أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عادل الخياط - في العراق الديمقراطي الجديد لا يُوجد عُمال !















المزيد.....

في العراق الديمقراطي الجديد لا يُوجد عُمال !


عادل الخياط

الحوار المتمدن-العدد: 3724 - 2012 / 5 / 11 - 11:23
المحور: كتابات ساخرة
    


في العراق الديمقراطي الجديد لا يوجد عُمال , لا يوجد فلاحين , لا يوجد مهندسين , لا يوجد أطباء , لا يوجد فنانين ولا أدباء ولا ... تلك حقائق وليس سرد فنطازي , والواقع المُعاش هو الذي يُبرهن ذلك وليس نحن , نحن مجرد حمام زاجل إخترع لنا فُلان من الناس تلك الشبكة المغزلية لنصارع من خلالها أولئك الموبوؤن الذين يُزيفيون حقائق الواقع والتاريخ .

بالنسبة للعمال ما دمنا في شهر عيد العمال العالمي سوف ندع الحديث عنهم بعد حين .. طيب : ماذا عن الفلاحين في العراق الجديد ؟ لا يوجد فلاحين في العراق الجديد , كيف ؟ وماذا عن أنواع الخضار التي تضج بها الأسواق ؟ قالوا إن تلك الخضار إستيراد ! إستيراد , ماذا تعني إستيراد , حتى خضرة " الرشاد " أيضا إستيراد , فيرد صوت بالقول : الرشاد والفجل والحلبة والكرفس وغيرها كلها إستيراد , عجيب , يا سبحان الله ! طيب , ماذا عن الفتيان الذين يبيعون الـ " خس " على الطرقات الموصولة بين المُدن ؟ فيقول : الخس فقط , هل ترى فتيانا يبيعون بقية الخضروات غير الخس ؟ لا , الخس فقط , : إذن الخس فقط , وللعلم خس غير موثوق به . وتتساءل : لكني شاهدت بعض الناس تشتري منه . : محتمل , لأن سعره رخيص .
فما هي المشكلة , تساءلت في القرارة , ما هي المشكلة , لماذا لا توجد أو تُزرع الخِضار في العراق الديمقراطي الجديد ؟ فيتردد صوت في الدخيلة : هل أنت جدي في تساؤلاتك , ألا تنظر النهر ؟ نظرت النهر , فإذا به مياه زرقاء راكدة تُعشش فيها الطحالب ! ويتواصل التساؤل : لماذا المياه راكدة زرقاء , لماذا تعشعش فيها الطحالب , لماذا متوقفة عن السريان , أين الدهلة , دِهلة العنبر - , أين مزارع الرز , أين سمك الشبوط والبني والكطان و .. أين .. فيُجيب صوت : يا سيد أي مزارع رُز وأية دِهلة وأي .. ؟ّ هل سمعت بالروافد التي سُدت من قِبل جارة البلاء الأزلي " إيران " , هل سمعت بالتصحر الذي يستشري في أرض السواد ؟ هل سمعت عن " حية سيد دخيل " التي قتلت عشرات الناس البُسطاء , ومسؤولي المجالس والحكومة يحكون - من الفِعل "يحك " - أفخاذهم تيمنا ألا تطال " حية سيد دخيل " خصيانهم لتلفظهم إلى العدم !!.. هل تمتلك معلومة عن مغزى " أرض السواد " أرض الخضرة والبساتين .. لقد تصحرت أرض السواد , تصحرت وغزتها الأفاعي والديناصورات البشرية المنقطعة عن الحس الإنساني , فدعني أسكر فـ العراق مملوء بالليل , فكيف تعاتبني كيف أتوب ( مقطع شعري للنواب مع بعض التحوير )

ولنقضم سلسلة التخصصات - المِهن الممسوخة - , فإن لم نفعل , فلن ننتهي من هيوج المسخ في العراق الديمقراطي الجديد إلى أجل غير مُسمى كما يُقال !.. لكن لنحيد نوعا ما ونرضخ لذلك الجبروت الذي فُرض على آلية الحياة العراقية .. نرضخ لنتناول التخصص الإعلامي , وعند ذاك لا بد لنا من اللطم , ولطم غير طبيعي , لطم شاذ عن جميع لطميات هذا الكوكب , لطم يتجاوز حتى لطم تراتيل الطف والغدير المترعة بالفجيعة أزلا وأبدا !! فهذا الصنف أولا وأصلا إنه مُسيس , وثانيا إنه لا يمتلك أية ميكانيكية في رصد الواقع المزري على المستوى الشعبي والحكومي , وطبعا نتيجة النفوذ السلطوي , لنقرأ هذا التقرير الصحفي عن هذا السلخ والصادر من أحد المنظمات الإعلامية وفق الـ BBC :


" منظمة غير حكومية: العراق من اسوأ دول العالم في حرية الصحافة

تعامل قوات الامن الصحفيين معاملة مفجري السيارات
قالت منظمة غير حكومية عراقية ان العنف ضد الصحفيين والقيود على الاعلام زادت في العراق العام المنصرم واعتبرت البلد من بين الاسوأ في العالم في حرية الصحافة.
وعشية اليوم العالمي لحرية الصحافة، اعرب مرصد الحريات الصحفية عن قلقه من الاعتقالات التعسفية والقيود على العمل والتحرك والهجمات على الاعلاميين، احيانا من قبل قوات الامن.

وكان مراسل لقناة الرشيد الفضائية اصيب اصابة بالغة مساء الثلاثاء عندما انفجرت قنابل الصقت بسيارته.
وقالت المنظمة غير الحكومية ومقرها بغداد: "وثق مرصد الحريات الصحفية زيادة واضحة في اعمال العنف ضد الصحفيين والاعلاميين والقيود المفروضة على عملهم".
واضاف المرصد: "تقدمت الحكومة بعدة قوانين تهدد بتقييد حرية الصحافة واستخدام الانترنت وحرية التعبير بشكل عام".
وقال المرصد في بيان له ان قوات الامن العراقية تتعامل "مع الصحفي الذي يحمل الكاميرا بالطريقة ذاتها التي تتعامل بها مع من يحملون قنابل او اسلحة غير مرخصة".
وسجل المرصد بشكل موثق 84 حالة منعت فيها قوات الامن التغطية الصحفية، و43 حالة منعوا فيها الصحفيين من التحرك بحرية و12 حالة صودرت فيها الكاميرات او دمرت.
وياتي العراق في الاغلب في ذيل قائمة ترتيب الدول من حيث حرية الصحافة.
وجاء ترتيب العراق على مؤشر حرية الصحافة لعام 2011-2012 الذي تصدره منظمة صحفيون بلا حدود رقم 152 من بين 179 دولة، متراجعا 22 مرتبة عن العام السابق."

طبعا هذا أسلوب مُهذب في عملية الرصد , أما الحقيقة فهي أشد دموية , فلقد أُعتقل الصحفيين ومورست بحقهم جميع ضراوات الفتك والإهانة في أحداث تظاهرات ساحة التحرير , إلى أن وصلت الذروة في الإغتيالات المنظمة بالكواتم , وهادي المهدي نموذجا.. فهل ستكون لنا عودة مع أولئك الموتورين الذين حولوا العراق إلى فراسخ بلا مديات لأفخاذهم النتنة !

ثم نطيح على الجوهر , جوهر الموضوعة - العُمال - ولن نشط في تحديد ماهية العامل من خلال الأمثلة الواردة : فالفلاح عامل والصحفي عامل والأديب عامل وغيرهم , يعني من الممكن تطويع اللُغة حسب السرد وليس على معايير مفاهيمية محددة .. ولو تتناول الموضوع من بُعد مفاهيمي , فالواقع العراقي يقول إنه بالفعل لا وجود للعمال في العراق , في العراق الجديد يُوجد حرفيين نعم , يُوجد بائعين متجولين نعم , يُوجد أصحاب محلات تصغر وتكبرحسب الحاجة نعم , أما عُمال يعملون في مصانع عراقية تنتج مادة ما فلا أعتقد ذلك . وعدم الإعتقاد متأت من أنك لو سألت صاحب محل ما عن حاجة ما فكل الحاجيات هي ماركات غير عراقية , إلى درجة أنه حتى الكويت تُصدر مُعلبات من كل الأصناف للعراق , أيها العراقيون إصحو , الكويتيون يُصدرون لكم المعلبات . ففي أي مُنحدر يُقاد هذا البلد ! أعتقد الناطق بإسم الحكومة العراقية " الدباغ " قد عبر حرفيا عن هذا الواقع عندما قال : العراق ليس بحاجة للصناعة والزراعة , لأن النفط يكفيه لسد حاجاته !!!
أو , الجواب الذي يصدر من مهندسة عراقية تعمل في مصنع الغزل والنسيج في مدينة الناصرية منذ الثمانينات سيكون هو البلسم , تقول هذه المهندسة أن إنتاج معمل الغزل والنسيج من البطانيات والملابس في حقبة الثمانينات كان يحتل مرتبة متقدمة شرق أوسطيا , أما اليوم فالمعمل مُتوقف , ورغم توقفه فإنه يصرف رواتب للموظفين العاملين به !!
أيها العالم تلك الظلال لا حيز لها حتى في منحدرات العالم السفلي !



#عادل_الخياط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السيد - رئيس الوزراء - مُغرم بالعشائر !
- عذبني غِريد الجنوب - فؤاد سالم -
- الحوار المتمدن - موقع يساري وليس بطرياركي.
- هل يفهم - البابا بنيديكت - الماركسية لكي ينتقدها ؟
- شبيحي ويكتب في الحوار المتمدن - نشاز -
- هزُلت ورب الكعبة !
- رسالة إلى -شمران الحيران-
- هل الشيوعيون العراقيون أغبياء ؟
- علي الأديب - والإسترخاء التعليمي !
- المالكي أيضا يمتلك كُتابا ساخرين , ولكن ؟!
- هل العراق دولة فاشلة ؟
- جلسة طارئة
- شبيهة - بُثينة شعبان - في فيلم MASH !
- هواجس سرقة فاشلة
- رؤيا فيلم ( The Dog ) و - بشار الأسد -
- رحيم الغالبي , رحيل أحد شهود تاريخ الشطرة
- العِقال البلطجي
- - سلام عبود - تحت أطنان التناقضات - ج 3 -
- سلام عبود - تحت أطنان التناقضات - ج 2 -
- - سلام عبود - تحت أطنان التناقضات - ج - 1 -


المزيد.....




- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عادل الخياط - في العراق الديمقراطي الجديد لا يُوجد عُمال !