أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - أسئلة غير بريئة















المزيد.....


أسئلة غير بريئة


أحمد صبحى منصور

الحوار المتمدن-العدد: 3725 - 2012 / 5 / 12 - 20:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أولا
وصلتنى هذه الرسالة ضمن الأسئلة والفتاوى التى تأتينى تطلب الاجابة . وأنقلها بلا تصريف وبلا تصحيح ، ثم أجيب عليها :
( رساله من أوربا
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمه الله تعالى جائنى أحد الرسائل من سيده الأسئله صعبه وسهله فى نفس الوقت فأنا أعيش فى أوربا وتعرض هذه الأسئله كثير فلو تفضلتم تعطوانى الجواب الكافى من كتاب الله وهذه الرساله التى وصلتنى .
مرحبا بالجميع
كلنا تعرضنا لأسئلة من أطفالنا قد نعرف أن نجيب عليها ولكن بعضها لايزال عندنا اصلا بلا جواب ..؟؟ فكيف تصرف كل واحد منا وكيف تتصرف أن ماواجهت موقف كهذا. هناك الكثيرون ممن يكتفون باغلاق الحوار ببعض من الايات والاحاديث او من النقاش الذي قد لايكون فد أرضى عقل الطفل ولم يلمس فيه الحقيقة فنبدأ فعلااا نغرس الازدواجية في نفوس الاطفال ..والتي لاشك أنها غرست في نفوسنا قديما ..
سأطرح بعض الاسئلة التي تعرضت اليها شخصيا واتمنى أن أعرف ردودكم لو كنتم مكاني
فأنا أطمح لرد يشفي صدور أطفالنا ويبقيها نقية لااني انطلق من مبدأ ان الدين هو محبة والعلاقة بين الانسان والله هي علاقة حب لاخوف ورعب ..
1- الله يخلق كل شئ جيد اذاا لماذا خلق الاشرار ..؟
2- الله خلق الشيطان والشيطان هو الشر للانسان فكيف يخلق من يكون شريرا لنا ويجعلنا نخطئ ومن ثم يحاسبنا ويعذبنا ..
3- أن كان الله يعلم كل شئ فهو يعلم ان كنا جيدين ام سيئين فكيف يحاسب ما كتبه هو على الناس
4-كيف يكون الله عادلا ويحلل للرجل الزواج باكثر من واحدة وهالشئ قهر للام وللاولاد .؟؟
5- كيف يحاسب الله البنت على الاخلاق السيئة عند الشباب ان هم نظرو لها نظرة خاطئة لعيب في اخلاقهم هم لاعيب في اخلاقها هي ولماذا عاقبها بالحجاب هي مع ان سوء الاخلاق من الشباب
6- ان الله هو الخالق فهو كالاب والاب لايستطيع كره اولاده مهما فعلو حتى لو كان مخالفا لارادته فالله هو الحب المطلق وبالتالي لايمكن ان يعاقب ولايمكن ان يحرق ويعذب لاانه هو صانع كل شئ وهو صانع الخير والشر لاانه هو الذي صنع هذه النفس الشريرة وبالنهاية هو كل شئ فهل سيعاقب نفسه على ماخلق .؟؟
انها نموذج من اسئلة فعلااااا انا تعرضت لها من اولادي وكانت اجوبتي ايضا حسب قناعاتي
قد اكون قد اعطيت لااولادي الحق في طرح كل مايجول في داخلهم
فلو تعرضتم انتم لهذه الاسئلة ..كيف سيكون جوابكم .؟؟
لااني الان اتعرض لهذه الاسئلة من اصغر اولادي واخطرهم وهي ترى ان الله في الانجيل اكثر رحمة من الله في القران الكريم واجد ني مضطرة لدراسة الانجيل والتوراة للرد عليها لااني قرائهم للاطلاع على كل الاديان منذ سنوات طوويلة ..

ثانيا
الأسئلة الكبرى التى تحيّر عقول الفلاسفة يبدأ بها الطفل فى براءته يسأل عن خلق العالم وخلق الانسان ولماذا ، ثم ينسى الطفل تلك الأسئلة عندما يكبر جسده ويشغله جسده بغرائزه ، ولكن تظل تلك الأسئلة حيّة تؤرق الفلاسفة والمفكرين . وواضح أن الاجابة عليها أكبر من عقلية الطفولة ، ومتروك لعلماء التربية كيفية توصيل تلك الاجابات بطريقة تناسب عقل الطفل . وواضح أيضا أن السائلة سيدة مسيحية عربية ، وهى تسأل من واقع ثقافتها المسيحية ، وهذه الثقافة المسيحية تتردد فى الدين الصوفى الأرضى لدى المسلمين الصوفية ، فالتصوف هو الذى استرجع الكثير من المعتقدات الفرعونية التى جاءت من قبل فى الأديان المسيحية الأرضية وخصوصا الارثوذكسية المصرية . وتفصيلات الاجابات تكررت كثيرا جدا فى كتاباتنا فى هذا الموقع .
ثالثا
ونرد على أسئلتها بإيجاز حسب ترتيب الأسئلة .
الله يخلق كل شئ جيد اذن لماذا خلق الاشرار .؟
الله جلّ وعلا خلقنا على الفطرة السليمة النقية ، والنفس البشرية تقبل الخير والشّر حسب إختيارها فقد منحها الله جل وعلا الحرية المطلقة فى التصرف ، فى الطاعة أو المعصية. ولن يحاسبنا على السهو والنسيان أو عند الاضطرار والإجبار . سيحاسبنا فقط على العصيان المتعمد .
- الله خلق الشيطان . والشيطان هو الشر للانسان . فكيف يخلق من يكون شريرا لنا ويجعلنا نخطئ ومن ثم يحاسبنا ويعذبنا؟
1 ـ الله جلّ وعلا خلقنا ليختبرنا . بل من أجل إختبارنا خلق السماوات والأرض وما بينهما من نجوم ومجرات (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ) ( هود 7 )، ثم يوم القيامة وبعد أن يتم إختبار كل نفس فى هذه الدنيا سيدمر الله جل وعلا هذه السماوات والأرض وما بينهما ، ويخلق أرضا وسماوات بديلة خالدة يكون فيها الحساب ثم الجنة والنار . (يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (48)( ابراهيم )
2 ـ والله جل وعلا جعل عوامل الاختبار متعادلة متوازية . فالنفس البشرية ألهمها الفجور والتقوى ، والنفس البشرية تتمتع بحرية مطلقة فى الطاعة أو المعصية ، فى الايمان أو الكفر . وهناك وحى شيطانى يزين للنفس الشّر ، وفى المقابل هناك وحى الاهى تنزل به الرسالات السماوية بالخير . وكل نفس بشرية حرة تماما فى أن تتبع الشيطان أو أن تتبع الحق الذى نزل فى الكتب السماوية. ويزيد على ذلك وجود الفطرة السليمة داخل كل إنسان مهما بلغ عناده . هذه الفطرة هى التى نسميها الضمير أو الأنا العليا التى تميّز بين الخير والشر ، لو أراد الانسان أن يتعرف فعلا على الخير ويفعله . ومقابل تلك الحرية المطلقة التى نتمتع بها فهناك مسئولية عليها يوم الدين ، أو يوم الحساب . وفى حياتنا العادية فإن الحرية تقابلها المسئولية . ولكن رحمة الله تشمل من يتوب ومن يسىء بغير تعمد ،أو عند الاضطرار وعند النسيان كما سبق.

- أن كان الله يعلم كل شئ فهو يعلم ان كنا جيدين ام سيئين فكيف يحاسب ما كتبه هو على الناس ؟
1 ـ هذا سؤال فيه خلط بين علم الله جل وعلا وبين ما كتبه الله على الناس . وقد تعرضنا بالتفصيل وفى مقالات عن ( كتب / كتاب فى القرآن الكريم ) وهى مقالات منشورة فى هذا الموقع . ونوجز القول هنا بأن من معانى الكتاب ( الحتميات المكتوبة ) على كل فرد من الميلاد الى الموت وبينهما الرزق والمصائب . وهذه الحتميات لا فرار منها ، ولسنا محاسبين عليها . وهناك ( كتاب الأعمال ) الذى يتم فيه تسجيل أعمالنا الاختيارية ، من طاعة أو معصية ، وسنؤاخذ بها يوم الحساب . وهناك الكتاب السماوى الذى يوضح لنا كيفية الفلاح .
2 ـ الزمن هو الحاضر الغائب وهو العنصر الأكبر فى إختبارنا . وكل منا أوتى زمنا يعيشه فى هذه الحياة الدنيا ، والزمن فى هذا العالم متحرك الى الامام دوما ، ويسير بنا قطار العمر الى الأمام دون توقف أو دون تأخر ، من موعد الولادة الى موعد الموت . وبنفس الزمن المتحرك تتحرك الأرض والكواكب والشمس وتوابعها الى أجل مسمى، وهو وقت انتهاء وتدمير العالم . وهناك أنواع مختلفة من الزمن حتى بين الكواكب فى المجموعة الشمسية . وبلا شك فهناك أزمنة أخرى فى العوالم البرزخية التى تتداخل مع عالمنا المادى . وبعد انتهاء هذا العالم ، أو هذا اليوم الدنيوى سيأتى ( اليوم الآخر ) الخالد .
3 ـ هذا الزمن الذى يغلفنا ويغلّف الكون بدأ من الانفجار العظيم وخلق العالم يقول جل وعلا (أَوَلَمْ يَرَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنْ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ (30) (الانبياء)، وبهذا الانفجار تم خلق الكون والكون النقيض له ، وعن خلق العالم على أساس الزوجية ، أو المادة والمادة النقيضة يقول جل وعلا : (سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لا يَعْلَمُونَ (36)(يس ) (وَالَّذِي خَلَقَ الأَزْوَاجَ كُلَّهَا (12) (الزخرف ) . ثم توسع وامتد الكون والكون النقيض ، كل منهما أخذ يبتعد عن الآخر بطريقة القوس التى تحتم فى النهاية إلتقاءهما . ويقول جلّ وعلا عن توسع الكون والكون النقيض (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْيدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ (47) وَالأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ (48) وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (49) ( الذاريات)، وهذا الامتداد (القوسى ) للكون والكون النقيض يعنى أنهما فى النهاية سيلتقيان. وعندما يلتقيان يحدث الانفجار الذى يدمرهما معا ، ويتم الرجوع الى نقطة الصفر الأولى قبل الانفجار العظيم ( بيج بان )، وهذه هى القيامة وتدمير هذا العالم وانتهاء الزمن المتحرك الذى يغلفه ومجىء زمن آخر أبدى ودائم وراهن . وعن بداية العالم من نقطة الصفر ثم تدميره بعودته الى نقطة الصفر يأتى التشبيه القرآنى بفتح كتاب ثم طيّه : ( يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ (104)( الأنبياء ). والذى نتصوره أن الله جلّ وعلا أخذ قطعة من الزمن الخالد ـ زمن بلا مادة ـ وفجّرها فتحولت الى مادة ذات أضلاع ثلاثة يغلفها الضلع الرابع وهو الزمن الذى أصبح متحركا بالمادة التى نشأت عنه. بتفجير قطعة الزمن هذه تم ما يعرف بالانفجار الكونى ( بيج بانج ) ، وخلق الكون والكون النقيض ، ويتسع هذا الكونان النقيضان ويمتدان بصورة قوس الى أن يلتقيا فينفجران ويعودان الى نقطة الصفر الأولى ، ويتم بهذا تفجير العالم ونهاية قطعة الزمن هذه ورجوعنا الى الزمن الخالد الذى لا حركة فيه بل خلود زمنى ثابت ودائم .
4 ـ أى هناك زمن متحرك فى هذا العالم ، ثم زمن خالد ساكن راهن فى اليوم الآخر. أما الله جل وعلا فهو فوق الزمن . الزمن مخلوق ، سواء كان متحركا مرحليا أو ساكنا خالدا، وهوالوسط الذى تعيش فيه المخلوقات ، والذى يتخلل المخلوقات. أما الخالق جل وعلا فهو خالق الزمن . وعلمه فوق الزمن . وعلمه جل وعلا يشمل الغيب والشهادة ، بينما ينحصر علمنا بما نشهده فقط ، ولا نعلم ما يغيب عن حواسّنا .
5 ـ والعلم مرتبط بالزمن . وفى هذا العالم الدنيوى ينحصر علمنا بفترة زمننا الذى نشهده ونعيشه ، ولا نعرف الغيب أى حقائق الماضى أو المستقبل ، بل لا نعرف كل الحاضر الذى نعيشه ، لأن الانسان يعرف ما تراه حواسه وأجهزته العلمية التى أسهمت فى تقليص الغائب فى حاضرنا . والذى يغيب عن حواسنا والذى لا نستطيع الوصول اليه بتقدمنا فى وسائل الاتصال يظل (غيبا ) لا نعرفه فى حياتنا الحاضرة ، مع أننا نعيش هذا الحاضر فى نفس الزمان والمكان .
6 ـ وحتى فى هذه الدنيا وزمنها المرحلى الضئيل والمتحرك فإن الزمن الحاضر يصبح ماضيا ، بل يكون الماضى مستقبلا،بسبب ارتباط الزمن بالسرعة الأفقية (سرعة الضوء وما يفوقها ) والسرعة الرأسية ( سرعة إهتزازات المادة ) وتخلل العوالم البرزخية العليا لعالمنا المادى الثقيل . وبهذه السرعة الأفقية والرأسية يعلم الجن بأحداث تكون بالنسبة لنا مستقبلا ، وتكون بالنسبة لهم حاضرا . وبهذه السرعة الأفقية والرأسية يكون ما هو مستقبل بالنسبة لنا ماضيا بالنسبة لعوالم البرزخ . ولهذا يتكلم رب العزة بتعبير الماضى عن أحداث الساعة والقيامة ـ وهى فى المستقبل بالنسبة لنا . التفاصيل كثيرة ، ولكن المستفاد منها أن العلم مرتبط بالزمن وسرعته أفقيا ورأسيا . أمّا علم الله جل وعلا فهو فوق الزمن ، سواء كان زمنا أرضيا دنيويا أو زمنا برزخيا فى عوالم عليا لا ندركها . وفى النهاية فإن علم الله جل وعلا بنا لا دخل له فى إختيارنا الذى سنساءل عليه يوم القيامة . إن علم الله بنا مثل السماء التى تحيط بنا ، لا نستطيع الخروج عنها ، ولكن أيضا هذه السماء لا تتدخل فى عملنا واختيارنا. ولو تعطّل اختيارنا بالنسيان أو الإكراة والجبر فلن يحاسبنا الله جل وعلا عند الاضطرار وعند النسيان وعدم التعمد كما قلنا.

كيف يكون الله عادلا ويحلل للرجل الزواج باكثر من واحدة وهالشئ قهر للام وللاولاد .؟؟

كررنا الاجابة على هذا السؤال فى كتاباتنا وفى برنامجنا ( فضح السلفية ) . الزواج قائم على الاختيار الحرّ .ولا يصح زواج بالاكراه . فلا يمكن أن يتزوج رجل بامرأة بغير رضاها . وفى نفس الوقت فللزوجة الحق فى أن تفتدى نفسها أو أن ( تخلع زوجها ) لو تزوج عليها لو أرادت .ومن حقها أن تشترط عليه فى عقد الزواج ألّا يتزوج عليها . كل ذلك قائم على حرية الاختيار والتراضى وحفظ الحقوق للزوجة وعند طلاقها وسراحها وانفصالها عن زوجها السابق . ويجرى فى إطار العدل والاحسان .

- كيف يحاسب الله البنت على الاخلاق السيئة عند الشباب ان هم نظرو لها نظرة خاطئة لعيب في اخلاقهم هم لاعيب في اخلاقها هي ؟ ولماذا عاقبها بالحجاب هي مع ان سوء الاخلاق من الشباب ؟
ليس فى الاسلام زى اسمه الحجاب أو النقاب . والتشريعات للرجل والمرأة تأمرهما بغض البصر السىء والعفة . والتفاصيل فى برنامجنا (فضح السلفية ) فى الحلقات التى نعرضها حاليا ومستمرون فى عرضها بعون الله جلّ وعلا .

- ان الله هو الخالق فهو كالاب والاب لايستطيع كره اولاده مهما فعلوا حتى لو كان مخالفا لارادته فالله هو الحب المطلق وبالتالي لايمكن ان يعاقب ولايمكن ان يحرق ويعذب لانه هو صانع كل شئ وهو صانع الخير والشر لانه هو الذي صنع هذه النفس الشريرة . وبالنهاية هو كل شئ . فهل سيعاقب نفسه على ماخلق .؟؟

1 ـ هذا كلام يخالف الاسلام أساسا ، وهو يتفق مع المسيحية ومع عقائد التصوف فى القول بوحدة الوجود وأن الله هو كل شىء وهو الخالق وهو المخلوقات وهو الواجد وهو الموجود ، وأن الفارق بين الله ومخلوقاته كالفارق بين البحر وأمواجه .
2 ـ وحدة الوجود تناقض ( لا اله إلا الله ) بل تتطرف على كل أنواع الكفر . فالكفر والشرك العادى هو أن تجعل لله جل وعلا شركاء ، من بعض البشر وبعض المخلوقات ، ولكن وحدة الوجود تجعل الكون كله بكل ما فيه من أحياء وبكل أنواعها ومن كل جماد شريكا فى الالوهية مع الله جل وعلا ، بل يتطرفون فلا يجعلون لله جل وعلا وجودا خارج المادة ، أى يجعلونه جل وعلا حالّا ومتجسدا فى كل المواد الطاهرة والنجسة . وهذا تطرف فى الكفر لا مثيل له .
3 ـ وهنا نتذكر الحقائق الاسلامية الآتية :
أن الله الخالق جلّ وعلا ليس كمثله شىء من مخلوقاته: ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ (11)(الشورى).
ولا يصح تشبيه الخالق جل وعلا بالوالد والأب : (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ (4)( مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (91) ( المؤمنون) (وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلا وَلَداً (3) ( الجن ) ( وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ (100) بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (101) ذَلِكُمْ اللَّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (102)(الانعام ).
4 ـ وعن ( وحدة الوجود ) لدى المسيحية والصوفية يتفرّع ما يطلق عليه الصوفية ( وحدة الفاعل ) كما يذكر أبو حامد الغزالى فى كتابه ( إحياء علوم الدين ). وطبقا لعقيدتهم فى ( وحدة الفاعل ) فهم يجعلون الله هو الصانع لكل فعل بشرى من خير أو شرّ. أى أن كل شر فمصدره من الله ، وكل خير أيضا ففاعله هو الله .
هذا كفر صريح ، لأنه تضييع لمعنى اليوم الآخر ويوم الحساب وتضييع لمسئولية الانسان عن عمله ومغزى الثواب والعقاب والجنة والنار. طبقا للقرآن الكريم فإن الانسان له مطلق الحرية فى الطاعة أو المعصية ، فى الهداية أو الضلال ، وهو مؤاخذ باختياره ومحاسب على عمله ، إن أصلح فلنفسه وإن أساء فعلى نفسه ، ولن يظلمه رب العزة يوم الحساب ، ونقرأ قوله جلّ وعلا :( إِنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنْ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ (41)( الزمر)( مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ (46)( فصلت )( مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ (15)( الجاثية)( قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ (104)( الانعام )
5 ـ ثم ، إنّ الله جلّ وعلا لا يأمر بالفحشاء ، بل يأمر بالعدل والاحسان وإيتاء ذى القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغى : (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90) وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمْ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (91) النحل ) (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً (58) ( النساء ) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوْ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقِيراً فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً (135) ( النساء ) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (8)( المائدة ).
6 ـ وحسبما جاء فى القرآن الكريم فإن الله جل وعلا يحب التوابين ويحب المتقين والمحسنين والمتطهرين ..الخ: ونقرأ معا من يحبهم الله جل وعلا وهم من يتصفون بالصفات الآتية من بين البشر جميعا : (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (4)( التوبة )(فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (13) ( المائدة ) (وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (42) ( المائدة ) (وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (93)( المائدة) (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222)( البقرة)،( وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ (108)( التوبة ) (وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9 ) ( الحجرات )
7 ـ وفى نفس الوقت فإن الله جل وعلا لا يحب البشر المعتدين الظالمين المسرفين الخائنين المفسدين المستكبرين : (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (190)( البقرة ) ( وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (64)( المائدة )( وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (87)( المائدة )(وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (141)( الأنعام )( وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31)( الاعراف ) ( إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (55)( الأعراف )( إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ (58)( الأنفال ) (وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ (205)( البقرة ). ( إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ (23)( النحل )(إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ (38)( الحج )(وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (40)( الشورى ).
إنّ كل فرد له مطلق الحرية فى عقيدته وعمله ، ولا يتدخل رب العزّة فى هذه الحرية . يكفى أن نتدبّر قوله جل وعلا لنا :(إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ (7)( الزمر ). فالله جلّ وعلا لا يرضى لنا الكفر لو كفرنا ، وهو جلّ وعلا غنىّ عنا وغير محتاج لنا .
أخيرا ..يتضح مما سبق وجود تناقض هائل بين الاسلام من ناحية وبين المسيحية والتصوف من الناحية الأخرى . وبالتالى فلا يصح الجمع بين دينين متناقضتين . وكل فرد له حريته فى الاختيار ، ومسئول عن إختياره .



#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاعر ( العرجى ) صناعة أموية
- قراءة لسورة ( هود ) بحثا عن وسائل لتفادى الهلاك:( الجزء الثا ...
- القرآن والواقع الاجتماعى (21)( أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَن ...
- القاموس القرآنى ( ثياب )
- القاموس القرآنى : وضع
- قراءة لسورة ( هود ) بحثا عن وسائل لتفادى الهلاك : ( الجزء ال ...
- شوبش
- إنتبهوا أيّها السّادة .!!
- دعاء تحقق جزء منه وننتظر الباقى
- موقف لبيد بن ربيعة من الفصاحة القرآنية
- ( 7 ) الاهلاك الجزئى أو التعذيب للمسلمين بعد نزول القرآن الك ...
- إنهم يصرخون ..دعهم يصرخون.!!
- الاهلاك الجزئى أو التعذيب لقريش مع نزول القرآن الكريم
- أنواع آلهة المشركين
- إنقاذ ما يمكن إنقاذه
- ( 5 ) بين الاهلاك الكلى والاهلاك الجزئى
- الفكّ المفترس .!!
- ( 4 ) خطوات ومعالم الاهلاك الكامل : المقال الثانى
- ( 3 ) تحذيرات رب العزة لنا بالاهلاك : المقال الأول
- القرآن والواقع الاجتماعى (21):(وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ ...


المزيد.....




- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - أسئلة غير بريئة