أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد حمودي عباس - صوت غاضب من القاع















المزيد.....

صوت غاضب من القاع


حامد حمودي عباس

الحوار المتمدن-العدد: 3722 - 2012 / 5 / 9 - 15:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عند كل مفصل من مفاصل التاريخ المهمة ، توقفت شعوب العالم لتستعيد قواها على المناورة وخلق الجديد ، واضعة نصب العين وفي كامل الاعتبار ، أن تنتج تجاربها المميزة فهما يمنحها القدرة على البناء والتجدد ومقاومة دواعي الانكسار .. فكان لها أن تنتقل من ماضيها لتصنع حاضرا يزخر بالمجد والتقدم والازدهار في جميع ميادين الحياة .. الا نحن .. ونحن هذه لا تتوقف عند حدود على خارطة الوطن العربي دون غيرها من حدود .. فتجاربنا كلها ، المرة منها والحلوة ، ( مع شكي بان هناك مذاق حلو في ما مررنا به عبر تاريخنا الملون بلون الدم ) ، مرت جميعها لتسجلها بقية الامم مستفيدة من حالات التردي الظاهرة فيها لكي تتسلح أمام الآتي ، في حين سجلناها نحن حاملين في ايدينا وعقولنا سيوف الاحتراب ، مهيئين مسبقا كل وسائل التخاطب الفج ، ومرتدين جميع اصناف أردية النفاق الثقافي والاجتماعي ، حتى ملت منا اجهزة التلفاز ومنصات الخطابة وصفحات الجرائد ، وازدحم فضاء عالمنا المنكمش باصوات نشاز ، لا تخجل من ترديد ذات النغمات ، وركوب موجة صراع مصطنع ضحك العالم منه ، بل واستخدمه كذريعة جاهزة لاحتلال بلداننا ، والاستهتار بمقدرات شعوبنا ، وامتطاء ظهور حكامنا الدنيئة نفوسهم حتى الثمالة .
نحن ، وعبر العديد من الاجيال المنقرضة والحاضره ، أصبحنا شهود عيان على سلسلة من الانقلابات الدموية قادها العسكر على الدوام ، عندما تستمريء شهواتهم رفع أكفهم لتحية الجماهير المغفلة من فوق منصات الحكم .. ولا زال الاحياء منا ، صغارا وكبارا ، لا يتحرجون في وصف ملاحم الموت كل من موقعه ودوره في أسوء مسرحية انسانية عرضت ولا زالت تعرض فصولها على خشبة الحياة .. ولم يعد أي مجال للاحساس بالفخر ، حتى ولو بحدوده الدنيا ، عندما نوصف كشعوب تأكل ولا تنتج .. فصرنا خير سوق للسيء من الغذاء والدواء ، وخير حقول لتجارب جهابذة رأس المال الغربي والشرقي معا ، نؤدي لهم أمانات رزقهم ، ونتعرى أمامهم بكل اخلاص كي ينمو ريع تعبهم ، نحرق الفاسد من بضائعهم في بطوننا وبيوتنا طائعين غير مرغمين .
خلال فترة قريبه ، اكتشفت السلطات المحلية في احدى المحافظات العراقيه ، بأن قطع غيار للسيارات اليابانية معروضة للبيع في الاسواق العراقية وهي ملوثة باشعاعات نووية عالية .. وظهر بان تلك القطع قد تلوثت بفعل تضرر المفاعل النووي الياباني جراء ظاهرة التسونامي الاخيرة .. فمن ياترى المسؤول عن حياة من ساقه حظه العاثر لاقتناء الخطر القاتل هذا ؟ .. وما هي تبعات هذا الاكتشاف ؟ .. لا شيء طبعا !! .
انها صورة قد تبدو شديدة الوقع على من يحبسون في دواخلهم حقيقة ما هم فيه من حال ، فراحوا يكتبون ويتفلسفون في السياسة والاقتصاد وكل شيء ، ويرفعون عقيرة كبريائهم المضحك ، حتى سولت لهم انفسهم ان يتخذوا موقع الحكم في فرز الكتاب بين فريقين ، ادنى وأوطأ ، ويتهموا من يحكي بصيغ جديدة ، واصفا ما هي عليه مصائبنا السرمدية بأنه يائس وغير مثقف وواطيء المعرفة وينتمي الى الصفوف الخلفية من علية المنافقين .
مئات المؤتمرات ، ومثلها ندوات البحث الاكاديمي المتخصصه ، والمئات من محافل الدراسات العلمية والادبية لا يكتمل زمن انعقادها في اروقة ما يسمى لدينا من جامعات ومعاهد ، حتى تموت وهي في المهد ، بعد ان يغادرها المكلفون بادارتها ممن يتمتعون بحضوة منحتها اياهم مجتمعات الغرب .. ويبقى المساكين من الاساتذة والمتخصصين ( المحليين ) أسرى لنواميس الوطن المقدسة ، ضائعين وسط لجة بحور من الفاقة والاحتقار والحاجة لسد الرمق .. انها جريمة كبرى تلك التي يرتكبها ( كبار ) مثقفينا ، والذين تعمر بنتائج عقولهم كبريات الصحف العربية والمواقع الالكترونية ، وتصر منابر الوعظ السياسي والاقتصدي وعلى كل المستويات بنشر افكارهم النيرة ، حيث ننشغل جميعا بابداء آيات الثناء لرفعة تعابيرهم ورقي لغتهم حينما يكتبون ويتحدثون .. وحينما تظهر ( دراساتهم ) مشفوعة بالصور الشخصية وهي تحمل بريق الشهرة ، لا تضاهيها اجمل صور المشاهير في الدنيا .. جريمة كبرى يرتكبها هؤلاء ، عندما يتغافلون عن حقيقية مرة واحده ، وهي انهم ينعقون في أودية عوالمهم الخاصة ، لا يسمعهم من تشغله طوابير كسب العيش ، ولا يحترمهم سلطان ظالم ، ولا تخشاهم حكومة جائره .. وهم مهما وصفتهم مراكز العروض الفكرية الوهمية بالمفكرين والمحللين والنابهة عقولهم ، فهم ليسوا بأكثر من طالبي الشهرة الكاذبة ، والتي ستموت مع دخولهم توابيت النهاية المحتومه .
سوف لن يظهر فينا مجددا نجيب محفوظ ، ولن يستنسخ جواهري اخر ، ولن يخلق زويل أو ام كلثوم ، ولن تظهر عندنا فرقة الرحابنه ، ولن تتجدد ظاهرة جواد سليم ، ولن تأتي فرصة معاصرة الجزائري كاتب ياسين .. انه الضمور بكل معانيه ، ذلك الذي نعيشه هذه الايام ، حيث لم يعد فينا ومعنا من سلطان لغير رهبان الشعوذة ومستحضري أرواح الأسياد .
أبواب أوطاننا مفتوحة على مصاريعها للوافدين من خانة البطالة في دول جنوب شرقي آسيا ، بعد ان عزفت رساميل اثريائنا من استخدام عمالتنا الوطنية لكونها لا تجيد غير الفهلوة والتملص من المسؤولية . . دولنا الان ، والحمد لله ، تحتل المواقع المتأخرة في قوائم التطور ، واسماؤها ظاهرة في اماكن بارزة من بين البلدان المتخلفة في العالم .. فنحن متخلفون في التعليم والصحة ومراعاة شروط البيئه .. زراعتنا لا تكفينا ، وصناعتنا لا وجود لها البته ، وعلاقتنا بالمكننة والتعامل مع الآلة رديئة جدا حتى ظهرت لدينا اضخم مقابر للسيارات والمعدات العاطله والمخربه ، ولدينا اعلى احصائيات لضحايا حوادث المرور ، ونحن في مقدمة الشعوب المستهينة بخزين المياه ، ولا شأن لنا أبدا بغير محافل العبادة واحياء الذكر وزيارة القبور ..
ماذا بعد ؟؟ .. اننا أبرع شعوب الدنيا في اختلاق أعذار للفشل ، واكثرها قدرة على الاختلاس وسرقة الاموال العامه .. ولدينا أكبر عدد من الوزراء والسفراء والقضاة المزورين ومخترقي عهود احترام نصوص القانون .. لدينا اكبر مساحات التصحر في العالم ، ولا تجرؤ أبسط قبائل الاحراش في مفاخرتنا عنما يتعلق الأمر بطمر آبار المياه الجوفية ، وحبس مجاري الانهار الطبيعية وبعثرة اكوام القمامة عند مداخل المدن .. نحن أشجع ما على الارض في محاربة التعري على السواحل والاستحمام علنا في بحارنا الممتدة طويلا بلا فائدة ، غير تصدير نفطنا الى غيرنا من الشعوب .. نحن لا نحسن غير العراك كمثقفين وسياسيين وحكام ومواطنين عاديين ، نغمض عيوننا عن كل شيء الا حب النكاح واستعراض أفخاذ سبايانا والنوم على جنبات الدعارة .. هكذا نحن .. وليس من مبارز تكفيني قدرته على النكران والاستنكار كي يردني عن الاعتقاد بما اقوله ، لكوني انطق من القاع ، ومن بين زحمة المعوزين ، ذوي الحق في الثورة وسرقة الرغيف من أفواه المستغلين .
فهل يحق بعد هذا كله ، أن تنتفخ عروق ( المتميزين ) بامتهان الثقافة العربية ، ممن يكتبون وهم منشغلين بانتظار موعد اقلاع طائراتهم ، أن يفخروا وينتفش ريشهم ، ويتعالون على غيرهم من خلق الله ؟ .
لا اعتقد بذلك ..



#حامد_حمودي_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيها المصريون .. لا تخذلوا بلادكم ، واعبروا المحن بسلام .. ( ...
- خواطر غير سياسيه
- هجرة الريف الى المدينه .. وما آلت اليه من خراب
- الطبقة العاملة العراقية ، وتراجع دورها التاريخي
- زمني توقف هنا في ليلة واحده
- قول في الماء العربي
- حال المرأة العربية .. بين الوهم والواقع
- صهوة الشر
- ألشعوب العربية لا تحسن الثوره
- عصارة من خيال
- مشروع اتفاق مع حكومة الصين
- ألغرز في اللحم الميت
- ثورات الربيع العربي ، ودور القوى اليسارية التقدميه .
- مرافعة لا حضور للمحامين فيها
- نعم .. نحن فعلا نتعرض لمؤامرة غربيه .
- من وحي الحبة الزرقاء
- حنطاوي
- أسماك الزينة وصوت كوكب الشرق .. حينما يأتلفان .
- ملك الملوك والمربع القادم على رقعة الشطرنج .. النهايه
- ملك الملوك والمربع القادم على رقعة الشطرنج .. صور قريبة من و ...


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد حمودي عباس - صوت غاضب من القاع