرةٌ جمالهُا غيرُ معقدٍ
إنما متناثرٍ فقط
متى يغمضُ عينيهِ هذا البهلوان
بينَ الحلةِ
وحسن عجمي
والجريدةِ
ونادي الكتاب
هناك متسعٌ منَ الوقتِ لكتابةِ قصيدة
ووقتٍ خاصٍّ
كنا نقضّيهِ معا مثل حلمٍ غجريٍ
او مثل سيرةٍ ذاتيةٍ لمكانٍ يعرفُ الكثيرَ
عن المأساة
في ساحةِ الطيرانِ
كنا نهرِّبُ قلقَنا في دخانِ مقلاةِ البيض
صلاح احفظ هذا
النعاسُ الهادئُ في عيونِ العمال
حيثُ
ثمة نبوءةٌ باقترابِ الفاجعة





10- حسن النواب

ما يجعل الأمرَ أكثرَ ألما أنْ تكون أنت
حتى أفترضتُ
أن الشعرَ ممكنٌ أنْ يكونَ أداةً بيدِ سوءِ الطالع
الوضوحُ يسلبُ الشاعرَ بعضَ قداستِهِ
ولكنْ يمنحه الزهوَ
على استهزاءِ الغامضين بلا سبب



11- جان دمو

القندلفت يطفئُ الشموعَ
ويخرجُ مضمخا بخطيئةِ الشعرِ
عن قميصِهِ حيثُ يضيعُ جسدُهُ
ينفضُ غبارَ اللاهوتِ كلّه
إلا نشيدَ الإنشاد
مع كلِّ سلاطةِ لسانِهِ يجدلُ ظفائرَ الحبِّ ويطلقُهُا في أزقةِ الطفولة
مع كلِّ حنكتِهِ في اقتناصِ المرارةِ
لمْ يتعلمْ درسا في المكر
حياتُهُ تَفْترضُ الأساطيرَ وموتُهُ قصائدُ هادئةٌ لوفاءٍ مفتعلٍ
الشوارعُ التي صاغَها بحذائِهِ المتهرئِ
قلائدَ من حكاياتٍ وأساورَ من حنينٍ
ستستيقظُ ذاتَ يومٍ
على وقعِ أقدامِنا يتبعُنا أطفالٌ ولدوا مقطوعينَ عن ذاكرتِنا
سوف نحكي لهم بالتأكيد
عن القندلفت السكير
الذي عاشَ شاعرا
وماتَ قديسا



12- عبد العظيم فنجان

بجعةٌ سمراءُ في خلسةٍ منَ الشعرِ
تسترقُ التأويلَ
وتقفُ وسطَ إكليلِ المعنى دونَ يقينٍ أكيدٍ بجدواه
يا شمعَ الذكريات
كنتَ تضيءُ ليلَ أماكنَ هجرَها اللهُ
كنتَ الوفرةَ حينَ غابتْ رائحةٌ للوفاءِ
وكنتَ الكثيرَ من البياضِ
حينَ ليسَ للنزاهةِ غير الظلام




13- حاكم محمد حسين

كي تبرّرَ النصَ من سقطتِهِ في شراكِ الجريمةِ
كي تنشّفَ يدَكَ ببياضِ التوبةِ
كانَ يجبُ أنْ تقيمَ صلاتَكَ الأخيرةَ
ولكنْ لا تخفْ فسوفُ نعودُ يوما
نحنُ الموتى المنسيون
لنشهدَ على براءةِ الكلمةِ وعلى خطئِها أيضا

في السابعةِ من مساءِ الأسماء
الوداعُ أكثرُ إشكاليةً منَ المأساةِ
أيَّةُ كلمةٍ ممكن أنْ تقالَ لوداعِ الذاهبِ للأعدام
دمعةٌ واحدةٌ كانت تكفي
لو بالإمكان
كانتْ ستطيرُ بحزني كيمامةٍ تجلدُ الفضاءَ بالوحشةِ
آهٍ
دمعةٌ كانت تكفي
لولا أنّها ستخدشُ وجهَ الرجولة




14- كزار حنتوش

ما حنَّ النرجسُ والليلُ يجنْ
والعمرُ يفارقهُ الدفءُ
يصطكُ السنُّ على وهنٍ بأخيهِ السنّْ
ويخونُ الليلُ رفاقْ
وصعاليكَ وعشاقْ
ما يوما فيه أساءوا الظنّْ
فعلامَ أضعنا العمرَ نبدّدُ وحشتَهُ
بالنكتةِ والقفشةِ والفنْ
والنرجسُ لاهٍ بسوانا
أتراه يحنّْ
ما شيّع بصري الاصحابْ
ما كحّلَ عيني ندى الذكرى
وليالينا السكرى
إلا بمصابْ
أهذي الدنيا قدرٌ وكتابْ
أم العابُ شياطينَ وجنْ
خذ تاجَكَ لنْ يلبسَه كفؤٌ
وتركْ قفطانَكَ سلباً للصوصِ الوقتِ
وهبْ لي إنْ شأتَ عصاكْ
فعسى بمآربيَ الاخرى وبالصمتِ
أقارعُ من كان عصاكْ
وعسى أنْ أخرجَ كفيَّ بلا سوءٍ
وفداكَ
وحاشاكْ
أصواتٌ غنتْ للسلوى والمنّْ
إنْ لمْ يكنِ الابيضُ انت فمن؟
صوتي لليلِ الخائنِ
أنَّ صبوحا سكري
وصوتُكَ
يا نرجس
يا نرجس حنْ


• هذه النصوص كتبت في ازمنة مختلفة مع نصوص اخرى عن الكثير من الاصدقاء ضاع معظمها. المقطع عن المرحوم كمال سبتي كتب في حياته.



#نوري_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شين صاد


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نوري ابو رغيف - بعض من عرفتهم