أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - الطفل والسياسة














المزيد.....

الطفل والسياسة


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3718 - 2012 / 5 / 5 - 04:14
المحور: الادب والفن
    



لعلّ هذا العنوان يبدو استفزازياً، صادماً، بعض الشيء، لأول وهلة،لاسيما أنه يشيرعلانية إلى العلاقة بين الطفل والسياسة، العلاقة التي كانت أمات كلاسيكيات الكتب التربويه تنظرإليها بحذروريبة كبيرين، بل إنها كانت تشدِّد صراحة على ضرورة عزل الطفل عن دائرة السياسة، لأن لها مقاييسها، المتبدلة الزئبقية، المتنافية مع جوهرالثوابت المسلَّم بها، أو البدهية، التي ينبغي أن تكون أسّ ونواة الغذاء المعرفي المقدم للطفل.

لقد كتب كثيرون من الأدباء والإعلاميين المعنيين بشؤون ثورات المنطقة، عن انخراط الطفل في الثورة، على نحو تلقائي، وكان الطفل هو أول من فاجأ أسرته في هذه الثورات - أيان كانت- عندما باغتهم برفع شارة النصر، أو ترديد الهتاف، بلثغته الآسرة، ذات الإيقاع الخاص، متأثراً بمن حوله، بل بات يرددأسماء ما، يطلق حكم القيمة فيها، ليكون للطفولة موقفها مما يجري، ولعل من أجمل ما روي عن أحد الأطفال الذين منعه ذووه لصغرسنه من مشاركتهم في التعبيرعن موقفهم، أنه قال:أيان منعتموني من المشاركة خوفاً من إطلاق النار، فإني سأطلق دموعي....!.

وإذا كان واضحاً، أن الطفل وبفطريته، دخل لجَّة هذه الثورات دافعاً ثمن موقفه البريء حياته، ودمه، فإن ثورات المنطقة –عموماً- شهدت مشاركة أولى، متميزة، من قبله، ولدواع وأسباب خارجة عن يديه، فهولم يشارك فيها ترفاً، ولاحبَّاً في محاكاة الكبار،كما يمكن لعلم نفس الطفل أن يعلل ذلك، إذ طالما كان للطفل عالمه، وحرمته، الخاصان، أثناء الأحداث والمعارك الكبرى، بل كان مكرهاً في كل ذلك، وهذا تماماً، ما وضعت الأصبع عليه، الكاتبة المصرية ثريا عبدالبديع، في المهرجان القرائي للطفل، في الشارقة، و الذي انتهى، قبل يومين، حيث قالت في محاضرة لها ما معناه: ماعاد بإمكان الطفل الصغيرالذي فقد أخاه، أو أخته، أو أمه، أو أباه، أوعمه، أو صديقه، أو جاره، أن يظل في حرز عما يتم من حوله، في غمرة ثورات المنطقة"....".

وللحقيقة، فإن السياسة، لم تعد ذلك التابو المحرم أمام الطفل، لاسيما وأنه بات يعيش الثورة، باعتبارها معطى سياسياً- كما أن الثورة نفسها، تعيشه، في حالة فريدة، لأن صوت الشارع يصله، من نافذة بيته، أو غرفة نومه، بل إن ثورة وسائل الاتصال الهائلة، والمعلوماتية، التي هدمت الجدران بين سكان الكرة الأرضية، لم تستثن عالم الطفل من ذلك، لأنه داخل هذا الفضاء الكوني المفتوح، ولا مناص له من التأثيرات التي تمارس فعلها، على نحو منظم، حيث بات يشاهد أخبارالزلازل، والحروب، كما غيرها من الأخبار، سواء أكان من خلال شراكته في تلقيها، مع أسرته، أو أقرانه، أو من خلال إمكان التفاعل معها، منفرداً، عبرحاسوبه المرتبط بالشبكة العنكبوتية، بل إنه في ظل تغييب الرائي، أو الحاسوب عنه-كما قد يفعل بعضهم معه- يستطيع تلقي مايريد من المعلومات عبرجهاز موبايله الشخصي...!

ولعل أجمل ما رمت إليه الكاتبة عبدالبديع في محاضرتها تلك، هوأنه أمام فرض الطفل نفسه في ميدان السياسة، فإنه من الممكن أن نسمي بطلة هذه القصة" الحرية"، على سبيل المثال، ونسمي الأخرى" العدالة" أو حتى "الديمقراطية"، وهوضروري حقاً، كي يتم التأسيس لمداخل صحيحة للطفل إلى عالم السياسة التي صارت جزءاً من الحياة، والثقافة، وغدا لامناص منها البتة.



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة الطفل وتحديات التكنولوجيا
- أكرم كنعو في عليائه هناك..!
- سورياإلى أين؟ -2
- أول انتخابات ديمقراطية للكتاب السوريين وفوز أربعة كتاب كرد
- ثورة القراءة
- بين الصورة والصورة المعاكسة : الشرق والغرب مرة أخرى
- إبراهيم محمود في تلويحته المنكسرة
- شخصية- الدسَاس- في الأدب
- أزمة -شخصية البطل-
- صناعة التفاؤل
- مابعد إسفين -مؤتمراستنبول الأخير-و-الضحية جلاداً-
- يوم للأرض يوم للحلم والخلاص
- مسرحية سورية-سوناتا للربيع-في أيام الشارقة المسرحية تدعو إلى ...
- قصيدة النثرفي انتظارمهرجانها:آن الأوان للإعلان عن بنوة هذا ا ...
- الرّّّقّة ترحب بكم
- الحسكة ترحب بكم
- صناعة الخوف
- مؤتمرات للبيع...!
- مفهوم الطليعة: إعادة نظرفي ظل الثورة السورية
- عام على الثورة السورية بعيون كوردية .. أجوبة إبراهيم اليوسف


المزيد.....




- “اعتمد رسميا”… جدول امتحانات الثانوية الأزهرية 2024/1445 للش ...
- كونشيرتو الكَمان لمَندِلسون الذي ألهَم الرَحابِنة
- التهافت على الضلال
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- الإيطالي جوسيبي كونتي يدعو إلى وقف إطلاق النار في كل مكان في ...
- جوامع العراق ومساجده التاريخية.. صروح علمية ومراكز إشعاع حضا ...
- مصر.. الفنان أحمد حلمي يكشف معلومات عن الراحل علاء ولي الدين ...
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- شجرة غير مورقة في لندن يبعث فيها الفنان بانكسي -الحياة- من خ ...
- عارف حجاوي: الصحافة العربية ينقصها القارئ والفتح الإسلامي كا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - الطفل والسياسة