علي مهدي الاعرجي
انسان
(Ali Mahdi Alaraaji)
الحوار المتمدن-العدد: 3725 - 2012 / 5 / 12 - 15:55
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لربما يذهب البعض الى حرمة التحدث في هيكلية الذات الإلهية على اعتبارها من الخطوط الحمراء في جميع الديانات و أخص بالذكر السماوية منها. الا إنها أصبحت مصدر جدل بين أفراد المجتمعات ولاسيما الغربية. السؤال الذي يطفو على سطح الفكر البشري. هل الله واحد أم متعدد. وهل هناك إله فعلا أم لا و إذا كان هناك إله حقيقي فماهي صفاته و من هو الله الحقيقي . ابدأ الحديث عن الإله المطلق الخالق المصور لكل شيء .الله البعيد عن العواطف و المشاعر و الأحاسيس هذا الإله المطلق هو موجد هذا الكون وخالق كل صغيرة وكبيرة. امتداد كل شيء في كل مكان وزمان. امتداد منبسط لا يحد او يقف عنده شيء كما يقول اصحاب العرفان و أنصار المذهب الوجداني. إن مصدر الله قلب الانسان أي هو إحساس منبعث من قلبه المؤمن و إن عرش الله الحقيقي هو القلب .لا كما جاء في الديانات السماوية .بل هو القوة العظمى المجردة من كل الصفات البشرة إلا إنه يمتلك ذاتيات منها الخلق ,القدرة, العظمة ,الجمال وغيرها .أما لله الموجود في الديانات السماوية وغير السماوية .إله على شاكلة أو هيئة إنسان له يد ورجل وساق وعين واذن. بل ذهبت الديانة المسيحية إلى توليد الله وتوريثه بشكل جيني. ويمكن لنا أن نرى في الاسلام أن الله له عرش و حملته خدم من الملائكة و كثير من الصفات البشرية. بل هو ملك. أيضا . له صفة الملوك و إن تغير الشكل في القول لكنه مطابق في المضمون أو محاكي إلى المطابقة بالدلالة . ليس هذا و انتهى. بل ذهبت الديانات إلى التصوير الكامل الى لله وجعل له عالم مخالف و مطابق إلى عالم الانسان في ذات الوقت . و املكته صفة الثواب و العقاب وراحت تضع له جنة ونار ونصصت له قوانين وتشريعات واجبة الأتباع ومخالفتها تثير الغضب وتوجب العقوبة الخالدة في النار . حقيقة الامر ان العقاب و الجزاء من الصفات البشرية تخضع إلى قوانين علم الاجتماع. وراح الانبياء و الرسل نحو المذهب الانطباعي في صفات الله أي جعل منه انطباعا كالبشر. كذلك الانسان في خياله وتركيبه ذهب يرسم الصفات الإلهية بالطريقة البشرية ورسم له خواص إنسانية بحته منها الرحمة ,الصبر, العدل ,القوة و ما شاكلها .وبهذا اكتملت الصورة الثلاثية الأبعاد الله الجسد مالك العرش وصاحب العقاب و الثواب علاوة على صفاته البشرية وبهذا أنتج لنا الانسان إله متأنسن أي بصيغة إنسان . وراح يعطي معالم هذه الصورة حسب هواه وفكره. فنجد الله في الديانات السماوية التشريعية مختلف في كل واحده عما سواها. ليس هذا يقف عند حدود الديانات لا بل يتعدى هذا الفكر إلى عقل الانسان العادي . لو سأل أحدنا نفسه كيف هو الله؟ وراح يتأمل. فما يكون الجواب. لقد طلبت من ٢٠ شخص منهم له دين سماوي ومنهم وضعي و أخر لا يؤمن بوجود الله لكن يؤمن بالوجود وهم من مختلف الجنسيات رجال ونساء كل منهم وصف الله على شاكلته وقال لي إن الله على هيئة رجل أو الله مذكر وليس مؤنث ورسم كل منهم هيكلية بشرية ولصقها على الله .لو أراد أي منا أن يدعوا الله أو يعاتبه أو يسأله في أمر. ما الذي يراود ذهنه ؟ أعتقد لا من باب الجزم لكن من باب الاعتقاد أن يكون الله على شاكلة مذكر لا مؤنث و لربما ترد له بعض الصور البشرية أو التجسيد .كان يكن نور على عرش أو جسد أو شيء أخر مقارب للتصور البشري .إن هذا التصوير لم يأتي من وهم وفراغ بل جاء من محدودية العقل البشري في إدراك حقيقة الله . فذهب الإنسان إلى إعطاء صورة بشرية عن الله ليسهل له إدراكه و بهذا أصبح الله من امتداد مطلق يفوق الفكر البشري إلى إله متأنسن يحمل الصفات الانسانية . السبب في ذلك يعود إلى احتياج الانسان إلى الشعور في الله بشكل قريب وهذا يعود إلى العامل النفسي للإنسان . لو أردت أن تدعوا الله أو تناجيه وفجأة وجدت نفسك تكلم رب ليس له إذن يسمع صوتك بها أو عين يراك بها ويرى حالك لكان من المتعذر عليك فهم الله أو إن هو متعذر بالفعل. إلا إن الوقف على معالم الله في حيز الممكن لا في كامل التصوير. بهذا يكون الامتثال إلى الله ضمن حدود العقل البشري وضمن الإمكان . هذه حقيقة الخدعة البشرية في فهم الله و إدراكه بل في إدراك الكثير من الغيبيات. يقوم الانسان في إنشاء تصوير يقبل به عقله ويفسره كما يريد . و بهذا انقسم الناس إلى مجموعة فرق منهم من راح يصف الله بالطبيعة و أوكل كل امور الحياة إليها .هذا وليد الانتاج العقلي المحدود فوجد من الأسهل نسب كل شيء الى الطبيعة و الهروب . البعض راح إلى نفي وجود أله بيده مقدورات كل شيء ويعلم مكنونات كل شيء وراح هارب الى عالم النفي ويقول في التجريد .بهذا أراح نفسه من ألم التفكير في الذات الإلهية وكيفيتها . أم أنا أقول الله هو شيء بعيد عن الفكر و العقل .بل هو نور ممتد أو انبساط لا يحد وجوده شيء. ذاتي لا يعلل. يملك ما لا يملكه الأخر و لا يشابه في نمطه الغير. مترفع بذاته. لا يملك ضل. ليس بوهم أو خيال بل وجود. يملك ذاتيات لا يمكن تعليلها منها الحياة الخلق, القوة ,القدرة, .ليس بجسد كما وردت في الديانات . و هنا يسألنا سائل ما دليلكم على هذا الكلام ؟ نجيب الدليل العقلي هو من يثبت كل هذا. لوكان الله جسد أي له رجل ويد وساق وعين .مهما كان تصويره إنسان أو شيء أبعد من الحد المعرفي للإنسان. هذا الجسد يدل على إن الله كتله تشغل حيز في الفراغ. أي لها وضائف محدده في العمل. منها لا يمكن أن يرى الناس في أن واحد كما نصت عليه الديانات. وبهذا أصبحت نظرية الاختفاء عن ناضر الله !! اليهودية ضمن الامكان . التجسيد ينفي قرابة الله من الانسان حيث الله أقرب إلى الإنسان من حبل الوريد .كيف التقريب و هو كتله ؟ له إمكانية الدخول إلى كل جسد في أن واحد .الدليل العقلي الأخر على بطلان جسدية الله هو محدودية الفترة الزمنية للجسد و محدودية الهيئة الخارجية له . أي أصبح له عمر محدد وله بداية ونهاية. بهذا أصبح من الايجاب معرفة واردية المادة المكونة للجسد الإلهي . كذلك هيكلتها وعملية تحويلها خلال الفترة الزمنية .أم إنها لا تدخل ضمن حيز التأثر و التأثير الجيولوجي. لابد من معرفة الية التكوين ومصدر إنشائها أي معرفة مولد الله .أي الاب.!!! بهذا يمكن أن تصبح نظرية المسيح ابن الله جائزه لأن الله جسد ومكون مادي وجاء متوارث من جيل إلى أخر .لامتلاكه جسد . او إن يكن جاء من غير أب وام كما هو ادم. إلا إنه يملك نظرية التوارث. أيضا لوكان الله جسد لتكلم مع الانبياء في شكل مباشر لما احتاج إلى واسطه تنقل له كلامه وتفسر ما يقول .و بهذا تنتفي الحاجة إلى جبرائيل . كل هذا منافي إلى إن الله جسد . له محدودية . أي إن الله له عرش ويقبع في السماء السابعة ! ومنهم من يقول في السماء الثانية. هذا كله منافي إلى العقل و الدليل العقلي. الله امتداد لا يعرف بدأه من خاتمته. وأفضل مكان لعرش الله هو القلب. لا السماء وحملت العرش وكل هذا تصوير يسهل إلى الانسان معرفة الله بشيء نسبي .لصعوبة فهم الله المطلق
#علي_مهدي_الاعرجي (هاشتاغ)
Ali_Mahdi_Alaraaji#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟