أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - مازن كم الماز - الحب و الجنس كدافع للمقاومة و التمرد















المزيد.....

الحب و الجنس كدافع للمقاومة و التمرد


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 3724 - 2012 / 5 / 11 - 16:13
المحور: العلاقات الجنسية والاسرية
    


الحب و الجنس كدافع للمقاومة و التمرد

إذا استبعدنا ما قاله فرويد عن أن الطفل يبدأ بممارسة أشكال بدائية طفولية من الجنس في سن مبكرة جدا , يجب علينا مع ذلك أن نعترف أن انفجار الغريزة الجنسية في فترة المراهقة تترافق مع أكبر ثورة في حياة الإنسان الفرد .. يبدأ الفتى أو الفتاة بالنفور أولا من أية سلطة , الأب , المعلم , ثم برفض واقع خضوعه لها و أخيرا يبدأ بمحاولة التمرد عليها , قبل أن يهزم طبعا غالبا بسبب اعتماده المادي على الأب المدجج بإرث هائل من ضوابط السلوك الأخلاقية و الدينية و السائدة , مع هذه الهزيمة يبدأ المراهق عملية تكيف جديدة مع أشكال السلطة التي لا يستطيع هزيمتها لكنه يستمر في محاولة مقاومتها , تنتهي بأن يخضع معظم الشباب ظاهريا لهذه السلطات بينما يواصلون محاولاتهم للإفلات من رقابتها كشكل أخير و ممكن للعيش على هواهم , ينتهي معظم الشباب أو الفتيات بأن يصبحوا "أفرادا ناضجين" , "جيدي التكيف" مع "المجتمع" , أي مع السلطات المتعددة التي تتحكم بحياتهم .. يبدأ الفرد بالتمرد غالبا دون أن يبحث عن أسباب عقلانية لثورته هذه , إنه لا يتمرد بعقله , بل بقلبه , بغريزته , إن أي شاب أو شابة هم ثائر بالفطرة , بالغريزة , و غالبا ما يواجهون تفسيرا سلطويا "ناضجا" و سائدا للعقل الذي ينصحهم بالاستسلام للواقع و لمن يسيطر عليه و يحدثهم عن لا جدوى المقاومة الفردية أو حتى الحلم الفردي .. لا شك أن كل إنسان عقلاني في حياته الخاصة حتى لو رفض أن يسمي نفسه عقلانيا , لا يوجد إنسان يقترب من النار مثلا مهما كانت درجة إيمانه بقصة النبي إبراهيم , لن تجد أحدا من أشد المؤمنين بالديانات الإبراهيمية الثلاثة مستعد لأن يفعل هذا أبدا , كل إنسان عقلاني أيضا في سلوكه بمعنى أنه حتى لو اعتقد أن الله هو من يرزقه فإنه مع ذلك سيبحث عن رزقه في محيطه و لن ينتظر رزقه من السماء , لكن على الصعيد "الفكري" المعلن , ما نقوله عن أنفسنا , فإن قلة من الناس ربما تقول عن نفسها أنها "عقلانية" رغم أن هذا لا يعني أن من يعتبر نفسه مضادا أو رافضا للعقلانية أنه مستعد للاقتراب من النار أو الجلوس في البيت انتظارا لرزق السماء , بل إنهم عادة ما يكونوا أكثر "عقلانية" أو "مادية" في هذه الأمور ممن يسمون أنفسهم "عقلانيين" , إنهم عقلانيون جدا بنفس مفهوم العقل الذي يخاطب به الكبار المدجنون الشباب المتمرد و الرافض لواقعه , إنهم عقلانيون جدا بنفس منطق العقل الذي يخاطب فيه أزلام أو منظرو الاستبداد ضحاياه , هناك إذن عقل استبدادي أو عقلانية استبدادية عبر عنها هيغل بشكل رائع عندما قال أن كل ما هو موجود فهو منطقي و عقلاني و هناك عقل متمرد , عقل ثوري , يرى لاعقلانية الواقع و يرفضه لذلك و يسعى لتغييره .. رافضو العقلانية الثورية المتمردة هم عقلانيون من النمط الأول , و هم عادة الذين يقدمون النصائح للشباب و غيرهم من المتمردين بالتعقل و الخنوع .. لا يصبح الإنسان متدينا أو غير متدين لأسباب تتعلق بالعقل غالبا , بل لأسباب تتعلق بظروف محيطه و درجة تكيفه أو خضوعه لهذا المحيط , الدين هو أكثر الإيديولوجيات رسوخا و سلطوية ( رغم أن الستالينية و العنصرية و الفاشية مثلا أثبتت أنها قد تنافسه في هذا ) و الذي يشكل اللاصق الذي يجمع كل السلطات و التابوهات و أشكال الاضطهاد معا ... هنا لا يجب النظر إلى التدين على أنه قضية سلبية بالضرورة , قد يكون التدين في مواجهة سلطة شمولية "علمانية" أو معادية للدين تعبيرا عن الاحتجاج ضدها , تماما كما أن رفض مظاهر التدين الخارجي الشكلية مثلا عند الشباب السعودي أو الإيراني أو الأفغاني هو تعبير عن احتجاج أعمق على مجمل السلطة القائمة نفسها .. الأكيد أنه حتى في أكثر المجتمعات محافظة و سلطوية أو شمولية ( لا أقصد بالمحافظة المحافظة الأخلاقية بل المحافظة على الواقع القائم سواءا كان محافظا أخلاقيا أم لا ) , يبقى الشباب بثورتهم الغريزية أحد أهم مشاكل هذه المجتمعات , في هذه المجتمعات حيث تفرض أشكال محددة لممارسة الجنس و الحب ( في المجتمعات المحافظة أخلاقيا قد يعتبر الحب نفسه ظاهرة لا أخلاقية و يعاقب عليه بشدة , خاصة الأنثى التي تمارسه مع ذكر "غريب" , أما الجنس فيحصر بالبغاء إلى جانب الأسرة الأبوية الصارمة ) , حتى في أكثر المجتمعات انغلاقا و شمولية حيث السلطة لا إنسانية بشكل متطرف , يبقى الحب و الجنس حافزين قويين على التمرد و المقاومة , تبقى السيطرة على الشباب و تدجينهم عقدة حقيقية لاستمرار و بقاء السلطة و الوضع القائمين .. تحدث واضعو مدارس التحليل النفسي عن الجنس باستفاضة كقوة مركزية في الوعي الإنساني بالنسبة لبعضهم , و عن غرائز عدة مرتبطة به أو تتفرع عنه , كعقدة أوديب مثلا و غيرها , و تحدثوا عن غرائز البقاء و الموت , لكنهم لم يركزوا على الجنس كغريزة مقاومة أو تمرد , رغم أني أظن أن الجنس و تساميه ( وفق التعريف الفرويدي التسامي هو عملية تحول الليبيدو إلى مشاعر أو أفكار تبدو سامية و فوق مادية ) أي : الحب , هي غرائز أساسية في خلق التمرد في الفرد و حتى في الجماعة , لا شك أن تحرير الجنس و الحب كجزء أساسي مكون للإنسان من السلطات التي تقمعه و تجيره لصالح القمع الاجتماعي السياسي العقلي السائد قد تأخر لسبب مهم هو الفارق الكبير بين عوامل و أهداف التمرد الفردي و الجمعي , فإذا كان الجنس أو الحب يحتل مكانا بارزا في الأول فإنه يحتل مكانة متأخرة في الثاني , فقط عندما يقترب الاثنان أو عندما يصبح التحقق و الانعتاق الفرداني لكل فرد هو الهدف الأول لكل فرد في المجموعة البشرية , عندما يصبح الانعتاق الفردي و الجمعي متطابقين , سيصبح الحديث عن تحرير الإنسان جنسيا ممكنا , و يبدو أن هذا ما كانت البشرية تسير نحوه باضطراد منذ بدأت مغامرتها الكبرى على هذه الأرض , إن هدف كل فرد من المجموعة الإنسانية كان في الواقع تحسين ظروفه الخاصة و تحسين وضعيته كإنسان , كفرد , هذا كان الدافع وراء الصراعات التي خاضها البشر ضد سادتهم منذ فجر التاريخ الذي اقترن بظهور الاضطهاد و السلطة ... لا شك أن تحرير الإنسان من اضطهاد و استلاب المجتمع الطبقي القائم لا يمكن أن يكون كاملا دون تحريره جنسيا , دون تحرير الجنس و الحب من اية سلطة فوقه , غير سلطة الشخصين اللذين يقرران بحرية و طواعية كاملة , بما في ذلك بعيدا عن العوامل و الاعتبارات المالية مثلا و الأخلاقية السائدة , شكل علاقتهما ببعض

مازن كم الماز



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من نقد الفوضوية إلى تبرير الليبرالية : سجال مع وسام سعادة
- عندما يتصرف الجنود كبشر و ليس كآلات للقتل
- تكتيكات اليسار و الثورات العربية
- تعليق على مقال خالد عودة على الإخوان أون لاين : إنهم يكذبون ...
- إلى الرفاق الاشتراكيين الثوريين في مصر : ملاحظة سريعة على مش ...
- أخطاء فؤاد النمري التاريخية
- حان الوقت لكي نقول ما نرى
- عندما اتفق ابن رشد و الغزالي
- مصير الربيع العربي قد يتقرر في إيران أو السعودية
- إلى الصديق محمد عبد القادر الفار
- دفاعا عن القرامطة و المجوس , و عن الثورة السورية
- الحزب و الطبقة للشيوعي المجالسي الهولندي أنطون بانيكوك 1936
- النضال في سبيل الإدارة الذاتية : رسالة مفتوحة إلى الاشتراكيي ...
- أفكار عن الإله لمارك توين
- أي نوع من الديمقراطية يحتاجها العالم العربي ؟ للرفيق الأنارك ...
- الدين - الإيديولوجيا - السلطة
- الإيمو ظاهرة احتجاجية
- مستشفيان يونانيان تحت سيطرة العمال
- مجموعة أناركية ( لا سلطوية ) لا طليعة لينينية للأناركي الأمر ...
- عام على الثورة السورية


المزيد.....




- تدريب 2 “سياسات الحماية من أجل بيئة عمل آمنة للنساء في المجت ...
- الطفلة جانيت.. اغتصاب وقتل رضيعة سودانية يهز الشارع المصري
- -اغتصاب الرجال والنساء-.. ناشطون يكشفون ما يحدث بسجون إيران ...
- ?حركة طالبان تمنع التعليم للفتيات فوق الصف السادس
- -حرب شاملة- على النساء.. ماذا يحدث في إيران؟
- الشرطة الإيرانية متورطة في تعذيب واغتصاب محتجزات/ين من الأقل ...
- “بدون تشويش أو انقطاع” تردد قنوات الاطفال الجديدة 2024 القمر ...
- ناشطة إيرانية تدعو النساء إلى استخدام -سلاح الإنستغرام-
- شوفوا الفيديو على قناتنا وقولولنا رأيكم/ن
- دراسة تكتشف سببا غير متوقع وراء الرغبة الشديدة في تناول السك ...


المزيد.....

- الجندر والجنسانية - جوديث بتلر / حسين القطان
- بول ريكور: الجنس والمقدّس / فتحي المسكيني
- المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم / رشيد جرموني
- الحب والزواج.. / ايما جولدمان
- جدلية الجنس - (الفصل الأوّل) / شولاميث فايرستون
- حول الاجهاض / منصور حكمت
- حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية / صفاء طميش
- ملوك الدعارة / إدريس ولد القابلة
- الجنس الحضاري / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - مازن كم الماز - الحب و الجنس كدافع للمقاومة و التمرد