أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - اجرعام ساكورا - كيف يتعامل الاسلام مع السارق؟؟ الجزء الثاني..














المزيد.....

كيف يتعامل الاسلام مع السارق؟؟ الجزء الثاني..


اجرعام ساكورا

الحوار المتمدن-العدد: 3724 - 2012 / 5 / 11 - 20:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أتعجب كثيرا كيف يلقي البعض بجرائمه وبشائع أفعاله وسلوكياته الهمجية على آلهته.. حين يقتل ويذبح الآخرين والأبرياء و يقطع يد احدهم و يقول قال الاله وأمر الاله وهذه حكمة الاله.. و كأن الاله "ان كان موجودا" متعطش لرؤية الدماء والصراخ والألم و المفصيل و هي تبتر.. انا مندهش من سلوكيات و افكار المسلمين.. فهم لا يجدون أفضل من الاله ليبرروا باسمه وبأمره كل حماقاتهم وجرائمهم ومشاكلهم و تعطشهم للدماء.. و استغرب حقا كيف يصدق انسان سوي عاقل ان يصدر مثل هذه الحكم الذي تصفه غالبية البشرية بالهمجي و الوحشي و البدائي عن اله يصف نفسه في نفس الكتاب بالحكيم الرحيم و العليم الخبير؟؟
هاؤلا البرابرة لا يبحثون عن حلول حكيمة تنقد انسانا ما تدفعه الظروف القاسية لاقتحام ممتلكات الاخرين.. هاؤلاء لا يحاولون تفهم آليات الحياة والمجتمعات الأنانية التي تنتج انسانا ما لأن يكون ما يكون.. لا احد منهم حاول ان يتفهم كيف تفاعلت هرمونات واضطرابات الانسان النفسية بداخله حتى أنتجت لنا حالة ضعيفة مقهورة مضطربة.. لا احد منهم حاول ان يسمع صوت معدة الانسان الجائعة وصوت أبنائه المساكين الذين يعاتبونه على ما هم عليه وصوت طفلته الصغيرة التي ليست بحال جيدة وزوجته التي تريد ان ترحل عنه.. انهم لا يستطيعون تخيل احتمالات عديدة تدفع الانسان لما لا يرغب بالتأكيد أن يكونه.. انهم برابرة مغوغ و همج لا يقدرون محاولات الانسان العديدة لأن يكون فاضلا مستور الحال.. انهم لا يقدرون محاولاته التي فشلت مرة بعد الأخرى ليجد يده آخر المطاف في اغراض احدهم بالشكل الذي لا منطق فيه ولا حكمة..
هاؤلاء لا يمكنهم ايجاد الحلول الحقيقية حين تتغلب الظروف على إرادة الفرد الحرة و تتغلب على ظروفه و على مثاليات المجتمع وادعائاتهم بما يجب ان يكونه وان لا يكونه.. تلك المثاليات التي يجهضها بعض الواقع حتى يتخد الفرد قرارا صعبا.. فليس هنالك أصعب من أن تكون لصا في مجتمع مثالي يشنقك القلق في كل ليلة تحاول بها أن تسطوا على احد من افراد مجتمعك..

انا شخصيا اذا وجدت لصا في مطبخ المنزل وهو يفرغ محتويات الثلاجة في كيسه الاسود.. سوف اطرق عليه الباب ثلاث مرات حتى لا يفزع.. ثم استأذنه بلطف بالدخول و أضيئ له نور المطبخ.. و ابادره بالتحية ثم ابتسم واجعل ملامحي تفصح عن رغبتي في السلام وأخبره أن لا رغبة لي في أي صراع قد يؤذينا نحن الاثنين.. ثم ادعوه لشرب فنجان قهوة وتناول بعض البيسكويت.. ربما حينها سينظر الي بقلق وحيرة وخوف.. سوف اعذره لأنني اعلم ان أكثر الأشياء الغير المتوقعة هي أكثرها إقلاقا لنا.. فلا أكثر إخافة وبعثا للقلق من أن يدعوك صاحب المنزل الذي اقتحمت منزله الى فنجان قهوة و البيسكويت..
سوف ادردش معه قليلا و استمع الى قصته و الى طريقته الذكية في التسلل الى مطبخي و عندما الاحظ استقرار نفسه وأنفاسه وملامحه .. ابدأ انا بالتحدث له عن التاريخ الإنساني المليء بالصراعات والاضطرابات والشرور والاقترافات اللا إنسانية.. سوف أحدثته كيف انه إنسان نبيل مقارنة بالكثير من البشر و التاريخ يشهد على الإنسان الذي كان يقتل بلا سبب جدير.. و جعل من الآلهة سلاحا نوويا يقتل باسمه وينتهك حرمة الإنسان باسمه و يقطع يد الانسان باسمه.. سوف احدثته عن الشرور وكيف تخلق في نفس الإنسان.. و سوف احدثته عن الخوف والغريزة التي تتفاعل بداخلها ان لم تجد وعيا قويا يقاومها تصبح شرا.. سوف اعلمه كيف ينتشل نفسه و يكون نبيلا بين كل هذه الفوضى.. وعن الفرق بينه وبين من يدعون النبل.. اولئك الذين يشتمونه ويرجمونه ويلعنونه ويلعنون فعله و يقطعون يده.. سوف اخبره كيف يكون الفرق بسيطا.. وهو ان الظروف وتفاصيل الحياة التي وصل اليها و وصلت اليه لم تسمح له أن يكون في صفهم يرجم مع الراجمين ويلعن مع اللاعنين و يقطع مع القاطعين .. وكيف يكون النذل في غالب الحال إنسان لم يستطع ولم تسمح له الظروف على أن يكون بطلا كما يقول القصيمي..
سوف أخبره كيف يسخر من أولئك الذين يلعنونه لأنهم ليسوا اشرف منه.. سوف اخبره عن الطبيب الذي يتقاضى اجرا على مرض لم يعالجه.. و المحامي الذي يدافع عن قضية خاسرة.. و التاجر الذي يبيع بضاعة مغشوشة.. و المفتي الذي يبيع اكاذيب للمؤدلجين.. و القاضي الذي يساوم الانسان على حريته.. و عن الملك الذي يطلق اسم ظرائب على سرقاته و يستعمل جيشا من اللصوص في خدمته.. و هناك الكثير من الصوص المحترفين تلقاهم كل يوم و تقبل اياديهم و تحترمهم لانهم يسرقون برخصة.. و الذي يدفع ثمن كل هذه السرقات هو انت يا لص الطعام المسكين..

هناك حكمة في الأنجيل تقول " من لم يحمل منكم خطيئة فاليرجمني " وأولئك الوزراء و الملوك و الاطباء و القضاة الذين يقرؤون الجرائد الصباحية على ضوء الشمس و يمددون اقدامهم على وهج المدافئ.. و يتثائبون و يقرؤون العناوين في اشمئزاز.. لص سافل يسرق دجاجة هم في الحقيقة لصوص محترفون يرجمونك بخطاياهم.. هم يريدون تطهير أنفسهم بك.. هم يلمعون مظهرهم من خلال ظروفك.. هم يتسلقون عليك فكل من يلعنك دون أن يعيك ويعي حالك ويتفهمها يريد أن يقول " انا فاضل شريف وطاهر ونقي " ولا احد يا صديقي كذلك حتى انا الذي احدثك لست انسانا فاضلا..
و اراهن بانه سوف يبتسم و يشعر بالارتياح و سوف ينشرح صدره للانسانية أكثر وأكثر.. و قد تكتسي عيناه غلالة رقيقة من دموع الندم و الفرح.. و اخيرا سوف اخبره انه كما علي أن أتفهم حاله من هذه الأبعاد التي ذكرتها.. فعليه هو ايضا أن يتفهم حالي إن دافعت عن ممتلكاتي في المرة القادمة.. بل وان يعذر لي ان قاومته بالقوة الجسدية..



#اجرعام_ساكورا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاناشيد الديونيزوسية.. 1
- وداعا للكبت الجنسي يا مسلمين..
- كيف يتعامل الاسلام مع السارق؟؟ الجزء الاول..
- كلام عن العاهرات الشريفات..
- الاتكال على بركة السماء.. الجزء الثالث
- الاتكال على بركة السماء .. الجزء الثاني
- ألا يمكن للبشر أن يحتفلوا دون اقحام الصراع الميتافيزيقي في ذ ...
- الاتكال على بركة السماء


المزيد.....




- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - اجرعام ساكورا - كيف يتعامل الاسلام مع السارق؟؟ الجزء الثاني..