أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مروان صباح - جنرالات استبدلوا الشدة بالفتحة














المزيد.....

جنرالات استبدلوا الشدة بالفتحة


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 3719 - 2012 / 5 / 6 - 21:32
المحور: كتابات ساخرة
    


جنرالات استبدلوا الشدة بالفتحة
كتب مروان صباح / لم يفاجآنا النظام ألأسدي بل لو استجاب إلى مطالب الذين ماتوا وسيمتون لا حقاً أو هؤلاء مع وقف التنفيذ بسبب عدم وصول رصاصات الغدر لازدحام الجثث في الطرقات لكانَّ أحدث انقلاباً في المفاهيم والمعايير البشرية وفاجأنا جميعنا بكسر شوكة الاستبداد والكسل في إمكانية التحرك للخروج من التخاذل والإدمان على الحكم دون تفويض شعبي حقيقي لكن هناك ما قد ترسخ في العقل من اكاذيب تحولت عبر السنوات إلى مشاريع صِدّق بات من الصعب للأصابع أن تتجاوز المحظورات وتصل إليها كي تمسح تلك الغُبار الذي تغلغل وتراكم مبكراً في احتكار السلطة بمفهوم أنهم معصومون وإستثنائيون بحيث ليس للشعوب حق التغيير لأنهم باختصار لا يرتكبون الخطأ ولا الخطيئة وعلى الدوام أن هناك أشخاص جاهزون لِتحمل عنهم الجرائم قبل وقوعها .
بعيداً عن التنبؤات والضرب بالرمل وقراءة الفناجين الصباحية بل أخذين بالمقدمات التى تتراجع أمامها التوقعات معتمدين على معرفتنا التاريخية بالنظام وسلوك رجالاته وما تحمل من سيكلوجيات نفسية أقرب للجلاد بمعناه الدقيق ، بنينا بوصلتنا من اليوم الأول بأن من ليس لديه منذ الصغر ثقافة القبول للأخر لا يمكن له بضغطة زر أن يتحول إلى ما هو غير عليه ، لأن حين أنقضوا على الدولة وجدوا بلمح البصر أفواه وظيفتها على مدار الساعة توفير الغطاء لتصرفات الطغاة ولم يقف عند هذا الحد بل تجاسروا في إعادة إنتاج سيرتهم الذاتية التى تسلخهم من واقعهم المنحوت ليخترعوا لهم سير جديدة تجردهم من حقيقتهم العادية كي تناسب النياشين التى رصعوا بها صدورهم المتقهقرة بالإضافة إلى تلك الأشجار التى رسموها لإثبات أنسابهم والتى قال عنها رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم من لم يسعفه عمله لن يسعفه نسبه ، لهذا لا يدري حتى الآن ذلك الحاكم للانقلاب الذي حدث في ليلة ظلماء تقدمت بها الجماهير بمختلف ألوانها حيث تشابهت جميعها لديه باللون الأسود لظنه أنهم منذ ولادتهم قد طهرهم النظام بحيث قطع ألسنتهم وابقى رؤوسهم بخلاف ما كان يحصل في عهد المقصلة بفرنسا لقطع الرأس عن الجسد .
للمعصومية أنماطها الواضحة لا لبس فيها فهي قمة الأخلاق و الاعتراف بالأخر وبعيدة كل البعد عن فلسفة الإقصاء والنبذ التى أدت إلى تهميش ملايين البشر كما هو حاصل في سوريا وفي مقدمتها عدم المساس لأموال خزينة الدولة ، لكننا قد نبالغ حين نعتقد بأن النظام ضيع فرصة ذهبية في احتواء الأزمة التى سرعان ما تحولت إلى ثورة تقتلعه بهدوء رغم وحشية القتل المتصاعد على الدوام وظن أنه قادر على المراوغة في اختزال الديمقراطية المنشودة التى يدفع أبناء الوطن أغلى ما يملكون من دماءهم الطاهرة في سبيل تحقيقها ، فجاء في فكرة الاستفتاء الدستوري وأجرى عمليات تضليل عبر صناديق خشبية أكل الدهر عليها قافزاً بكل ما أوتي من قوة نحو مجهول أخر ، الديمقراطية ليست ممارسة الاقتراع أو ليوم واحد فقط بل هي ثقافة وتربية وتأهيلاً تحتاج إلى أشخاص يؤمنون بها أولاً ثم قد نزعوا الوحشية من داخلهم باعتبارهم محور الوجود ، حينها فقط بالإمكان التحرك نحو ترسيخها في المجتمعات التى عانت لزمن من نرجسيات تضخمت لدرجة باتت تنفجر في وجوه من ساهم في تفاقمها .
المسألة أعمق بكثير مما يختزلها من يُدير شأنها اليوم لتصبح ضمن تغيير وزارة أو أشخاص اقترنت أسمائهم بالفساد أو اذلال البشر بل هي أقرب إلى مكبوتات بمختلف طبقاتها تفجرت ومازالت تتفجر ولم يعد تلقيحها مفيد أو قادر على الحد من استيعابها في قنوات تجميدية أخرى فالسياق الذي مازال يطرح من خلاله النظام رواياته لمجموعات مسلحة نافياً بشكل قاطع لما يدور من نزف للدماء في الساحات والشوارع التى ترسم كل يوم تضاريس سياسية جديدة مضادة لما هو قائم ولأن الرياح عاتية ومن جميع الجهات وباتت نوافذ النظام غير قادرة على صدها ومن كان يعتقد أن أسواره عالية من الصعب اختراقها يتضح أنها من ورق مقوى بل لا عجب لهؤلاء الذين التفوا حوله أن يشكلوا الفرّار دون أذن أو إنذار بل لا عجب منِّ هؤلاء أن نراهم في يوم قريب قد التحقوا ويساندون الثوار .
كان المقصود إعادة إنتاج الماضي بشروط الحاضر لكن الوقائع الجديدة لا تقبل التلاعب من بعض المراهقين المفكريين الذين قرؤوا التاريخ بشكل روائي ولم يتوقفوا عند حركات الشعوب ، ففي فرنسا عندما تحركت الجماهير بجميع مكوناتها احتجاجا عما وصلت إليه الدولة لوضع مزري كان أول الخارجين من عزلته المعرفية التى كان يُعرف بها ويوصف بالنرجسيّ الذي لا يشارك الآخرين مناسباتهم حاملاً في يده بندقيته فالتفَ حوله الناس مستهجنين سائلين الشاعر الفرنسي بودلير عن سبب خروجه قال أبحث عن عدوي الجنرال أوبيك الذي تزوج أمه بعد وفاة والده رغماً عنه وبالتالي حرمه من حنانها الذي طالما بحث عنه في جميع النساء التى تعرف عليهن ولم يجده ، فهم كثر من ينوون الخروج شاهرين غضبهم من خلال بنادق أو سيوف ليقتصوا من جنرالات قد اغتصبوا الأمّة وحرموهم حنانها وحذفوا الشدّة من كلمة أمّة ووضعوا مكانها فتحة لتصبح أمَة أي عبده وبدل أن يخدموها باتت هي ومن عليها ومن سيولد في خدمتهم .
والسلام



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عادات كرسها متنكرون
- التنكر في زمن الانتخابات
- المقابر فاضت وابتلعت المدن
- القيامة بصياغة بشرية
- توهموا الصغار بأنهم أنداد للكبار
- قبيحة وتزداد قبحاً
- عواصف تخلع النوافذ بعد الأبواب
- انتحر الحب
- الجميع متهمين على أن تثبت براءتهم
- بافلوفية
- أحياء لكنهم شهداء
- بين الأشباه والسعاديين
- أصوات بُحّت لفرط الصراخ
- منطقة الصفر
- الأردن لا يخذل من قدم وكرس حياته له
- لطخت النوافذ الأنيقة لشدة الدم
- مهما علا كعبه ستنتقل الدولة من حكم العائلة إلى الشعب
- أنوف متدربة على الاشتمام
- الإبادة من أجل الإغاثة
- أعمدت الكهرباء تحولت إلى مشانق إعدام


المزيد.....




- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مروان صباح - جنرالات استبدلوا الشدة بالفتحة