أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خليل البدوي - مؤتمر دولي للحمير في القاهرة















المزيد.....

مؤتمر دولي للحمير في القاهرة


خليل البدوي

الحوار المتمدن-العدد: 3720 - 2012 / 5 / 7 - 23:47
المحور: كتابات ساخرة
    


عن الحمير حاكينا
مؤتمر دولي للحمير في القاهرة
الدكتور خليل البدوي

دعونا نهمش قليلاً نظرة الاحتقار التي ألصقناها بـ"الحمار"، ذلك الحيوان الأليف الذي ظلمته الحكايا والأساطير عبر تعاقب الأجيال، وجعلته يظهر في ثوب العتال البائس، فنظرة المتأمل قد تفضي إلى العديد من الإنجازات التي برع هذا الحيوان في تقديمها لسكان عجزوا عن تنظيف أحيائهم، ومهربون أخفقوا في تمرير ممنوعاتهم، وريفيون أثقلتهم الحياة البدائية.
نعم تعددت استعمالات الحمير في الماضي بين عمليات الترحيل والحرث والجر والركوب في المناطق الريفية، واعتمد عليها في نقل النفايات، خاصة في الأزقة الضيقة والمناطق المرتفعة، لهذا وذاك أصبح لها مكانة في العالم وأخذت المؤتمرات تعقد من اجلها، فبحضور أوروبي وإفريقي استضافت القاهرة منذ فترة ليست بالطويلة، بمشاركتها وبريطانيا وتركيا وكينيا والمكسيك والهند وإثيوبيا، وبلدان أخرى من أفريقيا وأوروبا الشرقية، فيما تغيبت الولايات المتحدة عن الحضور رغم حديثها العالي عن حقوق الإنسان والحيوان أيضاً لمناقشة طرق رعاية الحيوان والإجراءات البيطرية الوقائية والعلاجية للدواب، إضافة إلى حماية حقوق مليونين ونصف المليون حمار و50 ألف بغل.
وقد ركز المشاركون فيه، وجلهم من المختصين بصحة الحيــوانات، على توفير ضمانات أكثر إنسـانية، للحيوانات في شتي بـقاع الأرض، وعد "الحمار" ابرز الموضوعات المطروحة عليه.
وكما يقول لدكتور عادل كشك أمين عام المؤتمر، رئيس الجمعية الخيرية لرعاية الدواب في مصر: هذا حس إنساني مرهف ، ينطلق من الحديث الشريف : ولكم في كل كبد رطبة صدقة، فضلاً عن انه رئة تنفيسية لمن عجزوا عن حماية حقوق أكرم المخلوقات وهو الإنسان، فاستبدلوه بالحمار!
وقال: إن أجندة المؤتمر تضمنت دعوة دولية لصانعي البرادع والسروج لتنويع المقاسات بحيث تكون البردعة مناسبة للحمار في ظل وجود مقاس واحد يسمى "طقم حماري" للحمير، و"طقم خيلي" للخيول، وطقم "بغلي" للبغال مما يصيب الدواب بجروح مختلفة مشيراً إلى أن الجمعية ساهمت في حل هذه المشكلة من خلال توعية أصحاب الحمير والدواب، كما وزعت الجمعية قطعة غيار لسروج الدواب ومائة متكاش حافر بالمجان لتلافي المشاكل الصحية الناتجة عن مخالفات تصنيع هذه السروج والبرادع .

ووجه مؤتمر الحمير في القاهرة الدعوة إلى تقليم الحوافر الأربعة للحمي ر حتى لا يتسبب طولها في عرج الحمار خاصة وأن الحافر ينمو سنتيمتراً واحداً كل شهرين.
وبنداً دعا إلى التنسيق مع وزارات التربية والتعليم في العالم لنشر ثقافة الرفق بالحيوان بين تلاميذ المدارس الابتدائية وأصحاب الدواب مشيراً إلى إن جمعية الدواب المصرية عضو في الملجأ الدولي للدواب ببريطانيا، وتعد مصر السادسة عالمياً في هذا الاتحاد الدولي بعد بريطانيا والمكسيك وتركيا وكينيا وأثيوبيا.
وتأتى استضافة القاهرة للمؤتمر الدولي لرعاية الحمير والدواب في وقت حقق فيه "الحمار " حضورا شعبياً في الشارع العربي حيث أفادت إحصاءات لشركات الاتصالات عن وجود ما يقرب من13 مليون هاتف جوال يردد نغمة رنين عن الاتصال أغنية المطرب الشعبي سعد الصغير " بحبك يا حمار" كما أن هناك شباباً يضعون أغنية لشعبان عبد الرحيم تتغزل أيضا في الحمار.
وحسب الدكتور عادل كشك، رئيس الجمعية الخيرية لرعاية الدواب، والراعية لهذا المؤتمر أكد أنه سيناقش طرق رعاية الحيوان والإجراءات البيطرية، للحفاظ علي حياته ومنها مصر، مشيرًا إلى أن المؤتمر ناقش حماية حقوق مليونين و500 ألف حمار و50 ألف بغل مصري، والإجراءات التي اتخذتها الجمعية لحماية هذه الحيوانات.
وقال إن هذا المؤتمر شهد مناقشات معمقة من متخصصين، حول الأمراض التي تتعرض لها هذه الحيوانات، والطرق الحديثة لعلاجها، بالتنسيق مع الهيئات الدولية المعنية، وخبراء كليات الطب البيطري، مشيرًا إلى أنه يجري التنسيق مع وزارة التعليم، لنشر ثقافة الرفق بالحيوان بين تلاميذ المدارس، وأصحاب الدواب والعاملين في مجال الخدمات البيطرية.
يذكر أن مصر هي الدولة الأولى في المنطقة، التي أنشأت عام 1930 جمعية تحت اسم "جمعية الحمير" برئاسة الفنان الراحل زكي طليمات، وضمت نخبة من رموز المجتمع المصري في السياسة والفن والثقافة

وقد تأسست هذه الجمعية كأحد مظاهر التحدي للقصر الملكي والاحتلال البريطاني وقتها، رداً علي طلب الاحتلال الانجليزي للملك فؤاد بإغلاق معهد الفنون المسرحية الذي كان طليمات قد أسسه.
وحسب أمنية أباظة رئيسة الجمعية المصرية لحماية حقوق الحيوان، إن الجمعية قامت بحملة لعلاج الحمير بالقاهرة والجيزة، حيث أمكنها علاج ٢٠٠٠ حمار وحصان بالمجان، مشيرة إلي أن هذه الحيوانات كانت مصابة في العديد من حوادث الطرق أو وجود مشاكل في حوافر الحمير أو عيونها.
أعتقد انه سيكون منصفاً لو ناقش المؤتمر طغيان حقوق فيل وحمار واشنطن، بالتحالف مع الأسد البريطاني، وحيوانات أخرى متعددة الجنسيات، على حقوق البشر في كثير من دول العالم الثالث بدعوى القضاء على الديكتاتورية، وتحرير الشعوب، ومكافحة الإرهاب ونشر الديمقراطية.
الغريب في الموضوع أن كافة بنود هذا المؤتمر نفذت بحذافيرها انصاقاً للحمار، ولكن وعلى حد قول الدكتور شاكر النابلسي: يذهب الزعماء العرب من عام إلى عام – وليس كل عام - إلى مؤتمر قمة، هذا إذا كان الجو رائقاً، والشمس ساطعة والسحب منقشعة، ويلتقون بعضهم بعضاً، فيزور كل منهم الآخر في مقر إقامته، ويتجاذبون أطراف الحديث حول العلاقات الثنائية وأحوال العالم العربي وأحوال الدنيا. والغريب أنه منذ بدأت كرنفالات وأعراس مؤتمرات القمة منذ عام 1946 في أنشاص بمصر، لم نقرأ أو نسمع قراراً قممياً من قرارات القمة المهمة، ما عدا قرارات مؤتمر قمة الخرطوم بعد الهزيمة العسكرية الكبرى عام 1967 التي قرر فيه العرب اللاءات الثلاث (لا صلح ولا تفاوض ولا اعتراف) ولكن هذه اللاءات لم تلبث أن لُحست، وتفاوض وتصالح واعترف جزء من العرب الكبار والصغار بإسرائيل. أهـ
أن حناجرنا تكون جاهزة للصياح والصراخ والشجب والإدانة والاستنكار والتنديد والوعيد، والتهديد بسين التسويف في مؤتمراتنا العربية أو عند اللجوء إلى هيئة الأمم المتحدة، أو مجلس الأمن والتي ما هي إلا مُضَغاً في الأفواه، وشعارات هادرة، وخطب زاجرة.
وموت يا حمار لما يجيك الربيع..(العربي)!!



#خليل_البدوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...
- عبر -المنتدى-.. جمال سليمان مشتاق للدراما السورية ويكشف عمّا ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خليل البدوي - مؤتمر دولي للحمير في القاهرة