أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز الحافظ - للفراق مذاق آلمي علقمي... مريام














المزيد.....

للفراق مذاق آلمي علقمي... مريام


عزيز الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 3725 - 2012 / 5 / 12 - 00:20
المحور: الادب والفن
    


لم تعهد نواظري...التي قلبّت كل قدوم لآمواج الإحزان وإستقبلتْ كل نوادر من موجات نزرة للافراح... غيظ فراق كظوم إلا لماما.. فقد أرسلت الاقدار والصدف بمجنونية إلينا ،طفلة لم تكمل ربيعها الاول من خلف البحار ضيفة على كل خلايا القلوب وشغافها وصدورها والعيون ومآقيها ومحاجرها وبؤبؤها وعدساتها وشبكياتها وأحداقها...... كانت هي تحتضنها قبل أن تمتد الايادي الحنونة والاصابع المفتونة،متناغمة مع موسيقى خفية الهسيس تصاحب الدموع السواكب خلسة خفية تنهض للقاء محياها من أول طلُة ... هل لكونها تحمل وشما جراحيا في صدرها اللجيني السطوع ينبئ عن اربع عمليات لقلبها الصغير الصبور..المفتوح وفتحة جرح صاغها القدر بشكل ثغر متبسم جذلا لوجوه لايعرف كرموسومات التوريث معها...
ولجت مريام بعنف فرض بهاء سطوعها البريء... فور وصولها الوطن البعيد عن ديارها .. ليس دار أجدادها ودار طفولة أبوها الغائب الجسد الشاخص نبض الحضور... بل إستمالت حتى الجدران لتكون شواهدا على إستقبالها مع كل نغمات الوداع المعزوفة خفية.. لإننا جميعا نعلم حتمية فراقها وحزائنية مغادرتها محملُة بإطنان جبال الشوق وتلال الحنان وهضاب المحبة وسهول سيول الدموع وصمت رقرقتها في المآقي... وهي تعتب على ذاك جري مضي الساعات في أيام بقائها القصيرة الأمد.. كركضة البريد الشهيرة...فقد سرقت منا مريام زمن الفرح بلقائها..بوجودها بيننا... ولكن بنغمة وداع ثقيل الوطأة... لإننا نعلم جميعا موعد رنين اجراس مغادرتها وعودتها لعش أبيها
أي عناء وإي ضنك وضناء كان يغلُف ثواني كل يوم نبتهج بسرورية وجودها معنا.. يالبهاء الإيام بوجودك يامريام...أيُ رحيق لعطرك الفوُاح سيغادرنا؟ كيف ستتحمل قلوبنا لظى فراقك الناقوسي؟ كم سنة وسنة وسنة ستمرُ بإيامها ولياليها وساعاتها وثوانيها وئيدة وئيدة وإنت لاتقوى يديك الصغيرتين وثغرك البسام على التلويح بوداعنا مبتعدة عن نواظرا تمنت الإختباء تحت بسمة من بسمات فرحك الجذول بنا؟ كيف لاتستوحشك عيوننا ولاتلجأ للتقّرح جفوننا؟ آه... كم نسائم على الذات هبُت بطلُتك .. وكم عواصف تقمصت زي الفراق وعواطف إنهمرت كشلالات دموع مدرارية العلقم بالمذاق..
إختر أيُها القلم لا القلب الكتوم، ماشئت...سطّر ماتريد إحفر في تلافيف فؤادي بمنجل وداعها ،حرثك المطلوب...ولكن لاتجعلني سطرا في تمتمات وداعها المحتوم..لإن ليس لي قلبا يحمل قالبا للتحمل يتوصف بكونكريت مواد البناء..فقد هشُمت امام نواظري ،مريام غصن وداعها فلم يكن غصينهاإطروحة بسمة وداعي المخادعة...فبإي إنشودة لمفردات الوداع والتلويح والقشفات والابتسام والدموع والضٌم أتعلق؟ اي تراث عراقي صدوق الحزن أقلُب مواجعه يواسيني؟
للعطار متى الجيه؟ أو لفؤاد ودعونه؟ أم أم؟ وكل تراثنا أحزان غامقة الإنفراج!ولاول مرة أرى طفلة إسمها مريام بوداعتها تتقمص زي وردة تهشُم غصن وداعها بوداعنا تاركة لنا مسراتا بحبورها وتحسراتا لفراقها وآنينا لذوبان مشهد ولوجها بهو مطار المغادرة متلاشية عن نواظرنا..وداعا ياكعبة بهجة الروح! كم بعدك للفرح تمر جنائزا وتنكتم زغاريدا وتشرع أوردة الجذل بالإنزواء خجلى من ذاك الوداع الابتهاجي لفراقك يا مريام.
عزيز الحافظ



#عزيز_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أي كرة قدم مجنونة شاهدنا في دوري الأبطال؟
- تلميذ عراقي يصوغ التراجيديا قلادة بشنق نفسه
- أزمة نفطية متقّدة بين المركز وأقليم كردستان
- اول الخناجر، البحرين تواصل منع التواصل الجوي مع العراق
- ماهي قنبلة عيد نوروز الكردية - العراقية في سنة 2012؟
- الطب الالماني يقّوم مجانا عمليات العمود الفقري لمواطني افقر ...
- ‏حالات موت سرطانية تقتل معلمات في مدينة الشطرة العراقية
- بالتمنيات سيصل منتخب العراق لكأس العالم
- عيد المرأة البحرانية،مزيد من الشهيدات المنسيات
- تراجيديا موت تلميذ ميساني في يوم آذاري
- نسائم إنثوية عراقية تختار الموت طوعا
- متى ستظهر ميركل عربية؟
- الكراهية لازالت؟ تقود الكويت لمنع دخول العراقيين أراضيها!
- أب كويتي يتبرأ من إبنه لمشاركته بتظاهرة بحرينية
- دعوة فاليرو لإلغاء عقوبة الإعدام في العراق
- طلاب كويتيون في إستراليا بسبب تظاهرهم مع البحارنة،معرضون للف ...
- أطلقوا سراح السلف من خزينكم أو منافعكم الإجتماعية
- المالية العراقية تسددّ ضربة للمجتمع بإيقاف السلف والقروض!
- جلالةملك البحرين ينال الحزام الاسود في... التايكواندو ماهداي ...
- لنجعل الحصة التموينية العراقية،إختيارية


المزيد.....




- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز الحافظ - للفراق مذاق آلمي علقمي... مريام