أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - شهلا کعبی - حرية المراة في المجتمع الاهوازي... الي اين!















المزيد.....

حرية المراة في المجتمع الاهوازي... الي اين!


شهلا کعبی

الحوار المتمدن-العدد: 3723 - 2012 / 5 / 10 - 15:26
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


تعتبر حرية المراة احدي البوابات الريسية نحو دخول مجتمع مدني و متطور تتحکم فيه العلاقات الانسانية. و لا يمکن لاي جماعة ان تكون تحررية و تقدمية و مهتمة بحقوق الانسان ما لم تصادق علي موضوع حرية المراة. فالمجتمع البشري ليس الا اجتماعا من النساء و الرجال( و ما يجد هناک ثالث) اذن کيف يمکن ان ندعي بتفهمنا لاحلي القيم الانسانية کالعدل و المساواة طالما موضوع المراة لم يترصد بعد سلم اولوياتنا. و کانما هناک اجماع علي عدم النقاش ام الاختلاف في هذا الامر.
اجل نظرة سريعة علي المجتمع الاهوازي تبين لنا ان نسبة غير قليلة من نخبنا لا تمتلک روية شفافة و صريحة اتجاه تحرير المراة و مساواتها بل علي الارجح تتراوح مواقفهم مابين التاييد اللغوي و الرفض العملي.و بالطبع هذه التناقضات غير قادرة علي تغيير واقع المراة. فالتغيير لا يحصل عبر النيات و الافکار و حتي الاقوال .بل بالعکس البيئات التقليدية تتاثر من ابسط الامثلة العينية اکثر من تاثرها من الاقوال الحکماء. و بالنسبة للعوام فما تراه عيونهم و ما تسمعه اذانهم يوثر فيهم اکثر من الافکار البحتة. و حتي للنخب ايضا الامر کذلک فاذا بقوا علي مسافة بين افکارهم و افعالهم، رويدا رويدا ستتاثر افکارهم من افعالهم و يصبحون هم من مروجين التخلف دون ان يعلموا او يحسوا بهذا الشي.
و خير دليل علي هذا الشي هو الخطاب الرجولي الذي بين الحين و الاخر يجري علي لسان بعض النخب. هذه الخطابات و الکتابات في كثير من الاحيان تتجاهل العنصر النسائي للمجتمع وفي شکلها و مضامينها و کلماتها تكرس اكثر و اكثر الثقافة الرجولية في المجتمع.
طبعا اننا ما نلوم الطبقات الاقل تعلما من مجتمعنا علي حمل فکرة دونية المراة. فهولاء الافراد نشاوا و کبروا علي هذه الفکرة دون ان تتسني لهم فرصة التعرف علي حياة تکون المراة فيها محترمة و متساوية القيمة کالرجل. لهذا يمکننا استيعاب مواقفهم. و اکثر من هذا فموقف هذه الطبقة اتجاه المراة واضح و شفاف جدا و بشفافيتهم هذه يسهلون عملية التعامل بينهم و بين الاخرين. فحجم خطورتهم مکشوف.
اما المصيبة الاعظم تقع عندما الطبقات الاکثر وعيا من المجتمع تمارس احيانا نفس السلوکيات و التعاملات اللاانسانية اتجاه المراة .
ففي الحديث عن تحرير المراة من العبوديه و الاستغلال، غالبا ما قسم کبير من المتعلمين يدعون بقبولهم لحقوق المراة و حرياتها.لکنهم في الواقع غير قادرين و کذلک غير راغبين علي اتخاذ ابسط خطوة نحو تحرير المراة او حتي القبول بالمراة متساوية القيمة مثلهم. ففي عقلية هولاء الدعاة، المراه الحرة ايضا ليست الا دمية حديثة (نوع اخر من الدميات) يتفاخرون بها امام الاخرين (فانها من صنعهم). و کانما حديث المراة الحرة کذلک يکون جزء من تمثيلية نخبنا و لا اکثر.
اجل نظرة بسيطة جدا علي حاضرنا الراهن و مستوي التعاملات فيه يبين لنا بان نخبتنا علي الارجح تکون نخبة غير مثقفة التي رغم كل ادعائاتها التقدمية مازالت ترفض الوقوف في وجه الاعراف المنسوخه و الرجعية دفاعا عن حرية المراة.
اذن نتسائل اين هي المشکلة ؟ امشکلتنا تکون في جهلنا عن مفهوم حقوق المراة ام اننا نخاف تطبيق ما نعتقده ؟او بلاحري ما نتفوه به فاذ کنا بمستوي الايمان فما ترددنا بدعم هذه الحقوق علي ارض الواقع.
برايي انا ان السبب الرييسي في عدم حدوث اي تغيير جذري في واقع المراة يرجع الي الروية الغير متکاملة و کذلک السطحية الموجودة في المجتمع. فبالنسبة لکثير من الافراد، مسئلة حقوق المراة و حرياتها تتوقف عند مستوي حذف بعض السلبيات و التظاهر ببعض مظاهر الحداثة. لهذا من البديهي ان لا يحصل اي تغيير في واقع المراة، فهذا السقف غيرعادل و کذلک غيرصالح ليسبب تغييرا في وضع المراة . فاحترام انسانية المراة لا يتخلص في لغة حوارنا مع المراة او رويتنا التحررية اتجاه بعض الاشياء بل انها تتجاوز هذه الروية السطحية الي ما هو اعمق من ذلک و هو ان نتقبل فکرة مساواة المراة من حيث القيمة الانسانية و بالتالي الحقوق. فحينما تتجذر فينا فکرة مساواة المراة آنذاک يبقي من الصعب علينا ان نضحي بحرية المراة و كرامتها دفاعا عن الاعراف المنسوخه و الافكار الرجعية.
فلاي انسان عالمه و احلامه و قيمه الخاصة و ليس من الانسانية ان نقضي علي هذه الاحلام و الطموحات باسم العرف و التقاليد ام الدين. فکل المکاتب الفکرية و کذلک الدينية جائت لمساعدة الانسان و تنويره و لا لحبسه في اطار محدد.و اذ کانت غير ذلک فانها تکون في موضع شک و لا يجوز ان نشكك بابسط حقوق الانسان باسم العرف و الدين.
فعلي سبيل المثال قبل اسابيع طرحت في مصر (و کذلک عرضت علي البرلمان من قبل بعض النواب السلفيين) بعض الفتاوي حول حق الرجل في معاشرة زوجته المتوفاة (جماع الوداع )خلال الساعات الاولي علي وفاتها! هذه الجماعة ايضا استندت الي قرائاتها الدينية و اجتهادات علمائها للدفاع عن هذا الطلب! اذن هل يجوز ان نفکر او حتي ندخل النقاش في هذا الطلب بحجة الدين. و طبعا الاسلام بريئا من هکذا تفاهات و هذه الامور و الاراء لا تاتي الا من مرضاء نفسيين.
.لهذا في ظل هذه التناقضات وامکانية التحايل علي اي شي غير عقلي لا يبقي امام المراة و کذلک الرجل طريقا سوي قبول مبداء المساواة. فاحترام حق المساواة و في کل شي هو الضمان الوحيد لاستعادة کرامة المراة و تحرير الرجل. فالرجل کذلک ما يستطيع ان يتحرر من توهماته الرجولية الا اذا امتلکت المراة نفس الحريات في الحياة العامة و الخاصة.
و طبعا المساواة مطلقا ماتعني بان تکون النساء مثل الرجال ( او العکس)، فهذا الشي مخيف جدا، بل نعني بالمساواة هو ان نحترم للاخرين نساء کانوا ام رجال ان يمتلکوا نفس الحقوق و الحريات في حياتهم. فانذاک و في ظل حق المساواة لا يرتاح اي انسان الا اذا قام بادواره الطبيعية. لهذا فما يحتاج اليه مجتمعنا ليس مزيدا من الخوف و التلاعب بلکلمات و التحايل .فالخوف من المجتمع و التحجج بواقعه التقليدي لرفض الافكار الداعمة لتحرير المراة، ليس الا استخفافا بعقول الناس. فاي مجتمع بشري و بطبيعته الانسانية، شئنا ام ابينا سيسير نحو المساواة و التطور و الانفتاح .لهذا فحبذا لو فتحنا عيوننا قليلا عن ما يدور حولنا و تحررنا من شکوکنا و مخاوفنا اتجاه تحرير المراة الکامل و الشامل. فما هناک خوفا علي المجتمع الانساني في ظل مبداء المساواة.



#شهلا_کعبی (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وضع المراة الاهوازية في عيدها العالمي


المزيد.....




- “لولو بتدور على جزمتها”… تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر ناي ...
- “القط هياكل الفار!!”… تردد قناة توم وجيري الجديد 2024 لمشاهد ...
- السعودية.. امرأة تظهر بفيديو -ذي مضامين جنسية- والأمن العام ...
- شركة “نستلة” تتعمّد تسميم أطفال الدول الفقيرة
- عداد جرائم قتل النساء والفتيات من 13 إلى 19 نيسان/ أبريل
- “مشروع نور”.. النظام الإيراني يجدد حملات القمع الذكورية
- وناسه رجعت من تاني.. تردد قناة وناسه الجديد 2024 بجودة عالية ...
- الاحتلال يعتقل النسوية والأكاديمية الفلسطينية نادرة شلهوب كي ...
- ريموند دو لاروش امرأة حطمت الحواجز في عالم الطيران
- انضموا لمريم في رحلتها لاكتشاف المتعة، شوفوا الفيديو كامل عل ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - شهلا کعبی - حرية المراة في المجتمع الاهوازي... الي اين!