أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السيد محسن - دمشق ... اخر العواصم














المزيد.....

دمشق ... اخر العواصم


محمد السيد محسن

الحوار المتمدن-العدد: 3723 - 2012 / 5 / 10 - 04:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



حين وصلت رياح التغيير الى دمشق ومارافقها من تصعيد اعلامي ممنهج تبادر الى ذهن اللائذين بالشام انهم سيخسرون اخر حصن عربي يلوذ به كل اللذين لديهم وجهات نظر تختلف عن وجهات نظر حكامهم في البلدان العربية وغيرها , دمشق كانت حصنا لايستهان به يلوذ به كل المعارضين العرب دون ان تستفيد منهم حكومات دمشق المتعاقبة كورقة ضغط على حكومات بلدانهم , عشت في كنفها معارضا عراقيا لنظام صدام حسين وكتبت فيها ماشئت ان اكتب لم اعتب ولم استدع , اغترب بها الكثير من الثوار العرب والادباء العرب والمفكرين العرب , ولا اغالي ان قلت انهم عاشوا فيها لانهم احسوا بالامان على الرغم من انها كانت تحكم بنظام يعد من الانظمة الثورية غير الديمقراطية ولكنها كانت توفر ملاذا امنا للكلمات التي يحتاج لان ينطق بها المعارضون الذين عزت عليهم ارض بلادهم ومنتدياتها , القى فيها مظفر النواب اعتى قصائده واكبرها شأنا في عالم الادب السياسي , قال فيها الان اعريكم في كل عواصم هذا الوطن العربي سرقتم فرحي … وقال للجميع انهم اولاد زنا ومن دمشق لم يستثن احدا وبقي ثائر اعرب الذي احتضنته الشام , كنت حين اعود معه وبعض الاصدقاء نوصله الى شقته في السبع بحرات في ساعة متاخرة من الليل يصيح به شباب سوري نابض : انشد لنا القدس عروس عروبتكم ولم يجد ابو عادل ان يكررها الاف المرات على مرى ومسمع السلطات , دمشق احتضنت الجواهري حتى مماته وعبد الوهاب البياتي واخرون , كما قال فيها محمد الماغوط ودريد لحام ما كان يعجز كل فناني العرب ان يقولوه في عاصمة من العواصم العربية وعدت مسرحياتهم التي قدماها لافتة يذكرها ويتداولها الاجيال لحد الان , ولم تجد دمشق غضاضة في ان تحتضن لافتات احمد مطر التي غيبتها كل عواصم العرب

في دمشق كانت سفارات الدول العربية وغيرها ومكاتب معارضي هذه السفارات , حيث هنالك سفارة سعودية ومعارضة سعودية , سفارة عراقية ومعارضة عراقية , سفارة جزائرية ومعارضة جزائرية , سفارة ايرانية ومعارضة ايرانية , سفارة بحرينية ومعارضة بحرينية …. والى ما شئت من السفارات ومعارضوها , وكانت الحكومة السورية تمتاز بعلاقات دبلوماسية عالية وممتازة مع كل الدول التي يلوذ معارضوها في دمشق ويعقدون الندوات وينشرون صحفهم الخاصة بهم ومع كل ذلك بقيت علاقات دمشق مع مثيلاتها من العواصم رائعة لم يلوثها الرأي والرأي الاخر , هكذا هي دمشق منذ ان فاحت على جدرانها رائحة الياسمين الشامي تحتضن المتخاصمين في سياق قل نظيره في البلدان العربية وغيرها في التاريخ السياسي الحديث هذه دمشق التي نعرفها قبل ان تزحف عليها رائحة الاعلام السمج الذي اسس بمعية مشاريع سياسية مرحلية مرحلة وسخة من النيات والسياسات

في يوم من الايام حضرت امسية فكرية في احدى قاعات مكتبة الاسد للمفكر الطيب تيزيني رحمه الله وتحدث بشكل معارض لاذع عن الحكم وطبيعة التداول السلمي للسلطة ومنظومة الحكومة في البلدان العربية واخيرا قال لنا : اننا في مكتبة الاسد مرفوع عنا حجاب المخابرات والامن العربي المتعارف

من حقنا ان نتساءل لماذا تستهدف دمشق اليوم وتجير ثورة اهلها الناصعة الى حرب قذرة تاكل الاخضر واليابس لكل ما من شأنه ان يكون ظاهرة عربية جميلة نحتفظ بها في زوايا من ذاكرتنا الغضة , الاجابة بلا شك ان الدور وصل الى دمشق بعد ان صادر الفكر الاسود عواصم العرب المتألقة مثل بغداد وتونس ومن بعدها القاهرة , اجل لقد وصل الدور الى دمشق كي يضيق هامش الصوت الحر حتى بات الثوريون العرب يشككون بثورة الشعب السوري لان نتائج هذه الثورة باتت على عكس ما يحلم به الفكر العربي الناضج , فالتساؤل المشروع لمرحلة ما بعد تغيير دمشق او فلنقل سقوط دمشق بايدي اصحاب الفكر الظلامي اين سيتجه اولئك الذين لايجدون متسعا لقول كلمتهم في عواصمهم , هل سيسمح لهم الفكر الاسود ان يفرجوا عن عتمته بشيء من الضوء ؟ الجواب بلاشك هو كلا وما يثير الحنق والحيف ان ثوار سوريا يثورون بعاطفة العقال العربي الذي صادر كل العواصم وجعلها تحت سرواله الداخلي يخنقها برائحة ماله الوسخ كي يتفرغ ساستها الى تحطيم عاصمة اخرى , كيف لا وهم ينفذون الحذة بالحذة ما يؤمرون به من دوائر عائمة في اوربا وما وراء الاطلسي
اليوم وبعد عام ونيف من الاشهر من عمر الثورة السورية اقول : ان على الثوار السوريين ان يدركوا خطورة ان ينضموا الى ركب رياح التغيير وان يسألوا انفسهم : من الملهم لثوراتهم وما ستنتجه عملية التغيير الثوري في هذه المرحلة الحساسة من عمر العرب ؟ , هل الملهم للثورة معروف عنه الثورية ؟ وهل انتج هؤلاء الذين يغدقون الاوراق الخضراء على اشباح الثورة في مجمل الاراضي السورية الساخنة , هل انجبوا للعرب مفكرا في تاريخهم ؟ وهل انجبوا شاعرا عربيا مخضرما وهل اتوا للعرب باديب عربي مؤثر ؟ انها تساؤلات حقة يجب ان يطرحها كل سوري اليوم على نفسه اولا وعلى رفاقه واصدقائه من بعده , الجواب كلا فهؤلاء انما ينفذون مخططا هجينا يريد ان يزيد من الام العرب ألما فوق الامهم وسيزيد من معاناة العرب دون الافراج عن كربهم وهمومهم , بل على الثوار السوريين ان يتعاملوا وفق سلم الاولويات العقلية في ابقاء ضوء عربي كان غير ناصع ولكنه كان يمتاز بانه ضوء عربي متفرد خير من بديل الظلام والفكر الاسود الذي يمهد لدويلات تتصارع طائفيا وعرقيا في مخطط بدأ من بغداد ولن ينتهي بدمشق , وليتساءل الثوار عن تجارب رياح التغيير القريبة العهد والتي لم يمض على عمرها الا اشهر معدودات , فاين اصحاب الثورة الحقيقيين في تونس ومصر وليبيا وبغداد من قبل ألم تهمشهم الافكار السوداءالتي جاءت بها منظومة الدعم العابر للقارات عبر سياسيي العقال العربي الذين امتهنوا وظيفة التنفيذ دون التفكير بان طوفان التغيير قادم لهم لا محالة وان بعد فانه قريب لامحالة



#محمد_السيد_محسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القرضاوي وصناعة الفتوى
- لحية جيفارا ولحية الاخوان
- هل سيقلب رفعت الأسد الطاولة
- جمهوريات الاخوان
- جلباب الدكتاتورية
- المظلومة حنان الفتلاوي
- رسالة الى اياد علاوي
- الفاعل والمفعول به في تجديد البقاء للامريكان
- السعودية وايران الحرب الخامسة
- جمعة البحرين في العراق والخلط بين الزعامة السياسية والطائفية
- باسل انت ومغوار ايها الملك
- هل اخطا المالكي ؟


المزيد.....




- فيديو رائع يرصد ثوران بركان أمام الشفق القطبي في آيسلندا
- ما هو ترتيب الدول العربية الأكثر والأقل أمانًا للنساء؟
- بالأسماء.. 13 أميرا عن مناطق السعودية يلتقون محمد بن سلمان
- طائرة إماراتية تتعرض لحادث في مطار موسكو (صور)
- وكالة: صور تكشف بناء مهبط طائرات في سقطرى اليمنية وبجانبه عب ...
- لحظة فقدان التحكم بسفينة شحن واصطدامها بالجسر الذي انهار في ...
- لليوم الرابع على التوالي..مظاهرة حاشدة بالقرب من السفارة الإ ...
- تونس ـ -حملة قمع لتفكيك القوى المضادة- تمهيدا للانتخابات
- موسكو: نشاط -الناتو- في شرق أوروبا موجه نحو الصدام مع روسيا ...
- معارض تركي يهدد الحكومة بفضيحة إن استمرت في التجارة مع إسرائ ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السيد محسن - دمشق ... اخر العواصم