أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ريما كتانة نزال - رنا: حكاية وطن جاءها في حقيبة














المزيد.....

رنا: حكاية وطن جاءها في حقيبة


ريما كتانة نزال

الحوار المتمدن-العدد: 3719 - 2012 / 5 / 6 - 09:41
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



اختنق الوطن بأسلافها، فكان أن نمت وتفتحت في فيض من الغربة. فتحت عيونها وقد ورثت هجرة الوطن، لكن الوطن أبى أن يهجرها.. لم تتمكن الصبية من الاستيطان في الوطن، لكن الوطن استوطنها.
البلد البديل الذي احتضن "رنا" وترعرعت فيه عجز عن إدماجها في قنواته. هو بلد كبير ينتقي معانيه لحقوق الانسان وللحرية والديمقراطية والعدالة، أعطاها البلد ما شاءت لكنه عجز عن تبديد غربتها. في المدارس البديلة، عبأت صدرها بقيم جميلة تملأ قلبها بدفء التعابير والمصطلحات، لكنها تكتشف بأن بلد الشتات الذي ورثته يتواطأ على المعاني ويبيعها ويواري الحقائق الساطعة بغربال التمييز، وتتيقن بأن المعاني السامية ليست ملكا للجميع. وتلمس بعقلها والألم يعتصرها نفاق التاريخ وازدواجية معاييره، وتتصاب بالفزع من تجاهل خرائطه لاسم بلدها وشعبها، فتقف مشدوهة ومقهورة أمام التناقض والتفرقة بين النظريات وتطبيقها.
ووضعت يدها على تركتها من هجرة متوارثة، وعرفتها الحقائب الكثيرة على منغصات العيش ومرارته. فالهجرة إرث لا يمكنها رفضه او ردّه.. وأخذت نصيبها الشرعي من ميراث الفقد. تعرفت على وطنها من خلال أخبار عاجلة تُسجى على شاشة التلفاز، ومن بعيد تنفست رائحة خبز التنور والزعتر، وتأصلت هويتها بلكنة أجنبية...
في رحلتها الاستكشافية الأولى لفلسطين طوت السهول الممتدة دون مشقة، وجلست على أكتاف الهضاب دون سابق معرفة .. وبدأت تتعرف على جزئيات الوطن وقضاياه. تخرج من ساعات الصباح لتصافح الايادي المتعبة، وتمارس رياضة الالتفاف الجماعية على الحواجز المدججة.. التحمت في المشهد الخرافي الذي ورثته مع حكاية الاجداد، وانسجمت بشغف المحب مع صوره.
الشابة تبدأ في حياكة ذاكرتها مع اهالي بلعين والنبي صالح، وترتق ثقوبها على هضبة كفر قدوم وقلنديا، وتلمع سطحها بالقرب من القدس ونابلس، وتعمق انتماءها بمشاركة النساء انحناءاتهم المحيطة بجثمان الشهيد.. وببساطة العشرينات وعنفوانها تتخذ قرارها التاريخي بسهولة: تأجيل كل ما يمكن أن يندرج تحت قائمة ما يحتمل التأجيل، وتدرج تحتها عنوانها: الحب والمرح والحياة الملونة الناعمة. وقائمة أخرى أطلقت عليها قائمة الأولويات التي لا يمكن لها أن تحتمل أي تأخير او تسويف، ويتصدرها: قضايا الوطن والنضال من أجل الحرية والاستقلال ومن بينها: الدراسة واستكمال التعمق في هويتها الوطنية وتنقيتها وإزاحة شوائبها... وتضافرت الاادة مع المسببات لتتيح المزيد من الرحلات الاستكشافية التي تختصر المسافات الثقافية.
هذا تعريف موجز "برنا حمادة" فتاة العلم الفلسطيني التي اندفعت به لتواجه بجسدها النحيل آلة القتل والسيطرة، هذه "رنا" التي اعتاد المقاومون على رؤيتها في المناطق الساخنة غير عابئة بالمخاطر. بنت فلسطينية رسمت خارطة طريقها بجدية، تفرح وتحزن مع الناس دون اغتراب أو غربة، لا يفصلها عنهم لكنة أو رطانة. هي الفتاة التي تنتمي الى مدرسة الوطن وتفاصيله وانتماءاته.. تتنقل من مدرسة الأسرى الى معهد مقاومة الجدار والاستيطان.. لتصبح مثالا لبنات البلد. التي تؤمن بأن رسم خارطة الوطن صيرورة حتمية..



#ريما_كتانة_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما تحل ذكرى -ريشيل كوري-
- تماهي الهوية الفكرية اتجاه المرأة في الاحزاب
- استبعاد المرأة عن لجان المصالحة وتفعيل منظمة التحرير
- المراوحة النسائية والثورة على الذات
- الخلاف بين جيش الاحتلال والمستوطنين!
- حلقات العنف المتدحرج في المجتمع الفلسطيني
- النصف الفارغ من كوب المرأة
- الحزن والفرح في فلسطين
- نصف -دزينة- من النساء
- خطاب الرئيس: الى نيويورك
- التأجيل الرابع للانتخابات المحلية..
- هل سيتم الالتفاف على قرار محكمة العدل العليا..!
- ظاهرة اغتيال الشخصية الناجحة
- المصالحة من منظور نسوي
- جمعة هدم الجدار في بلعين
- على هامش -من أوراق العمر-..
- خمس وعشرون عاما على فراق خالد نزال، عن تجربة التعايش مع الفق ...
- مقترحات -توماس فريدمان- من ميدان التحرير
- القتل دفاعا عن -شرف العائلة- يقتل العائلة..!
- رمزية حضور المرأة في مشهد المصالحة


المزيد.....




- “الحكومة الجزائرية توضح”.. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال
- لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو ...
- دراسة: النساء أقلّ عرضة للوفاة في حال العلاج على يد الطبيبات ...
- الدوري الإنجليزي.. الشرطة تقتحم الملعب للقبض على لاعبين بتهم ...
- ” قدمي حالًا “.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في الب ...
- دراسة: الوحدة قد تسبب زيادة الوزن عند النساء!
- تدريب 2 “سياسات الحماية من أجل بيئة عمل آمنة للنساء في المجت ...
- الطفلة جانيت.. اغتصاب وقتل رضيعة سودانية يهز الشارع المصري
- -اغتصاب الرجال والنساء-.. ناشطون يكشفون ما يحدث بسجون إيران ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ريما كتانة نزال - رنا: حكاية وطن جاءها في حقيبة