أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد السيد محسن - شكسبير يدعو العراقيين للمحبة














المزيد.....

شكسبير يدعو العراقيين للمحبة


محمد السيد محسن

الحوار المتمدن-العدد: 3723 - 2012 / 5 / 10 - 04:08
المحور: الادب والفن
    



على مسرح شيكسبيري ومدينة جلها يتفاخر بشيكسبير انها مدينة ستراتفورد البريطانية وعلى مسرحها الكبير عرضت فرقة مسرح العراق مسرحية روميو وجوليت في بغداد ، المسرحية التي وصل صيتها الى العالم قبل قدوم ممثليها فقد شهدت مواقع التواصل الاجتماعي الكثير من الجدل حول رسالة المسرحية والتي انطوت حسب البعض على ملامح تثير الطائفية فيما دافع عنها البعض الاخر على انها مشروع عراقي يفترض ان يحتفى به على اعتبار انها اي المسرحية حققت تميزا عراقيا بمشاركة العراق لاول مرة في تاريخه بمهرجان ايام شيكسبير المسرحية في بريطانيا وهو مهرجان يعد في طليعة المهرجانات العالمية بالنسبة للمسرح.
قطعا للشك باليقين انطلقت بمعية الفنان فلاح هاشم والدكتور سعدي الشذر الى مدينة ستراتفورد كي أتعرف على اية جهة من الممكن ان اقف ولاشاهد المسرحية والوجوه الجميلة التي لم ارها منذ اكثر من سبع سنوات وفعلا وجدت انها رسالة شيكسبيرية تدعو العراقيين ان يتحابوا كي يكون العراق والا فلن يكونوا.
كي لا اكون قافزا على مراحل المقال ابدأ من النص لانه كنه الاشكالية حيث اخذ الناص وهو نفسه المخرج مناضل داوود على عاتقه ان يتخذ من اسماء الشخصيات الشيكسبيرية تعريفا واسقطها على الواقع العراقي اليوم لتدور الاحداث حسب فهم الناص لها وهو ليس فهما مختلفا عن الواقع بكل حال ويسجل له انه كان جريئا في ان يتناول الواقع العراقي الذي جعل من تعريف المواطنة بالقرينة سبيلا ليس له مخرج منذ عام 2003.
مناضل داوود الذي عرفته يوم جاء الى دمشق عام 1995 ليقدم على مسارحها في انتظار غودو كان نفسه في التداول الاخراجي الذي لن اركز عليه بقدر ما اركز على النص مثلما اسلفت ، حيث يسود اعتقاد ان قراءة الواقع بما فيه من اشكاليات دون ان يسمي الناص مكونات الصراع العراقي باسمه لوحدها تثير استياء البعض وتريح بعضا اخر لكنها مع ذلك هي الحقيقة . وهذه مشكلة اعلامية عراقية تاسست منذ عام 2003 كنا نعاني منها اثناء تغطياتنا الخبرية وتقاريرنا او بعد استقراء بعض الاحداث في العراق ولكنها مع كل ذلك تطرح اشكالية الوعي والوعي المقابل وكيفية تقبل الاخر للحقائق حال كونها حقائق وليست قضايا للاستهلاك التحليلي والاستراتيجي لذا ركزت المسرحية على قوى سياسية مثلتها عائلتان دارت الدائرة بينهما واستقوى كل منهما بالاخرين من غير العراقيين وهذا ظهر جليا في النص وكل منهما دفع ضريبة استعانته بغير العراقيين في تشويه صورة التاريخ حتى قرر المحبان ان يحتكما للكنيسة .
ووقوفا عند الكنيسة فقد توجت عملية الاستعانة بالاخر من قتل وتنكيل من قبل الاطراف السياسية الى ان دفعت الكنيسة الثمن وهي التي كانت مقرا للاحتكام وللانصاف التفت الناص الى التاريخ وجسده باستاذ التاريخ سامي عبد الحميد والذي كان الجميع يخشاه الا اولئك الذين استقدموا من خارج العراق وسيطروا على دفة القرار العراقي ومفاصله ليجسد المخرج مسقطا عراقيا حقيقيا يجري الان او جرى في اوج الصراع الطائفي العراقي.
مناضل داوود لم يتعامل مع مسرحيته وفق رؤية سياسية على الرغم من انه كان يناقش مواضيع سياسية خالصة، وكان اختلافه عن الرؤية السياسية من شقين اولاهما ان سياسيي العراق يمثلون على الشعب وما يقوم به ممثلو المسرحية انهم يمثلون للشعب ، وثانيهما ان السياسيين يحاولون دائما ان يحرفوا الحقائق ويستفيدوا من الازمة من اجل تعبئة العامة من الشعب وخصوصا الرعاع منهم بيد ان المسرحية تحاول تفكيك الواقع وتعريف المشاهد وبشكل ايحائي رموز ما يجري من صراع حقيقي ومؤسس في العراق وبدون رغبة العراقيين وما انقياد البعض الا بتاثير هؤلاء السياسيين او من استعانوا بهم. ولاستغرب ان تشكل المسرحية كل هذه الرسائل الايجابية والتحليلية في ذهنية المشاهد وتتهم بعد ذلك بانها تكرس الحس الطائفي . ربما ان جريمة المسرحية انها تحدثت بحقائق جلنا يتحدث فيها في مجالسنا الخاصة ولكننا نتغاضى عنها حينما نجلس امام اجهزة الكمبيوتر لكتابة مقال ما او حينما نقف امام الفضائيات لندلي بارائنا كي لايتهمنا الاخرون باننا نتحدث بشكل طائفي. من جانب اخر استطاع المخرج ان يعطي الجمهور تفاعلا مع الحدث المسرحي من خلال استقدام موسيقيين ثلاثة تبادلوا الحانهم في موسيقى تصويرية حية وكان هدف المخرج ان يشاهد الجمهور كل شيء حي على المسرح في كناية عن ان ما يجري في العراق وهو المسرح هنا كله يجري امام العين ولكن هناك من لايريد ان يتعامل مع الحقيقة كونها حقيقة واقعة، كما كانت بصمات السينوغرافيا محاكية لسياسة الطرح الوقعي التي اعتمدها المخرج فكانت المساقط الضوئية تشير الى قدرة العراقيين في ان يتعاملوا مع المسرح الشيكسبيري ببنيته الموزعة الاطراف وتحولات المشاهد في بناية المسرح حيث توزع المشاهدون على طوابق اربعة وهذا ما يصعب بالحقيقة من مهمة السينوغرافيا والمشاهد لكننا وجدنا ان المساقط الضوئية التي اعتمدها جبار جودي كانت توحي بالواقعية الحية وربما خير من يحس بها هم العراقيون الذين عاشوا احداث الصراع وسمعوا صوت الانفجارات وارتعبت قلوبهم من الم مقتل احبة لهم. وكان لاستعانة المخرج بطاقات شابة ويافعة في عالم المسرح العراقي الدور الكبير على ان المسرح العراقي ما زال ولادا فقد ادهش الجمهور بمتابعة فتى بصري يرتدي ملابس رياضية ويعبر عن قدرة الرياضة في جمع قلوب العراقيين ولم شملهم ، لكن هذا الفتى ابكى واضحك وامتع انه امير من البصرة رفعت له القبعات.
وبعيدا عن كل الطروحات الشخصية والفنية والتي كانت تقف مع العمل والتي نالت منه نقول اننا امام حالة من الواقعية يجب ان تسود المسرح خصوصا وان الرقيب لم يتعود ان يفعل مقصه لا لانه يحب الديمقراطية ويدافع عن حرية الرأي بل لانه يهتم بشؤون الفساد والسرقات ويتصارع على المناصب اكثر من اهتمامه بشؤون الابداع.



#محمد_السيد_محسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دمشق ... اخر العواصم
- القرضاوي وصناعة الفتوى
- لحية جيفارا ولحية الاخوان
- هل سيقلب رفعت الأسد الطاولة
- جمهوريات الاخوان
- جلباب الدكتاتورية
- المظلومة حنان الفتلاوي
- رسالة الى اياد علاوي
- الفاعل والمفعول به في تجديد البقاء للامريكان
- السعودية وايران الحرب الخامسة
- جمعة البحرين في العراق والخلط بين الزعامة السياسية والطائفية
- باسل انت ومغوار ايها الملك
- هل اخطا المالكي ؟


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد السيد محسن - شكسبير يدعو العراقيين للمحبة