أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - هيثم هاشم - سعلوه وطنطل














المزيد.....

سعلوه وطنطل


هيثم هاشم

الحوار المتمدن-العدد: 3723 - 2012 / 5 / 10 - 11:34
المحور: كتابات ساخرة
    



من حكايات الزمن الجميل من الأدب الفطري الإنساني , السعلوه هي زوجة الطنطل وكليهما مخلوقات من اهازيج الليل المسماة : أساطير .

الإنسان يحمل في روحه خلق الصور الجميله والقبيحه حسب وجبة العشاء إن كانت دسمه او خفيفه وأنصحكم بتناول الفواكه في الليل لكي تحكوا لنا قصة ليلى الجميله في حديقة الجيران بعيداَ عن قصة حنا السكران .

آدم وحواء ( دجله والفرات ) عندما يكونان جميلين , سعلوه وطنطل عندما تكشر السعلوه في محاوله قضم الطنطل فيقضمها هو . هي تراجيديا مضحكه للعيش بدون تناغم والأسوأ من ذلك هو الإعتياد على عدم التناغم . إنها الإدمان بدون دفع ثمن مادي .

كان الأهل يحكون للأولاد قصص السعلوه والطنطل بقصد التسليه قبل النوم ومنعهم من الذهاب للأماكن المهجوره والمظلمه والبعيده خوفاً عليهم من الأغراب , لكنهم يولّدون لدى الأطفال ثقافة الخوف من خلال التسليه وهذا لم يكن في حساب الأهل وإنما تقفز الحكايات دوماً حتى في المناسبات الجميله فهي موروث .

قبل الولاده

واليوم جاءنا خبر مؤلم فلقد جفت دجله والفرات وغادرتهما الطيور وعطر المساحات المائيه والكائنات البسيطه والأسماك وفي علم الميثولوجيا عندما تغادر الأسماك مكان يعم الخراب وتتحول الطيور الى غربان ويصفّر الشجر وتنعس الزهور وتذبل ويتبدد عطرها .

اليوم غادر آدم وحواء بيته في ناحية الكرمه ملتقى دجلة والفرات عندما كانا عاشقين وكانت نتيجة هذا العشق السرمدي : شط العرب .

فلقد جاءت اقوام وصادرت هوياتهم أولاً وجففت ماءهم فلم يعد لهم وطن .

ذهبوا الى اول قنصلية وطلبوا اللجوء فقبل طلبهم بسرعه وكأن القنصلية كانت بإنتظارهم . ركبوا القطار وقرروا الإنتحار لأن ماء دجلة لم يكن ماءا ً فقط بل كان هواء , فهل يستطيع أي كائن أن يعيش بلا هواء !!؟

فجأة قرر آدم وحواء البقاء بإنتظار الماء القادم من السماء وهنا أتذكر المثل الياباني ( ليس كل سقوط نهايه فسقوط المطر هو أجمل بدايه ) ولهذا عادوا الى ديارهم ومزقوا فيزه الهجره الملعونه . وحين مزقوها خرج منها دم . إستغربت حواء ونظر آدم الى السماء فدمعت عيونهم وعرفوا أن الفيزه هي فيزة الدم .

حين عادا الى بيتهما لم يجداه فقد سكن في مكانهم الطنطل وزوجته السعلوه وفي نهاية النهر ماتت الأسماك وغادرهم بلبل الصباح وتوفيت النملة الصغيره والزنبور الذي كانوا يلاحقونه في البيت والحديقه .

ذهبوا الى ( المختار ) فوجدوه ( محتار ) لأن الأختام سرقت منه ولم يبق في حضنه غير ختم الأيام .

دعا آدم زوجته للصيام حتى الصباح الباكر عسى أن تمطر السماء ويعود العاشقان مرة اخرى الى حبهما المائي , فالصيام هو غذاء المؤمنين وهو سر ( أرجو عدم البوح به ) لأن عدونا يصوم عن الخير فقط . ماؤهم آسن وإثبات ذلك لماذا جاؤوا إلينا !!!؟ لو كانت لديهم مياه حلوه ما زارنا الطنطل والسعلوه .

في الميثولوجيا والواقع العراقي دوماً آدم وحواء يطردان السعلوه والطنطل . فنحن أرض لا تجف بجفاف النهر فنهرنا ينزل من السماء فهل يستطيع أحد إيقاف هطول المطر !!؟
2012

هيثم هاشم



#هيثم_هاشم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مثلث ح3
- - الديمقراطية كذبة الأغنياء يكلها الفقراء -
- شعب الله المحتار
- - الجزر المخطوفة -
- -الحسجة-
- النرجسية
- الهجرة و الاغتراب
- قنينة غاز
- الحكم و الكرسى
- الضحوكات
- دعوة لنزع الألغام
- عرس وَّواية
- يوم اُكِلَّ الثور الأبيض
- الإخوان فى قديم الزمان -ومسمار جحا البريطانى-
- العراق و العراقيين والاختراق الديمغرافى
- إنى احلم ( (I have a dream
- من الملهى الى الجامع
- الدنيا كلّها كلّاوات
- تفكير بلا حدود
- السر هو ذلك الشيء الذى لم يحدث بعد


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - هيثم هاشم - سعلوه وطنطل