أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - قاسم حمادي - السويديات رائدات الحركة النسائية: من التعليم الى الحقوق فالسياسة















المزيد.....

السويديات رائدات الحركة النسائية: من التعليم الى الحقوق فالسياسة


قاسم حمادي

الحوار المتمدن-العدد: 1092 - 2005 / 1 / 28 - 10:33
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


استوكهولم -: ما ان دعت رئيسة حزب اليسار السويدي السابقة، غيدرون شيمان الى مؤتمر صحافي في مبنى مجلس النواب في العاصمة استوكهولم، حتى أدرك الجميع أن صاحبة القنابل الإعلامية التي أجبرت على الاستقالة من رئاسة الحزب بسبب فضائح مختلفة، تحمل في جعبتها خبراً من النوع الثقيل.

من اليسار نائبة رئيس الوزراء السابقة مارغريتا وينيبرغ ورئيسة حزب اليسار السويدي السابقة غيدرون شيمان خرجت من غرفتها على عجل وأعلنت أمام الحشد الصحافي «تقدمت باستقالتي من حزب اليسار لكني لن أتخلى عن منصبي كنائبة في البرلمان» وأضافت: «إنني في صدد تأسيس حركة نسوية سياسية يجتمع فيها كل من يريد أن يناضل من اجل حقوق المرأة».

وتأتي استقالة شيمان بعد خلافات داخلية في حزب اليسار سببها أن رئيسه الحالي، لارش اولي، يسمي نفسه شيوعياً ويرفض أن يتراجع عن تلك التسمية حتى لو تسبب ذلك في تفتيت الحزب.

أجبرت شيمان على ترك منصبها رئيسة للحزب بسبب فضائح تتعلق بمشكلاتها الاقتصادية وقضية الإدمان وأمور أخرى. لكن الجميع يشهد بأن شيمان «وحش» سياسي تخرج حتى من خرم الإبرة منتصرة فهي استغلت المشكلات الداخلية في الحزب، لتعلن انشقاقها عنه من اجل تأسيس حركة نسوية، أو بالأحرى حزب للنساء.

ليست هذه المرة الأولى في العالم التي تُطرح مبادرة لتأسيس حزب للنساء، إذ إن الحركة النسوية في الولايات المتحدة الأميركية كانت سباقة في ذلك اذ أسست في العام 1913 أول حزب نسائي في العالم ناضل من أجل منح المرأة حق التصويت إلا أن ذلك الحزب ولد ميتاً وتفتت بعد سنة واحدة من تأسيسه تبعته بعد ذلك محاولات فاشلة في استراليا ونيوزيلاندا وفنلندا والنروج، ثم محاولات في دول أوروبا الشرقية السابقة لكن المشكلة التي واجهتها تلك الأحزاب تكمن في أنها نشأت في الزمن الذهبي للأيديولوجيات الكلاسيكية لذا لم تعمر طويلاً لكن من المتوقع أن يأكل حزب المرأة المستقبلية في السويد «الأخضر واليابس» كما يقال ففي أول استطلاع للرأي بعد إعلان شيمان عن نيتها تأسيس حركة نسائية سياسية، أعرب 14 في المئة من السويديين عن استعدادهم للتصويت لمصلحة حزب المرأة.

ويتوقع خبراء السياسة في السويد أن يلقى تأسيس حزب نسوي نجاحاً كبيراً لأسباب عدة، أهمها أن االمجتمعات الغربية تعيش حالة موت الإيديولوجيات الكلاسيكية كالشيوعية والرجعية والمحافظة والليبرالية... فيولد مكان تلك الإيديولوجيات أحزاب شعبية.

يشرح عالم السياسة السويدي بو اندرشون: «لا شك في أن تأسيس حزب نسوي سويدي سيتمكن من الدخول إلى البرلمان، بل قد يصبح اكبر ثالث حزب بعد الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب المحافظين أضف إلى ذلك أننا نعيش موت الإيديولوجيات فيما صارت المرأة السويدية واعية لحقوقها وتتمتع بخبرة طويلة في النضال السياسي».

ما يقوله البروفسور اندرشون عن نضال المرأة السويدية حقيقة يشهد لها العالم إذ نجحت المرأة السويدية سنة 1632 في تأسيس أول مدرسة للإناث في مدينة فستروس وفي سنة 1748، وافقت الأكاديمية العلمية على دخول السيدة ايفا دو لا غارديه اكبلاد إلى مجلسها لتصبح عضواً فيه وتبعتها الأكاديمية الفنية في تعيين السيدة ألريكا باش عضواً فيها وفي العام عينه، أطلقت أول جريدة نسائية تحت عنوان «ما الجديد، ما الجديد» الا أن المرأة السويدية لم تحصل على حقها في الميراث الا في سنة 1845 أما العزباء التي تجاوزت سن الخامسة والعشرين فحصلت سنة 1858 على حقها في ان تعتبر انساناً راشداً امام المجتمع والقانون شرط أن تتقدم بطلب رسمي الى المحكمة لكن عند زواجها، كانت تعود الى وضعها كإنسانة غير راشدة.

وتمكنت المرأة السويدية في عام 1859 من دخول حقل التدريس، إذ بدأت المدارس تسمح للنساء ولو بعدد قليل، أن يعملن كمدرسات. وفي سنة 1862، سمح للمرأة بحق التصويت شرط أن تستوفي شروط الدخل المالي أما عام 1864 فكان متميزاً للمرأة السويدية لانها أنجزت خلاله احد اهم نضالاتها في المجتمع، واستطاعت منع الرجل من ممارسة ما كان يعتبره حقه القانوني في ضرب زوجته بعد تحقيقها أهدافاً شرعية أخرى، كرمت لجنة نوبل للأدب الكاتبة السويدية سلمى لاغرلوف بجائزة نوبل للادب في العام 1909 وتوجت المرأة السويدية سنوات نضالها بحصولها على حق التصويت والترشح في العام 1919 .

يشير البروفسور اندرشون إلى أن المرأة السويدية نجحت خلال القرن الماضي في تحقيق الكثير من حقوقها الشرعية، لكن «هناك الكثير من الحقوق التي لم تتحقق حتى الآن منها المساواة بين الرجل والمرأة في سوق العمل والرواتب كما أن المرأة لا تزال العنصر الأضعف في المجتمع لأنها مضطرة للتوفيق بين عملها وواجباتها المنزلية من دون أن يحسب ذلك على انه عمل يتطلب جهداً ووقتاً قد تشكل هذه الأمور وقضايا أخرى قاعدة أساسية للمشروع السياسي المقبل للنساء في السويد في حال تم تأسيس حزب نسوي».

بدأت السياسية غيدرون شيمان خطوتها في الانفصال عن حزب اليسار قبل سنتين من الانتخابات البرلمانية ومن المعروف أنها أقدمت على هذه الخطوة كي تتمكن من دراسة تجارب الأحزاب النسائية في العالم فعلى رغم أن معظمها فشل، هناك أحزاب نجحت ولا تزال مستمرة في العمل السياسي من بين هذه الأحزاب «لائحة المرأة» في ايسلندا وهو حزب نسائي دخل البرلمان سنة 1983 وبقي فيه حتى العام 1999، كما ان هناك أحزاباً نسائية ناجحة في لتوانيا وأرمينيا وايرلندا الشمالية.

لكن حزب المرأة السويدي المستقبلي الذي يحظى بشعبية واسعة وفق استطلاعات الرأي، بدأ يشهد خلافات نسائية على قيادته قبل أن يولد. وفور إعلان شيمان عن عزمها تأسيس حركة نسوية سياسية، قالت البروفسورة ايفا فيت براتستروم، وهي زوجة سكرتير أكاديمية نوبل للادب هوراس انغدال، انها تؤيد فكرة تأسيس حزب نسائي «وانا متأكدة اننا سنحصد اكثر من 15 في المئة من اصوات الناخبين في عام 2006». لكنها اشارت الى أنها لا تعتقد «بأن غيدرون شيمان هي الشخص المناسب لقيادة هذا الحزب، فاذا قادته، سيبقى لون الحزب النسوي يسارياً ما يؤدي الى تحجيمنا ولا يعطينا سوى خمسة في المئة من اصوات الناخبين».

لذا رشحت براتستروم الوزيرة السابقة في الحزب الاشتراكي الحاكم، مارغاريتا فينبرغ التي تشغل حالياً منصب سفيرة السويد في البرازيل لكن فينبرغ التي قامت أخيراً بعمليات تجميل، - وهي امور لا تقبل بها الحركة النسوية الحالية بل تحاربها- أكدت أنها لن تشاركهن في أي حزب نسوي «لأنني انتمي إلى الحزب الاشتراكي».

لكن في انتظار أن تحل السياسيات مشكلة من تترأس الحزب، فان النساء السويديات عموماً مستعدات مع شريحة كبيرة من الرجال، مستعدون للإدلاء بأصواتهن لمصلحة حزب النساء بصرف النظر عن اسم الرئيس.

من اليسار نائبة رئيس الوزراء السابقة مارغريتا وينبيرغ ورئيسة حزب اليسار السويدي السابقة غيدرون شيمان.



#قاسم_حمادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مقتل امرأة وإصابة آخرين جراء قصف إسرائيلي لمنزل في رفح جنوب ...
- “لولو بتدور على جزمتها”… تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر ناي ...
- “القط هياكل الفار!!”… تردد قناة توم وجيري الجديد 2024 لمشاهد ...
- السعودية.. امرأة تظهر بفيديو -ذي مضامين جنسية- والأمن العام ...
- شركة “نستلة” تتعمّد تسميم أطفال الدول الفقيرة
- عداد جرائم قتل النساء والفتيات من 13 إلى 19 نيسان/ أبريل
- “مشروع نور”.. النظام الإيراني يجدد حملات القمع الذكورية
- وناسه رجعت من تاني.. تردد قناة وناسه الجديد 2024 بجودة عالية ...
- الاحتلال يعتقل النسوية والأكاديمية الفلسطينية نادرة شلهوب كي ...
- ريموند دو لاروش امرأة حطمت الحواجز في عالم الطيران


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - قاسم حمادي - السويديات رائدات الحركة النسائية: من التعليم الى الحقوق فالسياسة