أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كمال شاهين - متى تتطور هذه البوكيمونات ؟؟؟؟















المزيد.....


متى تتطور هذه البوكيمونات ؟؟؟؟


كمال شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 1094 - 2005 / 1 / 30 - 11:16
المحور: الادب والفن
    



تعلّّم التناحة الفكرية في خمسة أيام !!

لا تشبه حالة الهجوم على مفهوم وشخصيات "المجتمع المدني" بمفرداتها, إلا شخصيات البوكيمونات العاجزة عن التطور، هكذا هي دائماً تدقق في الشكليات وتتناسى جوهر الموضوع المطروح. هذا عدا عن حالة الحساسية المرضية التي تصيب من يقارب المفهوم-أشخاصاً وفكراً وطرحاً سياسياً واجتماعياً- حيث تظهر عليه أعراض" الرشح الفكري" والغيرية الوطنية والقومية والأممية لا بل وحتى التضامن مع سكان العالم الآخر.
وهو على هذا المنوال مستعد للتضامن والدفاع عن كل قضايا العالم إلا عن قضية "المواطن السوري " الذي ما إن ينبري أحدٌ للدفاع عنه ( وعلى مستوى قضايا كبرى كالصرف الصحي في مدينة حلب مثلاً!!) حتى تقف جيوش الاستعراض للدفاع عن رفاهيته الناجزة وعن استقامته المتناهية الاستقامة ، فكأنه حقاً هو الآخر من جنس البوكيمونات التي تُربى على مقياس مسطرة ومن ثم تــُؤمر فتنفذْ.
لماذا هذا الاستغباء التاريخي للمواطن السوري؟ ولماذا هذا الإصرار على أن ينطق باسمه فقط أولئك "الاستعراضيين الشكليين"، اللذين كانوا في كل زمان ومكان مطبلين ومزمرين في الدنيا وفي الآخرة أيضاً؟!
ومرة أخرى ولا أعرف ما المناسبة هذه المرة يتنطع أحدهم للحفر مجاناً في أساسات المجتمع المدني الفكرية ، وتوزيع شهادات الوطنية والأممية على أبناء البلد .
وإذ يبدأ الكاتب هجومه من على الجبهة الفكرية ( الأشد تصلباً ) كما يقول مستشهداً بكلام الباحث محمد جمال باروت في حديثه عن الحزب الشيوعي السوري جناح خالد بكداش ، فإني بداية وقبل الخوض في الطرح الفكري له أتمنى أن يجيبني على السؤال البريء التالي :
إذا كان للحزب الشيوعي السوري جناحين فلماذا لايستطيع الطيران ؟؟
المجتمع المدني كمفهوم هيغــلي : يبين التحليل النقدي للطرح المفاهيمي الذي قدمه الكاتب انه يختزل المجتمع المدني إلى مفهوم أكثر تجريدية واختزالاً عما هو المفهوم أساساً ، ومفهوم المجتمع المدني أساساً تجريدي وأكثر تعقيداً في علاقته بالواقع من حالته النظرية .
والكاتب يختصر المفهوم إلى طرفين غائمين الأول هو الدولة والثاني المجتمع ككل واحد لايتجزأ ولا يـُفصل في تركيبته بعضه عن بعض ، الدولة التي قال عنها لينين محذراً ( إنها أكثر تعقيداً من مجرد كونها دولة ) (1 ) والمجتمع الذي يتألف من طبقات متعددة اختصرها الكاتب في العمال والبرجوازية .
إن اعتبار تطور العام من داخل الخاص وهو المفهوم الهيغلي هو أيضاً مفهوم ماركسي نقله ماركس ومن تلاه وخاصة لينين والذي بلوره في مفهوم الحزب الذي يقود التغيرات في المجتمع أو الذي يسعى - عبر استقراء المجتمع ومعرفة القوى صاحبة المصلحة الحقيقية في التغيير- إلى الثورة على هذا المجتمع وخلق المجتمع البديل والذي تنتفي فيه أشكال التسلط والهيمنة والاستغلال .
على أن تطور الخاص من داخل العام ممكن ولو أن ذلك يحدث في شروط مختلفة تحكمها عوامل تتعلق بذات العام ومدى وإمكانية انتقال العام من التعددية إلى الفردانية التي لاتعني الأنانية بل هي من محركات التطور الإنساني، وإمكانية انتقال العام إلى التعددية محكومة كذلك بمنع الشمولية من الظهور ومهما يكن ( نوع الشمولية) فلا وجود للإبداع مع الشمولية حتى لو كانت تقدمية كما يزعم الكاتب نقلاً عن غرامشي، وهذا الاستنتاج تفرضه نتائج التجارب الشمولية التي كانت تقدمية ، وقد يذكر الكاتب أن التطور التقني السوفيتي كان محكوماً بالتراجع عن مثيله الغربي وأنه لم يستطع أن يجاريه لأسباب أقل ما يقال فيها أنها ذاتية تتعلق بالبضاعة نفسها وعدم قدرتها على الدخول في المنافسة ،أما الحديث المكرور عن السلاح السوفياتي – كعّينة نقـلع بها عين المعارض - فقد ظهرت حقيقة تطوره جلية وواضحة في حرب أفغانستان ولا يعني هذا أن الرفاق السوفيات لم يكونوا متطورين عنا بملايين السنوات الضوئية .
أما اعتبار أن الملكية الخاصة هي أساس المجتمع المدني وأساس استحقاق البشر للحقوق السياسية فهذا جزء من التعبير عن مواصفات المجتمع المدني ، ولا تعني كل المجتمع المدني كما لاتعني الملكية الخاصة امتلاك المعامل والمصانع والشركات العابرة للقارات ، لأن مواصفات هكذا ملكية معروفة والنضال ضد هكذا ملكية من سمات المجتمع المدني في مراحله المختلفة .
إن جوهر المجتمع المدني يتضمن عناصراً أربعة أساسية مفتوحة المجال للتداول والإضافة والنقد والتحليل وليست تماثيل ينبغي التعبد لها وتقديسها ، وهذه العناصر هي ( الطوعية ) لا الإكراه ولا الدكتاتورية ،والثاني
( المؤسساتية ) التي تشمل مختلف أنحاء الحياة المعاصرة والتي لم تكن على عهد ماركس حتى يبت بها قطعاً ونستلم نحن من بعده الراية في تقديسها ،الأمر الذي كان سيرفضه ماركس تأكيداً، كيف لا، وهو القائل إنني لستُ ماركسياً ؟؟؟
في حين يتعلق العنصر الثالث بالجزء الذي تحدث عنه الكاتب وهو الدور الذي تقوم به هذه التنظيمات في المجتمع ككل وبالتالي ضرورة النظر إلى هذا المفهوم باعتباره جزءاً من مفاهيم أكثر اتساعاً مثل الفردية والمواطنة وغيرها من المفاهيم المستحدثة على الفكر الإنساني وهو العنصر الرابع في جملة العناصر السابقة (2)
إذا فإن المراد من المجتمع المدني ليس الالتفاف على الصراع الطبقي من خلال ما يسميه الكاتب ضمن مفاهيم المجتمع المدني بإعادة اللحمة بين الاجتماعي والسياسي أو مفهوم الطبقات السياسية ، لابل إن المجتمع المدني شكل من أشكال النضال السياسي والاجتماعي والذي لا تقتصر أشكاله على امتشاق البنادق والنزول إلى الشوارع مهما كانت الظروف غير مناسبة ،ويؤكد هذه فعل الحزب الشيوعي السوري ذاته عندما انضم إلى الجبهة الوطنية التقدمية في سوريا مطلع السبعينات الماضية والذي هو وبعيداً عن لغو الخطابات بتشكيل جبهة مضادة للإمبريالية وعائلتها غير الكريمة ، هو فعل مدني للتوحيد جهود مجموعة أحزاب لتحقيق هدف ...ما !!
من هنا فإن تعريف ماركس للمجتمع المدني لا يجانب الحقيقة كثيراً ، فالاغتراب الذي يعاني منه المواطن في المجتمع الرأسمالي هو الذي يدفعه للعمل على تجاوز هذا الاغتراب من خلال اقتراب الخاص من العام (أي من جهة خروج الطليعة إلى الشارع والمطالبة بالحقوق وليس من خلال نواب لا يقدمون ولا يؤخرون في كل أشكال العمل البرلماني )، العمل المدني هو عمل شارعي بالأساس ، عمل ينطلق من الخاص للعام ولكن لكي يستجمع العام في فعل للعام ، وهي عودة مرة أخرى إلى القول بأن المجتمع المدني ليس مضاداً للنضال الجماهيري الذي لم يكن في كل التجارب الثورية قائماً فقط على حرب العصابات والسلاح وغيره .
سيسأل الكاتب في رده على هذا الكلام : لماذا لا تسمى الأشياء بمسمياتها بدلاً من هذا الكلام ؟
المسميات التي يريد الكاتب التعامل معها تتضمن نفياً لإمكانية فعل الناس في المجتمع ، والإصرار على تحميل الطليعة أو النخبة مهمة العمل الثوري ، وخاصة مع الإصرار على (الصلابة العقائدية ) التي تعني بصريح العبارة عدم القدرة على استيعاب التغيرات التي تطال المجتمع والذي يحمل تغيراته في رحمه دائماً وهو كتلة حراك لا تستوعبها نظرية واحدة تقف عند زمن معين و ترفض الانتماء إلى العصر ، والماركسية تملك أدوات متحركة تجعل منها أداة معرفية يمكن استثمارها في فهم أكثر عقلانية ومعرفية لمجتمعاتنا إلا أن تعامل الرفاق معها يصر على جعلها كتاباً مقدساً لا يأتيه الباطل لامن أمامه ولا من .... تحته !!
ليس فعل أفراد المجتمع المدني الذي ذكرناه فعلاً نافياً للعمل السياسي لأن الأحزاب جزء منه ، هذا من جهة ، ومن جهة ثانية فإن الطواعية في حل إشكالات تنتمي للمجتمع ككل هو في الحقيقة إضعاف لدور الدولة وليس تقوية لها وذلك لأن انصراف الدولة عن العمل الاجتماعي سيقود لاقتراب الخاص من العام واحتلاله مساحات أكبر وبالتالي العودة إلى أشكال النضال السابقة.
: المجتمع المدني و البرجوازية و غرامشي
المشكلة فينا وليست في غرامشي !
الكل إذا جد الجد يستنجد بغرامشي ليقول إنه على حق ، وليقول هذا الرجل من تلك القبيلة وهو مجرِّب وخبير ، ولكن هل خطر لواحد من هؤلاء الاستنجاد بأحد من عالمه هو ، العالم الذي يكتوي بتجارب لا تنتهي ولا يتعظ منها أحد ولا يدرسها أحد ،وإن فعل تنهال عليه لعنات المثقفين وأشباههم ومن جميع الجهات ، قال غرامشي ، وقال هوبز ، ولماذا لم يقل إلياس مرقص ؟؟
هل حديث غرامشي عن الشمولية التقدمية مقبول ؟؟
الطبقة العاملة ستحكم المجتمع من خلال الحزب الذي يمثلها ،وفي المجتمع الشيوعي المزمع إنشاؤه ستنتفي الطبقية ـ هذه على الأقل ما تقوله الأدبيات الشيوعية ـ ساعتها سيسير المجتمع على هدى تطوره الذاتي ودخوله مرحلة انتفاء الغريزة الإنسانية وتحول الكائن الإنساني إلى مواصفات جديدة تحددها التربية الشيوعية .
الجميع في المجتمع الشيوعي سينال أجراً عن عمله حسب عمله ولكل حسب حاجته ، و السؤال هو : من سيحدد الأجر أو الحاجة ؟ هل توجد هيئة اجتماعية سياسية تحدد ذلك ؟ أم أننا في ذلك المجتمع سنفتح بيت مال ليغرف منه من يشاء ؟؟؟
ما أريد الوصول إليه هو أنه من الضروري وجود الهيئات التي تقود المجتمع والدولة أحد هذه الأشكال ، وإذا كانت الأدبيات الشيوعية( تمييزاً عن الماركسية ) تعتبر الدولة شكلاً قمعياً في مرحلة من المراحل ( البرجوازية ) فهذا صحيح ولكن من المطلوب دراسة دور الدولة بشكل جديد كما طلب لينين الذي أصر في محاضرته المذكورة سابقاً على إعطاء الموضوع مزيداً من البحث ، هذا من جهة ومن جهة ثانية فإن من وجود الهيئات الاجتماعية هو في شكل من الأشكال تحريك للمجتمع وحصانة له من مختلف أشكال القمع والتسلط حتى من قبل الدولة ذاتها وتجربة هيئات المجتمع المدني في أوربا الشرقية هي تجربة جديرة بالدراسة إذ انه لولا وجود المسببات لما كانت هذه الهيئات قد استطاعت العمل ولما أرادت العمل مهما كانت المغريات ، وإذا كان هنالك في المجتمع من يقبل بالمغريات فلا يعقل أن ينساق المجتمع ككل وراء مجموعة تتألــف من ...... مئة شخص أو ألف مثقف مثلاً!!
ما هو الفرق اللغوي القائم بين الهيمنة والسيطرة ؟؟هل طغيان الأكثرية بأقل شراً من طغيان الأقلية ؟؟ المطلوب ليس هيمنة ولا سيطرة ، المطلوب رؤية جديدة للمجتمع البشري تجمع في إهابها بين الفردية – والتي لا ترفضها الماركسية لذاتها بل لكونها في مراحل ما قبل المجتمع الشيوعي مصدر استغلال – والجماعية التي هي جوهر المشاعية التي نحلم بالعودة إليها .
حالياً لايمكن التكهن باقتراب البشرية من المجتمع الشيوعي ، فهل ننتظر ونتفرج على البشرية أم نتحرك وفق كل السبل المتاحة للعمل الثوري ؟
لماذا لاتكون ساحة المجتمع المدني ساحةً للعمل الثوري ولزيادة اقتراب الناس من الحزب أو الطليعة ؟؟ هل المشكلة في المصطلحات ؟ في العدد ذاته من الجريدة وفي الصفحة الأخيرة حديث عن عمل الحزب الشيوعي اليوناني على إحياء التراث اليوناني والحفاظ عليه ، أليس هذا فعلاً مدنياً أم أنه علينا الانتظار حتى الوصول إلى المجتمع الشيوعي حتى ننقب عن تراثنا مثلاً؟ أم أن هناك من يعمل في اليونان وهنا في بلدنا نكتفي بترديد الشعارات و..... التذكير بثورة أكتوبر وترديد النشيد الأممي فقط ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ لماذا يتحول الحزب الشيوعي إلى حزب تنظيري سلفي إخباري يتعامل بحنين مع الماضي وهو بذلك لا يفترق عن الإسلاميين في حنينهم إلى مجتمع البداوة العربية الإسلامية ؟؟
المجتمع المدني عربياً ومحلياً
ما هو الدور التوفيقي الذي تلعبه منظمات المجتمع المدني في العالم العربي ؟ ماهو الدور الطبقي التمريري الذي يقوم به أعضاء هذه الهيئات ؟؟
هل طالبت هذه المنظمات يوماً ما ، بأن يأكل الناس الهمبرغر بدلاً من الفلافل ؟؟ أساساً ماهي عناصر المقاومة داخل المجتمعات العربية للهجوم الغربي العولمي على العالم كله إذا كان كل من في المجتمعات العربية يعاني من الداخل قبل الخارج ،يعاني من الجوع إلى كل شيء : إلى الحوار – بتعبير الراحل الكبير سعد الله ونوس – وإلى الأمن ، وإلى الحياة ذاتها ، وإلى الإحساس بوجوده الإنساني ، فلا دور له في إي شيء ، حتى في بيته هو معرض للاغتراب الذي نتحدث عنه في الغرب ، لاحزب يعبر عما يجول في داخله ولا تنظيم ، وإلا وهذا سؤال أتمنى أن نفتحه للحوار على صفحات الجريدة : ما الذي جعل الحركات الإسلامية تنمو كالفطر في ليل المجتمعات العربية ؟؟
يختلف الدور الذي تلعبه هذه الجمعيات عن مثيلتها في مناطق أخرى من العالم وذلك لأنها احد أشكال التعبير السياسي عن حراك هذه المجتمعات بعد أن وصلت علاقة المجتمعات العربية بالأحزاب إلى طريق شبه مسدود بفضل السلطة والأحزاب ذاتها والتي لم تمتلك أدوات معرفية أو سياسية في معالجة أو استقراء أمور هذه المجتمعات ، واتجاه المجتمعات نحو التيار الديني السلفي جزء من عملية هروب جماعية نحو تعبير ما عن حالاتها اليأسية المتعددة .
أما الحديث عن العلاقة بين الإمبريالية وهذه التنظيمات فهو استعادة غير موفقة لنظرية المؤامرة التي يستخدمها البعض في مواجهة ما لايستطيعون أن يفعلوا إزاءه شيئاً ، وهي طريقة غير مجدية ومعيبة في الفكر ، أما أن هذه المنظمات يساروية فهذا في حد ذاته يطرح تساؤلين :
أولاً عن الأسباب التي دفعت هؤلاء اليسارويين للخروج من ( نعيم الحزب ) إلى ( جحيم التنظيمات المدنية المشبوهة ) فهل هذه الأحزاب لم تستطع تحمل الرأي الآخر الذي يخرج ولو قليلاً عن رأي القطيع الحزبي ؟ إذا كان الأمر كذلك فالعطل ليس في الشخصيات التي يصبح من حقها إبداء رأيها المتغاير على قاعدة الديمقراطية التي يطالب بها الجميع ومنهم الحزب الشيوعي والذي أيضاً لم يطبقها في جزء كبير من تاريخه المجيد ولا أعتقد أن ديمقراطية اللجنة المركزية تكفي إلا لتمرير مشاريع وطروحات تهم القائمين عليها فقط .
وثانياً : ألهذه الدرجة لا يعرف الرفاق السابقون أن البيت الأبيض يصرف عليهم من أموال النفط مثلاً؟ و إذا افترضنا جدلاً أن هذه الهيئات تقبض من الولايات المتحدة فأين هي الفواتير ،وهل من المسرحة تعامل السلطات العربية القمعي مع هذه الهيئات ؟ وثالثاً هل من باب عدم كشف الأسرار عدم اهتمام الولايات المتحدة بهذه الهيئات ظاهرياً ؟ أسئلة نتمنى الإجابة عليها بعيداً عن نظرية المؤامرة التي لا تقنع أحداً،فهل تعتقدون مثلاً أن شخصاً قادماً من اليسار كالدكتور عارف دليلة سيرضى بالتعامل مع الولايات المتحدة أو قبض أموال منها ؟؟ هل يعادل الرصيد البنكي لهكذا شخص رصيده الجماهيري ؟ وقس على هذا الاسم أسماء أخرى .
من يصدق الولايات المتحدة في العالم ؟ لا أحد ، بالتالي وهذا من نافلة القول لايمكن ربط – وأي ربط !! – هذه الهيئات معها ، ألم يستمع الرفاق إلى ما قاله أغلب رجالات السياسة العربية في هذه الهيئات ؟؟
هل وجد الرفاق أن أعضاء هذه الهيئات هم من وكلاء الشركات الغربية أم من المثقفين الذين خرجوا من ثوب الحزبية (الصلب) إلى رحابة التفكير وفق أسس منطقية لا ديماغوجية ترتيلية ؟؟
ما يحزن ويضحك في نفس الوقت القول بأن لهذه المنظمات مكاتب تقام في أرقى الأحياء في مراكز المدن ، أيها الرفيق إن مراكز هيئات المجتمع المدني في مكان لايمكن أن تذكره جريدتك لأسباب يعرفها الجميع ومتفقين على الصمت عليها .
عن الملاحظات على آليات عمل الهيئات
بدايةً وقبل التساؤل بأن لماذا يتجمع هؤلاء المثقفين في هيئات المجتمع المدني فإنني أتسائل : كم من المثقفين السوريين دخل الحزب الشيوعي وبقي فيه لمدة زمنية تزيد عن أعوام قليلة ؟
من أقصى يسار المجتمع المدني إلى أقصى يمينه ، كم من هؤلاء كان في الحزب الشيوعي وتركه ؟ هل جربتم السؤال بعيداً عن توزيع شهادات الوطنية والأممية و... التناحة العقائدية ؟ لا أعتقد ، لأنكم لو فعلتم لكان الحزب بألف خير و لما كنا شاهدنا جناحاً ثالثاً للحزب ، وأعود هنا لطرح السؤال البريء : كيف سيطير الحزب بثلاثة أجنحة ؟؟ هل لديكم الجرأة على الجواب ؟؟ لا أعتقد .
نعود لنسأل لماذا ( يتجمع ) المثقفون في هذه الهيئات ؟؟ والجواب واضح لأنها تعطي مساحة حقيقية للعمل المجتمعي بعيداً عن الجمود العقائدي الذي يصر على الطريقة الإسلامية في استقراء وقراءة الماركسية .
أما الأجور المرتفعة لهؤلاء المثقفين فالدليل الواضح عليها الصحف و المجلات والكتب التي يزتونها ( نعم ، يزتُّونها )في السوق الثقافية العربية بدعم من الولايات المتحدة وذلك لاختراق الأحزاب الثورية العربية التي لم تستطع منذ تأسيسها المبارك أن تقنع مواطناً عربياً بموقف مبدئي اللهم إلا العلاقة الاستراتيجية مع الاتحاد السوفياتي السابق .ترى هل الثورية هي البيانات العصماء ، أم أنها العمل على تحليل وفهم وإدراك المجتمع تمهيداً لنقل وتحريك المجتمع إلى مرحلة جديدة ؟ و ما لا أفهمه هو لماذا نخلط عباساً بدباس ونستحضر السيئة الذكر الإمبريالية في كل كلامنا عن الآخر؟؟ ما هي علاقة هيئات المجتمع المدني بتعقيم النساء الفلسطينيات ؟؟ وكيف يمكن وبكل بساطة أن تعتبر هذه الهيئات أدوات إمبريالية و...بذلك يكفي الله المؤمنين شر القتال ؟؟
بكل احترام : هذا عيب !نعم عيب !

بداية إن الصياغة النحوية لإشارة الاستفهام الأولى في هذه الفقرة خاطئة لأنها تجمع الفعل المضارع مع الفعل الماضي فـ ( يطرح ) يجب أن يليها ( سيجدون ) أو (طرح) تليها (وجدوا ) .
هل هذه طريقة الحزب في استقراء الأمور ؟؟
المهم : هل الاعتراف بالآخر تهمة يجب الرد عليها ؟ الإخوان المسلمون موجودون شاء الحزب أم لا،هذا من جهة ، ومن ثانية لماذا لم يلحظ الكاتب أن الأخوان هم الذين غيروا مواقفهم باتجاه تبني الديمقراطية ومبدأ تداول السلطة ، وأن طرح اليساريين لم يتغير ؟ هل قلبت الجرة ؟ أم أن من الكافي القول لقد التقوا على نفس النبع ؟
لا أيها السيد المحترم ، قد يكون طرح الأخوان تكتيكياً ، ولكن طرح الآخرين هل هو كذلك ؟ أترك لك الإجابة .
ثانياً و ثالثاً عن أولئك الذين في الخارج ويتعاملون بوضوح مع الولايات المتحدة فهؤلاء قد رد عليهم الدكتور هيثم مناع خير رد : نخجل من الكلام عنهم لأنهم نسخة مشوهة عن بعض المعارضة العراقية التي رضيت بالبوط الأميركي مقابل الكراسي . وهل كل من يتعامل مع أمريكا من رجال الأعمال هو من هيئات المجتمع المدني السورية ؟؟ كيف يتم التصنيف ؟ نترك لك الإجابة .
رابعاً وخامساً : بشأن الهجوم على الجبهة الوطنية التقدمية والحزب الشيوعي بشكل خاص أود أن أسأل : هل كانت تجربة الجبهة بكل المعايير ناجحة إلى درجة أنه يجب عدم نقدها والدعوة إلى تطوير عملها وتحديثها مثلاً ؟ هل الحزب راض عن أداءه الجماهيري ؟ هل الجبهة محصنة ضد التغيير ؟؟ وهل البلد لا يحتاج إلى تطوير وتحديث ؟ لماذا هذا الدفن للرؤوس في رمل الخطابات التي مللنا منها جميعاً ويصر الحزب عليها ؟ لماذا ؟ من قال لك أن هؤلاء الدعاة لم يدعوا إلى الإصلاح الاقتصادي ؟ هل تقرأ ندوة الثلاثاء الاقتصادية ؟ هل قرأت محاضرات ميشيل كيلو أو عارف دليلة عن الإصلاح الاقتصادي ؟؟ لماذا ؟؟؟ من دافع عن القطاع العام أكثر أنتم أم هم ؟؟ هل المطالبة بمحاكمة الفساد والمفسدين لا تمس الواقع المعاشي للناس ؟ عجيب أمرك !!!
وختامها مسك مرة أخرى !!ختامها بالترداد الببغائي عن المخطط الأميركي لنسف المنطقة ( و كأن الولايات المتحدة لا تنفذ هذا المخطط من خمسين عاماَ )!!
( أبانا الذي في الأعالي .... ماذا دهاك ؟؟) قلتها عنه ، الآن عنكم يا رفاق !!
أنتم أيها الرفاق في محل كبير لذلك لا تضعوا أنفسكم في موقع الصغر .

(1) حديث لينين في جامعة سفروليديسك 19/ تموز/ 1919
(2) بتصرف كبير عن سيف الدين إسماعيل – المجتمع المدني والدولة في الفكر والممارسة الاجتماعية المعاصرة – ندوة بيروت – مركز دراسات الوحدة العربية – 1992 ص 292-293 .

ملاحظة هامة : هذا المقال رداً على ماكتبه ويكتبه أسامة الماغوط في جريدة صوت الشعب الشيوعية السورية منذ أكثر من عام للآن .



#كمال_شاهين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذات يوم شيوعي غامض


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كمال شاهين - متى تتطور هذه البوكيمونات ؟؟؟؟