أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس ولد القابلة - الأمن الاجتماعي مسؤولية من؟














المزيد.....

الأمن الاجتماعي مسؤولية من؟


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 3718 - 2012 / 5 / 5 - 21:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من المعلوم أن أغلب وسائل إعلامنا المرئية والمسموعة والمكتوبة، تهتم بالأحداث، في حين أن بعضها يعطي الأهمية الأولى للأشخاص وعوراتهم علماً أن الأحداث الساخنة و "التي في ميكتها" كما يُقال، وذلك على اعتبار أنها وصفة أو وجبة إخبارية ومعرفية تشبع فضول الساعين للإطلاع على التفاصيل المملّة "من طاق طاق حتى السلام عليكم". لكن يُقال بأن وراء الأحداث (غير الكوارث والنوازل الطبيعية طبعاً) من قام بها، أي أن لكل فعل فاعل. والفاعل في الكثير من الأحيان إنسان. ومن المفترض أن تكون الأحداث دروساً وعبر مجانية للقائمين على أمورنا ولعموم الناس. وأغلب الأحداث التي استأثرت باهتمام الإعلام مؤخراً، هي مرتبطة بشكل أو بآخر بالأمن الاجتماعي.

إن حصة الأسد من الأخبار والمواضيع التي تطالعها في مختلف وسائل الإعلام تحولنا على الخلل الاجتماعي الذي أضحى سيمة عصرنا الحالي يعاني منه واقعنا الاجتماعي. وتظهر بعض معالم هذا الخلل الاجتماعي في بروز ظاهرة الانتحار بشكل لم يسبق أن عاينه مجتمعنا من قبل. ويظهر ذلك الخلل أيضاً في تعدد أنواع وحالات الانحرافات الاجتماعية والسلوكية.
من الأكيد أن الانتحار ينمّ بالأساس عن خلل اجتماعي ما دفع إلى هذا الخيار البائس.

كما أن العنف والاستخدام المفرط للقوة في التعاطي مع النضالات والاحتجاجات وبمناسبة التصدي لمشكلات أسرية أو اجتماعية أو مالية تعد هي كذلك من مظاهر الخلل الاجتماعي، معلنة التحول الاجتماعي الكبير الذي أضحى يطغى اليوم على نهج التعامل مع هذه النوعية من الأزمات والمشاكل. لكن هل القائمون على أمورنا –محلياً ووطنياً- يهتمون فعلاً، من مختلف مواقعهم ومجالاتهم، مسألة الأمن الاجتماعي بالوجهة الصحيحة والطريقة السديدة والنهج المجدي؟

على هؤلاء أن يعلموا –أولاً وقبل كل شيء- أن الأمن الاجتماعي لا يصنع بالتوجيهات والأوامر وإنما يُنال بمشروع اجتماعي واضح المعالم ومحدد المقاصد، أي مشروع مبني على استيعاب التفاعل الموضوعي مع مختلف مكوّنات الظاهرة المجتمعية للتمكن من إفشال كل المخططات ترويج الانحراف وتكريس الفساد في ربوع البلاد. ولعل من أهم القواعد الواجب العناية بها هي أن اللامبالاة الاجتماعية تجاه الفساد والانحرافات، تعتبر تقصيراً واضحاً وحقيقياً بحق المجتمع وحق الوطن والمواطنين، وضربة غادرة من الخلف بالنسبة لمستقبل الأجيال القادمة –أي النيل من المستقبل.

ولعل إشكالية المخدرات إحدى المشاكل التي تبرز الأهمية البالغة للاعتناء بقضية الأمن الاجتماعي. وفي هذا الإطار تنكشف فداحة التساهل مع مروجي المخدرات والسموم البيضاء، مما يجعلهم يبحثون عن أساليب أكثر ملاءمة وأماناً لترويج سمومهم، لذا فإن التصدي لهذه الآفة مسؤولية الجميع وليس مقصورة على المصالح الأمنية والإستخباراتية في واقع الأمر إن ملاحقة المنابع الأصلية للفساد وترويج المخدرات، مسؤولية الجميع، وبذلك يتوجب أن يتحول كل مواطن إلى عين ساهرة على أمن البلاد والعباد، هذا هو السبيل الأكثر فعالية وجدوى من كل الترتيبات الزجرية والعقابية والتقنيات البحثية والبوليسية.

ومهما يكن من أمر، إن الأمن الاجتماعي، هو في الحقيقة، نتاج درجة التوازن ومستوى الطمأنينة التي يشعر بها المواطن، وفي تكامل العلاقات وسلامتها. ولقد سبق لعالم الاجتماع "دوركهايم"، أن نعت المجتمع مفكك العلاقات ولا تتناسب فيه مصالح أفراده، ويفتقد القدرة على ضمان وترابط مختلف أجزاءه، أقول سبق وأن نعته بـ "المجتمع الأنومي". وكان هذا المجتمع نتيجة اعتماد سياسات وتدابير وإجراءات لا تؤدي إلى تحقيق الأمن الاجتماعي، سيما إبعاد إشراك قاعدة اجتماعية واسعة في تدبير الأمور، وكذلك في الاستفادة من الثروات الوطنية ومقدوراتها.
لذا إن مفهوم الأمن الاجتماعي لن يتأتى بمركزة الثروات والظلم والجور في توزيعها ومن الاستفادة من كل ما توفره مؤسسات الدولة.

وبالتالي إن الجميع مطالب اليوم –أكثر من أي وقت مضى- وكل من خندقه، إلى العمل الجاد على بلورة مشروع وطني متكامل، يزرع الوعي ويحصن أفراد المجتمع ضد الانحرافات والأخطار، ولعل أوّل خطورة على درب بلورة مثل هذا المشروع، ضرورة الإقرار –ليس خطاباً وإنما على أرض الواقع المعيش- بمستوى مقبول من العدالة الاجتماعية تدعو إلى الاطمئنان على الغد. هذه هي أول مقومات الأمن الاجتماعي الشامل.
فهل هذا هو واقعنا؟
"اللهم لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه"



#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصفر كثير عليها
- دولة الرفاهية بالمغرب حُلم بعيد المنال
- سخط أم يأس؟
- مازلنا نتوق للكرامة وللعيش الكريم
- -كلاّ وموازينو-
- هل من معنى للصالح العام عند القيمين على أمور المغرب؟
- غريب أمر جامعة ابن طفيل -من لا يستحيي فليفعل ما يريد-
- لماذا تُصر النيابة العامة على حفظ الشكايات ضد رجال السلطة؟
- هل مستقبلنا لازال يتضمن بدرة أمل لتحسين واقع الحال؟
- براءة السد راوي ورفاقه أسقطت الأقنعة والآن لا مناص من التقصي ...
- الشعب يريد...
- بهدلة حقوق الإنسان خلال يناير 2012 بالمغرب
- برنامج الحكومة بين الجدة ونسخ ما سلف: مازالت حليمة على عادات ...
- من صلب الديمقراطية
- نحن في وضع لا نحسد عليه
- نحصد ما زرعنا معضلتنا المستدامة افتقارنا للرؤية
- على هامش منع مجلة -لكسبريس- و-لونوفيل أوبسيرفاتور- الفرنسيتي ...
- هل سيبقى -المصباح- مضيئاً أم سرعان ما ستنطفئ فتيلته؟!
- لماذا أنار -المصباح- القنيطرة لما انكسر -الميزان- ودبلت -الو ...
- هل ستكون انتخابات 25 نونبر حاسمة فعلا؟ أم أن الجبل تمخض لينج ...


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس ولد القابلة - الأمن الاجتماعي مسؤولية من؟