أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - هيثم هاشم - شعب الله المحتار














المزيد.....

شعب الله المحتار


هيثم هاشم

الحوار المتمدن-العدد: 3719 - 2012 / 5 / 6 - 15:09
المحور: كتابات ساخرة
    


من هو الشعب الذى يملك كل شيء و لا يوجد لديه شىء؟ .. منذ النمرود و حتى النمرود يين الجدد.

النمرود حضارة عراقية قديمة عريقة جداً و متطورة و عكس صور الماضى التى عكست لنا تاريخ مشوه لطمس كل ما هو جميل فى العراق. لقد جائت اقوام من الشرق و الشمال لتقضى على حضارة النمرود التى صُوِرَت بالحضارة الكافرة و هى اشكالية لغوية و سوء فى التفسير "فالمفسر دوماً له غرض ما".

فالعداوة متصلة .. و آلهة النار لا تحب آلهة المياه و الرافدين هم روافد فكرية جرت كل مسرحيات الزمن عليهم منذ الطوفان الأول الى الطوفان الجديد. آلهة المياه هى آلهة الخير, فعندما يظهر ديموز (تموز باللغة العربية) مع خروجه من الحياة السفلي فى الصيف فى رحلة السماح لأخته الذى يحبها بالخروج فى الشتاء فهم يتبادلون الحياة السفلى و الحياة العليا و عندما يعود ديموز بالخروج فى وقت بداية الصيف – الربيع, تفيض أنهر دجلة و الفرات بالمياه و تأتى المياه بعنف و تحدث الفيضانات و يتبعها موسم الصيف و الزراعة و الخير فى وادى الله .. وادى الرافدين.

و فى اقتباس فكرى, من يستطيع البقاء النار أم المياه ؟ فالنار تتصارع مع المياه دوماً و لكنها لا تنتصر, فحتى لو تمكنت النار فى رفع درجة حرارة المياه و تبخيرها فهى تولد من جديد .. تتكثف و تهطل غيثاَ (مطراً) فى انشودة الربيع, و هذه ميثولوجية وادى الرافدين .. كلما اقتربت النهاية ابتدأت البداية, فهى أزلية لا تنتهى إلا بقيام الساعة و من عوامل قيام الساعة هى الفيضانات و الأمطار, إذن, مرة أخرى ديموز يعود من جديد.

تلك مقدمة للحالة الهلامية التى تمر فى وطن آدم, فالعراق دوماً يعطى و لكن ما يُعطى اليه هو الأخذ منه, أى بمعنى يعطى ويؤخَذ عطاؤه منه و المراد أخذ عطاؤه فقط. فهل هذه حالة منطقية؟

الكرم .. أن تكرم أهل البيت و حتى سابع جار. لماذا سابع جار؟ هل هى قضية أخلاقية إنسانية حقاً؟ الإجابة, نعم, و كذلك يمكن ان ينظر لها بالجانب الثانى, الأمن البيتى, فكلما تكرم يبتعد عنك الأعداء, ولكن فى نهاية الطريق يزداد طمعهم .. ياللعجب !!

لقد سمعنا عن خير أمة أخرجَت للناس و شعب الله المختار و لكن لم نسمع بشعب الله المحتار, و هو شعب جديد يعطى و لا يأخذ و يقدم و لا يُشكر, يساعد فى الملمات و يبتعدون عنه فى الأزمات, يُكرِم و لا يُكرَم .. لقد وضعنا الجميع فى حدقة عيوننا و عندما اردناهم وضعوا الملح فى العيون.

أرجوكم لا تعتبوا على, فانى متألم .. فهى معاناة الإنسان و الأرض العراقية اليوم و دمعة لا تسقط " فالفارس حتى فى دمعته كريم". لقد التقيت بكل العراقيين المغتربين, ومن خلال لقائى ببعضهم, عيونهم تحكى قصة الألم و دمعة مستحية السقوط, فنحن لا نروى الأرض بالدموع و إنما بالمياة, فالدمعة مكان النهر و ليس حدقات الأعين.

عندما يتحدث العراقيون اليوم, لديهم كلمة واحدة تردد من افواههم و لكنهم لا ينطقونها .. لماذا؟ .. لماذا؟ و يرتد الصوت إنه الكبرياء و نموت من دونه هى الهزيمة, (فتباً للمستحيل).

الموت هو موت الجسد, والروح هى من تفارق الجسد عندما تحين الساعة ...

و هكذا نحن لا ننظر للماضى فالذى يعطى لا يطالب وهذا قمة الكرم .. الشموخ لنا كشمس العراق ...

‏السبت‏، 05‏ أيار‏، 2012

هيثم هاشم



#هيثم_هاشم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - الجزر المخطوفة -
- -الحسجة-
- النرجسية
- الهجرة و الاغتراب
- قنينة غاز
- الحكم و الكرسى
- الضحوكات
- دعوة لنزع الألغام
- عرس وَّواية
- يوم اُكِلَّ الثور الأبيض
- الإخوان فى قديم الزمان -ومسمار جحا البريطانى-
- العراق و العراقيين والاختراق الديمغرافى
- إنى احلم ( (I have a dream
- من الملهى الى الجامع
- الدنيا كلّها كلّاوات
- تفكير بلا حدود
- السر هو ذلك الشيء الذى لم يحدث بعد
- رأس المال و الرأسماليون
- ابليس بلا حدود
- لإعلام والإعلاميين العرب


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - هيثم هاشم - شعب الله المحتار