أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - ثلاثُ أسئلة,السؤال الأول














المزيد.....

ثلاثُ أسئلة,السؤال الأول


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3724 - 2012 / 5 / 11 - 11:24
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


سألتني أمي 3ثلاثُ أسئلة تحيرها ,اثنان منهما دينيان عن دين إبراهيم والصلاة الإبراهيمية وسؤال آخر عن ألمها ومفاده:لماذا لا تأتين الآلام والأوجاع إلا في الليل؟.
99% من الناس لا يتذكرون آلامهم ولا أوجاعهم إلا إذا أسدلَ الليلُ ستائره عليهم ,ويتذكر الإنسان آلامه في الليل ولا يتذكرها في النهار لأن النهار بالنسبة للإنسان مصدر عمل فينشغل الإنسان في عمله وينسى كل ما به من أوجاع,وانفردت رسائل الماجستير والدكتوراة في أغلب الجامعات العربية رسم صورة الليل في أشعار كثيرٍ من الشعراء والكل توصل إلى نتيجة واحدة وهي أن النهار مصدر عمل وانشغال عن الألم أما الليل فلا أحد يعمل به في تلك السنين الخالية لذلك كان المغنون والمطربون والجواري والشعراء يغنون في الليل على الليل فلم نسمع موالا يقول(يا نهار يا نهاري) بل الكل يقول(يا ليلي يا ليلي )أو(يا سواد ليلي) , كان يعيش الإنسان في النهار ذليلا مذلولا وفي الليل يعيش مهموما ويبات متألما ومهموما ويبكي في الليل على آلامه وأحزانه وفي النهار لا يسمع له صوت لأنه يبقى يداري طوال النهار أحزانه في العمل وينساها في الزوايا من خلال الدردشة مع المجتمع المحلي فتكون التسلية عن الآلام هي التي تؤدي بالإنسان بأن يسلو أحزانه وآلامه,كان النهار مصدر عمل ونسيان للهموم وللأوجاع وكان الليل مصدر ألم, وغالبا ما يكون الإنسانُ متعبا مقهورا من كد العمل والإرهاق ولذلك يبقى جسمه وتبقى أعصابه مخدرة من كثرة الألم بسبب الشقاء وحين يكف الشقاء يده عنه يعود الإنسان فيصحو من سكرته حين يجلس في الليل فيتذكر آلامه وأحزانه فيبدأ بالحزن والصراخ
.

ومع مرور الزمن أصبحت آلام الإنسان موالا وعتابا وتصببا يطرب لها المطربون ويصدح لها أصحاب الأصوات الجميلة وهم يصرخون :يا ليلي يا عيني ..أوف أوف .

فمن المعروف علميا أن الإنسان يخرج الهواء المحتجز برئتيه من شدة التعب مع ضم الشفتين فتخرج منه كلمة أوف أوف أف ..
ومع مرور الزمن أصبحت أوف أيضا مركزا لانطلاق المواويل الشامية الحزينة والتي خرجت من العراق والشام وتطورت بمصر .

يقول عباس محمود العقاد في إحدى مقالاته أن كلمة يا ليل يا عين أو موال يا عين ياليل يعود بالأصل لصرخة جارية عربية كانت تعشق رجلا عربيا يقال أنه سيدها وكان يضربها وذات يوم ضربها على عينها فأخذت تصرخ وتقول :يا عيني يا عيني يا عين...

على أن أصول البحث العلمي لا يمكن لها أن تثبت صحة هذه الرواية فالأصل في كلمة يا ليلي يا عيني يا عين ...أو ...ا ليلي يا ليلي يا ليل ..تعود إلى كثرة التأسي في الليل وخصوصا تأسي العاشقين به وسهرهم وحلمهم بمعشوقاتهم وكذلك تعود كلمة يا عيني يا ليلي يا ليل ...إلى مدى معاناة الإنسان أثناء النهار وتعبه وكده قبل أن تظهر الآلة وتريح الإنسان من التعب وتحرره من عبودية الشقاء والإرهاق .

إن تعب الإنسان أثناء النهار يجعله يتألم منه ليلا فلذلك ارتبط النهار بالحركة والليل بالسكون وتذكر آلام النهار .
فحين يتحرك الإنسان في النهار ويمشي فإنه ينسى تعبه وشقاؤه ولا يتذكره إلا ليلا فيصرخ في الليل من آلام النهار .
فمثلا لإثبات ذلك : لا نسمع مطربا يتجلى وهو بتصبب طربا ويقول : يا نهار !!!!!

فكلمة النهار غير مذكورة في الآداب الشعبية كرمز للتألم لأن تألم الإنسان يبدأ في الليل والإحساس به يبقى متيقظا طوال الليل حتى بزوغ الفجر وفي النهار يسير الإنسان في عمله وفي الطرقات دون أن يتذكر الآلام الحزينة ولكنه يتألم غير أنه لا يوجد متسع للبكاء على الآلام إلا في الليل .

ومن ناحية علمية تزداد آلام الإنسان في الليل وتخف في النهار نظرا لعوامل وظروف فزيولوجية ناتجة عن عوامل مناخية تعلق بالمد والجزر والقمر والشمس ...إلخ .
لذلك غنى الإنسان :يا ليلي يا عيني يا ليل..يا ليلي يا ليلي يا ليل ..اليل يا ليل يا ليل يا ليل.... يا ليلي يا ليلي ياليلي يا ليل ...إلخ
حتى أن معشوقة مجنون ليلى من المحتمل أن يكون اسمها رمز للعناء أثناء الليل فالذين سموا بناتهم ب(ليلى) سموها كناية عن ألم الحب والعشق طوال الليل حين يتألم العشاق ليلا .
فالنهار أو في النهار كان يشعر ألإنسان بذله للآخرين ولكن لم يكن لديه وقت ليتذكر ذلك إلا حين يجنُ الليلُ عليه وفي الليل كان يشعر بألم النهار وبألم الذل فيعيش الإنسان في النهار مذلولا وفي الليل مهموما.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بشار بن برد شهيد الحرية
- نكاح الوداع الأخير
- طفولة الإنسان الطويلة
- بين الأخلاق والتكنولوجيا
- دموعنا
- التحول إلى الديانة اليهودية
- دعاء النبي عن العلم الذي لا ينفع
- يا ليت أنني لم أتثقف
- عندي معلومات خطيرة
- أمة كلها دجل
- هكذا أنا
- الله والعتال والبغل
- القطة تعرف الحلال والحرام
- الخنزير حيوان نافع للبيئة
- أنواع العقول
- الموت ليس خبرا سيئا
- الهروب إلى الخالق
- ماذا سيتبقى مني
- صورة المرأة المسلمة في الدنيا والآخرة
- لو يصبح العرب مثل داروين


المزيد.....




- لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م ...
- توقيف مساعد لنائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصا ...
- برلين تحذر من مخاطر التجسس من قبل طلاب صينيين
- مجلس الوزراء الألماني يقر تعديل قانون الاستخبارات الخارجية
- أمريكا تنفي -ازدواجية المعايير- إزاء انتهاكات إسرائيلية مزعو ...
- وزير أوكراني يواجه تهمة الاحتيال في بلاده
- الصين ترفض الاتهامات الألمانية بالتجسس على البرلمان الأوروبي ...
- تحذيرات من استغلال المتحرشين للأطفال بتقنيات الذكاء الاصطناع ...
- -بلّغ محمد بن سلمان-.. الأمن السعودي يقبض على مقيم لمخالفته ...
- باتروشيف يلتقي رئيس جمهورية صرب البوسنة


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - ثلاثُ أسئلة,السؤال الأول