أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي رغيد الخيرو - الى الاستاذ نهاد كامل: من الممكن ادراك الله من خلال العقل و لكن ما هو الهدف البشري؟















المزيد.....

الى الاستاذ نهاد كامل: من الممكن ادراك الله من خلال العقل و لكن ما هو الهدف البشري؟


علي رغيد الخيرو

الحوار المتمدن-العدد: 3719 - 2012 / 5 / 6 - 03:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الاستاذ نهاد كامل المحترم
في البداية, اسمح لي ان اعرب عن كبير احترامي لسيادتكم لما تفضلتم به من مقالات و افكار تحث على التقدم بالكائن البشري و نبذ الجهل و التعصب الذي هو وباء منتشر في زمننا هذا.

لقد قرأت الكثير من مقالاتكم و قد قررت الرد, للمرة الولى, لاهتمامي الكبير بكل ما يخص العقل و المنطق.
أولا- احب ان اصرح ردا على عبارة "ان وجود الله يخضع للايمان المطلق فقط" المذكورة في مقالكم, و هذا التصريح هو رائي الشخصي, ان وجود الله لا يخضع لشيئ و انما هو وجود يخضع الاشياء لارادته.
ثانيا- ان الله, عز و جل, قد صرح في كتابه الكريم ان الذين يعلمون و الذين لا يعلمون غير متساويين؛ اي ان للعلم قيمة و ليس هراء بهراء. و ان كان للعلم قيمة, فان مقاييس العلم و تخيلات العلماء, التي هية ادواتهم للتفريق بين الحقائق و الاكاذيب لها قيمة ايضا؛ طالما استندت على المنطق الصلب الغير قابل للدحض.
هذا لا يعني ان الله خاضع للعلم او التخيل, و انما يخضعان لارادة الله.
ثالثا- أن الايمان, حسب اعتقادي, ما هوة الا ترسيخ لفكرة, تقبل الشك, يقبلها العقل البشري على انها صحيحة و معتمد على صحتها الى درجة تضمينها مع الحقائق المقبولة. و ما الحقائق المقبولة الا الايمان بما لا نقبل التشكيك به. و الحقيقة ان كل شيئ يمكن التشكيك به.

ان رفض المنطق هو قرار خاطئ لان المنطق هو اداتنا لالتفاهم و التناقش و التفريق بين ما هو صحيح و ما هو خاطئ؛ و لكن رفض عبارة يعتبرها البعض منطقية هو قرار صائب طالما قدمت البراهين المنطقية الدالة على عدم صحة تلك العبارة.
ان رفضك لعبارة: "لكل مصنوع صانع, اذا لكل مخلوق خالق" هو قرار صائب و ان لم تقدم سبب هذا القرار. علماء الدين, في استخدامهم لهذه العبارة, يستعملون مبدا المسبب الكافي؛ اي ان وجود الله كاف لتسبيب وجود الكون. الا ان قاعدة المسبب الكافي تدل على ان وجود الكون لا يدل على وجود الله و قد يكون المسبب شيئا اخر, كتعاون مجموعة من الكائنات على خلق الكون (كما تصرح بعض الديانات) او تفاعل فيزيائي عظيم (كما يصرح بعض العلماء).
و الاجدر بعلماء الدين استخدام قاعدة المسبب الضروري؛ اي ان وجود الله ضروري لوجود الكون, و بالنتيجة فان وجود الكون دليل على وجود الله مع ان وجود الله لا يعني ضرورة وجود الكون.

الان, احب ان اطرح بناءا منطقيا, قد لا ينجح كليا و بدون نقاط ضعف في اثبات وجود الله, الا انه يمتلك من القوة ما يكسبه احقية الذكر.
سأستخدم, كاساس لهذا البناء, قاعدتان منطقيتان معروفتان:
1-قانون السببية: ينص قانون السببية على ان لكل حادث سبب و مسبب. أن هذا القانون هو اول قواعد المنطق, حيث انه يستند على وجود حادث (فبدون حادث لا توجد مادة للتحليل المنطقي) و مسبب (حيث ان غياب المسبب يمنع حدوث الحادث) و سبب (حيث ان قظع السبب يمنع الحادث حتى بوجود المسبب). أن رفض هذا القانون يعني رفض كل العلوم و المبادء و المفاهييم التي توصل اليها الجنس البشري منذ بدا الخليقة.
2- أنا افكر, اذا انا موجود: ان التفكير فعل. و لكل فعل فاعل. و من السليم منح فاعل التفكير هوية "انا" دون الحاجة الى نقاش فلسفي حول قيمة وجود "انا" و ماهية التفكير.

بدءا من القاعدة الثانية, الانسان لايستطيع اثبات اي شيئ سوى وجود نفسه بمساوات كيانه مع هوية المفكر "انا". و بما ان التفكير يتضمن حقائق و اكاذيب, وقائع و اوهام؛ فيمكننا ان نفرض ان كل شيئ هو وهم, و ان كل ما حولنا و كل ما نشعر به و كل المدخلات الحسية هي مجموعة من الاوهام.
أن سبب وجود الاوهام و الافكار هو فعل التفكير. و مسبب الاوهام و الافكار هو الوجود "انا"؛ اذا "انا" قادر على تسبيب و جود كائنات اخرى, الاوهام و الافكار. الا ان كل ما هو مسبب من خلال وجود "انا" لا يمكن ان يكون المسبب لوجود "انا"؛ اذا "انا" غير قادر على تسبيب وجود نفسه. و ان كانت النفس غير قادرة على تسبيب النفس؛ فانها غير قادرة على تسبيب وجود ما يساويها او يفوقها في القيمة الوجودية.
أقف هنا لتعريف القيمة الوجودية: هي قيمة تخص الوجود و تحدد قدرته على تسبيب وجود كائنات اخرى. فالافكار غير قادرة على تسبيب وجود اي شيئ و ان امتلكت القدرة على التئثير بوجود "انا" و كل وجود اخر قادر على التفكير؛ اذا فهية, الافكار, ادنى بالقيمة الوجودية من "انا". و الوجود "انا" غير قادر على تسبيب وجود اي كائن قادر على التفكير حيث ان التفكير هو دليل وجود "انا" و تسبيب التفكير يعني القدرة على تسبيب "انا" و هذا غير ممكن.

من هنا يتضح انه لا خيار لدي سوى تقييم وجود "انا" لاني افكر و لا يوجد شيئ اتفكر فيه سوى "انا".
"انا" هو وجود, و هذا الوجود محدود؛فالاستمرار بانكار الجسم و حاجاته, لان اثبات وجود الجسم غير ممكن, سيقود الى ضعف و انعدام التفكير, و بالنتيجة انعدام الوجود. أذا فان "انا" ليس وجودا دائما و انما وجود مؤقت محكوم بالارتباط مع الجسم. أذا فالجسم موجود و عليه فان المدخلات الحسية موجودة, و ان كان مدى صحة هذه المدخلات غير مؤكد.
, بما ان وجود "انا" محكوم بوجود الجسم, و وجود الجسم محدود بالولادة و الوفاة؛ فان وجود "انا" محدود و مؤقت.
و ان كان وجود "انا" له بداية (حادث الولادة)؛ اذا فوجود "انا" يستلزم مسبب و سبب. و هذا المسبب يجب ان يكون اعلى من "انا" بالقيمة الوجودية. و هذا المسبب لا يحتاج الى التفكير كدليل على وجوده, و بالتالي يمكنه منح التفكير و تسبيب وجود "انا".
سنمنح مسبب وجود "انا" هوية "هو".

الى هذه المرحلة, تمكننا من اثبات وجود النفس و الجسم بالضرورة. تمكننا من اثبات وجود الافكار, كائنات ادنى بالقيمة الوجودية, كنتيجة لفعل التفكير الدال على وجود "انا". و تمكننا من اثبات وجود "هو", كائن اعلى بالقيمة الوجودية, كضرورة لتسبيب وجود "انا" المؤقت.
و بما ان "هو" مسبب لوجود "انا" المحكوم بوجود الجسم فان قدرة "هو" تفوق منح التفكير و تتضمن القدرة على تكوين و التحكم بالمادة و الطاقة.
الوالد و الوالدة لا يساويا "هو" حيث انهما لم يمنحان قدرة التفكير و لا يمتلكان القدرة على تكوين و التحكم بالمادة و الطاقة و انما وجود "انا" تحقق من خلالهما و ليس بارادتهما.

ان كان وجود "هو" مؤقتا, استلزم مسببا لوجوده. و المسبب الثاني, ان كان مؤقتا ايضا, يستلزم وجود مسبب ثالث؛ حتى الى ان نصل الى مسبب دائم الوجود, لا يستلزم مسبب و لا فعل دال على الوجود. يمكن ان نمنح المسبب الدائم هوية "هو" و اعتباره مسببا غير مباشر (او مباشر) لوجود "انا".

الى هذه المرحلة, لقد حصلنا على خمس صفات لالوجود "هو": دوام الوجود (الخلود), انتفاء الحاجة (الصمود), القدرة على منح التفكير (الخلق), القدرة على تكويين المادة و الطاقة (التكويين), القدرة على التحكم بالمادة و الطاقة (السيطرة).

قد يقول البعض ان تساوي خمس صفات غير كاف لاثبات ان "هو" يساوي "الله", الا اني اصرح و بكل ثقة, ان الاستمرار على اكمال هذا البناء المنطقي سيقود الى استنتاج جميع صفات الله منطقيا دون الحاجة الى كتاب مقدس او عالم ديني ليخبرنا بها. و السبب الذي يمنعني من اكمال هذا البناء المنطقي ليس العجز و لكن اكمال هذا البناء يحتاج الى كتاب و لا تكفي مقالة صغيرة لذلك.
ألا اني سافترض قدرة القارء على اكمال البناء بنفسه و لذا ساتعدى ما يستلزم اكماله لاثبات ان "هو" يساوي "الله" الى سبب تسبيب وجود "انا", و الذي هو امر في غاية الاهمية.
لماذا خلق الله البشر؟
قال الله في كتابه ان البشر خلقوا ليعبدوه! و لكن ان اراد الله منا ان نصلي له, نشكره و نسبح بحمده طوال الوقت فالملائكة يقومون بذلك على اكمل وجه. لماذا منحنا القدرة على الكفر و العصيان بينما اراد منا العبادة؟
الجواب ان الاية الكريمة لا تدل على سبب خلق البشر بل على الغاية التي عليهم تحقيقها خلال وجودهم. و الا لماذا يخلق من البشر من سيكفر به؟ اليس انقطاع السبب امر يلغي الحدث؟
ان الله لا يحتاج الى عبادتنا فلماذا يطالب بها؟
الجواب هو ان لخلق البشر هدف يتحقق من خلال العبادة و ليست العبادة نفسها.
, بما ان العبادة عملية غير معرفة بشكل قاطع و يتجادل في تعريفها الكثير, فان معرفة الهدف البشري ,الذي يريد الله منا تحقيقه من خلال العبادة, سيسهل معرفة العبادة نفسها.
ساناقش الهدف البشري و علاقته بالعبادة في مقالة اخرى قد انشرها اذا لم يستطع احد البرهنة, بصورة منطقية, علىاي نقطة ضعف في البناء المنطقي المذكور اعلاه.
أشكر الجميع لمتابعة القرائة حتى النهاية.



#علي_رغيد_الخيرو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف موقع اسرائيلي حيوي ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي رغيد الخيرو - الى الاستاذ نهاد كامل: من الممكن ادراك الله من خلال العقل و لكن ما هو الهدف البشري؟