أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مؤيد عبد الستار - تخبط القوى السياسية يعيق بناء الدولة الحديثة















المزيد.....

تخبط القوى السياسية يعيق بناء الدولة الحديثة


مؤيد عبد الستار

الحوار المتمدن-العدد: 3723 - 2012 / 5 / 10 - 10:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تخبط القوى السياسية يعيق بناء الدولة الحديثة
مضى على تأسيس الدولة العراقية نحو قرن من الزمان ، هذا اذا حسبنا ان العراق الحديث بدأ يحتل مكانه الجديد على الخارطة بعد خروجه من قبضة الدولة العثمانية التي بانت علامات انهيارها مع بدء شرارة الحرب العالمية الاولى عام 1914.
ساهم الاحتلال البريطاني للعراق على ارساء أسس دولة جديدة تعتمد نظام المؤسسات مثل البنوك ومجلس الامة ومجلس الوزراء عكس الاحتلال العثماني الذي استمر عقودا طويلة وترك نمطا من الامارات التابعة للباب العالي التي لم يكن لها من عمل سوى ارسال المتطوعين للحروب العثمانية و تقديم الاموال المنهوبة من فقراء الفلاحين هدايا للسلاطين النهمين الى المال والجنس والمتعطشين للحرو ب والسلطة الغاشمة .
لم تستطع الحكومة العراقية التي تأسست بجهود بريطانيا العظمى اوائل العشرينات من القرن الماضي الاستمرار بمسار تطوري عمودي وانما ظلت تراوح مكانها في مسار افقي محافظ رغم نيلها الاستقلال ودخولها عصبة الامم ومن ثم اصبحت عضوا في منظمة الامم المتحدة .
ظل النظام الملكي يقيد انطلاق العراق نحو آفاق جديدة وهو في موقع التابع لبريطانيا تحكمه شلة يقودها الباشا نوري السعيد باسلوب عثماني عتيق مطعم بالتوابل البريطانية ، فاندلعت انتفاضات عديدة ضد السلطة كان اخرها الثورة التي قادها الجيش في الرابع عشر من تموز عام 1958 لتفتح الابواب امام اعلان الجمهورية العراقية في طموح كبير ليأخذ العراق مكانه بين الامم الحديثة .
لكن حجم التحديات الداخلية والخارجية كان أكبر من قدرة الراغبين في التغيير فاجهضت أحلام الثوار بقسوة تركت آثارها لعقود قادمة ، حتى تسلق السلطة شذاذ الافاق يرأسهم شخص لا يفقه من شروط الدولة الحديثة شيئا فقاد البلاد الى خراب انتهى باحتلال القوات الامريكية وتحرير العراق من قبضة السلطة الوحشية التي قبضت على رقاب المواطنين نحو اربعة عقود سامت فيها الشعب العراقي صنوف الاضطهاد وشنت حروبا ضارية على الجارتين ايران والكويت ، وحروبا داخلية استخدمت فيها الاسلحة المحرمة على كوردستان والاهوار وحرب ابادة ضد المواطنين في عموم العراق .
بعد تحرير العراق من قبضة العصابة الصدامية عام 2003 استبشر المواطنون خيرا على أمل الاستفادة من الولايات المتحدة ونظمها الادارية لتطوير الواقع العراقي المتردي، لكن ما جرى من نهب للمال العام وفساد اداري وانتشار الارهاب الذي ضرب اسس المجتمع الذي عانى من انقسامات طائفية وقومية افسد احلام المواطنين ايضا وجعل الاصلاح ضربا من المستحيل ، ومن أجل القاء نظرة فاحصة على الواقع السياسي العراقي سنلقي نظرة سريعة على التشكيلات السياسية التي قادت البلاد بعد سقوط النظام الصدامي ودورها في الساحة السياسية .
1- القوى السياسية الاسلامية
انضوى تحت لافتة القوى السياسية الاسلامية – شيعية وسنية – جماهير غفيرة تحت تاثيرات ذاتية وموضوعية ، فالاسلام دين متجذر في المجتمع العراقي منذ مئات السنين ، صبغ المجتمع بالوانه وشعائره وطقوسه ، حتى ان بعض الاطياف غرقت في الشعائر لدرجة اصبحت فيها اهمية تلك الطقوس تفوق النشاطات الاجتماعية الاخرى وعلى حساب العمل من أجل الخبز .
وقد حملت القوى الاسلامية لواء مقاومة الجمهورية الاولى وساهمت بشكل فعال في اسقاطها عام 1963 . ولكن بعضها مثل الاحزاب الشيعية اشتركت بقوة في مقاومة حكومة البعث 68 حتى اسقاط النظام الصدامي عام 2003 .
وجلي للمتابع الصراع القائم بين الاحزاب الاسلامية التي شطرها التمذهب الى سنية وشيعية
وصعوبة تخلصها من هذه البلوى لما للدول الاقليمية من يد في تأجيج الصراعات اضافة الى العوامل التاريخية .
وهي بذلك ستبقى عنصرا معرقلا لبناء دولة حديثة مادام الصراع المذهبي يأخذ بلباب سياستها العامة .
2- القوى السياسية القومية
ازدهر نشاط القوى السياسية القومية في العراق منذ اوائل القرن الماضي ، وعلى الاخص بعد انعقاد المؤتمر العربي بباريس عام 1913 فـظهرت منظمات وتجمعات تمثل اطياف القوميات العراقية وعلى الاخص العربية والكوردية والتركمانية والكلدواشورية ، واصبحت لها فيما بعد احزابها السياسية التي تقود نشاطاتها وتعمل على تحقيق طموحات جماهيرها ، ولكن التنظيمات السياسية القومية لم تحسن التعامل مع الواقع العراقي والعمل على قاعدة قبول الاخر ، فحصلت صدامات قادها في غالب الاحيان حكام جهلة اججوا نيران الصراع القومي ، وحاولوا طمس هوية القوميات الاصغر فتشظت اسس الدولة العراقية بسبب الصراعات القومية بدلا من بناء الدولة الحديثة على اسس التنوع والاختلاف وقبول الاخر .
وبذلك احبط صراع القوى السياسية القومية مشروع بناء دولة حديثة تستطيع مواكبة الامم المتطورة.
3- القوى السياسية الليبرالية
مع بدايات التناقض بين مصالح الجماهير ومصالح الدولة المستعمرة بريطانيا ، نمت بين الاوساط المتعلمة العراقية مشاعر السخط والاحتجاج ، فظهرت بعض التشكيلات السياسية الليبرالية في الساحة كان ابرزها خلايا ماركسية تبرعمت ومن ثم تطورت الى حزب شيوعي قاد العديد من الاحتجاجات وعمل على تشكيل جبهة وطنية مع احزاب اخرى مثل حزب البعث ( والبارتي – كوردي )وعمل على تغيير نظام الحكم الملكي فساهم بدعم ثورة الرابع عشر من تموز 58 ونجاحها .
ولكن صراع الاحزاب الليبرالية واختلاف الرؤى والمصالح ، اضافة الى تدخل الدول الاقليمية والشركات النفطية في الصراع المحلي في العراق ادى الى اجهاض ثورة الرابع عشر من تموز وفقدان الاسس الممكنة لبناء دولة دستورية حديثة .
خلاصة
يعيش العراق حاليا تحت ظروف ضاغطة قاهرة ، فقد ورث الكثير من العاهات والندوب التي تركها النظام الصدامي المقبور ، وما زالت القوى السياسية تسير على نفس المنوال الذي سارت فيه في العهود والسنين الماضية ، والتي قدمنا وصفا موجزا لنشاطها وعدم تمكنها من المساهمة في بناء دولة حديثة ، فما لم تتعاون جميع القوى السياسية في البحث عن صيغ سياسية مقبولة من الجميع مقابل تنازلات متقابلة ، وتساهم جميع مكونات الشعب العراقي بوعي في بناء الدولة الحديثة ، لن يستطيع العراق الوصول الى مصاف الدول المتقدمة ، بل لا يستطيع بلوغ شأن دول العالم الثالث التي تطورت بهدوء واحتلت مكانها تحت الشمس .



#مؤيد_عبد_الستار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مخاطر نقل الصراع السياسي من الحكومة الى الشارع
- نحو علاقات أفضل بين إقليم كوردستان والحكومة الاتحادية
- إضافة الى مقال الدكتور عبد الخالق حسين : قاسم والمالكي بين ز ...
- ندوة حول الازمة التي تفجرت بعد مؤتمر القمة العربية ببغداد
- مؤتمر القمة العربية للرجال فقط
- طبول مؤتمر القمة
- الهاشمي يختبئ في عرين الاسد
- قديس الشعر الاب يوسف سعيد .. يرحل مبتسما
- الهاشمي و علاوي ... فيلمان في آن واحد
- العراق ... كيف أصبح عصيا على الاصلاح
- المعدان .. الكورد الفيلية .. المندائيون ... شعوب بلاد الرافد ...
- أقدم ختم بابلي لحقوق الانسان .. عهد كورش
- المؤتمر الوطني .. بغداد - اربيل - بغداد
- السنة في العراق أكبر من القائمة العراقية
- تداعيات المواجهة بين المالكي وخصومه
- طفولة الربيع العربي ... حمير الله
- عراق الاقاليم ... و تقسيم الهند
- صبغ اللحى ... بمناسبة عيد الاضحى
- اقاليم الفوضى ... العراق بين فكي الرحى
- الانسحاب الامريكي ... امتحان الدولة العراقية الحديثة


المزيد.....




- فن الغرافيتي -يكتسح- مجمّعا مهجورا وسط لوس أنجلوس بأمريكا..ك ...
- إماراتي يوثق -وردة الموت- في سماء أبوظبي بمشهد مثير للإعجاب ...
- بعد التشويش بأنظمة تحديد المواقع.. رئيس -هيئة الاتصالات- الأ ...
- قبل ساعات من هجوم إسرائيل.. ماذا قال وزير خارجية إيران لـCNN ...
- قائد الجيش الإيراني يوضح حقيقة سبب الانفجارات في سماء أصفهان ...
- فيديو: في خان يونس... فلسطينيون ينبشون القبور المؤقتة أملًا ...
- ضريبة الإعجاب! السجن لمعجبة أمطرت هاري ستايلز بـ8 آلاف رسالة ...
- لافروف في مقابلة مع وسائل إعلام روسية يتحدث عن أولويات السيا ...
- بدعوى وجود حشرة في الطعام.. وافدان بالإمارات يطلبان 100 ألف ...
- إصابة جنديين إسرائيليين بجروح باشتباك مع فلسطينيين في مخيم ن ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مؤيد عبد الستار - تخبط القوى السياسية يعيق بناء الدولة الحديثة