أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - جهاد علاونه - عيد ميلادي أنا وكلماتي















المزيد.....

عيد ميلادي أنا وكلماتي


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3725 - 2012 / 5 / 12 - 14:22
المحور: سيرة ذاتية
    


احتفالي بعيد ميلادي كل عام يشبه إلى حدٍ قريب التجارة الخاسرة مع أقرب المقربين لي وفي عائلتنا الآباءُ والأمهات لا يحتفلون بعيد ميلادهم ولكن هذه المرة صنعوا قالبا كبيرا من الكيك لم أأكل منه لقمة واحدة.

اليوم هو عيد ميلادي أو بالأندري الفصيح هذا اليوم هو عيد ميلاد كلماتي ,فأنا نطقتُ بالحكمة مذ كنتُ صبيا وتعلمت خلق الكلمات قبل أن أتعلم كيفية الإمساك بالقلم,لستُ مغرورا ولكنني شديد الثقة بنفسي ,قاومت كثيرا من الغزاة والمستعمرين الذين جلبوا أمتعتهم ونصبوا بنادقهم أمام وجهي من أجل قتل روحي التي تخرجُ منها الكلمات ,وأنا أقف بكل صمتٍ على أعتاب الواحدِ والأربعين بكثيرٍ من الإجلال والخبرات التي اكتسبتها في حياتي وخصوصا عن الصداقة والأصدقاء كالقصة التي تقول :أن يكون لي كلب صديق أفضل 100مرة من أن يكون لي صديق كلب,وأن أعيش تافهاً بين العظماء أفضلُ عندي من أن أعيش عظيماً بين التافهين, صادقتُ في حياتي الكثير من الأصدقاء واكتشفتُ بأنهم كلاب,وما زالوا يحاولون بكل الطُرق والوسائل بأن ينسبوا كتاباتي لغيري من الكتاب وفي كل محاولة يحاولونها معي للاعتراف بذلك أزدادُ ثبوتاً ورصانة وتزداد مصداقيتي بين الناس أكثر فكلما كادوا لي أكثر كُلما ازدادت ثقة الأحرار بي, جلدتُ نفسي بكثيرٍ من الكلمات وشتمتُ نفسي بكثيرٍ من الشتائم وأحيانا لعنتُ اليوم الذي ولدتُ به وأحيانا شكرت الرب على نعمة الأصدقاء وعلى نعمة هذه الحياة, وسواء أكانت حياتي مقرفة أو مملة فإني راضٍ بها ومبسوط جدا في حياتي وما يهمني كل يوم هو أن أعبر عن إحساسي ومشاعري وأفكاري فهذا أفضلُ عندي من كل شيء وهذا أطيبُ عندي من كل ما هب ودب على الأرض من ملذات, أتلذذ بكلماتي وأنتعش بحروفي وأتخذ من كلماتي نبراسا وأجراسا تدق في قلوب الخائفين والصامتين.

ولم يثبت من أصدقائي على أرض الواقع في الإنترنت إلا رجلا واحدا أو رجلين أو ثلاثةُ رجالٍ على أبلغ تقدير وثلاث نساءٍ كلهم يعرقون من جبينهم إذا سمعوا بأنني في ضيقٍ من العيش أو نكدٍ دائم وأغلبيتهم لا يملكون ما يقدمونه لي غير الكلمات الطيبة والرقيقة ويكفني أن أجد من يشعر بي أو من يشعر بمعنى الحياة حين يدركون ما معنى أن يعيش الانسان في نظامٍ بيئيٍ واجتماعيٍ خانق مخالفاً لأفكاري وقناعاتي الشرقية والمصيبة الكبرى هي العيش في داخل المجتمع الإسلامي حيث لا يرحمُ هذا المجتمعُ أحداً على الإطلاق لا كبيرا ولا صغيرا ولا مظلوما,والأصدقاء الذين جلبتهم لي هواية الكتابة يختلفون كل الاختلاف عن الأصدقاء الذين جلبتهم لي الحياة بكل ما فيها من متاعب شاقة وبصراحة الحياة العادية لم تجلب لي الأصدقاء بل كانت تجلب لي أناسا عاديين جدا وكل هؤلاء كنت ُأفقدُ صداقتهم بمجرد ما يقرؤون لي من كلمات,لذلك أنا أعيش في عزلة دائمةٍ ولولا أصدقائي على النت لمتُ من شدة القهر.

لم أنافق ولم أداهن وعشت طوال السنين الماضية وأنا صادق مع نفسي وصادق مع الآخرين, تمنيت في بعض الأيام بأن أموت وتمنيت في بعض الأيام أن أعيش للأبد لأن الناس بحاجةٍ لي وأنا لست محتاجا إلا لبعض الأصدقاء الذين وهبتهم لي حروفي وكلماتي,فشكرا للكلمة الحرة والصادقة التي جلبت لي الأصدقاء وهذا أفضل عندي من الأصدقاء الذين يلتفون حولي لمصلحةٍ ما, وأنا أتمنى الخير للذين يتمنون لي الخير ودائما ما أقول:يا رب أعطهم أي الناسَ ما يتمنونه لي مهما كان سواء أكان خيرا أو شرا,يا رب أعطهم مثل ما يتمنونه لي, أصدقائي يحملون همي بكل أريحية ولا يشعرون بأن حملي ثقيل على صدورهم ولا يشعرون بأن روحي ثقيلة على أرواحهم, أشتم رائحة الصديق الصادق عن بعد مئاتٍ من الأميال وأشتمُ رائحة الأشرار عن بعد مئاتٍ من الأميال, لا أهتم كثيرا بجمع المال ويكفيني كل يوم أن أتمكن فقط لا غير من شراء الخبز واللبن والبندورة والأشياء الأساسية للمنزل ولا أهتم إلا بجمع الكلمات وسيرث أولادي وأحفادي من بعدي كلماتي التي سيعتزون بها طوال الحياة ويكفيني فخرا أنني لم أسرق طوال حياتي ولا قرشا واحدا ولم أأخذ من غيري شيئا على استحياء ويكفيني أنني كل يوم عندما أضع رأسي على وسادتي أن أقول:سا محني يا رب إذا أخذتني سِنةٌ أو نوم..أدخلني في ملوكتك..نور دربي...اجعلني من الفائزين..اخلق لي الأصدقاء, وكل الناس تعرف أن ميراثي من الكلمات أفضل عندي من ميراث ملايين الدولارات ويكفني أن العالم كله يقرأ لي ويكفيني أن العالم كله يعرفُ قدري, وسواء أكنتُ مخطئاً في كتاباتي أم مصيبا فيكفيني أنني أقدم ما عندي من قناعات,ولم يدفع لي أي إنسانٍ ولا حتى دولارا واحدا مقابل أن أكتب ما يمليه عليّ الآخرون ذلك أن الكل يعرفني بأنني أطلق وأخرج الكلمات الساحرة من تحت أُبطي ومن رأس لساني ومن فوهة فمي ,ناضلتُ كثيرا وما زلتُ أناضل ودفعتُ ثمن كلماتي من خلال المآسي التي تحل بي وبالمحيطين من حولي والمصيبة أن بعض الذين تحل بهم المشاكل بسبب كتاباتي لا يعرفون بأنني أنا السبب ومع ذلك دفع المُقربون مني الثمن ودفعتُ أنا أيضا ذلك الثمن الكبير,وأنا أدفع الثمن ثم أأخذ ثمن ما أدفعه حتى لو كانت روحي لا أبالي بذلك.

وكل الذين عرفوني شهدوا لي بطيبة نفسي وبطيبة قلبي حتى الذين يكرهونني يقولون عني بأنني صادق وبأنني لا أخدع ولا أمكر بأحد ويكفيني شرفا وهيبة وأمانة أنني لم أصادق صديقا ماكرا أتعلمُ منه المكر ولم أعبد ربا ماكرا أتعلم منه المكر والكذب والتضليل والخداع, كان همي طوال العمر أن أسعد الذين من حولي ولو كان عندي ذرة شك واحدة بأنني لا أدخل السرور على الناس من خلال كتاباتي لتوقفت عن الكتابة وعن تأليف العناوين, صوتي يعرفه الجميع ويصل إلى أبعد مدى ورائحة فمي المعطرة بذكر أسماء أصدقائي يشتمها الناس عن بعد مئات الأميال,وأنا سعيد جدا بالأصدقاء الذين جلبتهم لي كتاباتي وأنا أيضا سعيد جدا بالأعداء الذين جلبتهم لي كتاباتي وكلٌ من هؤلاء يكشف عن صورته الداخلية, أقفُ على الهاوية وفي أي لحظة أنا معرض للسقوط وفي أي لحظة أنا معرض للموت, أنا لا أعرفُ شيئا كثيرا عن حياتي ولكني أعرف الكثير عن حياة الناس,ما شاهدته وسمعته في حياتي كان مؤلما من كل النواح والاتجاهات, عشت في وسط الظلام وحاولتُ أن أكون مُبصرا في عقلي, لم أكن ثقيل الدم على أحد بل على العكس الكل يشهد لي بخفة دمي, ولساني كان مع الجميع حلو المذاق لأنه يتغذى من صمامات وشرايين قلبي الرئيسية.


http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=214999

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=171714

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=171430



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صعب تقليدي
- ثلاثُ أسئلة,السؤال الأول
- بشار بن برد شهيد الحرية
- نكاح الوداع الأخير
- طفولة الإنسان الطويلة
- بين الأخلاق والتكنولوجيا
- دموعنا
- التحول إلى الديانة اليهودية
- دعاء النبي عن العلم الذي لا ينفع
- يا ليت أنني لم أتثقف
- عندي معلومات خطيرة
- أمة كلها دجل
- هكذا أنا
- الله والعتال والبغل
- القطة تعرف الحلال والحرام
- الخنزير حيوان نافع للبيئة
- أنواع العقول
- الموت ليس خبرا سيئا
- الهروب إلى الخالق
- ماذا سيتبقى مني


المزيد.....




- في دبي.. مصور يوثق القمر في -رقصة- ساحرة مع برج خليفة
- شاهد لحظة اصطدام تقلب سيارة عند تقاطع طرق مزدحم.. واندفاع سا ...
- السنغال: ماكي سال يستقبل باسيرو ديوماي فاي الفائز بالانتخابا ...
- -لأنها بلد علي بن أبي طالب-.. مقتدى الصدر يثير تفاعلا بإطلاق ...
- 4 أشخاص يلقون حتفهم على سواحل إسبانيا بسبب سوء الأحوال الجوي ...
- حزب الله يطلق صواريخ ثقيلة على شمال إسرائيل بعد اليوم الأكثر ...
- منصور : -مجلس الأمن ليس مقهى أبو العبد- (فيديو)
- الطيران الاستراتيجي الروسي يثير حفيظة قوات -الناتو- في بولند ...
- صحيفة -كوريا هيرالد- تعتذر عن نشرها رسما كاريكاتوريا عن هجوم ...
- برلمان القرم يذكّر ماكرون بمصير جنود نابليون خلال حرب القرم ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - جهاد علاونه - عيد ميلادي أنا وكلماتي